معيض أحمد الغامدي
::: المشرف العام :::
معلومات العضو
نشاط معيض أحمد الغامدي:
-
1,314
-
0
-
0
- القصيدة القبر! هكذا قالت
يوميات معلم
القصيدة القبر! بقلم : رحمة العتيبي 2010-12-13 7 /1 /1432 �

بدأت حصتي أو بكائيتي وفتحت سرادق العزاء، على شرف أبي العلاء، رويت لطالباتي، ما قاله أبو العلاء المعري حين أنشد:
• غيرُ مجدٍ في ملتي واعتقادي
نوح باكٍ ولا ترنم شادِ
بصوت البشيرِ في كل نادِ
على فرع غصنها الميادِ
الآن ندخل على سبب النظرية السابقة من أن الحزن والفرح وجهان لعملة واحدة، أتدرون ما هو، إنه الموت كما يقول أبو العلاء:
• صاح هذي قبورنا تملاء الرّحبَ
فأين القبور من عهد عـــاد
الأرض إلا من هذه الأجساد
هــوانُ الآبــاء والأجـــــــداد
لا اختيالا على رفات العباد
• رب لحد قد صار لحدا مرار
ضاحك من تزاحم الأضداد
في طويل الأزمان والآباد
• فاسأل الفرقدين عمن أحسا
من قبيل وآنسا من بلاد
وأنارا لمدلج في سواد
وأخيرًا يختم أبو العلاء:
• تعبٌ كلها الحياة فما أعجب
إلا من راغــــب في ازديــــــــاد
أضعاف سرور في ساعة الميلاد
والخلاصة: أن الدنيا لا تستحق العيش، لأن معادلتها الحقة أن حزنها أضعاف سرورها مابين الموت والميلاد...
أنتهي من النص.. أتنفس عميقًا.. أنظر إلى جدران الفصل، وقد صبغها المعري بعتمة روحه وأنظر إلى طالباتي وقد أرخى عليهن (رهين المحبسين)غمائم يأسه، أسمع صدى صوت هذا الفيلسوف الأعمى يتردد بين جدران الصف: الموت هو الصوت الأكبر وعلى إيقاعه تسير الحياة، الموت هو حقيقة الحياة..
أقول له.. كفى يكفي، رفقًا بهذه العقول الغضة، ورحمة بهذه الأرواح الندية...، لماذا تدوس أزهار حياتهن اليانعة بأقدام يأسك.. ولماذا تلقي على إشراقة أفقهن ظلال شؤمك....
(لست عرّابة للحزن ولا مبشرة بالبكاء، ولكن هذا ما قاله المعري ولم أقله أنا..سامحنني يا عزيزاتي) أنطق بهذه الكلمات في داخلي...
ولكن كما أدخلتهن في جو النص أو«سواد النص» سأخرجهن منه، وأحاول هدم السرادق على رأس صاحبه،
أقول لهن:
- عزيزاتي لدي ملاحظة على القصيدة: لاشك أن المعري شخص متشائم وتظهر فلسفته التشاؤمية أكثر ما تظهر في هذه القصيدة، وذلك لا يعني أن نظرته صحيحة أو متكاملة، بل هي تمثل وجهة نظره الشخصية في الحياة..و..
وقبل أن أكمل تقاطعني إحداهن: لماذا ندرسها إذًا مادامت كذلك؟
لم أجب... ولكن صوتًا في داخلي يقول: (لأن من اختارها «يعتقد» أنها الأفضل)....
وبلا ملامح أو انفعال أنقل الحديث للضفة الأخرى: الواجب سؤال 2- 5 ص 40
- السلام عليكم...
أخرج من الفصل
أخلع عني عباءة أبي العلاء ألقيها بعيدًا، وأرتدي عباءتي حتى وإن كانت سوداء تظل أضوأ من عباءة أبي العلاء.
منقول
مجلة المعرفة :
http://www.almarefh.net/show_content_sub.php?CUV=377&Model=M&SubModel=128&ID=787&ShowAll=On