لــحــن الـــــقـــــــــــــــــــــــــــــــــول

المعلم المسؤول

عضو ذهبي

معلومات العضو

إنضم
4 مارس 2010
المشاركات
178
مستوى التفاعل
8
النقاط
18
الإقامة
السعودية
الصُّمودُ في الحربِ!!


قال فريق من اللّغويين المعاصرين: لا يجوز لغةً أن يُقال: الصمود في الحرب، أو الصمود أمام العدو، بل يُقال: الثبات في الحرب بدلاً من الصمود؛ لأن الصمود من الصّمْد، وفي معنى الصَّمْد تحرّك وسير ومشي إلى الأمام، وهو حركة، ولا يصحُّ إطلاق ما كان مشتملاً معناه على حركة على السكون والثبات، فمَن وقف في الحرب على سبيل المقاومة والمناهضة قِيل عنه : ثابت، والمصدر الثبات، وفي الكتاب العزيز: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ)، وقالوا أيضًا: لو جاز أن يعبّر بالصمود عن الثبات في هذا المقام لما كان ذلك صوابًا، بل الصواب أن يُقال: الصّمْد أمام العدو؛ لأنه هو المصدر، يُقال: صَمد له صمدًا، وهو كالقصد وزنًا ومعنى، قال مصطفى جواد: ( العرب لا تعرف لفظ الصمود)، وسخر من القائلين بذلك. وقد أفزعني ما قال، وهرعت إلى مبسوطات المعاجم اللغوية، فلم أجد من ذكر الصّمود، وكلّهم يقول: صمد يصمد صمدًا، ومعناه: قصد ، فهو متعدٍّ لا لازم، ولم يذكر الصمود إلاَّ ابن القطّاع، وبكلامه تأيّد المجمعيون في القاهرة، وقالوا بجواز استعمال الصمود في المعنى الشائع، وهو الحق، ولي على ذلك دليلان:
أمّا أحدهما: فتصحيحي، وهو أن (صمد) في اللغة يُطلق على معنى القصد، وهذا هو الذي نوافق فيه على منع الصمود معنىً ولفظًا في الجملة المذكورة، فهو متعدٍّ، ومعناه القصد.. ويُطلق (صمد) أيضًا على ما فيه صلابة وثبات، وبنحو ذلك قال ابن فارس، وهذا هو الذي اشتققنا منه الفعل ومصدره، والفعل -هنا- لازم، ومصدر اللازم قياسًا مطردًا في مثل هذا الصمود، قال ابن مالك:
وفَعَلَ اللازمُ مثلُ قَعَدا****له فعولٌ باطّراد كغَدا
والصمود بمعنى الثبات راجع إلى هذا الأصل، ألا ترى أنّهم أطلقوا على الصخرة الراسية الثابتة في الأرض المستوية (صُمدَة) بفتح الصاد وبضمها، وهذا هو الدليل الثاني وهو ترجيحي.
ولهذه المادة تفريعات كثيرة في المعنى، وللمفسّرين في معنى (الصَمَد) اسمًا من أسماء الله أقوال وفوائد في اللغة والاشتقاق في هذه اللفظة لا يجدها الباحث في مطولات المعاجم.
 

المعلم المسؤول

عضو ذهبي

معلومات العضو

إنضم
4 مارس 2010
المشاركات
178
مستوى التفاعل
8
النقاط
18
الإقامة
السعودية
من ( البِدَاية ) إلى ( النِّهاية )


البداية : لحن صوابه البِداءَة ، بهمزة بعد الألف ، هكذا قال صاحب العباب الزاخر وغيره ، وجعلوه من لحن العامّة ، وإنما تنطق به الناس كذلك مؤازرةً للفظ النهاية ، ولم يقبل هذا التنظير ؛ لأن قبوله مرهون بالسماع كما سمع قولهم : الغدايا والعشايا ، قال ابن برِّي : قولهم : (( البداية )) بالباء غلط ، ولكن ابن القطاع حكى أنها لغة أنصارية ، فإن صح ذلك فنعمّا هي ، وإلا ففي القياس والحمل على النظير ومراعاة التناسب مدخل فسيح ، فإنه لا مناصَ لنا من هذا الوجه الخفيف على اللسان الخفيف في الميزان ، وعلى الآذان ، الذي جرى على ألسنة العلماء ، وهم كثير ، كأبي الفداء ابن كثير ، وأبي الحسن ابن الوزير ، وعبد القادر الفاكهي ، وآخرين من دونهم لحقوا بهم أو كانوا فرَطهم ، كلهم صنف في الباب ، بهذا الاسم يا أولي الألباب .. وأنشد ابن القطاع قول ابن رواحة :
باسمِ الإلهِ وبه بدَينا ****ولو عبدنا غيره شَقِينا
وإذا كان الفعل بالياء ، فالاسم بالياء على سواء ، وللزبيدي في ((تاج العروس )) تفصيل حسن .. وأما (( النِّهاية )) : فبكسر النون، والعامة تقوله بالفتح ، ويراد بها عند الإطلاق : الغاية ، ومن معانيها : طرف العِران الذي في أنف البعير ، والخشبة التي تحمل عليها الأحمال، والنِّهاء من النهار : ارتفاعه ، وكذلك من الماء ، وضبطه الجوهري في ارتفاع الماء خاصة بالضم ، والنِّهاء – أيضا – : الزجاج وحجر أبيض أرخَى، من الرخام واحدته نِهاءة ، ودواء يتعالج به أهل البادية ، ونوع من الخرز ومفرده نِهَاءة ، ونهاءُ مئة ، أي : زهاؤها ، هذه هي ( النهاية ) وتلك هي ( البداية ) وهذا من ردِّ الأعجاز على الصدُور ، الذي لا يجوز إلا في السطور .
 

المعلم المسؤول

عضو ذهبي

معلومات العضو

إنضم
4 مارس 2010
المشاركات
178
مستوى التفاعل
8
النقاط
18
الإقامة
السعودية
القَعود والخَلِفات !!


يبلغني الثناء على لحن القول كلَّ حين ( وخير الحديث ما كان لحنا .. ) وربما اهتز المرء للمدحة يسمعها فلم يجد ما يقوله إلا أن يذم ما مُدح به إظهارا للتواضع، فيقال : هو متواضع أيضا فيكسب مدحتين ، وربّما كان ذمّه لما مدح به شبكة أخرى يلقيها ليصطاد ثناء آخر ويستدرّ به توكيدا وإعادة لما سمعه ، والغفلة في مقامات الانفعال مذمومة ، وقد يكون ذمه كسرا للعُجْب ، أو تلميحا إلى ريبةٍ في صدق المادح ، وفي النفوس سرائر يعلمها اللطيف الخبير ، وفي مساء الاثنين الذي قبل الذي قبل الذي مضى ببطن مكة من بعد أن سمعت طرفا من الثناء عليه .. سأل أحد الأشياخ ، أو الشُّيوخ ، أو الشِّيَخة ( بفتح الياء أو إسكانها) أو المشْيُوخاء ، أو الشيخان ، أو المَشْيَخَة ، عن ( الخَلْفَات ) من الإبل ، كما سأل القوم وهم قُعود عن كلمة ( القَعود ) ؟ وهذا تفصيل ما أجمل من الجواب ثَمَّ .. إن الممارس لأساليب العربية الخبير بتصريفها واشتقاقها يدرك الفرق بين اللفظ العربي وغيره .. ولو لم يكن لديه دراية تامة بالكلمة .. ومثل هذه الألفاظ المعروفة الاشتقاق والتصريف لا تخفى عربيتها وإنما يقع التحريف فيها – إذا لم تبق على ما هي عليه – بتقديم أو تأخير أو تغيير في الحركة أو السكون أو بزيادة أو نقص أو توسع وتجوز ، ومن ذلك هذان الاسمان ، فـ( الخلفات ) نقولها اليوم بإسكان اللام والمنقول عن العرب كسر اللام ، خَلِفة ، كملِكة ، ويقول اللغويون : إن جمعها ( مَخَاض ) على غير قياس ، يقال : نوقٌ مخَاضٌ وناقة خلِفة ، كما قالوا عن المرأة : جمعها نساء أو نسوة ، و ( الخَلِفة ) الناقة الحامل .
وأما القعود : فهو البكر من الإبل وما أمكن أن يركب ، وقال ابن الأثير : القعود من الدّواب ما يقتعده الرجل لركوب الحمل ، وجمعه (قِعدان ) ثم قعادين ، وهو جمع الجمع .. والحاصل أن كلا من اللفظين عربي فصيح ، غير أنه طرأ عليه شيء من التحريف في النطق فتضمه العامَّة وهو بالفتح .

</b></i>
 

المعلم المسؤول

عضو ذهبي

معلومات العضو

إنضم
4 مارس 2010
المشاركات
178
مستوى التفاعل
8
النقاط
18
الإقامة
السعودية
بين مُتسوِّلٍ و شَحَّاذٍ !!


الشحاذ : السائل الملحُّ في السؤال . قال في القاموس : (( شحذ السكينَ : أحدَّها ، والشَحَذان : السَّواق والجائع والخفيف في سعيه ، والشحذ : السَّوق الشديد والغضَبُ ، والقَشْر والإلحاح في السؤال ، وهو شحاذ : ملحٌّ في السؤال ، ولا تقل : (( شحاث )) بالثاء وبعض اللغويين سوغه على جهة البدل ونسبه الصّاغاني – كما قال الزبيدي في التاج – إلى عوّام العراقيين .. ولئن كان إبدال الذال ثاءً سائغا ؛ لأن مخرجهما في العرف واحد وهو ظهر طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا فإن إبدال الذال تاء غير سائغ ولا معلوم النظير ، وما أظنه إلا قلبًا عن قلب ، قلبت الذال ثاء مثلثة ، ثم قلبت الثاء تاء .
وأما (( المتسوِّل )) فلا أدري كيف أطلقت على السائل ، ولم أجد من أوردها في مبسوطات المعاجم القديمة ، وأوردها المعجم الوسيط ، وأشار إلى أنها مولدة ، ولكني اجتهد فيها برأيي ، وأقول : يحتمل أن تصريفها بهذه الصيغة من تصرف العَوام ، صاغوا تَسأَّل من السّؤَال ، ثم خففوا الهمزة بالإبدال فصارت تسوَّل ، ويحتمل أن تكون مقلوبة عن تَوسَّل ، والسائل متوسّل يتوسل إلى من يسأله ليتوصَّل إلى ما يسأله .
ووجه ثالث بعيد ، وهو أن أقربَ الصيغ المقاربة لها في اللفظ : سوَّل بمعنى زيَّن ، والشحّاذ يسوِّل للنَّاس ما يحرك مشاعرهم نحوه .. هذا جواب موجز لسائل سألني مهاتفة ، وللسائل حق معلوم لاسيما سائل العلم ، وزجره لؤم ، وقد قيل : سائل اللئيم يرجعُ ودمعه سائل .
 

المعلم المسؤول

عضو ذهبي

معلومات العضو

إنضم
4 مارس 2010
المشاركات
178
مستوى التفاعل
8
النقاط
18
الإقامة
السعودية
التَّقويم المستمرّ


السائل: سليمان العمري، قال في سؤاله:
أولاً: هل والدكم هو الشيخ الدكتور/ علي الحربي الأستاذ بجامعة أم القرى؟
ثانيًا: يكثر استخدام كلمة (تقويم) و(تقييم)، فيقال: التقويم المستمر، فما الصحيح في هذا؟ ولك أطيب تحيَّة.
قال عبد العزيز: ولك أطيب تحية وأزكاها.. والوالد هو مَن ذكرت، وكان أستاذًا في الجامعة سابقًا يدرّس لطلابها العقيدة، وفقه السيرة، وهو الآن وقد سلخ الثمانين -في إخبات وتألّه-، وسؤالك عنه آية نبل ووفاء، وإنّ حُسن العهدِ من الإيمان.
وألخّص لك جواب السؤال عن (تقويم) و(تقييم) في نقاط:
1- اتفقت معاجم اللغة على أن هذه اللفظة (واوية) سواء كان معناها: بيان قيمة الشيء، أو كان معناها: تعديل الشيء، وإقامة اعوجاجه؛ فيقال: قوّمت السلعة، أي : عيَّنت قيمتها، وقوّمت المعوجّ، أي: عدّلته.
2- بُحِثَتْ هذه اللفظة في مجمع اللغة، وهي في المجلد الرابع والثلاثين من مجلتها، وصحَحَتْ فيه التقييم الذي بمعنى القيمة، للتفريق بينه وبين التقويم الذي بمعنى التعديل، ونظَّر المجمع على ذلك بأمثلة عُدِل فيها عن الواو، وهي الأصل إلى الياء حذرًا من اللَّبس، ومن ذلك: عيَّد الناس، إذا شهدوا العيد، وقالوا في جمع العيد: أعياد، ولم يقولوا: أعواد، حذر الإلباس على الناس، وأصله: عاد، يعود.
3- لم يمنع المجمع -وليس له ذلك- أن يُقال: قوّم البضاعة، بمعنى: حدّد قيمتها، وقوَّم العمل: جعل له قيمة، والمصدر: التقويم بلا ريب.
4- وأنا أختار ما اختاره ذلك المجمع الخالد، فإن الخروج من لباس الإلباس أقوم قيلاً، وأهدى سبيلاً.
5- التقويم المستمر، وتقويم الأعمال.. هل هو من القيمة، أو من تقويم الاعوجاج؟ فإن كان من الأول فلك فيه وجهان، وإن كان من الثاني فليس لك إلاَّ وجه واحد.. أسأل الله أن بيِّضه!

</b></i>
 

المعلم المسؤول

عضو ذهبي

معلومات العضو

إنضم
4 مارس 2010
المشاركات
178
مستوى التفاعل
8
النقاط
18
الإقامة
السعودية
عين ( العَلاقة )


لو تتبع باحث لحن الألسنة في القول في كلام من يتكلم بالفصحى لوجدها تتجه في اللحن إلى الضمّ والرفع ، ولم أجد سببا لذلك إلا أنهم يتوهمون أن الإعراب هو ذاك لأنه يكون أكثر ما يكون في الرفع ، ويظن العامي أن من قال : إنّ المسلمون أشدّ فصاحة ممن قال : إن المسلمين ؛ لأن الناس يقولونه بالياء على كل حال ، وكذلك الألفاظ التي أولها فتح أو كسر ، أو يكون أوسطها مفتوحا أو مكسورا ، فيقولون في العَلاقة ، العُلاقة وفي الظرف بمعنى : الظرافة : الظُّرف ، بالضم ، ويقولون : فلان لا يَمُلّ ، ويضمون راء تجرِبة ، وهلمَّ جرّا ، والبحث – هنا – في لفظ العَلاقة التي بمعنى : التعلق بين شيئين ، يضمون عينها وهي مفتوحة ، يقال : عَلِق به ؛ إذا لزمه ، ولفظ ( علق ) بجميع تصريفاته فيه معنى التعلق بين شيئين حيث جاء .. ومن معاني العَلاقة : الصّدَاقة ، والخصومَة ، ضدان ، وما تعلق به الرجل من حِرفة ونحوها ، وما يتعلقون به على المتزوّج من المهر ، وما يتبلغ به من العين ، والحُبّ اللازم للقلب .
ومن الطّريف : أنني وأنا أكتب عن العلاقة هذه السّطور إذا بصديق حميم يحدثني في الهاتف الجوال ويقول في كلامه : العُلاقة بيننا .. وضمَّ العين ، ولم أنكر عليه اكتفاء بإنكار القلب ؛ ولأن الجواب هو ما سيرى لا ما يَسْمَع ، ولأنني – ولا أكذِبُ اللهَ – سررت بما قال ؛ لأنه يكشف عن صدق ما قلته من وقوع الألسنة في هذا اللحن الشائع .

</b></i>
 

زهرةالسعودية

مشرف(الصفوف العليا)

معلومات العضو

إنضم
8 أبريل 2010
المشاركات
624
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
تبوك
سلمت يداك أخي الفاضل
أسعد دائما بما تكتبه
وانتظره بفارغ الصبر
فلاتحرمنا من روعة مواضيعك
جزاك الله خيرا
 
التعديل الأخير:

زهرةالسعودية

مشرف(الصفوف العليا)

معلومات العضو

إنضم
8 أبريل 2010
المشاركات
624
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
تبوك
بين مُتسوِّلٍ و شَحَّاذٍ !!


الشحاذ : السائل الملحُّ في السؤال . قال في القاموس : (( شحذ السكينَ : أحدَّها ، والشَحَذان : السَّواق والجائع والخفيف في سعيه ، والشحذ : السَّوق الشديد والغضَبُ ، والقَشْر والإلحاح في السؤال ، وهو شحاذ : ملحٌّ في السؤال ، ولا تقل : (( شحاث )) بالثاء وبعض اللغويين سوغه على جهة البدل ونسبه الصّاغاني – كما قال الزبيدي في التاج – إلى عوّام العراقيين .. ولئن كان إبدال الذال ثاءً سائغا ؛ لأن مخرجهما في العرف واحد وهو ظهر طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا فإن إبدال الذال تاء غير سائغ ولا معلوم النظير ، وما أظنه إلا قلبًا عن قلب ، قلبت الذال ثاء مثلثة ، ثم قلبت الثاء تاء .
وأما (( المتسوِّل )) فلا أدري كيف أطلقت على السائل ، ولم أجد من أوردها في مبسوطات المعاجم القديمة ، وأوردها المعجم الوسيط ، وأشار إلى أنها مولدة ، ولكني اجتهد فيها برأيي ، وأقول : يحتمل أن تصريفها بهذه الصيغة من تصرف العَوام ، صاغوا تَسأَّل من السّؤَال ، ثم خففوا الهمزة بالإبدال فصارت تسوَّل ، ويحتمل أن تكون مقلوبة عن تَوسَّل ، والسائل متوسّل يتوسل إلى من يسأله ليتوصَّل إلى ما يسأله .
ووجه ثالث بعيد ، وهو أن أقربَ الصيغ المقاربة لها في اللفظ : سوَّل بمعنى زيَّن ، والشحّاذ يسوِّل للنَّاس ما يحرك مشاعرهم نحوه .. هذا جواب موجز لسائل سألني مهاتفة ، وللسائل حق معلوم لاسيما سائل العلم ، وزجره لؤم ، وقد قيل : سائل اللئيم يرجعُ ودمعه سائل .

سلمت يداك
وبارك الله فيك
ونفع بك الأمة
مشاركة رائعة بالفعل
تحياتي
 

زهرةالسعودية

مشرف(الصفوف العليا)

معلومات العضو

إنضم
8 أبريل 2010
المشاركات
624
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
تبوك
التَّقويم المستمرّ


السائل: سليمان العمري، قال في سؤاله:
أولاً: هل والدكم هو الشيخ الدكتور/ علي الحربي الأستاذ بجامعة أم القرى؟
ثانيًا: يكثر استخدام كلمة (تقويم) و(تقييم)، فيقال: التقويم المستمر، فما الصحيح في هذا؟ ولك أطيب تحيَّة.
قال عبد العزيز: ولك أطيب تحية وأزكاها.. والوالد هو مَن ذكرت، وكان أستاذًا في الجامعة سابقًا يدرّس لطلابها العقيدة، وفقه السيرة، وهو الآن وقد سلخ الثمانين -في إخبات وتألّه-، وسؤالك عنه آية نبل ووفاء، وإنّ حُسن العهدِ من الإيمان.

زادك الله علما وحلما
ولاتحرمنا الجديد
لك شكري وفائق تقديري وامتناني
 

زهرةالسعودية

مشرف(الصفوف العليا)

معلومات العضو

إنضم
8 أبريل 2010
المشاركات
624
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
تبوك
عين ( العَلاقة )


لو تتبع باحث لحن الألسنة في القول في كلام من يتكلم بالفصحى لوجدها تتجه في اللحن إلى الضمّ والرفع ، ولم أجد سببا لذلك إلا أنهم يتوهمون أن الإعراب هو ذاك لأنه يكون أكثر ما يكون في الرفع ، ويظن العامي أن من قال : إنّ المسلمون أشدّ فصاحة ممن قال : إن المسلمين ؛ لأن الناس يقولونه بالياء على كل حال ، وكذلك الألفاظ التي أولها فتح أو كسر ، أو يكون أوسطها مفتوحا أو مكسورا ، فيقولون في العَلاقة ، العُلاقة وفي الظرف بمعنى : الظرافة : الظُّرف ، بالضم ، ويقولون : فلان لا يَمُلّ ، ويضمون راء تجرِبة ، وهلمَّ جرّا ، والبحث – هنا – في لفظ العَلاقة التي بمعنى : التعلق بين شيئين ، يضمون عينها وهي مفتوحة ، يقال : عَلِق به ؛ إذا لزمه ، ولفظ ( علق ) بجميع تصريفاته فيه معنى التعلق بين شيئين حيث جاء .. ومن معاني العَلاقة : الصّدَاقة ، والخصومَة ، ضدان ، وما تعلق به الرجل من حِرفة ونحوها ، وما يتعلقون به على المتزوّج من المهر ، وما يتبلغ به من العين ، والحُبّ اللازم للقلب .
ومن الطّريف : أنني وأنا أكتب عن العلاقة هذه السّطور إذا بصديق حميم يحدثني في الهاتف الجوال ويقول في كلامه : العُلاقة بيننا .. وضمَّ العين ، ولم أنكر عليه اكتفاء بإنكار القلب ؛ ولأن الجواب هو ما سيرى لا ما يَسْمَع ، ولأنني – ولا أكذِبُ اللهَ – سررت بما قال ؛ لأنه يكشف عن صدق ما قلته من وقوع الألسنة في هذا اللحن الشائع .

</b></i>
دائما رائع أخي الفاضل
لاحرمك الله الأجر
ورزقك الله الجنة ووالديك والمسلمين
زدنا مما لديك
فأنا انظر مشاركتك الجديدة
تحياتي
 

زهرةالسعودية

مشرف(الصفوف العليا)

معلومات العضو

إنضم
8 أبريل 2010
المشاركات
624
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
تبوك
أخي الفاضل المعلم المسؤول
أشكر لك الموضوعات الهادفة التي تزودنا بها
أنا دائما أبحث في الكتب أوفي المواقع
عن كل مايتعلق باللغة
لأني أحب القراءة في هذا الجانب
إضافة لكتب التربية وعلم النفس
فوالله أسعد وأفرح جدا عندما اجد مشاركاتك
لأنها تزيدني مما أحب القراءة فيه
وهذا مايتطلبه معلم أومعلمة
اللغة العربية لأنها تخدمه
لاانكر كثيرا مانقع في اللحن والخطأوذلك يرجع للقياس على ماجرت عليه العادة
وطريقنا للتخلص منه كثرة القراءة والإطلاع
فلاتحرمنا المزيد
لاحرمك الله الجنة والنظر إلى وجهه الكريم
أسأل الله أن ينفعك بما علمت ويزيدك من فضله
تقبلي تحياتي
 
التعديل الأخير:

المعلم المسؤول

عضو ذهبي

معلومات العضو

إنضم
4 مارس 2010
المشاركات
178
مستوى التفاعل
8
النقاط
18
الإقامة
السعودية
أخي الفاضل المعلم المسؤول
أشكر لك الموضوعات الهادفة التي تزودنا بها
أنا دائما أبحث في الكتب أوفي المواقع
عن كل مايتعلق باللغة
لأني أحب القراءة في هذا الجانب
إضافة لكتب التربية وعلم النفس
فوالله أسعد وأفرح جدا عندما اجد مشاركاتك
لأنها تزيدني مما أحب القراءة فيه
وهذا مايتطلبه معلم أومعلمة
اللغة العربية لأنها تخدمه
لاانكر كثيرا مانقع في اللحن والخطأوذلك يرجع للقياس على ماجرت عليه العادة
وطريقنا للتخلص منه كثرة القراءة والإطلاع
فلاتحرمنا المزيد
لاحرمك الله الجنة والنظر إلى وجهه الكريم
أسأل الله أن ينفعك بما علمت ويزيدك من فضله
تقبلي تحياتي



أختي الفاضلة

العلم لا حدّ له ، وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ... والقراءة وكثرة المطالعة سيبل لنيل المزيد من العلم ، كذلك النيّة الصادقة في طلب العلم وإخلاص ذلك لله يجعل المرء في مصاف أهل العلم والعلماء ...

زادنا الله علما وحكمة وتواضعا ونفعا .
 

المعلم المسؤول

عضو ذهبي

معلومات العضو

إنضم
4 مارس 2010
المشاركات
178
مستوى التفاعل
8
النقاط
18
الإقامة
السعودية
زْهَلْهُ


لدي سؤال ، قال فيه السائل : غفر الله لك ، شيخنا ، العامة تقول : ازْهَلْه ، ومرادهم : انسَه ، ولا تسأل عنه ، قال : وفي القاموس : زهلفَ الشيء : نفّذه وجوّزه ، فهل كلام العامة مصحَّفٌ من هذا ؟
هذا هو السؤال ، والإجابة هي :
أولا : هذه اللفظة بريئة من الدواخِل التي تغمز اللفظ بالعجمة أو التعريب ، حروفا ، ومادة ، وصيغة ، وهذه إحدى المبشرات .
ثانيا : وهي أيضا موجودة بحروفها الأصلية ( الزاي ، والهاء ، واللام ) وهذه ثانية المبشرات .
ثالثا : إذا كان اللفظ من الألفاظ العربية منقولا لفظه عن العرب ، بريئا من الدواخل التي تخرج الكلمة من زينتها العربية ، أصبحت الكلمة قائمة على أصولها ، بأصل ثابت ، وفرع في السماء ، وقد تلعب بفرعها رياح التغيير ، فتكون الكلمة مما نطق به اللسان العربي في معنى آخر غير المعنى الذي نستعمل اللفظ فيه .
رابعا : بحثت عن هذه اللفظة ومادّتها في أوسع المعاجم ، فوجدت المنقول في ذلك هو ((الزَهَل ، بالتحريك : ملاسَة وبياض في الشيء ، وقد زَهِل ، كفرح : مَلس ، والزاهِل : المطمئن القلب ، والزهْل : الأملس من كل شيء )) .
خامسا : يتضح من هذا النقل أن العرب لم ينقل عنهم استعمال ( ازهله ) بصيغتها ، غير أنّ المادة والمعنى موجودان ، فالمادة هي ( ز هـ ل ) والمعنى : اطمئنان القلب ، وهذا المعنى وما تريده العامة اليوم متلازمان.
سادسا : قولك : لعله مصحَّفٌ من ( زهْلفَ ) الشيء ، بمعنى : نفّذه ، وجوّزه ، بعيد فيما أرى ، والفاء في هذه الكلمة جزء ظاهر ، يُخل حذفه بالكلمة إخلالا ظاهرا في بنيتها وإيقاعها ، فهي حرف من حروف الإذلاق التي هي ( الفاء ، والراء ، واللام ، والباء ، والنون ، والميم ) التي لا تكاد تخلو كلمة عربية متألفة من أربعة حروف أصلية من حرف من حروفه ، ثم هو دعوى بلا برهان ، ثم إننا لا نحتاج إلى هذا التكلف لما سبق بيانه.
 

المعلم المسؤول

عضو ذهبي

معلومات العضو

إنضم
4 مارس 2010
المشاركات
178
مستوى التفاعل
8
النقاط
18
الإقامة
السعودية
يا تَرى .. أيضًا !!


السائل موسى الشريف، يقول في سؤاله: أتمنَّى من سعادتكم إفادتي عن التالي :
1- كلمة ( أيضا) هل تكتب بالضاد أم بالظاء؟ وما إعرابها في الجملة ؟
2-كثيرا ما نسمع هذه الكلمة (يا تُرى) فيا ترى .. ما معنى هذه الكلمة (يا ترى)؟ وهل هو حرف نداء ومنادى أم هي كلمة واحدة؟ وإذا كان هناك نداء فما معناها؟ وهل تنطق بفتح التاء أم بالضم كما نسمع؟ وما إعرابها؟
قال عبدالعزيز: كلمة( أيضا) تكتب بالضاد، قولاً واحدًا، وهي من الألفاظ التي لا يستغني عنها العلماء في كلامهم، ولا تحسُن في كلام الشعراء، وأكثر ما وردت على ألسنة المحدثين، ولم ترد في القرآن الكريم ، ولعلها لم ترد في السنة، وأصلها: مصدر للفعل (آض) ولها معنيان، أحدهما: آض مثل صار، وزنًا ومعنى وعملاً، ولهذا عدّها ابن مالك في بعض كتبه من أخوات (كان) تقول: آض الجو حارًّا، أي: صار، ووزنه فعَل يفعِل، كضرب يضرب، والثاني : بمعنى رجَع، يقال: فلان آضَ إلى بيته، أي: رجع، وهذه لا تحتاج إلى خبر، بل هي فعل تام، وتعرب حالاً في بعض الأحوال، أو مفعولاً مطلقًا، وهو الأرجح مطلقًا، ولابن هشام كتاب جمع فيه مسائل، منها هذه الكلمة سئل عن معناها وإعرابها وسمَّى كتابه (المسائل السفَرية) أحيلك إليه إن كنت تقول: هل من مزيد، وفي المعنى الأول يقول ابن دريد:
وآضَ روضُ اللهو يبْسًا ذاويًا
من بعد ما قد كان مجَّاجَ الثَّرى
وأما قولهم: (يا ترى) فهو نداء وفعل مضارع، والنداء من خصائص الأسماء، كما هو معلوم؛ لأنه لا ينادى إلا من يجيب، غير أنه ورد في الكلام الذي يُحتجُّ به ألفاظ دخل فيها النداء على أفعال دالة على المضي أو الأمر، ومن ذلك قوله سبحانه: (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ) فقد قرأه الكسائي: ( أَلاَ يَا اسْجُدُوا ) بتخفيف اللام والفعل بعده للأمر، وتوسط بينهما النداء، ومعناه: ألا يا هؤلاء اسجدوا، ولذلك شواهد ذكرتها في(توجيه مشكل القراءات) ومن ذلك قولهم: ( يا نِعْمَ الْمَوْلَى وَيا نِعْمَ النَّصِيرُ ) على القول بأن
(نعم) فعل وهو الصحيح، ومن ذلك قول الخطباء اليوم: (يا رعاكم الله) وأجبت عنه بتفصيل في هذا الملحق، والمسألة هنا قريبة من وجه، يمكن أن تحمل على معنى يا هذا ترى؟ أي: أترى ؟ وهمز الاستفهام محذوف، ولا فرق بين فتح التاء وضمها إلا في المعنى، ولو أجبتُ على البديهة دون تأصيل وبحث في القواعد لقلت معناها: التنبيه، كقوله تعالى: ( يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ) أو معناها: هل ترى؟ أقيم النداء مُقام الاستفهام، هذا هو معنى الكلام، الذي دل عليه المقام، والسلام، وآمل أن تكون قد أوتيت سؤلك يا موسى.

</b></i>
 

زهرةالسعودية

مشرف(الصفوف العليا)

معلومات العضو

إنضم
8 أبريل 2010
المشاركات
624
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
تبوك
QUOTE=المعلم المسؤول;6076]
يا تَرى .. أيضًا !!
السائل موسى الشريف، يقول في سؤاله: أتمنَّى من سعادتكم إفادتي عن التالي :
1- كلمة ( أيضا) هل تكتب بالضاد أم بالظاء؟ وما إعرابها في الجملة ؟
2-كثيرا ما نسمع هذه الكلمة (يا تُرى) فيا ترى .. ما معنى هذه الكلمة (يا ترى)؟ وهل هو حرف نداء ومنادى أم هي كلمة واحدة؟ وإذا كان هناك نداء فما معناها؟ وهل تنطق بفتح التاء أم بالضم كما نسمع؟ وما إعرابها؟
قال عبدالعزيز: كلمة( أيضا) تكتب بالضاد، قولاً واحدًا، وهي من الألفاظ التي لا يستغني عنها العلماء في كلامهم، ولا تحسُن في كلام الشعراء، وأكثر ما وردت على ألسنة المحدثين، ولم ترد في القرآن الكريم ، ولعلها لم ترد في السنة، وأصلها: مصدر للفعل (آض) ولها معنيان، أحدهما: آض مثل صار، وزنًا ومعنى وعملاً، ولهذا عدّها ابن مالك في بعض كتبه من أخوات (كان) تقول: آض الجو حارًّا، أي: صار، ووزنه فعَل يفعِل، كضرب يضرب، والثاني : بمعنى رجَع، يقال: فلان آضَ إلى بيته، أي: رجع، وهذه لا تحتاج إلى خبر، بل هي فعل تام، وتعرب حالاً في بعض الأحوال، أو مفعولاً مطلقًا، وهو الأرجح مطلقًا، ولابن هشام كتاب جمع فيه مسائل، منها هذه الكلمة سئل عن معناها وإعرابها وسمَّى كتابه (المسائل السفَرية) أحيلك إليه إن كنت تقول: هل من مزيد، وفي المعنى الأول يقول ابن دريد:
وآضَ روضُ اللهو يبْسًا ذاويًا
من بعد ما قد كان مجَّاجَ الثَّرى
وأما قولهم: (يا ترى) فهو نداء وفعل مضارع، والنداء من خصائص الأسماء، كما هو معلوم؛ لأنه لا ينادى إلا من يجيب، غير أنه ورد في الكلام الذي يُحتجُّ به ألفاظ دخل فيها النداء على أفعال دالة على المضي أو الأمر، ومن ذلك قوله سبحانه: (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ) فقد قرأه الكسائي: ( أَلاَ يَا اسْجُدُوا ) بتخفيف اللام والفعل بعده للأمر، وتوسط بينهما النداء، ومعناه: ألا يا هؤلاء اسجدوا، ولذلك شواهد ذكرتها في(توجيه مشكل القراءات) ومن ذلك قولهم: ( يا نِعْمَ الْمَوْلَى وَيا نِعْمَ النَّصِيرُ ) على القول بأن
(نعم) فعل وهو الصحيح، ومن ذلك قول الخطباء اليوم: (يا رعاكم الله) وأجبت عنه بتفصيل في هذا الملحق، والمسألة هنا قريبة من وجه، يمكن أن تحمل على معنى يا هذا ترى؟ أي: أترى ؟ وهمز الاستفهام محذوف، ولا فرق بين فتح التاء وضمها إلا في المعنى، ولو أجبتُ على البديهة دون تأصيل وبحث في القواعد لقلت معناها: التنبيه، كقوله تعالى: ( يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ) أو معناها: هل ترى؟ أقيم النداء مُقام الاستفهام، هذا هو معنى الكلام، الذي دل عليه المقام، والسلام، وآمل أن تكون قد أوتيت سؤلك يا موسى.

</b></i>[/QUOTE]
لافض فوك أخي الفاضل
وجزاك الله خيرا
 

المعلم المسؤول

عضو ذهبي

معلومات العضو

إنضم
4 مارس 2010
المشاركات
178
مستوى التفاعل
8
النقاط
18
الإقامة
السعودية
بِالْكادْ..!!


مما شاع على الألسنة في هذا العصر من قبيح اللحن قولهم : (بالكاد) يقولون: بالكاد استطعت أن أكلّمه، وبالكاد استطاع أن يمشي، ونحو هذا، يريدون: بصعوبة قدر أن يمشي، ومثل هذا اللحن مما يغار له الغيارى على الفصحى؛ لمخالفته لقواعدها، ولركاكته، وشبهه باللسان الأعجمي، ذلك بأن (ال) لا تدخل على الأفعال، ولم يتكلم عربي قط بفعل ماض معه لام التعريف، وأما قول الشاعر:
ما أنت بالحكَم التُّرضى حكومتُه *** ولا الأصيلِ ولا ذِي الرأيِ والجدَلِ

فشاذّ محفوظ لا يقاس عليه لدى المحققين، ثم إنِّ (ال) –هنا– موصولية بمعنى الذي، أي: الذي ترضى حكومته، ثم إن الفعل الذي دخلت عليه –هنا– فعل مضارع، والمضارع معْربٌ، ضارَع الاسم، أي : شابهه في الإعراب، فله من المنزلة ما لغيره، وفي هذا يقول ابن مالك في ألفيته في النحو:
وصفةٌ صريحةٌ صلةُ ال وكونها بمعرب الأفعالِ قَلّْ

وأما (كاد) ففعل ماضٍ وهو مبني لا معرب.. فإن قيل: فما البديل مكان هذه اللفظة، قلنا: العربية واسعة وأساليبها لا تنضب، وفي جَعبتها (بفتح الجيم ولا يجوز الضم) ألفاظ كثيرة تقوم مقام هذا الأسلوب، فلو قال القائل: فعَل فلان هذا الأمر بصعوبة، أو: بعسر، أو: فعله ولم يكد، أولم يفعله إلا بعد لَأْي، أو: بمشقة، أو: بعد جهد، أو جهِد في فعل هذا.. ونظيره في القرآن: (وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ) ولو قيل لأصحاب (الكاد) : كيف يعبِّرون عن معنى هذه الآية: لقالوا على رؤوس الأشهاد: لم تكونوا بالغيه إلا بالكاد، هكذا بغيا على لغة الضاد، الملطوعةِ عينها في واد وهم في واد، تندب حظَّها وتشكو من ظلم العباد.

</b></i>
 

المعلم المسؤول

عضو ذهبي

معلومات العضو

إنضم
4 مارس 2010
المشاركات
178
مستوى التفاعل
8
النقاط
18
الإقامة
السعودية
ديك ما له عرف !!


وردني سؤالان من عمار أحمد ، قال في الأول : نسمع بكلمة (إنسان) وتطلق على المذكر والمؤنث ؛ لأنها اسم جنس ، ولكن هل يصح لنا أن نقول: (إنسانة) للمؤنث؟ وقال في الثاني: هل يصح أن نقول: ديك ما له عرف؛ لأن بعضهم قال: إن الصواب: ما له من عرف؟
والجواب : أما سؤالك الأول فقد أجبت عن مثله بكلام مفصل في حلقة سابقة ، وستراها في كتابي (لحن القول) الذي سيصدر قريبا بإذن الله ، وقد ذكرت أن بعض اللغويين يرى أن المرأة لا يقال لها : ( إنسانة ) بل يقال لها: (إنسان ) كما يقال للرجل ، وأنها لفظة مولدة ؛ لأن العرب لم يسمع منها ( إنسانة).
وأما سؤالك عن قولهم : ( ديك ما له عرف) فعبارة صحيحة لا شيء فيها ، ومن قال : الصواب ( ما له من عرف) فليس بمصيب إلا إذا كان المقصود النفي المؤكد المبالغ فيه ، فهذا يوجب ( مِن ) وأمثلة القرآن الكريم التي وردت بهذا الأسلوب كقوله سبحانه : (مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ ) وقوله : (مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ) وقوله : ( مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ) وغير ذلك من الآيات هي من النوع المؤكد .. ولا أتذكر الآن آية وردت فيها( ما ) النافية في هذا السياق إلا وهي مؤكدة بـ ( مِن )، وفي كلام العرب النثري والشعري جمل لا تحصى كثرة وردت عارية من حرف ( مِن )كقولهم : ما به بأس ، وقولهم : ما له زرع ولا ضرع ، وكقولهم : ما به قلبة .. وهذا لا يعني أن الكلام بدونها كلام مخالف لقانون العربية ؛ لأن الأمر يعود إلى مراد المتكلم ، والجمهور يجعلون ( مِن ) هذه زائدة ، وكذلك ما جاء في نحو قوله تعالى : ( مَا جَاءنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ ) والحق أنها ابتدائية لا زائدة، كما أنها بعد الإيجاب في قوله تعالى : ( يَغْفِرْ لَكُم مِن ذُنُوبِكُمْ ) وقوله تعالى : ( وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ ) ليست زائدة بل تبعيضية ؛ لأن من السيئات ما هو متعلق بظلم العباد ، وقيل (مِن ) في هذه الآيات ابتدائية ، ومن العلماء من قال بزيادتها في الإيجاب كالأخفش الأوسط وآخرين ، والجمهور على تغليظ من قال ذلك ومنهم شيخه سيبويه.
 

المعلم المسؤول

عضو ذهبي

معلومات العضو

إنضم
4 مارس 2010
المشاركات
178
مستوى التفاعل
8
النقاط
18
الإقامة
السعودية
هل يقال: جاء رمضان؟!


قالت طائفة من أهل العلم: لا يُقال: رمضان وحده، بل يُقال: شهر رمضان، كما جاء في القرآن: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ)، ويعزى هذا المنع لبعض المالكيين، ومن حجتهم في المنع أن (رمضان) من أسماء الله، فلا يجوز حذف المضاف؛ لأنه بمنزلة (بيت الله)، و(ناقة الله) لا يجوز في ذلك، ونحوه حذف المضاف.
وقالت طائفة: يجوز حذف لفظ (شهر) إذا وجدت القرينة الدالة على المحذوف، كأن يُقال: صمنا رمضان، ورمضان قبل شوال، وبعد شعبان، ويُكره حين لا توجد قرينة.
ومن جهة أخرى يقول بعض اللغويين: لا يجوز إضافة شهر إلى اسم شهر إلاَّ لشهر رمضان وشهري ربيع، وفصّلت القول في هذه المسألة في مقالة منذ أعوام عنوانها: (هل يُقال: شهر شعبان؟)، وذكرت أن سيبويه أجاز ذلك مطلقًا.
والحق في هذه المسألة الجواز المطلق، فإنه لا دليل على الكراهة التي لا تثبت إلاَّ بشرع، وأبعد من ذلك التحريم لتركيبه على دليل فاسد، وهو أن (رمضان) من أسماء الله، وما هو من أسماء الله، ولا ثبت بذلك أثر صحيح، بل ما ورد في ذلك ضعيف لا يعوّل عليه، ومن فساد اعتباره؛ لأنه قد ثبت في أحاديث صحاح ذِكر (رمضان) مجرّدًا دون لفظ (شهر)، ومنه: قوله عليه الصلاة والسلام: (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة...)، وفي رواية أخرى: (إذا دخل رمضان)، وفي ثالثة: (إذا كان رمضان). وقد ترجم النسائي في ذلك، وصرح بالجواز فقال: (باب الرخصة في أن يُقال لشهر رمضان: رمضان). قال النووي: (مذهب البخاري والمحققين الجواز بقرينة، وبلا قرينة دون كراهة).
والخلاصة.. قل: جاء رمضان، وصمت رمضان، وسافرت في رمضان.. ولا حرج.





صلاةُ القيامِ أثابكم الله !!


أدركتني صلاة العشاء قبل أعوام في شهر رمضان عند مسجد حضر الصلاة فيه جماعة قليلون ، فلما قُضيت الصلاة – صلاة العشاء – أقبل الإمام توجهه واستغفر ربه ، وبينا هو كذلك إذ قام المؤذن مناديا في ( الميكرفون ) : صلاة القيام أثابكم الله ، ومدّ بها صوته ، كما ينادى بالأذان ، ولم يكن بالحضرة من يحتاج إلى هذا ، ولا هو نداء لمن كان خارج المسجد ، وليست سنة مشروعة شرعت لنا كالأذان والإقامة ، وليس لها في مثل ذلك المقام غرض يفوت بفواتها ، ولا معنى معقول ، ولعدم مراعاة القصد في الأمور التي يجعلها الفقهاء من المصالح المرسلة صار ما ليس له مصلحة ولا معنى يعقل كغيره مما له منفعة ، والأصل في العبادات أن لا يكون فيها ولا يحاط بها من ذكر يتخذه المسلم سنة إلا بما شُرع له ، وأما المساجد الكبرى التي يصدر الناس فيها أشتاتا لا يرى كثير منهم إمامهم أمامهم ، فلمناداتهم بهذه الجملة وأمثالها لإعدادهم وإقامتهم أمر تقرّه الأصول والمقاصد ، كالحال في المسجد الحرام ، ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهما ، فظهور المصلحة في ذلك واضح ، ولا نرى الالتزام بأي لفظ توهم المداومة عليه بحروفه أنه سنة ، والآفة في هذا كله هو التقليد وإلغاء العقول ، وما التقليد إلا قفل من الأقفال التي تمنع الفكر من التأمل والبحث عن الحق ، وما هو إلا حجاب بين حقيقة العلم والعقل الذي يميز به الإنسان بين الخطأ والصواب ، هذا ، ويجوز إعرابا أن تقول : صلاةَ القيام بالنصب ، على معنى : احضروا صلاة القيام ، أو بالرفع ، على أنها جملة اسمية ، أي : هذه صلاة القيام ، والإعراب مبني على المراد ، وقد قيل : لولا الحذف والتقدير لعرف النحو (الكثير!) .

</b></i>
 
استقدام خادمات | مكتب ترجمة معتمدة | مكتب ترجمة معتمد | اكواد خصم | الدراسة في ماليزيا | السياحة في روسيا | صيدلية | أخبار ليبيا | الضمان المطور | تصميم تطبيقات الجوال | شركة تنظيف بالرياض | شركة سيو | شركة تنظيف | ارشفة مواقع | تسويق | دعاء الوتر | كورس سيو | ارشفة مواقع | شركة مكافحة حشرات بحائل | حجر هاشمي | شركة تسليك مجاري بالقصيم | عيادات الاسنان | عيادات ليزر جدة | تصوير المنتجات | حبق مجفف عجوة المدينة | زيادة متابعين تيك توك سي في نماذج سيرة ذاتية تعلم الاسهم الامريكية تعلم الاسهم كشف تسربات المياه مساج منزلي الرياض خدمات seo المنزل الذكي تحفيظ القرآن عن بعد مدرسة خصوصية مطابخ متجر عطور حجر هاشمي حجر دبش اشعة منزلية متنقلة برنامج حسابات برنامج حسابات مدارس ترجمة علامة تجارية
التعليقات المنشورة ﻻ تعبر عن رأي منتدي لغتي وﻻ تتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر
أعلى