مـــصـــرف الــمـــــتـــــرادف ...

المعلم المسؤول

عضو ذهبي

معلومات العضو

إنضم
4 مارس 2010
النقاط
18
الإقامة
السعودية
نشاط المعلم المسؤول:
178
0
8
  • مـــصـــرف الــمـــــتـــــرادف ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:


حياكم الله وبيّاكم جميعا ، وغفر الله لي ولكم ، ستكون هذه الصفحة بحول الله وقوته منزلا لتدارس المترادف من الألفاظ ... ولمعلميّ اللغة العربية إثراء الموضوع خاصةً وأنهم يواجهون المترادف في معظم دروس القراءة والمطالعة على شكل أسئلة في نهاية كل درس ... ولا مانع من وضع بعض هذه الكلمات هنا والتباحث في حلّها ...


سأجمع مقدمة من عدة مصادر لموضوع الترادف قبل البدء بعرض الألفاظ .



أولاً تعريفه:


أ - تعريفه في اللغة: قال ابن فارس - رحمه الله -: (الراء والدال والفاء أصلٌ واحد مطرد، يدل على اتباع الشيء؛ فالترادف التتابع، والرديف الذي يرادفك).


ب- وفي الاصطلاح: عرف بعدة تعريفات متقاربة: منها ما عرفه به الجرجاني حيث قال:


1- (المترادف: ما كان معناه واحداً، وأسماؤه كثيرة).


2- وعرفه بتعريف آخر فقال: (الترادف: هو عبارة عن الاتحاد في المفهوم، وقيل: توالي الألفاظ المفردة الدالة على شيء باعتبار واحد).


3- وعرفه - أيضاً - بقوله: (المرادف: ما كان مسماه واحداً، وأسماؤه كثيرة، وهو خلاف المشترك).


4- وقال السيوطي: (قال الإمام فخر الدين: هو الألفاظ المفردة الدالة على شيء واحد باعتبار واحد).


5- وقيل: هو ما اتحد معناه، واختلف لفظه.


ومن أمثلة ذلك: السيف، والباتر، والمهند وغيرها كلها ألفاظ تدل على مسمى واحد.



ثانياً: سبب التسمية:


قال الجرجاني عن سبب التسمية: (المترادف ما كان معناه واحداً، وأسماؤه كثيرة، وهو ضد المشترك؛ أخذاً من الترادف الذي هو ركوب أحد خلف آخر، كأن المعنى مركوب، واللفظين راكبان عليه كالليث والأسد).



ثالثاً: فوائد المترادف:


لوقوع المترادف - عند القائلين به - فوائد عديدة ترجح ما ذهبوا إليه، وترد على من يقول بمنع وقوعه، ومن تلك الفوائد ما يلي:


1- أن تكثر الوسائل إلى الإخبار عما في النفس؛ فإنه ربما نسي أحد اللفظين، أو عسر عليه النطق به.


وكان واصل بن عطاء ألثغ، فلم يُحفظ عنه أنه نطق بالراء، ولولا المترادفات تعينه على قصده لما قدر على ذلك.


2- التوسع في سلوك طرق الفصاحة، وأساليب البلاغة في النظم والنثر؛ وذلك لأن اللفظ الواحد قد يتأتى - باستعماله مع لفظ آخر - السجعُ، والقافيةُ، والتجنيس، والترصيع، وغير ذلك من أصناف البديع، ولا يتأتى ذلك باستعمال مرادفه مع ذلك اللفظ.


3- المراوحة في الأسلوب، وطرد الملل والسآمة؛ لأن ذكر اللفظ بعينه مكرراً قد لا يسوغ، وقد يُمَجُّ، ولا يخفى أن النفوس موكلة بمعاداة المعادات.


4- قد يكون أحد المترادفين أجلى من الآخر؛ فيكون شرحاً للآخر الخفي.


وقد ينعكس الحال بالنسبة إلى قوم دون آخرين.


5- قد يكون أحد اللفظين أنسب للمقام من الآخر: وذلك كأن يكون في أحدهما غضاضةً، أو تعبيراً لشخص؛ فيُعْدَل عنه إلى اللفظ الآخر الذي ليس فيه غضاضة؛ فيؤدى الغرض ولا يخفى في ذلك من الذوق دون إساءة أو لمز ومراعاة المشاعر.



رابعاً: المؤلفات في المترادف:


ألف في المترادف مجموعة من العلماء، منهم العلامة مجد الدين الفيروز بادي صاحب القاموس، حيث ألف كتاباً سماه (الروض المسلوف فيما له اسمان إلى ألوف).


وأفرد خلق من الأئمة كتباً في أشياء مخصوصة؛ فألف ابن خالويه كتاباً في أسماء الأسد، وكتاباً في أسماء الجنة.


أما الكتب التي تحدثت عن المترادف ضمناً فكثيرة، ومنها المزهر للسيوطي، حيث خصص النوع السابع والعشرين منه في معرفة المترادف.
 
التعديل الأخير:

زهرةالسعودية

مشرف(الصفوف العليا)

معلومات العضو

إنضم
8 أبريل 2010
المشاركات
624
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
تبوك
بارك الله فيك أخي الكريم
سبق أن شاركت بموضوع مشابهه باسمي بالمنتدى العام
لكن لايمنع ذلك من المشاركه هنا
والتي سأضيفها قريبا بإذن الله
شكرا لجهودك
 
التعديل الأخير:

زهرةالسعودية

مشرف(الصفوف العليا)

معلومات العضو

إنضم
8 أبريل 2010
المشاركات
624
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
تبوك
هنالك مدرستان احداهما تقول بوجود الترادف في اللغة ومن اعلامها الاصمعي الذي قيل له(نراك شمرت في الغريب يا اصمعي) فقال (و كيف لا اشمر في الغريب و قد حفظت للحجر سبعين اسما).
اما المدرسة الاخرى فترى الا وجود للمترادفات و ان لكل شيئ اسما واحدا و كل ما غيره صفات و احوال و على مقدمة هذه المدرسة ابن جني و شيخه ابو علي الفارسي، فهم يرون ان كل تغاير في بناء الكلمة و اصواتها يوجب زيادة في المعنى، ان زيادة فزيادة و ان نقصا فنقص. و من ذلك الفرق مثلا بين (تثاقلتم) الخفيفة و زيادة دلالة المعنى في قوله تعالى(مالكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله إثّاقَلُتم الى الارض)
انظر:
-الفروق اللغوية بوهلال العسكري
-الاشباه و النظائر.
-الإعجاز البياني لعبد القاهر الجرجاني.
_الخصائص لابن جني
الفرق بتسكين الراء وفتح الفاء لاحمد بن فارس
هذا ولي إضافات قريبة بإذن الله
دمتم بود
 

زهرةالسعودية

مشرف(الصفوف العليا)

معلومات العضو

إنضم
8 أبريل 2010
المشاركات
624
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
تبوك
الترادف عند أهل اللغة
يقتصر الترادف في رأي المحدثين على نوع واحد , بل وجدوا أن ثراء لغتنا او ثراء الأمور التي تعبر عنها استدعى وجود أنواع متعددة له حددتها الكيفيات التي يتم من خلالها التطابق بين التعبيرين . وقد ذكروا من هذه الأنواع الترادف الكامل الذي يعني تطابق اللفظين بصورة تامة من دون أن يشعر أبناء اللغة الواحدة بأي فارق بينهما , وما يستتبع هذا من عدم التحرج من
تحقيق المبادلة بين المترادفين في كل السياقات . ونحن لا نتفق مع اللغويين حول وجود هذا النوع من الترادف , وإذا ما تم هذا الاتفاق , فينبغي أن نعتقد بندرته نظراً لما للسياق من دور في منح كل كلمة استقلالها مهما بدت درجة التطابق بينها وبين مرادفاتها , وما يعني هذا من عدم تيسر حدوث المبادلة بين كلمتين ضمن موقع واحد . وللمزيد من تأكيد رأينا نسائل احمد مختار عمر عن سبب عدم برهانه على وجود هذا النوع من خلال تقديمه مثالاً واحداً يرتبط به . كما ذكروا من هذه الأنواع شبه الترادف , ويقصد به تقارب اللفظين تقارباً شديداً إلى درجة يتعذر فيها الا على المختصين التفريق بينهما , فيتم تداولهما دون تحفظ . ومثل على ذلك في العربية بالكلمات سنة عام حول , هذا وان وجد احمد مختار عمر أنها وردت ضمن مستوى واحد في القرآن . وربما ثبت لنا ذلك حين فسر ابن كثير كلمة حول بالسنة . كما تبين أن المعاجم لم تشر إلى فارق محدد بين هذه الكلمات . فقد اكتفى على سبيل المثال كل من معجمي القاموس المحيط ولسان العرب بتفسير كل كلمة بالآخرى . إذ جاء في القاموس المحيط ( السنةُ العامُ ) وجاء في لسان العرب ( العامُ : الحولُ يأتي على شتوة وصيفية ) . كما جاء في اللسان ( الحَولْ : سنة بأسرها ) إلا أن أبا هلال العسكري اورد في ( الفروق في اللغة ) فارقاً بين العام والسنة , اذ رأى ان العام جمع ايام , والسنة جمع شهور , واحتج لذلك بانه حين كان الرنج اياماً لا شهوراً اطلق عليه عام الرنج بدلاً من سنة الرنج . كما اضاف فارقاً آخر بين الكلمتين تحدد في ان العام يستخدم للدلالة على وقت لامر معين , ولذا يقال عام الفيل بدلاً من سنة الفيل . وبناء على ما ذكر العسكري ربما يتم البرهان من جديد على ماسبق ان اشرنا اليه من تعذر وجود ما يطلق عليه الترادف الكامل , وعلى حتمية وجود فارق ولو كان طفيفاً بين الكلمتين , لكن هذا لا يعني من جانب آخر ضرورة تجاوز الدلالة على الفترة الزمنية الواحدة التي تحملهما كلمتا العام والسنة . وذكر من انواع الترادف ايضاً التقارب الدلالي الذي يتحقق حين تتقارب المعاني لكن مع وجود اختلاف بين لفظ وآخر في ملمح مهم على الاقل , وذلك ما يتجلى بوضوح في الحقول الدلالية وبخاصة حين تم تضييقها وقصرها على اعداد محدودة من الكلمات . ويمكن التمثيل على ذلك في العربية بكلمتي رؤيا وحلم : فقد جاءفي اللسان ( الرُّؤيا : ما رأيته في منامك ) كما جاء فيه ( الحُلْمُ والحُُلم الرؤيا ) واذا ما ظهر ابن منظور من خلال ما سبق قد وحد بين الكلمتين فان هذا لم يكن الا في البداية , اذ انه ما لبث ان فرق بينهما عندما اشار الى ان الرؤيا تغلب على ما يراه الانسان من الخير والشيء الحسن , والحلم يغلب على ما يراه من الشر والقبيح . كما ان من امثلة ذلك في الانكليزية : CRAWL -SKiP -HOP- RUN -W A L K - اذ جاء في معجم المورد ان الاولى تعني يمشي , والثانية يركض , والثالثة يثب وبخاصة على قدم واحدة , والرابعة يتخطى , والخامسة يزحف , ولا شك في ان كل هذه الكلمات تنطوي على تقارب في المعنى من حيث كونها تستخدم للدلالة على حركة كائن حي يستخدم ارجله , الا ان عدد الارجل وكيفية الحركة وعلاقة الارجل بالسطح الملامس تشكل شروطاً لحدوث التفاوت بين لفظ وآخر . وهناك ايضاً الترادف الاشاري , ويقصد به اتفاق لفظين او اكثر في المشار اليه الذي ينبغي ان يكون واحداً . ومن امثلة هذا النوع المصطفى والمختار والبشير التي تشير جميعها الى النبي محمد . وقد جاء حول المعاني اللغوية للكلمات الثلاث في لسان العرب ( والاصطفاء : الاختيار , افتعالٌ من الصفوة . ومنه : النبيُّ , ص , صَفْوَة الله من خلقه ومصطفاه , ) ( والاختيار : الاصطفاء وكذلك التخير . ) اما كلمة بشير فربما اختلف امرها في المعاجم عن الكلمتين السابقتين لانطوائها على معنى آخر هو التبشير ( والبشير : المبشر الذي يبشر القوم بامر خير او شر . ) وبذلك نتفق مع المؤلف حول كون الترادف الاشاري لا يتأتى الا بمراعاة السياق الثقافي وقربه الاكبر الى البحث التخاطبي منه الى البحث الدلالي , لانه اذا ما تمت العودة الى الكلمات الثلاث السابقة , وجدنا ان معانيها اللغوية اعم من ان تختص بالاشارة الى النبي محمد , لكن تلك الكلمات اكتسبت ترادفها الاشاري بناء على الايمان بانه اصطفي واختير لتبليغ ما امر به , وتبشيره بالدين الاسلامي . ومن امثلة الترادف الاشاري ايضاً ذلك الواقع بين اسماء الله الحسنى كالملك والقدوس والرحمن والرحيم , وهي اكتسبت ترادفها المذكور بحكم كونها مستخدمة للدلالة على الذات الالهية . هذا على الرغم من ان المعنى اللغوي لكل كلمة يجعلها تنفرد بصفة خاصة من صفات الله كالملك والطهارة وسعة الرحمة . فقد جاء في اللسان حول كلمة ملك ( الملك هو الله , تعالى وتقدس , ملك الملوك له الملك وهو مالك يوم الدين وهو مليك الخلق اي ربهم ومالكهم . ) وجاء حول كلمة قدوس ( القدس تنزيه الله تعالى , وهو المتقدس القدوس المقدس . ويقال القدوس فعول من القدس , وهو الطهارة , ) . وجاء حول كلمتي الرحمن والرحيم اللتين تمايزتا ايضاً من حيث الخصوصية والشمولية في دلالتيهما ( والله الرحمن الرحيم : بنيت الصفة الاولى على »فعلان « لان معناه الكثرة , وذلك لان رحمته وسعت كل شيء وهو ارحم الراحمين , فاما الرحيم فانما ذكر بعد الرحمن لان الرحمن مقصور على الله عز وجل , والرحيم قد يكون لغيره ) ويجدر بالذكر ان بعض العلماء القدامى فطنوا الى هذا النوع من الترادف وان لم يعرف عندهم بهذا الاسم . اذ نعتوا الالفاظ المترادفة اشارياً بانها مترادفة في الذات ومتباينة في الصفات , ونعتها البعض الآخر بالالفاظ المتكافئة .‏
 

معاذ

عضو جديد

معلومات العضو

إنضم
29 أبريل 2010
المشاركات
1
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
متترادفات وفروق

“العقب” و”الولد”:

ان عقب الرجل أولاده الذكور والاناث وأولاد بنيه من الذكور والاناث، إلا انهم لا يسمون عقبا الا بعد وفاته.


الولد والسبط

الفرق بين “الولد” و”السبط”: ان اكثر ما يستعمل السبط في ولد البنت، ومنه قيل للحسن والحسين رضي الله عنهما: سبطا رسول الله “صلى الله عليه وسلم”، وقولنا سبط يفيد انه يمتد ويطول، وأصل الكلمة من السبوط وهو الطول والامتداد، ومنه قيل الساباط لامتداده بين الدارين، والسبط: شجر سمي بذلك لامتداده وطوله.


البعل والزوج

الفرق بين “البعل” و”الزوج”: ان الرجل لا يكون بعلا للمرأة حتى يدخل بها، وذلك ان البعال النكاح والملاعبة، ومنه قوله عليه السلام: “ايام أكل وشرب وبعال”.

وأصل الكلمة القيام بالأمر، ومنه يقال للنخل اذا شرب بعروقه ولم يحتج الى سقي: بعل، كأنه يقوم بمصالح نفسه.



الصاحب والقرين

الفرق بين “الصاحب” و”القرين”: ان الصحبة تفيد انتفاع احد الصاحبين بالآخر، ولهذا يستعمل في الآدميين خاصة فيقال: صحب زيد عمرا، وصحبه عمرو، ولا يقال: صحب النجم النجم أو الكون الكون، وأصله في العربية الحفظ، ومنه يقال: صحبك الله وسر مصاحبا أي محفوظا، وفي القرآن “ولا هم منا يصحبون” أي يحفظون.

وكلمة القرين تفيد قيام احد القرينين مع الآخر والجري على طريقته وان لم ينفعه، ومن ثم قيل للبعيرين يشد احدهما الى الآخر: قرينان.



الفرق بين “المولى” و”الولي”:

ان الولي هو المعان والمعين تقول: الله ولي المؤمنين أي معينهم والمؤمن ولي الله أي المعان بنصر الله عز وجل، ويقال ايضا: المؤمن ولي الله والمراد أنه ناصر لأوليائه ودينه، ويجوز ان يقال: الله ولي المؤمنين بمعنى انه يلي حفظهم، كولي الطفل المتولي شأنه، ويكون الولي على وجوه، منها: الحليف المعاقد، ومنها ولي المرأة: القائم بأمرها، ومنها ولي المقتول: الذي هو احق بالمطالبة بدمه.

والمولى على وجوه: هو السيد والمملوك والحليف وابن العم والاولى بالشيء والصاحب.
____________________

........................مثال الخيل.................
حسب اللون


أدهم الأسود الخالص السواد

أشهب الأبيض اذا خالطه سواد

ورد الأحمر الخالص

كميت اذا كانت حمرته في سواد

الأبلق لاشية ولا وضوح فيه غير مرغوب كثير الحرن

الأجرد قليل الشعر

الغرة بياض في الجبين

ألمظ اذا كانت الشفة السفلى بيضاء

أرثم اذا كانت الشفة العليا بيضاء

التحجيل بياض في قوائم الفرس

ففي ظل ضعف الجيل على استيعاب اللغة اصبح الاخذ بالمقطع الاول مثل ادهم وابلق تدل على الخيل كمترادفات دون العلم بان هناك فرق والتباس من حيث خصوصية الدلالة
................
كل التقدير على الموضوع
 

المعلم المسؤول

عضو ذهبي

معلومات العضو

إنضم
4 مارس 2010
المشاركات
178
مستوى التفاعل
8
النقاط
18
الإقامة
السعودية
الأخت الفاضلة زهرة السعودية

شكرا لإثرائك الموضوع ، وبارك الله فيما كتبتِ ، وننتظر منكِ المزيد .
 

زهرةالسعودية

مشرف(الصفوف العليا)

معلومات العضو

إنضم
8 أبريل 2010
المشاركات
624
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
تبوك
الترادف لغة هو التتابع ، وهو مصدر ترادف الذي يدل على الحدث دون الدلالة على الزمان وهذا المصدر مادته ردف الذي يدخل ضمن دلالتها الدلالة على التبعية والخلافة ومن ذلك الردف الراكب خلف الراكب التابع .
- رَدَفَه ورَدف له رَدْفًا تبعه وركب خلفه وصار له .
- وكل ما تبع شيئا فهو ردْفُه .
- ترادفت الكلمات تشابهت في المعنى .

وأما اصطلاحا فالمترادف هو ما اختلف لفظه واتفق معناه أو هو إطلاق عدة كلمات على مدلول واحد كالأسد و السبع و الليث التي تعني مسمى واحدا .
الترادف عبارة عن الاتحاد في المفهوم ويطلق على معنيين الاتحاد في الصدق والاتحاد في المفهوم فمن نظر إلى الأول فرق بينهما ومن نظر إلى الثاني لم يفرق بينهما ...
- وهو أيضا كما عرفه الإمام الرازي : الألفاظ المفردة الدالة على شيء واحد باعتبار واحد .

* موقف الباحثين من ظاهرة الترادف في العربية
لقد ظهر الخلاف بين القدامى كما ظهر بين المحدثين العرب و الغربيين حول ظاهرة الترادف بين معترف بوجودها ومنكر لذلك .
ولقد تعرض كثير من الدارسين لهذه الظاهرة من وجهة نظر القدامى ولكن قليل منهم من تناولها من وجهة النظر اللغوية الحديثة ، ورأينا أن نتعرض أولا إلى موقف القدامى من هذه الظاهرة ثم نتعرض بعدها بالتفصيل لموقف المحدثين منها .

* موقف القدامى من الترادف
اختلف اللغويون العرب القدامى اختلاف واسعا في إثبات هذه الظاهرة أو إنكار وجودها في اللغة العربية حيث كانت هذه الظاهرة إحدى القضايا التي تناولها الباحثون و اللغويون القدامى فضلا عن كونها من الإشكالات التي قضت مضجع المختصين في اللغة العربية وفقهائها وهذا حين ظهر من أنكر وجود هذه الظاهرة في أواخر القرن الثالث الهجري وحاول أن يجد فرقا دقيقا بالكلمات التي يظن أن معناها واحد و اشتد الجدل وبلغ الخلاف أقصاه في القرن الرابع الهجري حول هذا الموضوع بين مغال في إنكار هذه الظاهرة ومبالغ في إثباتها وسوف نتناول بعض أراء اللغويين القدامى بغية الوصول إلى حقيقة هذه الظاهرة ومحاولة إزالة ما يعتريها من غموض وإبهام والتباس. وذلك من خلال الرجوع إلى كتب الباحثين اللغويين وتقصي أراء الباحثين القدماء واستعراض أدلتهم حول ظاهرة الترادف.


* الفريق الأول :
يثبت الترادف ويغالي في إثباته ويتوسع فيه ومن هؤلاء ابن خالويه (ت 370 هـ) ويظهر رأيه من خلال تلك الرواية التي تذكر الخلاف الذي وقع بينه وبين أبي علي الفارسي حول أسماء السيف. تعد هذه الرواية من أشهر الروايات حول الخلاف في ظاهرة الترادف في العربية ، حيث يروى أن أبا علي الفارسي قال " كنت بمجلس سيف الدولة بحلب وبحضرة جماعة من أهل اللغة ومنهم ابن خالويه فقال ابن خالويه: أحفظ للسيف خمسين اسما فتبسم أبو علي الفارسي وقال : ما أحفظ له إلا اسما واحدا وهو السيف . قال ابن خالويه : فأين المهند و الصارم وكذا وكذا ، فقال أبو علي هذه صفات . تدل هذه الحادثة أن ابن خالويه يثبت الترادف وأبو علي الفارسي ينكره.

ولقد ألف ابن خالويه كتابين في الترادف أحدهما في أسماء الأسد و الثاني في أسماء الحية. ومن الذين أثبتوا الترادف أيضا مجد الدين الفيروزبادي صاحب القاموس المحيط الذي ألف كتابا في الترادف أسماه الروض المسلوف فيما له اسمان إلى ألوف " . ومن هذا الفريق أيضا ابن جني حيث عبر عن ذلك في باب في استعمال الحروف بعضها مكان بعض واستدل على ذلك بوقوع الترادف فقال " وجدت في اللغة من هذا الفن شيئا كثيرا لا يكاد يحاط به "
وفيه موضع يشهد على من أنكر أن يكون في اللغة لفظتان بمعنى واحد من تكلف لذلك أن يوجد فرقا بين قعد وجلس وبين ذراع وساعد .

* الفريق الثاني :
وهو الذي ينكر الترادف ويرفضه رفضا تاما، ومن هؤلاء أبو علي الفارسي وذلك لما كان بمجلس سيف الدولة وكان بحضرة ابن خالويه عندما رد عليه كما ذكر آنفا .

وكذلك أبو عبد الله محمد بن زياد الأعرابي وأبو العباس أحمد بن يحي ثعلب وأبو محمد عبد الله بن جعفر درستويه .
قال ابن درستويه : كذلك ذهب ابن فارس مذهب معلمه ثعلب فأنكر وقوع الترادف قائلا : " ويسمى الشيء الواحد بالأسماء المختلفة نحو السيف و المهند والحسام. و الذي نقوله في هذا أن الاسم واحد هو السيف وما بعده من الألقاب صفات ( ) ومن المنكرين أيضا للترادف أبو هلال العسكري ( ) ( توفى سنة 395 هـ ) حيث قال: " فأما في لغة واحدة فمحال أن يختلف اللفظ و المعنى واحد، كما ظن كثير من النحويين واللغويين ، وهو يقول أيضا : " الشاهد على أن اختلاف العبارات والأسماء يوجب اختلاف المعاني أن الاسم كلمة تدل على المعنى دلالة الإشارة، وإذا أشير إلى الشيء مرة واحدة فإن معرفة الإشارة إليه ثانية وثالثة غير مفيدة، ويؤيد ذلك ثعلب الذي يرى أن ما يظن من المترادفات هو من المتباينات كما يرى ابن فارس أن كل صفة من الصفات لها معنى خاص فالأفعال (مضى ، ذهب ، انطلق ، ليست بمعنى واحد " .

ورغم أن أبا هلال العسكري كان من هذا الفريق الرافض للترادف المبالغ في رفضه في كتابه الفروق غير أنه في كتابين آخرين له نسي هذا المبدأ فذكر الألفاظ المترادفة بلا اعتراض عليها أو محاولة التفريق بينها وأول هذين الكتابين " التلخيص في معرفة أسماء الأشياء، وثاني الكتابين " المعجم في بقية الأشياء"

ويمكن القول: إن اللغويين القدامى فريقان تجاه الترادف :

الأول : يثبت وجوده ويحتج له بأن ألفاظ اللغة تفسر بعضها بعضا ومن ذلك أن أهل اللغة مجمعون على أنهم إذا أرادوا أن يفسروا اللب قالوا هو العقل .

الثاني : ينكر الترادف ويثبت الفروق ،وعلى نحوه كان يفعل أبو هلال العسكري وابن فارس ويرى الدكتور أحمد مختار عمر أن " مثبتي الترادف كانوا فريقين " الأول وسع في مفهومه ولم يقيد حدوثه بأي قيد ، والثاني كان يقيد حدوث الترادف ويضع له شروطا تحد من كثرة وقوعه وقد قصر الرازي الترادف على ما يتطابق فيه المعنيان دون أدنى تفاوت .

ويبدو أن كل من الفريقين أسرف فيما ذهب إليه فالأول أسرف في إثبات الظاهرة والثاني أسرف في البحث عن الفروق الدلالية بين الألفاظ .

- أما الباحثون المحدثون فيمكن إيجاز مواقفهم فيما يلي :

أولا : المثبتون للترادف من العرب المحدثين :
يجمع المحدثون من علماء اللغات على إمكان وقوع الترادف في أي لغة من لغات البشر بل إن الواقع المشاهد أن كل لغة تشمل على بعض تلك الكلمات المترادفة، ولكنهم يشترطون شروطا معينة لابد من تحققها حتى يمكن أن يقال أن بين الكلمتين ترادف وهذه الشروط هي :

1- الاتفاق في المعنى بين الكلمتين اتفاقا تاما، على الأقل في ذهن الكثرة الغالبة لأفراد البيئة الواحدة … فإذا تبين لنا بدليل قوي أن العربي كان حقا يفهم من كلمة(جلس) شيئا لا يستفيده من كلمة(قعد) قلنا حينئذ ليس بينهما ترادف .

2- الاتحاد في البيئة اللغوية أي أن تكون الكلمتان تنتميان إلى لهجة واحدة ومجموعة منسجمة من اللهجات وبذلك يجب ألا نلتمس الترادف من لهجات العرب المتباينة فالترادف بمعناه الدقيق هو أن يكون للرجل الواحد في البيئة الواحدة الحرية في استعمال كلمتين أو أكثر في معنى واحد يختار هذه حينا ويختار تلك حينا آخر، وفي كلتا الحالتين لا يكاد يشعر بفرق بينهما إلا بمقدار ما يسمح به مجال القول .
ولم يتفطن المغالون في الترادف إلى مثل هذا الشرط بل اعتبروا كل اللهجات وحدة متماسكة وعدوا كل الجزيرة العربية بيئة واحدة ولكنا نعتبر اللغة النموذجية الأدبية بيئة واحدة ونعتبر كل لهجة أو مجموعة منسجمة من اللهجات بيئة واحدة

3- الاتحاد في العصر فالمحدثون حين ينظرون إلى المترادفات ينظرون إليها في عهد خاص وزمن معين وهي تلك النظرة التي يعبرون عنها بالنظرة الوصفية لا تلك النظرة التاريخية التي تتبع الكلمات المستعملة في عصور مختلفة ثم تتخذ منها مترادفات .
فإذا طبقت هذه الشروط على اللغة العربية اتضح لنا أن الترادف لا يكاد يوجد في اللهجات العربية القديمة؛ إنما يمكن أن يلتمس في اللغة النموذجية الأدبية .

أما المنكرون للترادف من المحدثين العرب فمنهم الدكتور السيد خليل والدكتور محمود فهمي حجازي وله رأي معتدل حيث يقول : يندر أن تكون هناك كلمات تتفق في ظلال معانيها اتفاقا كاملا ومن الممكن أن تتقارب الدلالات لا أكثر ولا أقل …

وأما المحدثون الغربيون فقد عرفوا الترادف بأنه الحالة التي يكون فيها لصيغتين أو أكثر المعنى نفسه ، ومن أول المنكرين للترادف من الغربيين أرسطو " ويبدو ذلك من النص الذي نقله الدكتور إبراهيم سلامة من كتاب الخطابة لأرسطو حيث يقول : وكذلك الكلمة يمكن مقارنتها بالكلمة الأخرى ويختلف معنى كل منهما .

ومن الذين أنكروا وجود الترادف من علماء اللغة الغربيين المحدثين "بلومفيلد" حيث يقول ليس هناك ترادف حقيقي .

وبعد النظر في هذه المواقف و الآراء المختلفة لدى الباحثين القدامى والمحدثين العرب والغربيين نرى أنه من التعسف الشديد إنكار وجود الترادف في العربية وإيجاد معنى لكل اسم من أسماء الأسد أو السيف وغيرها مختلف عن غيره في بعض الصفات أو التفاصيل. فالترادف ظاهرة لغوية طبيعية في كل لغة نشأت من عدة لهجات متباينة في المفردات والدلالة، وليس من الطبيعي أن تسمي كل القبائل العربية الشيء الواحد باسم واحد وعليه نرى أن الترادف واقع في اللغة العربية الفصحى التي كانت مشتركة بين قبائل العرب في الجاهلية، وكان من الطبيعي أن نقع على بعض الكلمات في القرآن الكريم لنزوله بهذه اللغة المشتركة .

ولا بأس أن نذكر أو نُذكر أخيرا بأن هناك رأيا ظل سائدا قديما وحديثا وهو أن لا ترادف في العربية وأن هناك فروقا بين المعاني للألفاظ التي تبدو مترادفة ذكرها العلماء في مؤلفاتهم وأوردوا لها أمثلة؛ من ذلك ما جاء في كتاب فقه اللغة للثعالبي ، فهو يرى أن هزال الرجل على مراحل فالرجل هزيل ثم أعجف ثم ضامر ثم ناحل .
وقد يدل على درجات لحالات نفسية متفاوتة، فالهلع أشد من الفزع، والبث أشد من الحزن، والنصب أشد من التعب و الحسرة أشد من الندامة .

كما أورد أبو هلال العسكري في كتابه الفروق في اللغة أمثلة كثيرة ومتنوعة لهذه الفروق نذكر منها قوله :

- الفرق بين الصفة والنعت أن النعت لما يتغير من الصفات، و الصفة لما يتغير ولا يتغير.
- و الفرق بين اللذة والشهوة أن الشهوة توقان النفس إلى ما يلذ و اللذة، ما تاقت إليه النفس .
- الفرق بين الغضب والغيظ والسخط والاشتياط أن الغضب يكون على الآخرين وليس على النفس، والغيظ يكون من النفس، والسخط هو الغضب من الكبير على الصغير وليس العكس، أما الاشتياط فهو تلك الخفة التي تلحق الإنسان عند الغضب .
- الفرق بين القد و القط أن القد الشق طولا والقط هو الشق عرضا.
- الفرق بين البخل و الشح أن الشح هو بإضافة الحرص على البخل أي البخيل يبخل على الآخرين أما الشحيح فهو يبخل على الآخرين وعلى نفسه .
- الفرق بين السرعة و العجلة أن السرعة التقدم فيما ينبغي وهي محمودة ونقيضها الإبطاء وهو مذموم، والعجلة التقدم فيما لا ينبغي ونقيضها الأناة. والأناة محمودة ( في التأني السلامة و في العجلة الندامة )
- الفرق بين الفوز و النجاة أن النجاة هي الخلاص من المكروه ، والفوز هو الخلاص من المكروه و الوصول إلى المحبوب .
يتبع
 

زهرةالسعودية

مشرف(الصفوف العليا)

معلومات العضو

إنضم
8 أبريل 2010
المشاركات
624
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
تبوك
أهم أسباب الترادف حسب رأي الباحثين1

- انتقال كثير من مفردات اللهجات العربية إلى لهجة قريش بفعل طول الاحتكاك بينهما وكان بين هذه المفردات كثير من الألفاظ التي لم تكن قريش بحاجة إليها لوجود نظائرها في لغتها مما أدى إلى نشوء الترادف في الأوصاف والأسماء والصيغ .

2 - أخذ واضعي المعجمات عن لهجات قبائل متعددة كانت مختلفة في بعض مظاهر المفردات، فكان من جراء ذلك أن اشتملت المعجمات على مفردات غير مستخدمة في لغة قريش ويوجد لمعظمها مترادفات في متن هذه اللغة .

3- تدوين واضعي المعجمات كلمات كثيرة كانت مهجورة في الاستعمال ومستبدلاتها (مفردات أخرى) .

4- عدم تمييز واضعي المعجمات بين المعنى الحقيقي و المعنى المجازي فكثير من المترادفات لم توضع في الأصل لمعانيها بل كانت تستخدم في هذه المعاني استخداما مجازيا .

5- انتقال كثير من نعوت المسمى الواحد من معنى النعت إلى معنى الاسم الذي تصفه فالمهند و الحسام و اليماني من أسماء السيف يدل كل منها على وصف خاص للسيف مغاير لما يدل عليه الآخر .

6 - إن كثيرا من المترادفات ليس في الحقيقة كذلك ؛ بل يدل كل منها على حالة خاصة من المدلول تختلف بعض الاختلاف عن الحالة التي يدل عليها غيره فقد يعبر كل منها عن حالة خاصة للنظر تختلف عن الحالات التي تدل عليها الألفاظ الأخرى ، ف (رمق) تدل على النظر بمجامع العين "ولحظ" على النظر من جانب الأذن و "حَدَجه " معناه رماه ببصره مع حدة "وشفن" يدل على نظر المتعجب الكاره "ورنا " يفيد إدامة النظر في سكون وهلم جرا ...

7- انتقال كثير من الألفاظ السامية و المولدة و الموضوعة و المشكوك في عربيتها إلى العربية وكان لكثير من هذه الألفاظ نظائر في متن العربية .

8 - كثرة التصحيف في الكتب العربية القديمة وبخاصة عند ما كان الخط العربي مجردا من الإعجام و الشكل

9 -تعدد الواضع أو توسع دائرة التعبير وتكثير وسائله، وهو المسمى عند أهل البيان بالافتنان أو تسهيل مجال النظم و النثر وأنواع البديع، فإنه قد يصلح أحد اللفظين المترادفين للقافية أو الوزن أو السجع دون الآخر وقد يحصل التحسين والتقابل والمطابقة ونحو ذلك بهذا دون الآخر .

10 - استخدام دلالات متعددة للمدلول الواحد على سبيل المجاز .

11 - أصل الحدث، أي الفعل الذي يقع من محدث ما يقع من غيره فيرمز للأول باسم غير الثاني فالهمس مثلا من الإنسان و الهيس صوت أخفاف الإبل و الهسمسة عام في كل شيء. وقد يكون الحدث واحد في الحالات المختلفة فالخرير صوت الماء الجاري أما إذا كان تحت ورق فهو قسيب فإذا دخل في مضيق فهو فقيق، فإذا تردد في جرة فهو بقبقة . وهناك أسباب أخرى يمكن الاطلاع عليها بالعودة إلى المراجع المختلفة .


نص تطبيقي حول الترادف

قال ابن فارس (ت 395هـ) : "ويسمى الشيء الواحد بالأسماء المختلفة نحو : السيف، والمهند ، والحسام . والذي نقوله في هذا أن الاسم الواحد، وهو السيف وما بعده من الألقاب و مذهبنا أن كل صفة منها فمعناها غير معنى الأخرى ، وقد خالف في ذلك قوم فزعموا أنها و ان اختلفت ألفاظها فانها ترجع الى معنى واحد ، وذلك مثل قولنا سيف وعضب وحسام ، وقال آخرون ليس منها اسم ولا صفة الا ومعناه غير معنى الآخر ، قالوا وكذلك الأفعال نحو مضى وذهب و انطلق وقعد وجلس و رقد ونام وهجع ...

واحتج أصحاب المقالة الأولى بأنه لو كان لكل لفظة معنى غير الآخر ، لما أمكن أن يعبر عن شيء بغير عبارته وذلك أنا نقول في " لا ريب فيه " لا شك فيه ، فلو كان الريب غير الشك لكانت العبارة عن معنى الريب بالشك خطأ ، فلما عبر عن هذا بهذا علم أن المعنى واحد .........ونحن نقول ان في " قعد" معنى ليس في " جلس " ، ألا ترى أنا نقول : قام ثم قعد ، ثم نقول : كان مضطجعا فجلس - فيكون القعود عن قيام و الجلوس عن حالة هي دون الجلوس لأن الجلوس مرتفع ، فالجلوس ارتفاع عما دونه وعلى هذا يجري الباب كله ، وأما قولهم أن المعنيين لواختلفا لما جاز أن يعبر عن الشيء بالشيء ، فانا نقول انما عبر عنه عن طريق المشاكلة ، ولسنا نقول ان اللفظين مختلفان فيلزمنا ما قالوه ، وانما في كل واحدة منهما معنى ليس في الأخرى ... وأما قولهم أن المعنيين لو اختلفا لما جاز أن يعبر عن الشيء بالشيء، فانا نقول أنه عبر عنه عن طريق المشاكلة ، ولسنا نقول أن اللفظين مختلفان فيلزمنا ماقالوه ، وانما في كل واحدة منهما معنى ليس في الأخرى"

التحليل :
يتحدث ابن فارس في هذا النص عن أحد مظاهر الثروة الافرادية وهي الترادف
الذي عرفه قائلا: " ويسمى الشيء الواحد بالأسماء المختلفة " .
وهو ذات التعريف الذي قدمه علماء اللغة للترادف : ما اختلف لفظه واتفق معناه أو إطلاق عدة كلمات على مدلول واحد .
مثل السيف الذي نعبر عنه بعدة تسميات هي : المهند ، الحسام ...

ويظهر في النص الاختلاف الذي ساد بين العلماء بخصوص هذه الظاهرة وانقسامهم الى ثلاثة أقسام :

- القسم الأول: يثبته اثباتا تاما في اللغة ويقدم لنا ابن فارس حجتهم في قوله" وقد خالف في ذلك قوم ... حسام "
" واحتج أصحاب المقالة الأولى ... علم أن المعنى واحد" .
فهذه الفئة من العلماء ترى أن الترادف خاصية من خصائص اللغة ، وميزة من ميزاتها ، ويعللون وجوده بأن يكون من واضعين أو أكثر ، وبعد مدة يشتهر ما وضع، ثم يلتبس وضع أحدهما بوضع الآخر ويمكن أن تنتقل الى اللغة مفردات استعملتها قبائل أخرى مع تناسي الفروق الدقيقة الموجود بينها

- القسم الثاني: لا يثبته العلماء في كل الحالات ولا ينفونه أيضا و هو مذهب ابن فارس فهو يرى ضرورة التمييز بين الأسماء والصفات في المترادفات و نستشهد بما ذكره في النص : "والذي نقوله في هذا أن الاسم واحد وهو السيف ،وما بعده من الألقاب صفات ... الأخرى"
فكلمة " السيف " هنا وحدها تدل على معنى السيف أما باقي الكلمات فهي تدل على صفاته .
ثم يرد على من يرفض وقوع الترادف بين الكلمات قائلا : وأما قولهم :"وأما ... ليس في الأخرى " .

- القسم الثالث : تنفي وجوده في اللغة ،كأسماء مترادفة أو حتى كصفات
ويظهر في النص " وقال آخرون ، ليس منها اسم ولا صفة الا ومعناه غير معنى الآخر" وإذا أردنا مناقشة هذا النص نرى أن الترادف واقع في اللغة بشكل أو بآخر نتيجة إطلاق الألفاظ بدل بعضها ، واختلاف اللغات والمناطق، أضف الى هذا أننا لا ندقق في توظيف الألفاظ كما هي ، ولنأخذ الكلمتين المذكورتين: جلس وقعد ، فنحن نعرف أن الفرق بينهما قائم لكننا نستعمل اللفظتين لشخص واقف يؤدي نفس العملية وهي عملية الجلوس وهذا بالنسبة للمختصين وأما العوام فلا تفرق ولا تشعر بذلك بتاتا. وهذا ما جعلنا نقول إن الترادف حاصل في كلامنا ولا يمكن الاستغناء عنه


أخي الكريم المعلم المسؤول
بحثت فوجد ماأضفته
ولو كان منه ماذكر سابقا
لعل الله ينفعنا به
وخاصة ان معلم ومعلمة اللغة بحاجة إلى إثراء معلوماته بهذا الموضوع
لك مني خالص الشكر والتقدبر
 
التعديل الأخير:

زهرةالسعودية

مشرف(الصفوف العليا)

معلومات العضو

إنضم
8 أبريل 2010
المشاركات
624
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
تبوك
اهلابك
وهذا لايعد شيئا أمام ماقدمت أنت ياأخي الفاضل من روائع
 
التعديل الأخير:

زهرةالسعودية

مشرف(الصفوف العليا)

معلومات العضو

إنضم
8 أبريل 2010
المشاركات
624
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
تبوك
من المترادفات

زوج وإمرأة

زوج: وتأتي حيث تكون الزوجية مناط الموقف:حكمة وآية، أو تشريعا وحكما. فيستعملها القرآن الكريم عند التحدث عن آدم وزوجته وهي ليست امرأة من أخريات، بل أنها كانت تمثل الزوجية ولا شيء غيرها، وهي مناط العلاقة بآدم وسر وجودها. مثال ذلك:

(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة)الروم| 21.

أنظر كذلك الفرقان| 74والنساء| 1 وهود| 40والشورى| 11ويس| 36والذاريات| 49والنجم| 45والنبأ| 8 والمؤمنون| 27والأنعام| 139والزمر| 6والرعد| 3ولقمان| 10والحج| 5والشعراء|7وطه| 53 وق| 7.

امرأة: فإذا تعطلت حكمة الزوجية فيها من الوحدة النفسية والسكن والمودة والرحمة، كأن تكون بخيانة أو تباين في العقيدة فهي امرأة لا زوج، وكذلك بعقم أو ترمل. مثال ذلك:

(امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه) يوسف| 30.

أنظر أيضا التحريم| 10 و التحريم| 11وهود| 71والذاريات| 29وآل عمران|35وأل عمران|40ومريم| 5والأنبياء| 90.

وفي آيات التشريع تعلقت الأحكام بالزوج والأزواج حين ينظر إلى الزوجية في الحكم، مثل أحكام الإرث. لكن يأتي حكم العدة متعلقا بالنساء(وهو كما معروف جمع امرأة) لا بالأزواج. وفي الأمر بعض التفصيل الذي لا يخرج عن هذا التبويب.

وهنالك حديث طويل عن ثنائيات من قبيل (حلف وقسم) و(جوع ومخمصة) و(إنس وإنسان) و (نعمة ونعيم) و (آنس وأبصر) وغيرها مما يحول المجال دون ذكره.

وهذه الدقة في الاستعمال تنبئ عن أحد مظاهر الإعجاز في القرآن الكريم، ذلك الكتاب الذي تحدى الخالق العرب، وهم أرباب اللغة آنذاك، في أن يأتوا ولو بآية من مثل آياته.

والله أعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلم
 

زهرةالسعودية

مشرف(الصفوف العليا)

معلومات العضو

إنضم
8 أبريل 2010
المشاركات
624
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
تبوك
الالتباس في المترادفات اللغوية
لقد أصبحت الترجمة جزءا لا يتجزأ من متن اللغة. ولا بد للمترجم أن يكون على معرفة تامة بلغتين على الأقل إلى درجة الإتقان الذي يعني معرفة حقيقية بالثقافة Culture المكونة للغة التي يتم التعامل معها. لأن الترجمة ليست فقط ترجمة كلمات وجمل وعبارات وإنما هي نقل لعادات وتقاليد وأمثال تؤثر حتما في ترجمة النصوص الخاصة بهذا المجتمع أو ذاك.
فمثلا لو أخذنا المترادفات في أي لغة ما التي يبدو للوهلة الأولى أنها تشترك في معنى واحد تماما وأنّه لا فرق بين لفظين مترادفين في المعنى. ولو صح ذلك فيما يخص اللغة العربية على إطلاقه لما وردت المترادفات في القرآن الكريم في مواضع مختلفة. فمثلا ورد ترادف (أقسم وحلف) في قوله تعالى: "وأقسموا بالله جهد أيمانهم" وقوله: "يحلفون بالله ما قالوا، ولقد قالوا كلمة الكفر". وكذلك ترادف (بعث وأرسل) في قوله تعالى: "وما كنّا معذبين حتى نبعث رسولا"، وقوله: "وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين".
فلو رجعنا أيضا إلى فقهاء اللغة الأقدمين لنغرف من علمهم ونستعرض بعض الأمور التي توصلوا إليها. فمثلا يفرق ابن جني في كتابه الخصائص بين كلمتين هما: الكلام والقول كما يلي: "فأما الكلام فكل لفظ مستقل بنفسه، مفيد لمعناه، وهو الذي يسميه النحويون الجمل، نحو زيد أخوك، وقام محمد، وضرب سعيد، وفي الدار أبوك، وصه، ومه، ورويدا، وحاء، وعاء، في الأصوات، وحس ولب، وأف وأوه. فكل لفظ استقل بنفسه وجنيت منه ثمرة معنا، فهو كلام." "وأما القول فأصله أنه كل لفظ مدل اللسان به تاما كان أو ناقصا. فأما التام هو المفيد، أعني الجملة وما كان في نحو معناها من صه وإيه. والناقص ما كان بضد ذلك نحو زيد ومحمد وإن وكان وأخوك، إذا كانت الزمنية لا الحدثية. فكل كلام قول وليس كل قول كلاما." ومن أكثر الدلائل على الفرق بين الكلام والقول هو إجماع الناس على أن يقولوا القرآن الكريم كلام الله ولا يقولون القرآن الكريم قول الله.
وكذلك يفرق بين الحقيقة والحق. فالحقيقة عنده هي: "ما وضع من القول موضعه في أصل اللغة حسنا كان أو قبيحا، والحق ما وضع موضعه من الحكمة، فلا يكون إلاّ حسنا، وإنما شملهم اسم التحقيق لاشتراكهما في وضع الشيء منهما موضعه من اللغة والحكمة."
يقول أبو هلال العسكري في كتابه الفروق اللغوية: "الشاهد على أنّ اختلاف العبارات والأسماء يوجب اختلاف المعاني إذ الاسم كلمة تدل على معنى دلالة الإشارة وإذا أشير إلى الشيء مرة واحدة فعرف الإشارة إليه ثانية وثالثة غير مفيدة وواضع اللغة حكيم لا يأتي فيها بما لا يفيد فإن أشير منه في الثاني والثالث إلى خلاف ما أشير إليه في الأول كان ذلك صوابا فهذا يدل على أنّ كل اسمين يجريان على معنى من المعاني وعين من الأعيان في لغة واحدة فإنّ كل واحد منهما يقتضي خلاف ما يقتضيه الآخر وإلاّ لكان الثاني فضلا لا يحتاج إليه". وإلى هذا ذهب المحققون من العلماء وأشار إليه المبرد في تفسير قوله تعالى: "لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا"، فعطف "منهاجا" على "شرعة" لأنّ الشرعة لأول الشيء والمنهاج لمعظمه. واستشهد على ذلك بقولهم: "شرع فلان في كذا وكذا إذا ابتدأه وانهج البلى في الثوب إذا اتسع فيه".
ففي الأصل، إذن، أن تنفرد كل كلمة بمعنى خاص بها ولكن قد يحدث التباس في بعض المفاهيم بين لفظين متقاربين في المعنى، مثل: جلس- قعد، أبصر- رأى، نظر- شزر … إلخ. وذلك بسبب عدم ملاحظة فروق الدلالة على الذات أو الصفات، أو الخصوصية والشمول، أو التباين، أو اختلاف العصر والبيئة، أو زيادة المعنى وهو ما يعرف في الدراسات اللغوية المعاصرة بـ (ظلال المعاني) nuisances.
 
التعديل الأخير:

زهرةالسعودية

مشرف(الصفوف العليا)

معلومات العضو

إنضم
8 أبريل 2010
المشاركات
624
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
تبوك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في لغتنا العربية العديد من الأسرار التي تميزت وتمتعت بها لغة القرآن وحرم منها العديد من اللغات الآخري
لذلك رغبت ان تكون لنا وقفه مع هذه الأسرار لعلنا نستفيد منها.
من أسرار اللغة

1 - قال الثعالبي: "فصل في تسمية المتضادين باسم واحد من غير استقصاء"، فقد ذكر الثعالبي من المواد اللغوية التي تستعمل في المعنى وضده في آن، فكان مما جاء فيه قوله: "الغريم، المولى، الزوج" ومنه قوله تعالى: "اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّة…" فالمقصود حواء – عليها السلام- ثم ذكر –أيضاً- أمثلة أخرى، فقال:"البيع، الوراء يكون خلف وقُدَّام".

ومنه قوله تعالى:"وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ" أي: قُدَّامهم، ثم ذكر الثعالبي – أيضاً- من هذه الكلمات ما نصه:"الصَّريم الليل وهو – أيضاً- الصبح لأن كلاً منهما منصرم عن صاحبه، الجَلَل اليسير والجَلَل العظيم، لأن اليسير قد يكون عظيماً عندما هو أيسر منه، والعظيم قد يكون صغيراً عندما هو أعظم منه"
2- قال الثعالبي: "فصل في الاختصاص بعد العموم".
وما ذكره المؤلف يُعتقدُ من الوهلة الأولى أنه حشو في الكلام وهو أن يذكر المتكلم لفظاً عاماً، ثم يأتي بلفظ خاص بعده معطوف، وهذا يُسمى في البلاغة بالإطناب، نحو قولك: نجح الطلابُ وزيدٌ، مع أن زيداً طالب، لكنه معطوف لغرض بلاغي، وهو التنبيه على فضل زيد على بقية الطلاب لكونه مجتهداً ونحو ذلك.
قال الثعالبي في هذا الفصل ما نصه:
"العرب تفعل ذلك، فتذكر الشيء على العموم، ثم تخصّ منه الأفضل فالأفضل، فتقول: جاء القوم والرئيس والقاضي، وفي القرآن: "حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى…" ،وقال تعالى:"فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ".
وإنما أفرد الله الصلاة الوسطى من الصلاة وهي داخلة في جملتها، وأفرد التمر والرمّان من جملة الفاكهة - وهما منهما - للاختصاص والتفضيل…"
3- قال الثعالبي : "فصل في ضد ذلك"
ثم قال ما نصه: "قال الله تعالى: "وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ"، فخصّ السبع، ثم أتى بالقرآن العام بعد ذكره إياها".
والغرض من ذلك هو العناية بسبع المثاني وهي سورة الفاتحة، وهي أم الكتاب، وهي الشافية لما لها من مكانة بين سور القرآن الكريم .
4- قال الثعالبي: " فصل في ذكر المكان والمراد منه مَنْ فيه"(
وهذا في علم البيان أحد علوم البلاغة العربية ويسمى بالمجاز المرسل، وهو استعمال اللفظ في غير ما وضع له لعلاقة غير المشابهة مع وجود قرينة تمنع من إرادة المعنى الحقيقي.
قال المؤلف في هذا الفصل ما نصه:
"العرب تفعل ذلك، قال الله تعالى: "وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا…، أي: أهلها. وكما قال – جل جلاله- : "وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً…"، أي: "أهل مَدْين" والعلاقة في الأولى مكانيّة وفي الثانية حالِّيَّة.
5- قال الثعالبي: "فصل في جمع الفعل عند تقدمه على الاسم"ثم قال ما نصه: "ربما تفعل العرب ذلك، لأنه الأصل فتقول: جاؤني بنو فلان، وأكلوني البراغيث، وقال الشاعر:
رأيْنَ الغواني الشيبَ لاحَ بعارضي * * * فأعرضن عني بالخدود النواضر
وقال آخر:
نتج الربيع محاسـنا * * * ألقحْنَها غرُّ السحائب

وفي القرآن: ("وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا…")، وقال – جل جلاله: " ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُم…"والعجيب أنه مع كل هذه الشواهد العربية الصحيحة فإن مثل هذا الاستعمال في الكلام يُعدُّ من اللحن في مناهجنا فيجعلون قولك : (نصروني قومك) ، عبارة خاطئة يجب تصحيحها‍! وهي لغة من لغات العرب، وقد أوجد النحاة لها تخريجاً إعرابياً سليماً يبتعد بها عن أن توصم بالخطأ، فمن هذه التخريجات جعل الضمير للدلالة على الجمع فقط، والاسم الذي يدل على الجمع يكون هو فاعل الفعل.

6- قال الثعالبي: "فصل في المفعول يأتي بلفظ الفاعل"

ففي هذا الفصل أسرار لغوية رائعة جداً ينبغي لطالب اللغة أن يتنبّه لها حتى لا يقع في الحرج، خصوصاً إذا كان متخصصاً بعلوم اللسان، وهو أن يستخدم المتكلم صيغة اسم الفاعل وهو يقصد اسم المفعول، وهذا مستخدم في لغة العرب، بل موجود في كلام رب العالمين في القرآن الكريم قال المؤلف تحت هذا الفصل:

"تقول العرب: سرُّ كاتم، أي مكتوم، ومكان عامر، أي معمور، وفي القرآن :"لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّه، أي: لا معصوم. وقال تعالى: "خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ"، أي: مدفوق، وقال: "عِيشَةٍ رَاضِيَة"، أي: مرضية. وقال الله سبحانه : "حرماً آمناً" أي: مأموناً. وقال جرير:

إن البلية من تملُّ كلامه * * * فانفع فؤادك من حديث الوامق

أي : من حديث الموموق"

7- قال الثعالبي: "فصل في إجراء الاثنين مجرى الجمع"

في هذا الفصل ذكر المؤلف شيئاً قد يغفل عنه كثير من المختصين فضلاً على غيرهم وهو سر من أسرار هذه اللغة، وهو صحة مثل قولك:

(طالبان نجحوا) فمع أن الاسم المتقدم على الفعل مثنى فقد لحق بالفعل، واتصل به ضمير يدل على الجمع، والعبارة هنا صحيحة، قال المؤلف:

"قال الشعبي في كلام له في مجلس عبد الملك بن مروان: رجلان جاؤني، فقال عبد الملك: لحنت يا شعبي، قال يا أمير المؤمنين ! لم ألحن مع قول الله – عز وجل- :"هذان خصمان اختصموا في ربهم")، فقال عبدالملك: لله دّرك يافقيه العراقين قد شفيت وكفيت"
للحديث بقية
 

زهرةالسعودية

مشرف(الصفوف العليا)

معلومات العضو

إنضم
8 أبريل 2010
المشاركات
624
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
تبوك
8- قال الثعالبي: "فصل في حمل اللفظ على المعنى في تذكير المؤنث وتأنيث المذكر"

في هذا الفصل أوضح المؤلف سراً عميقاً من أسرار هذه اللغة العظيمة وفي هذا السّر كشف لإشكال يحدث لعامة طلبة اللغة وهو أن يُذكّر اللفظ وهو مؤنث أو العكس، فبين المؤلف أن ما ورد على مثل ذلك عن العرب هو حمل اللفظ المذكر على معناه المؤنث أو العكس، فمن هذه الإشكالات مثلاً: في القواعد النحوية يجب في المعدود مخالفة العدد في التذكير والتأنيث إذا كان العدد مفرداً من ثلاثة إلى عشرة، نحو قوله تعالى: "سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً". ونحو قولك: اشتريت ثلاثة أقلام وثلاث مساطر، قوله: إن رجلاًفقد ورد من كلام العرب ما ظاهره خلاف هذه القاعدة إذ صحّ عن النبي قتل تسعةً وتسعين نفساً، بتأنيث العدد مع أن المعدود وهو كلمة نفس مؤنث فكيف لم يخالف العدد المعدود؟ فقد أورد لنا المؤلف السبب في ذلك في هذا الفصل، فقال ما نصه:

"من سنن العرب ترك حكم ظاهر اللفظ وحمله على معناه، كما يقولون: ثلاثة أنفس، والنفس مؤنثة وإنما حملوه على معنى الإنسان أو معنى الشخص.

قال الشاعر:

ما عندنا إلا ثلاثةُ أنفسٍ * * * مثل النجوم تلألأت في الحِنْدِس

وقال عمر بن عبدالله بن أبي ربيعة:

فكان مِجَنّيِ دون ما كنت أتقي * * * ثلاثُ شخوصٍ كاعبان ومعصر

فحمل ذلك على أنهنّ نساءٌ"
كما قال المؤلف بعد ذلك في الفصل نفسه بعد عدة أسطر:

"وفي القرآن: "وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً"، والسعير مذكّر، ثم قال: "إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيد …") فَحَمله على النار فأنّثه.

وقال - عز اسمه - : "فَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً"، ولم يقل: ميتة، لأنه حمله على المكان، وقال – جل ثناؤه- : "السماء منفطر به"

فذكّر السماء لأنه حمل الكلام على السقف، وكل ما علاك وأظلّك فهو سماء، والله أعلم".

9- قال الثعالبي: "فصل فيما يُذكّر ويُؤنّث"
ذكر المؤلف في هذا الباب ألفاظاً يجوز فيها التذكير والتأنيث، وهو سر من أسرار العربية يجب الاهتمام به ومعرفته معرفة تامة، فقال المؤلف ما نصه:"وقد نطق القرآن باللغتين، من ذلك: السبيل، قال الله تعالى: "وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً"(وقال – جل ذكره- : "هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ" ومن ذلك: الطاغوت، قال تعالى في تذكيره: "يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ"، وفي تأنيثها: "وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا"

10- قال الثعالبي:" فصل فيما يقع على الواحد والجمع"

وهذا فصل نفيس ومفيد لطالب اللغة خاصة ولطالب العلم عامة، ففي هذا الفصل شفاء وكفاية لمن يحدث له الحرج عند قراءة الشواهد العربية التي تمر عليه عند اطلاعه وقراءته، فيبحث عن التوجيه الصحيح لمثل هذه النصوص فقد قال المؤلف ما نصه:

(من ذلك: الفُلْك، قال الله تعالى: "فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ")، فلما جمعه قال: "وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْر"، ومن ذلك قولهم: رجلُ جُنُب ورجال جُنُب، وفي القرآن: "وإن كنتم جُنُباً"، ومن ذلك: العَدُوّ، قال تعالى: "فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلاَّ رَبَّ الْعَالَمِينَ" وقال: "وإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِن" ومن ذلك: الضيف، قال الله عز وجل: "هَؤُلاءِ ضَيفِي فَلا تَفْضَحُونِ"

استشهد المؤلف للضيف بصيغة الجمع فقط، لأن الإفراد واضح فيه .

11- قال الثعالبي: " فصل في المجاز"

والمجاز واسع جداً في اللغة العربية، وهو أن يستخدم المتكلم لفظاً فيضعه في غير موضعه ومعناه الحقيقي في اللغة، كأن تقول: رأيت أسداً يخطب.

فالأسد الحقيقي الذي لا يتكلم ليس هو المقصود بل المقصود رجل يحاكي الأسد في شكله وهيبته.

والعجيب أن ينفي بعض العلماء وجود المجاز في اللغة، والقول بأن كل ما في اللغة حقيقة، ومن قال ذلك لم يقله إلا هروباً وخوفاً من الوقوع في إثبات المجاز في باب أسماء وصفات الله –عز وجل- التي أوّلتها بعض طوائف البدع، والذي نعتقده اعتقاداً جازماً أن اللغة فيها مجاز والقرآن الذي نزل بهذه اللغة فيه مجاز، ولكنّ المجاز لا يدخل ألبتة في العقيدة وفي باب الأسماء والصفات خاصّة، لأن العقيدة توقيفية، وكل تأويل يحتاج إلى دليل.

قال المؤلف في هذا الفصل ما نصه:

"قال الجاحظ: للعرب إقدام على الكلام ثقةً بفهم المخاطب من أصحابهم عنهم، كما جوّزوا قوله: أكله الأسْوَدُ، وإنما يذهبون إلى النهش واللّدغ والعض، وأُكِل المالُ، وإنما يذهبون إلى الإفناء، كما قال الله – عز وجل- "إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً" ولعلهم شربوا بتلك الأموال الأنْبِذَة ولبسوا الحلل…"

بعد ذلك بسطرين قال – أيضاً- ما نصه:

"وجوّزوا – أيضاً - أن يقول: ذُقْتُ، لما ليس يُطعم وهو قول الرجل إذا بالغ في عقوبة عبده : ذقْ ، وكيف ذُقتَه ؟ أي : كيف وجدت طعمه؟"وبعد ذلك بسطرين قال – أيضاً - في الفصل نفسه:

"ثم قالوا: طَعْمِتُ لغير الطعام، كما قال العرجيّ:

فإن شئت حرّمت النساء سواكم * * * وإن شئت لم أطعم نقاخاً ولا برداً

كما قال الله تعالى: "فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي"

يريد ومن لم يذق طعمه، ولما قال خالد بن عبدالله في هزيمة له: أطعموني ماءً، قال الشاعر:

بَلّ السراويل من خوفٍ ومن دهش * * * واستطعم الماء لما جَدَّ في الهرب

فبلغ ذلك الحجاج، فقال: ما أيسر ما تعلق فيه يا ابن أخي ‍! أليس الله – تعالى – يقول : " فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي …"

هؤلاء أناس من المتقدمين ويحدث عندهم خلط! وانظر إلى البعد الزمني بيننا وبينهم، فماذا عسانا أن نقول عن المتأخرين! لذا كان لزاماً على كل واحد منا أن يطلع على لغته وأسرارها وخفاياها وخباياها.

يتبع
 
التعديل الأخير:

زهرةالسعودية

مشرف(الصفوف العليا)

معلومات العضو

إنضم
8 أبريل 2010
المشاركات
624
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
تبوك
12- قال الثعالبي: "فصل في تسمية العرب أبناءها بالشنيع من الأسماء".

في هذا الفصل إجابة شافية وكافية من المؤلف لسؤال يجول في خاطر الكثيرين، وهو أنه كيف يقوم العرب بتسمية أبنائهم بأسماء شنيعة وقبيحة وهم الذين بلغوا القمّة في الفصاحة والبلاغة والبيان؟ فقد ذكر المؤلف الإجابة على ذلك فقال ما نصه:

"هي من سنن العرب إذ تُسمي أبناءها بحَجَر وكلب ونمر وذئب وأسد وما أشبهها…"، بعد ذلك بعدة أسطر نقل كلاماً لابن الكلبي حينما سئل هذا السؤال فقال:

"لأنها سمّت أبناءها لأعدائها، وسمّت عبيدها لأنفسها".

العرب معروف عنهم التشاؤم والتفاؤل فهم يسمون أنفسهم أسماء شنيعة لإخافة أعدائهم، وعلى العكس يسمون عبيدهم بأحسن الأسماء مثل: سعد، وسهل… لكي يتفاءلوا بوجودهم عندهم، وهناك بعض الأسباب التي ذكرها الثعالبي ومنها: "بعضهم إذا وُلد له ولدٌ سماه بما يراه ويسمعه مما يتفاءل به فإن رأى حجراً، أو سمعه تأوّل فيه الشدة والصلابة والصبر والبقاء، وإن رأى كلباً تأوّل فيه الحراسة والأُلفة وبُعْدَ الصوت، وإن رأى نمراً تأول فيه المَنَعة …"، ولكن قول ابن الكلبي يكاد يكون هو الأصح.

13- قال الثعالبي: "فصل في تسمية المتضادين باسم واحد".

من الكلمات التي ذكرها المؤلف وهي تستخدم للمعنى ولضده هي هذه الكلمات في قوله:

"… والنِّدُّ: المِثْل والضّدّ، وفي القرآن:"وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَاداً"على المعنيين.

والزوج: الذّكر والأنثى، والقانع: السائل والذي لا يسأل، والنّاهل: العطشان والرّيّان".

وهذا الذي ذكره المؤلف سرٌ من أسرار هذه اللغة العظيمة فحريُّ بكل طالب لغة أن يطّلع على لغته ويحصّن نفسه بالعلم فهو السلاح الذي يقي المرء شر الجهل والضلال.

14- (الاسم يدل على الثبوت والاستمرار، والفعل يدل على التجدد والحدوث)

على المتكلم أن يكون بليغاً وأن يضع الكلام الملائم لمقتضى الحال موضعه المناسب ، فانظر في قوله تعالى: "أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ الرَّحْمَنُ … ". فقد عبّر الله – عز وجل – عن حال الطير في السماء بما يناسبه، فصفُّ الجناحين؛ لأنه الثابت والمستمر لمدة طويلة عبّر عنه باسم فقال: "صافاتٍ" ، أما قبضُ الطائر لجناحيه؛ فلأنه يحدث من حين إلى حين عبّر عنه بفعل مضارع وهو "يقبضن"، فلم يقل: يقبضن صافاتٍ، بل قال: " صافاتٍ ويقبضن" .

ومن أجل ذلك بيّن أهل البلاغة أنّ سلام إبراهيم – عليه السلام – أبلغ من سلام الملائكة، وذلك حينما دخلوا عليه فقالوا: " سَلاماً قَالَ سَلامٌ … "فجملة الملائكة جملة فعلية إذ التقدير : نسلم عليك سلاماً. أما جملة إبراهيم - عليه السلام – فهي اسمية إذ التقدير : سلامٌ عليكم، فدعوا الله له بالسلام المتجّدد، أما هو فدعا لهم بالسلام الثابت. والفرق واضحٌ وجليٌّ .

15- (دخول "هل" الاستفهامية على الجملة الاسمية) .

الأصل في "هل" الاستفهامية دخولها على الجملة الفعلية، فتقول: هل صلّيت الفجر؟. وهذا استفهام حقيقي تكون إجابته إما بنعم ، أو بلا. أما عند دخول "هل" على جملة اسمية فإن دخولها يكون لغرض بلاغي. نحو قوله تعالى: "فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ"فدخلت على جملة اسمية – أنتم منتهون – كي يكون الانتهاء ثابتاً ومستمراً كما هو متقرر من فائدة الاسم ودلالته، وهي أن الجملة الاسمية تدل على الثبوت والاستمرار، أما الفعلية فإنها تدل على التجدد والحدوث.

16- (لا يلزم في التشبيه أن يكون المشبه به متصوراً في ذهن السامع) .

سأل رجل أبا عبيدة عن قوله تعالى : "طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ". كيف يقع الوعد والإيعاد بما لم يعرف؟ وكأن السائل يستغرب مجيء المشبه به (رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ) وهو غير معروف، وكذلك المشبه (الطّلع)، فكيف يمكن تصوّر غير المعروف!.

فأجاب أبو عبيدة: إنما كلّم الله – تعالى- العربَ على قدر كلامهم، أما سمعت قول امرئ القيس يتوّعد رجلاً هدده بالقتل:

أيقتلني والمشرفيّ مضاجعي * * * ومسنونة زرق كأنياب أغوال

وهم لم يروا الغول قط ، ولكنهم لما كان أمر الغول يهولهم أُوعدوا به .

فاستحسن الجالسون ذلك ، وعزم أبو عبيدة من ذلك اليوم أن يؤلّف كتاباً في مثل هذا وأشباهه، فلما رجع إلى البصرة ألّف كتابه "مجاز القرآن" .

وقد ذكر الجاحظ نحواً من هذا الكلام فقال:

"فقال أهل الطعن والخلاف : كيف يجوز أن يضرب المثل بشيء لم نره فنتوهّمه، ولا وَصلتْ لنا صورته في كتاب ناطق. أو خبر صادق. ومخرج الكلام يدل على التخويف بتلك الصورة، والتفريع منها. وعلى أنه لو كان شيء أبلغ في الزجر من ذلك لذكره. فكيف يكون الشأن كذلك، والناس لا يفزعون إلا من شيء هائل شنيع، قد عاينوه، أو صوّره لهم واصف صدوق اللسان، بليغ في الوصف . ونحن لم نعاينها ، ولا صوّرها لنا صادق . وعلى أن أكثر الناس من هذه الأمم التي لم تعايش أهل الكتابين وحملةَ القرآن من المسلمين، ولم تسمع لا يتوهمون ذلك، ولا يقفون عليه، ولا يفزعون منه، فكيف يكون ذلك وعيداً عاماً؟!.

قلنا: وإن كنّا نحن لم نر شيطاناً قطُّ ولا صوّر رؤسها لنا صادق بيده، ففي إجماعهم على ضرب المثل بقبح الشيطان، حتى صاروا يضعون ذلك في مكانين، أحدهما أن يقولوا: "لهو أقبح من الشيطان"، والوجه الآخر أن يسمّى الجميلُ شيطاناً على جهة التطيُّر له، كما تسمّى الفرس الكريمة شوهاء، والمرأة الجميلة صمّاء… وأشباه ذلك على جهة التطيُّر له، ففي إجماع المسلمين والعرب وكلِّ من لقيناه على ضرب المثل بقبح الشيطان، دليلٌ على أنه في الحقيقة أقبح من كل قبيح" .

17- (لا يلزم في التشبيه أن يكون المشبه به أفضل من المشبه)

ألجم أبو تمام الحاضرين عند المعتصم حين مدح المعتصم بقصيدة كان منها هذا البيت:

إقدام عمرو في سماحة حاتم * * * في حلم أحنف في ذكاء إياس

قال الحاضرون: الخليفة يفوق هؤلاء الصعاليك، وأنت شبهته بهم فهذا انتقاص من الخليفة.

فأطرق أبو تمام قليلاً، ثم قال:

لا تنكروا ضربي له من دونه * * * مثلاً شروداً في الندى والباس

فالله قد ضرب الأقل لنوره * * * مثلاً من المشكاة والنبراس

فعرف الفيلسوف الكندي أن هذا الرجل داهية، فقال: إنه لن يعمّر طويلاً ؛ لأن عقله يأكل من عمره.

القصة وضّحت لنا أنه لا يلزم في التشبيه أن يكون المشبه به أفضل ، ولكن يجب أن يكون الأشهر.

18- (استخدام العامة بعض الألفاظ وغيرها أحق)

الناس يستخدمون ألفاظاً وغيرها أحق بذلك منها.

فمثلاً: الناس يذكرون المطر، ولا يذكرون الغيث، والمتأمل في آيات القرآن يجد المطر لم يُذكر إلا وكان في موطن عذاب كقوله تعالى: "وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ"

وكقوله: "وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَراً فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ"

وكقوله تعالى: "فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ".

وكقوله – أيضاً -: "فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ".

أما الغيث فذكر في موطن الرحمة، كقوله تعالى: "وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ".

وكقوله تعالى: "كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ … "

ومن الألفاظ كذلك الجوع، فالناس يذكرونه مع أنه إذا ورد في القرآن كان موضع عقاب ، أو موضع الفقر المدقع، والعجز الظاهر، نحو قوله تعالى: " … فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ"، وكقوله تعالى: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ"

أما المسغبة فقد ذُكرت وأُريد بها المجاعة في قوله تعالى: "أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ"

19- بداية اللحن في اللغة:

قالت ابنة أبي الأسود الدؤلي له: يا أبت ما أجملُ السماء، فرفعت "أجملُ"، فقال لها: نجومُها؛ لأنها لما رفعت فالصحيح أنها تسأل. قالت: ما سألت، ولكني أتعجب من جمالها! قال لها: قولي: ما أجملَ السماءَ! فلما أخبر أبو الأسود علياً – رضي الله عنه – قال له علي: ضع قواعد تجعل اللسان يسلم من اللحن، فلما وضعها، وعرضها على علي – رضي الله عنه – قال له علي – رضي الله عنه - : ما أجملَ هذا النحوَ الذي نحوت!

وإليك بعضاً من أمثلة اللحن ما ذكره الجاحظ:

"قالوا: وقال بشر من مروان وعنده عمر بن عبدالعزيز ، لغلام له: ادع لي صالحاً. فقال الغلام: ياصالحاً. فقال له بشر: ألقِ منه أَلِفْ. قال له عمر: وأنت فَزدْ في أَلِفَكَ ألفاً".
فالصحيح أن يقول الغلام: ياصالحُ؛ لأنه منادى مبني على علم الضم في محل نصب على النداء (علم مفرد). والصحيح أن يقول بشر: ألق منها ألفاً؛ لأنها تعرب مفعولاً به منصوباً وعلامة النصب الفتحة الظاهرة.
قال الجاحظ في هذا الباب - :
"قالوا: وأول لحن سُمع بالبادية: هذه عصاتي، وأول لحنٍ سُمع بالعراق: حيِّ على الفلاح".
والصحيح: هذه عصايَ، وحيَّ على الفلاح.
وقال الجاحظ أيضاً - :
"وقال بعضهم: ارتفع إلى زيادٍ رجلٌ وأخوه في ميراث، فقال: "إن أبونا مات، وإن أخينا وثب على مال أبانا فأكله. فأما زياد فقال: الذي أضعتَ من لسانِك أضرُّ عليكَ مما أضعتَ من مالك…"، والصحيح: إن أبانا .. وإن أخانا .. على مال أبينا.
انتهى
 

زهرةالسعودية

مشرف(الصفوف العليا)

معلومات العضو

إنضم
8 أبريل 2010
المشاركات
624
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
تبوك
من عجائب اللغة العربية أن تجد كلمة تعطي معنى وتعطى المعنى المضاد لها ، ومن هذه الكلمات :


وراء : خلف أو قدام وبه فسر قوله تعالى ( وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا ) أي أمامهم .

عسعس الليل : إذا أقبل بظلامه أو أدبر ، ولذا قالوا في تفسير قوله تعالى ( والليل إذا عسعس) إذا أقبل بظلامه أو إذا أدبر ، روي القولان عن ابن عباس رضي الله عنهما .

الصريم : الليل أو الصبح . وبه فسر قوله تعالى ( فأصبحت كالصريم ) أي كالليل الأسود وقيل كالنهار فلا شيء فيها .


الغابر : الباقي أو الغائب . ولذا قالوا في تفسير قوله تعالى ( فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين) أي الباقين في عذاب الله أو الغائبين عن النجاة .


التعزير : أي التعنيف أو التعظيم ومنها قوله تعالى ( لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه ... ) أي تعظموه .



أسررت الشيء : أخفيته أو أعلنته ، وبه فسر قوله تعالى ( وأسروا الندامة لما رأوا العذاب) أي أظهروها .


صار : أي جمع أو قطع ؛ وبه فسر قوله تعالى ( فصرهن إليك ) قال ابن عباس أي قطعهن ، وقال عطاء: اضممهن إليك .


الرجاء : للرغبة أوللخوف ، وبه فسر قوله تعالى ( ما لكم لا ترجون لله وقارا ) أي لا تخافون عظمة الله تعالى .
الجون : للأسود أوللأبيض وهو في الأسود أكثر .
الطرب : الفرح أو الحزن . جاء في المعجم : الطرب خفة تصيب الإنسان لشدة حزن أو سرور .
الناهل : العطشان أو الذي قد شرب حتى روي . وفي المعجم : النَّاهِلُ : العطشان والرَّيان .
العادل : المنصف أو المشرك القاسط عن الحق .

السدفة : الظلمة في لغة تميم أو الضوء في لغة قيس ، وبعضهم يجعل السدفة اختلاط الضوء والظلمة معاً كوقت ما بين صلاة الفجر إلى الإسفار .

طلعت على القوم : إذا أقبلت عليهم حتى يروك أو إذا غبت عنهم حتى لا يروك .
لمقت الشيء : إذا كتبته أو محوته .

بعت الشيء : إذا بعته غيرك أو اشتريته .

شريت الشيء : إذا بعته غيرك أو اشتريته .

شعبت الشيء : أصلحته أو شققته .

الهاجد : المصلي بالليل أو النائم .

الجلل : الشيء العظيم أوالشيء الصغير الحقير .

الصارخ : المستغيث والصارخ المغيث .

الإهماد : السرعة في السير أو الإقامة .

الظن : اليقين أوالشك .

فرع الرجل : في الجبل صعد أو انحدر.

رتوت الشيء : شددته وأرخيته .
أخفيت الشيء : كتمته أو أظهرته .
شمت السيف : أغمدته أوسللته .

البسل : الحرام أو الحلال . جاء في القاموس المحيط :الحَرامُ والحَلالُ، للواحِدِ والجَمْعِ، والمُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ.
أكرى : زاد أونقص .
 
التعديل الأخير:

المعلم المسؤول

عضو ذهبي

معلومات العضو

إنضم
4 مارس 2010
المشاركات
178
مستوى التفاعل
8
النقاط
18
الإقامة
السعودية
سأنقل لكم بعض المترادفات من كتاب " نجعة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد "

يقال برأ الله الخلق ، وفطرهم ، وجبلهم ، وخلقهم ، وأسرهم وذرأهم ، وأنشأهم ، وكونهم ، وصورهم ، وسواهم ، وأوجدهم ، وأحدثهم ، وأبدعهم ، وأبدأهم .

 

زهرةالسعودية

مشرف(الصفوف العليا)

معلومات العضو

إنضم
8 أبريل 2010
المشاركات
624
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
تبوك
أخي الكريم
أهلا بك شكرا لك على كلماتك الطيبة
أنت ياأخي من ساعدتني على ذلك
فموضوع الترادف في اللغة من أجمل المواضيع التي احب دائما الإطلاع عليها

فزدنا بارك الله فيك
 
استقدام خادمات | مكتب ترجمة معتمدة | مكتب ترجمة معتمد | اكواد خصم | الدراسة في ماليزيا | السياحة في روسيا | صيدلية | أخبار ليبيا | الضمان المطور | تصميم تطبيقات الجوال | شركة تنظيف بالرياض | شركة سيو | شركة تنظيف | ارشفة مواقع | تسويق | دعاء الوتر | كورس سيو | ارشفة مواقع | شركة مكافحة حشرات بحائل | حجر هاشمي | شركة تسليك مجاري بالقصيم | عيادات الاسنان | عيادات ليزر جدة | تصوير المنتجات | حبق مجفف عجوة المدينة | زيادة متابعين تيك توك سي في نماذج سيرة ذاتية تعلم الاسهم الامريكية تعلم الاسهم كشف تسربات المياه مساج منزلي الرياض خدمات seo المنزل الذكي تحفيظ القرآن عن بعد مدرسة خصوصية مطابخ متجر عطور حجر هاشمي حجر دبش اشعة منزلية متنقلة برنامج حسابات برنامج حسابات مدارس ترجمة علامة تجارية
التعليقات المنشورة ﻻ تعبر عن رأي منتدي لغتي وﻻ تتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر
أعلى