معيض أحمد الغامدي
::: المشرف العام :::
معلومات العضو
نشاط معيض أحمد الغامدي:
-
1,314
-
0
-
0
- قصة معلم
( قصة معلم)
الحصة : الثانيةاليوم : الأحد
المادة : قراءة للصف الأول ..
بدأ الطلاب يعملون في حل تدريب كتابي، انتهى البعض وبدأت أتجول بينهم لأصوب لمن انتهى منهم ، كنت ومازلت أحمل مسبحة لا تفارق جيبي .
وبينما كنت منحنيا للتصويب لأحد الطلاب، وإذا بالمسبحة قد ظهر جزء منها،أحسست بمن يعبث بها، لم ألتفت ولكن نظرت نظرة تحت يدي فشاهدت أحد الطلاب يداعب المسبحة ويبتسم ابتسامة حنونة ..
أخرجت السبحة ووضعتها بحجره دون أن ألتفت ، واتجهت للسبورة وعدت للشرح ثم طلبت من الصغار التجهيز للفسحة.
لمحت الصغير وإذا به قد وضع المسبحة فوق الطاولة بين يديه يدعكها بقوة ثم يشمّها، قرع الجرس وخرج الأطفال والطفل باق في مكانه تشاغلت عنه ، فتقدم الطفل وقال: "يبه"..
توقف ثم قال: "أستاذ سبحتك".. مددت يدي لأخذها وحينها أمسك الطفل بيدي، وقبّلها وقال: "أنا أحبك يا أستاذ" ، فانحنيت وقبّلت رأسه .
خرج من الصف، وبذهني استفهامات كثيرة، خرجت وفي أحد أروقة المدرسة قابلت الوكيل وسألته عن ملفات الطلاب، وصلت لملف الطفل فتبين لي أن والده توفي في حادث قبل المدرسة بشهر.
كان الطفل يتمنى أن يشاركه والده يومه الأول.. وبلا نظريات علم نفس أرادني الطفل أبا بديلا ..
بدأت أعزز طفلي بالملامسة والسلام وفي الاصطفاف الصباحي أقف بجانب الطفل وأتابعه طوال اليوم .
نجح للصف الثاني، واذكر أنه كان يلعب كرة القدم فضربه أحد زملائه، انطلق باكيا إلى غرفة المعلمين واتجه إلي ودموعه تسيل وقال: "فلان ضربني " فقلت له: "ماله حق" فقال: "قم احسب لي بلنتي" فقلت "أبشر" .
خرجت معه وأعلنت احتجاجي على الحكم (معلم التربية البدنية )
فامتثل وأخذت الصافرة وأعلنت بلنتي وسدد صغيري الكرة.
صغيري الآن اجتاز المستوى الثالث في كلية اللغة العربية . لن أنساك يا ماجد فأنت بعد الله من كنت سببا في لين قلبي وعلمتني كيف تكون التربية والتعليم..
كل مرة أسرد القصة تغالبني دموعي وهذه المرة أرهقتني بحق !
تفقد حاجات من حولك فربما كنت باب الفرج في حياتهم .
"قصه واقعية"