تجربتي مع المخدِّرات *
يروي محمدٌ تجربتَهُ مع المخدِّرات والعودةِ عن هذا الطريقِ المظلمِ إلى برِّ الأمانِ والإيمانِ قائلاً: تجرِبَتي في عالمِ المخدِّرات كانت تجرِبةً طويلةً ومريرةً ، بدأتُها بممارسةِ أعمالٍ خاطئةٍ مثلِ الكذبِ والافتراءِ على إخواني ، رَغْمَ أنني كنت طالبًا مجتهدًا ولا أتنازلُ عن أحدِ المراكزِ الثلاثةِ الأُوَلِ .
بدأت الانحرافَ بسببِ أصدقاءِ السوءِ ، حبةٌ واحدةٌ مُنشِّطةٌ – كما يقولون - هي مِفْتَاحُ بوابةِ انحرافي عن الطَّريق السَّويِّ وَيَالها من كارِثةٍ !، تناولت هذه الحبةَ أيامَ الاختباراتِ لكنَّني لم أستوعبْ أيَّ شيءٍ ، وسلَّمتُ ورقةَ الإجابةِ بيضاءَ ، حتى اسمي لم أستطعْ كتابتهُ ، فقد انتابني شعورٌ بالخوفِ والقلقِ ، وأخفقتُ في ذلك العام دراسيًّا لأولِ مرةٍ في حياتي .
ومع بداية تدهورِ مستواي الدراسيِّ وانحرافِ سلوكاتي ، لم أجدْ من يسمعُني أويسألُ عني ، فكنتُ أشتكي لأصدقائي الذين يستمعونَ لي ، لا حُبًّا فيَّ ولكن ليحقِّقوا أهدافَهم الشَّيطانيةَ، فاستغلوني نظرًا لصِغَرِ سِني في ترويجِ المخدِّراتِ ؛ لأنني لستُ موضعًا للشَّكِ .
بعدها ازدادت مشاكلي حيث كنتُ مراقبًا كأنني تحت مجهرٍ، وطُرِدتُ من المنزلِ ، فضاقتْ عليَّ الأرضُ بما رحُبَتْ ، حتى فكَّرتُ أكثرَ من مرةٍ في الانتحار ، ولم أكنْ أجدُ - في ذلك الوقتِ - توعيةً مثلَ ما هي عليه اليومَ ، فضاع نصفُ عُمري في دهاليزِ المخدِّرات فما أفْظَعَ إدمانَ المخدِّراتِ !
لذلك شحذتُ هِمَّتي وقررتُ أنْ أعالِجَ نفسي ، فدخلتُ المستشفى أكثرَ من مرةٍ والتحقتُ ببرنامجِ الدَّعمِ الذَّاتي ، حتى أصبحتُ عنصرَ بناءٍ لاعنصرَ هدمٍ ، ثم وفقني اللهُ وتزوجتُ ، ومع أنَّ الزواجَ تأخَّر كثيرًا ، إلا أنه كان نقطةَ تحوُّلٍ في حياتي .
وبعد أن منَّ اللهُ عليَّ بالخروجِ من هذا النفقِ المُظلمِ ، هيهاتَ ثم هيهاتَ أن أعودَ إليه مرةً أخرى إن شاء الله .
* جريدة عكاظ / العدد 14788
