وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا وأحسن إليك
أختي الفاضلة قاعدة عامة في إعطاء الرأي في التدريس أو أي مجال في هذه الحياة :
من الخطأ أن ننصح غيرنا بما نراه مناسبا لنا ، و نحذرهم مما لا يناسبنا .
لأن الرغبات والقدرات والظروف تختلف .. وما يصلح لك ليس بالضرورة يصلح لي والعكس صحيح .
ولو كان الأمر يخضع للتجارب الشخصية لقلت لكل أحد لا تفرط في تدريس الصف الأول
لكن الأمر يخضع لشروط وأسباب وظروف .. ولذلك فسوف أعطيه ضوابط وإشارات
ثم يرى كلٌّ ما ينطبق في حقه ويقرر بعد ذلك ..
فهذه ضوابط وإشارات في تصوري تساعدك على اتخاذ القرار
أهم ركني القرار 1- القدرة 2- الرغبة
القدرة : هي القدرة على الإنجاز ... ( هل أنا ملم بما أدرسه ... هل أستطيع توصيل ذلك للطلاب ..
هل سوف أوظف الوسائل والوسائط التعليمية ... هل لدي القدرة على إدارة الصف وضبطه ....
إلى آخر أدوات المعلم المعروفة . )
ثم إن لم يكن لدي القدرة .. هل لدي الدافعية على إيجادها ؟
الرغبة : وهي ركن العطاء والمواصلة والتحمل في ذلك :
( وإليك بعض مسوغات الرغبة في تدريس الصف الأول ) :
هل أجد من نفسي حب خاص لتعليم الصغار ..
هل أجد محفزات معينة تدفعني للصف الأول مثل احتساب الأجر لأكون أنا
من أسسهم وعلمهم مبادئ العلم مثلا
هل تدريس صف واحد أمر أفضله على تدريس صفوف كثيرة لأن ذلك
ربما يكون له ثأثير أقوى على الطلاب مثلا ..
هل أنا ممن يحب التغيير والتجديد وتدريسي للصف الأول من هذا الباب ...
وهكذا فالمهم أن يكون تدريس الصف الأول له ميزة تفضله عندك على غيره .
فمن أختل عنده أحد الركنين السابقين فلن تكن تجربته ناجحة بالقدر المطلوب
فمن ملك القدرة بدون رغبة فسوف يكون تدريسه آليا رتيبا وربما يمل ويقصر أو يعزف فيترك
ومن ملك الرغبة بلا قدرة فلن ينجز أصلا .
هل في تدريس الصف الأول صعوبات ؟
الحق أنه يحتاج إلى جهد وصبر إضافيين .. لكن ليس بذلك التهويل ..
ومع ذلك بالرغبة فسوف يكون هذا مقبولا ومستساغا !
وهذا يفسر أهم الأسباب في وجود معلمين ومعلمات لا يفرطون في تدريسهم للصف الأول .
ولذلك طبيعي جدا أن من لم يجد في نفسه رغبة لتدريس الصف الأول فسوف يزهد فيه
لأن بعدم الرغبة سوف ترتفع كفة الصف الأول خفة وتهبط الكفة الأخرى ثقلا .
وهو غير ملام بذلك فربما يجد رغبته في غير الصف الأول ، أو أن ظروفه
لا تهيؤه لذلك وكل أدرى بنفسه .
وأما من حذرك من الصف الأول فقد أخطأ لأنه عمم وكأن الصف الأول لا يصلح لأي أحد ..
ثم جاوز كثيرا إذ وصفه بالموت البطيء ! ..
وما هذا الموت البطيء الذي يحبه معلمو ومعلمات الصف الأول لأنفسهم
ويكرهون أن يخرجوا منه ؟!! ثم لماذا لم يمت أحد منهم إلى الآن ؟!
هذه ليست بنصيحة ولكنها أشبه بوصفة طبيبة عممها طبيب لا دراية له
عممها على كل المرضى مع أن كل له مرضه المختلف عن الآخر ! .
أخيرا أختي .. أن رأيت في نفسك القدرة والرغبة فأنت لن تنجحي في تدريس الصف الأول
بل سوف تحلقي في سماء التألق والإبداع إن شاء الله .
وأقول لو تساوى عندك تدريس صف وصف من حيث القدرة والرغبة
فتدريس أولى أعظم أجرا بلاشك .
وأتمنى أني قدمت لك النصيحة الناصحة ، ولا تنسي قبل ذلك كله صلاة الاستخارة .
سائلا الله أن يوفقك وينفع بك ويعظم لك الأجر .