القصيدة القبر! هكذا قالت

[معيض أحمد الغامدي]

يوميات معلم​

القصيدة القبر!

بقلم : رحمة العتيبي 2010-12-13 7 /1 /1432 �

بدأت حصتي أو بكائيتي وفتحت سرادق العزاء، على شرف أبي العلاء، رويت لطالباتي، ما قاله أبو العلاء المعري حين أنشد:
• غيرُ مجدٍ في ملتي واعتقادي

نوح باكٍ ولا ترنم شادِ​

• وشبيهٌ صوت النعي إذا قيس

بصوت البشيرِ في كل نادِ​

• أبَكت تلكمُ الحمامة أم غنت

على فرع غصنها الميادِ ​

الحزن والسرور سيان، والفرح والنوح يستويان، لا فرق، وأصوات النعي والبشرى هي أيضا سواء في هذه الحياة، حتى الحمامة كل سامع لهديلها لن يعرف أو يجزم بأنها تبكي أو تغني..
الآن ندخل على سبب النظرية السابقة من أن الحزن والفرح وجهان لعملة واحدة، أتدرون ما هو، إنه الموت كما يقول أبو العلاء:

• صاح هذي قبورنا تملاء الرّحبَ

فأين القبور من عهد عـــاد​

• خفف الوطء ما أظـــن أديــــــــم

الأرض إلا من هذه الأجساد​

• وقبيـــحٌ بنــا وإن قــدم الــــعهد

هــوانُ الآبــاء والأجـــــــداد​

• سر إن استطعت في الهواء رويدا

لا اختيالا على رفات العباد​

هذه قبورنا ممتدة أمامنا ولكن أين قبور الأولين..لقد فنوا وامتزج رفاتهم بالأرض، فليست الأرض إلا مقبرة كبرى، لذا لا تدس بقدمك أديم أرض، لأن ترابها هو رفات أجساد أجدادك وآبائك، ولكن إن كنت فخورًا بنفسك أيها الحي فطر إن استطعت في الهواء ولا تختل على رفات الناس.
• رب لحد قد صار لحدا مرار

ضاحك من تزاحم الأضداد​

• ودفين على بقايا دفين

في طويل الأزمان والآباد​

هذه المعلومة سأستعيرها من معاجم القبوريين، أو حافري القبور، فكل قبر بعد أن تبلى جثته يستخدم لجثة أخرى وميت جديد، ويالسخرية القبر نفسه من ازدحام المتناقضات التي تمر على جوفه مابين غني وفقير وصغير أو كبير..
• فاسأل الفرقدين عمن أحسا

من قبيل وآنسا من بلاد​

• كم أقاما على زوال نهار

وأنارا لمدلج في سواد ​

هذان النجمان شاهدان على فناء الدنيا، فاسألهما من رأيا ومن أحسا وإلى أين ذهبوا جميعًا، الأرض تدور وأناس يجيئون ويذهبون ويولدون ويفنون وهذان صامتان يتفرجان لاينطقان و لايتحركان..
وأخيرًا يختم أبو العلاء:
• تعبٌ كلها الحياة فما أعجب

إلا من راغــــب في ازديــــــــاد​

• إن حزنا في ساعة الموت

أضعاف سرور في ساعة الميلاد​

الدنيا كلها تعب وشقاء، وإن أعجب فأنا أعجب من حب البعض لها وازديادهم منها..
والخلاصة: أن الدنيا لا تستحق العيش، لأن معادلتها الحقة أن حزنها أضعاف سرورها مابين الموت والميلاد...
أنتهي من النص.. أتنفس عميقًا.. أنظر إلى جدران الفصل، وقد صبغها المعري بعتمة روحه وأنظر إلى طالباتي وقد أرخى عليهن (رهين المحبسين)غمائم يأسه، أسمع صدى صوت هذا الفيلسوف الأعمى يتردد بين جدران الصف: الموت هو الصوت الأكبر وعلى إيقاعه تسير الحياة، الموت هو حقيقة الحياة..
أقول له.. كفى يكفي، رفقًا بهذه العقول الغضة، ورحمة بهذه الأرواح الندية...، لماذا تدوس أزهار حياتهن اليانعة بأقدام يأسك.. ولماذا تلقي على إشراقة أفقهن ظلال شؤمك....
(لست عرّابة للحزن ولا مبشرة بالبكاء، ولكن هذا ما قاله المعري ولم أقله أنا..سامحنني يا عزيزاتي) أنطق بهذه الكلمات في داخلي...
ولكن كما أدخلتهن في جو النص أو«سواد النص» سأخرجهن منه، وأحاول هدم السرادق على رأس صاحبه،
أقول لهن:
- عزيزاتي لدي ملاحظة على القصيدة: لاشك أن المعري شخص متشائم وتظهر فلسفته التشاؤمية أكثر ما تظهر في هذه القصيدة، وذلك لا يعني أن نظرته صحيحة أو متكاملة، بل هي تمثل وجهة نظره الشخصية في الحياة..و..
وقبل أن أكمل تقاطعني إحداهن: لماذا ندرسها إذًا مادامت كذلك؟
لم أجب... ولكن صوتًا في داخلي يقول: (لأن من اختارها «يعتقد» أنها الأفضل)....
وبلا ملامح أو انفعال أنقل الحديث للضفة الأخرى: الواجب سؤال 2- 5 ص 40
- السلام عليكم...
أخرج من الفصل
أخلع عني عباءة أبي العلاء ألقيها بعيدًا، وأرتدي عباءتي حتى وإن كانت سوداء تظل أضوأ من عباءة أبي العلاء.



منقول
مجلة المعرفة :
http://www.almarefh.net/show_content_sub.php?CUV=377&Model=M&SubModel=128&ID=787&ShowAll=On
​

 

[هديل الطير]

وقبل أن أكمل تقاطعني إحداهن: لماذا ندرسها إذًا مادامت كذلك؟
لم أجب... ولكن صوتًا في داخلي يقول: (لأن من اختارها «يعتقد» أنها الأفضل)....

إجابة مقنعة ..

ولكن لماذا لانريد أن نعيش كلا الحالتين

فرح وسروور حزن وألم

لماذا نريد أن تكون حياتنا دوما سعادة

وأن ذكرنا القبر وظلمته والموت وغصته

نشعر بالتشاؤم ... أنها الحياة يارفاق

ممزوجة بالفرح ويتخلله الحزن ..

حين قرأت تلك الأبيات تذكرت جدي

رحمك الله جدي .. ووسع عليك قبرك


بارك الله فيك

أستاذ معيض على هالنقل الأليم


،‘،
​

 

[ذكرى الغامدي]

كل الشكر أستآذنا القدير
راق لي ما أنتقيته لنا بعنآيــة
سلمتَ على روعه طرحك
تقديري لكـ,,

​

​

​

 

[دفينة الإحساس]

شكرا لك أستاذي الفاضل على هذه الاستراحة
فارقت موضع مرقدي يوما ففارقني السكون
القبــــر أول ليلة بـــالله قــلـي مــا يكــــــــــــــون
اللهم اجعل قبورنا روضة من رياض الجنان

 

[مشاري الناصر]

شكراً وجزاك الله خيراً
تقبل مروري

 

[مربية الأجيال]

اللهم اجعل قبورنا روضة من رياض الجنان