نشاط خطوات إبداعية:
-
858
-
0
-
0
- امتدح سلوك ابنك وأنت تنتقده
امتدح سلوك ابنك ، وعبر عن امتنانك لما أبداه من حسن التصرف وأنت تنتقده،ستجد أنك بهذه الطريقة الإيجابية، ستساعده كثيراً
على أن يطور سلوكه، لماذا؟ لأنك تعطيه الثقة بنفسه.
ولكن تتضح الصورة أكثر، سأستعرض أمثلة عملية تتناول استخدام هذا الأسلوب المؤثر في تطوير شخصية الأبناء، سواء
كانوا صغاراً أم كباراً.
كانت أمل تشتكي دائماً أن ابنتها رينا تستلف منها بعض ملابسها أو بعض مجوهراتها لترتديها في بعض المناسبات..
لكنها لا تعيدها إليها إلا إذا ذكرتها. حاولت أمل أن تعود ابنتها على أن تعيد الأشياء التي تستلفها منها.
. أحياناً بالنصيحة وأخرى بانتقاد نسيانها.. لكن محاولاتها كانت بلا جدوى، إلا في مرّات نادرة.. كانت الابنة تطبق تعليماتها..
وأرادت الأُم أن تستفيد من هذه المرّات لتمدح ابنتها، حتى تشعر بثقة في ذاتها.
. فتنمو لديها الرغبة في تطويرسلوكها.
قالت أمل : أنا سعيدة لأني لاحظت أنكِ لم تنسي.. وأعدتِ ما أخذته البارحة من أغراضي إلى مكانها،
أنا ممتنة لك لأنكِ سمعت كلامي.. ولم تنسي.
وبعدعدة ملاحظات انتقادية بناءة كهذه الملاحظة.. شعرت أمل أن سلوك ابنتها قد تطوركثيراً.
علينا إذن أن نلاحظ تصرفات أبنائنا الصحيحة ونمدحها حتى لو كانت مرّات قليلة مثلاً..
نماذج أخرى :
إذا كان الطفل متعوداً على عدم تعليق ملابسه بعد خلعها.. وقام في إحدى المرّات بتعليقها.. عندئذٍ على الأُم أن تلاحظ ما فعله وتمدحه،
كما يجب على الأُم التي يتعارك أطفالها في السيارة.. أن تلاحظ المرّات التي يكونون هادئين خلالها حتى تمدح تصرفهم الطيب.
. بأن تقول لهم مثلاً:
- لقد استمتعت فعلاً عندما ذهبت معكم أمس إلى السوق.. لأنني لاحظت أنكم لم تتشاجروا.
ستلاحظ مثل هذه الأُم أن عدد مرات التشاجر في السيارة بين أبنائها ستقل كثيراً..
بعد هذه الملاحظات، لأنّ الأطفال عادة حريصون على إرضاء آبائهم.. خصوصاً عندما يبدون لهم ملاحظات تسعدهم..
ومدحهم لسلوكهم الحسن سيرضيهم وسيدعم لديهم الرغبة في إرضائهم.
وهذا مثال آخريؤكد لنا أهمية هذا الأسلوب الإيجابي في الانتقاد.
كان يضايق حنان أن ابنتها البالغة من العمر أربع سنوات تأبى أن تخرج إلا معها أو مع والدها، وعندما كانت تنتقد سلوكها هذا بأن تقول لها..
إنها تتصرف كالأطفال أو أنها سخيفة، كانت هذه الابنة تلتصق بأُمّها أكثر من ذي قبل..
لكن عندما قبلت هدى يوماً أن تذهب مع عمها،استغلت الأُم هذه الفرصة ومدحت ابنتها قائلة:
- أسعدني أنك قبلت الذهاب مع عمك أمس.. ما فعلته يدل على أنكِ كبرت.. أكيد كنت أيضاً سعيدة بما فعلت.
هزت هدى رأسها موافقة ثمّ قالت:
- وعمي كان سعيداً أيضاً.
وهذا أيضا مثال يحدث للأُمّهات كثيراً، لنرى كيف نستخدم هذه الطريقة في إنتقاد أطفالنا لنشجعهم على تطوير سلوكهم.
كانت الأُم قد قالت لابنها أحمد البالغ من العمر 11 سنة، بأن عليه العودة من لعب كرة القدم في الثامنة مساء،
وعندما التزم أحمد بوعده وجاء في الوقت المحدد.
قالت له:
- لقد لاحظت كم أنت دقيق في مواعيدك.. أنا ممتنة لك عندماتأتي إلى البيت في
الوقت الذي أطلب منك المجيء فيه.
وبالطبع ساعد تعليق الأُم على أن يطور أحمد سلوكه، أكثر مما لو لم تعلق أبداً على حسن تصرفه.
كثيراً مايعتقد الآباء أن ما يفعله أبناؤهم من تصرفات حسنة أمراً طبيعياً من المفروض أن يقوموا به، واعتقادهم هذا خاطئ،
لأنّ الأطفال بحاجة إلى أن نذكر أمامهم امتناننا نحوهم عندما يحسنون التصرف.. لا أن ننتقدهم فقط عندما يسيئون التصرف، لأننا
عندما نفعل ذلك إنما نولد في نفوسهم مشاعر الإحباط، فتقل لديهم الرغبة في تطويرسلوكهم.
المصدر: كتاب ابني.. لا يكفي أن أحبك (رحلة إلى قلب الطفل وعقله)