بســـــــــم الله الرحمن الرحيـــم ..
في عالم يموج بالفتن ..
ويضطرب بالمفاســد ..
تظل لهذه الأمة روح لا تفقدهـا أبداً ..
و مصلحون ودعـاة أخذوا على عاتقهم هـم الدعـوة ..
وتوعيـة أفراد هذه الأمة با لأخطـار المحدقة بهم ..
بأقلامهم وعلمهم ونشاطاتهم الدعويـة يسعون ليبقى قطار الأمة في مساره الصحيح ..
بوعي ينشرونه ..
وعلم يبلغونه ..
ونصائـح يقدمونهـا لفئات كثيرة من الناس ..
ويسرنا أن نستضيف أستاذة كريمة ..وداعيـة معروفـة الأستاذة : د.نوال بنت عبدالعزيز العيد ..
دكتورة في كلية التربية - الأقسام الأدبية ..
عضو لجنة التطوير مناهج الحديث في وزارة التربية والتعليم
عضو جميعة السنة النبوية التابعة لجامعة الإمام ..
عضو الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ..
عضو في اللجنة الاستشارية في مؤسسة الاعمار ومؤسسة الحرمين..
لها العديد من المشاركات والمحاضرات والندوات في المساجد والمؤسسات الخيرية ..
شــاكريـن لهـا ومقدريـن قبولهـا هذه الاستضافة ..
والإجـابة على ما سيردنـا من أسئلة ..
ونسأل الله أن يجعله في موازيـن حسناتها ..
ويجزيهـا عنـا كل خير
نوال العيد: بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ..
في بداية حديثي أتقدم بالشكرعلى استضافتكم لي ..
بارك الله لكم .. ونفع بكم الإسلام والمسلمين
س1تميزت الدكتورة نوال بتربيتها المتميزة للفتيات من حولها ..فأنتجت لنا فتيات "منتجات" , مثمرات , عمليات في مجال الدعوة ..كيف وصلت الدكتورة إلى ذلك؟
بداية أحب التنويه على أن دعوة الفتيات من أنجح المجالات الدعوية ، وأسرعها مفعولاً ، فلا غرو فإنهم حديثو عهد بالفطرة ، وأسنانهم تساعدهم على الرجوع إلى الحنيفية التي فطر الله الناس عليها ، وهل كان أصحاب رسول الله إلا شباباً .
وأثنى الله تعالى على أصحاب الكهف فقال : ( إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ) سورة الكهف . الآية 13
فالعمل مع الفتيات يعود على الداعية بالخير العميم والنفع العظيم ذلك لعلو هممهم ، وصدق عاطفتهم وسرعة تأثرهم ، وحدة أذهانهم ، وقلة أشغالهم ، وتعقد الندوة العالمية الفرع النسائي في الرياض ندوة لمدة يومين بعنوان " دعوة الفتيات بين الواقع والمأمول " وسيعلن عنها قريباً .. ويشارك فيها مجموعة من المختصين والمختصات . آمل أن تفيدكم حول هذا الموضوع ..
س2:هل تخدمكم الانترنت مباشرة في مجالكم ؟
يخدمني الإنترنت في جمع موضوعات معينة ، ومراسلة مكتبات عالمية ، والإطلاع على آراء الكتّاب والمفكرين وقراءة مقالاتهم .
س3 سمعنــا أنكِ تحفظيــن صحيحي البخـــاري ومسلم فــ ماهي الطريقــة في حفظكِ لهــما ؟؟
أسال الله أن يجعلني من حفظة الكتاب والسنة حفظ عناية وعمل ، وأحيلك في طرق الحفظ الجيد إلى ماكتبه الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع .
وسأوصيك بعدد من الوصايا وفقك الله للعلم والعمل :-
1-النية في طلب الحديث ، ولتعملي أن الله سائلك عن علمك فيم طلبته ومجازيه على عمله به .
2- ينبغي للطالب أن يبدأ بحفظ كتاب الله عز وجل ، إذ أنه أجل العلوم و أولاها بالسبق والتقديم ، فإذا رزقه الله تعالى حفظ كتابه فليحذر أن يشتغل عنه بالحديث أو غيره من العلوم اشتغالاً يؤدي إلى نسيانه . ثم الذي يتلو القرآن من العلوم أحاديث رسول الله وسننه
3-اضبطي الحديث أثناء قراءته ، وإن أخذته من شيخ متقن كان أجود ، ومن كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه .
4- لاتشتغلي بالمطولات وتفاريق المصنفات قبل الضبط والإتقان للأصل .
5- لا تنتقلي من كتاب لآخر بلا موجب .
6- اقتنصي الفوائد والضوابط العلمية ، وقيدي العلم بالكتابة .
قال الشعبي : "إذا سمعت شيئاً فاكتبه ولو في الحائط " .
7- تعاهدي المحفوظات فإن عدم التعاهد عنوان الذهاب للعلم مهما كان .
فعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعلقة ، إن عاهد عليها أمسكها ، وإن أطلقها ذهبت ".
8- تخيري الوقت الجيّد للحفظ ، وأجوده وقت السحر وبعد الفجر أوقات البركة وتذكري وصية ربك لنبيه " إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءًا وَأَقْوَمُ قِيلا " .
9- مذاكرة العلم ، وتكون مع زملائك في الطلب وأقرانك في العلم .
قال الأوزاعي : " آفة العلم النسيان وترك المذاكرة " .
10- إذا أردت الحفظ فاسمعي نفسك ليشتغل بصرك وسمعك .
11- احفظي العلم رعاية لارواية ومن عمل حفظ .
قال سفيان الثوري : "هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل "
12- اجتنبي المحرمات و مواقعه المحظورات .
قال عبدالله بن مسعود : "إني لأحسب الرجل ينسى العلم بالخطيئة يعملها ..
س4 / نصيحتكِ لطالبة علم ، في أول الطريق ؟
أما نصيحتي لطالبة العلم في أولها للطلب ..
- الإخلاص
- العلم
واحرصي على التحلي بكبر الهمة وكوني فهمة .. فقيمةُ كل امرئ مايحسن ،
واحذري غلط القائل : ماترك الأول للآخر ، وصوابه : كم ترك الأول للآخر ،
احفظي العلم كتابة لأن تقييد العلم بالكتابة أمان من الضياع وقصر لمسافة البحث عند الاحتياج ،
و احفظيه رعاية بالعمل والإتباع
تعاهدي محفوظك ، فإن عدم التعاهد عنوان الذهاب للعلم مهما كان ، اللجوء إلى الله في الطلب والتحصيل .
ولاتفزعي إذا لم يفتح لك في علم من العلوم ، فضاعفي الرغبة ، وافزعي إلى الله في الدعاء واللجوء إليه والإنكسار بين يديه وكان شيخ الإسلام كثيراً مايقول في دعائه إذا استعصى عليه تفسير آية من كتاب الله ( اللهم يامعلم آدم وإبراهيم علمني ، ويا مفهم سليمان فهمني )
س5 / فتاة أعطاها الله مواهب شتى ، وتريد نشر الخير ، من أين تبدأ ؟
حددي بداية الموهبة التي فتح الله عليك بها ، وتذكري قول الله ( لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) . سورة إبراهيم . الآية 7
وشكر النعمة قرارها ، وكفرها فرارها ، فاحمدي الله على ما منّ به عليك بداية ثم طوري ذاتك فيما تجدين نفسك فيه مستعينة بأهل الخبرة والإختصاص ، ثم كوني مفيدة لغيرك بما وهبت إيّاه .
ولاتنسي التزود من العلم الشرعي فإنه زاد المؤمن ، ولنعم الزاد هو .
س6/ كيف نوظف طاقتنا في الخير ؟
توظيف الطاقات في الخير يكون كالآتي :
تعرفي على طاقاتك الإبداعية وقدرتك الإنتاجية وطوريها .
و الحقي بركب أهل الخير الذين يوجهون إهتماماتك ويعلون همتك ..
وتذكري كيف رفع الله ذكر الكلب لمّا علت صحبته (سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ ... ) سورة الكهف . آية 22
وأمر بحبس النفس مع أهل الخير فقال : ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) سورة الكهف . آية 28
وتأملي ( يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ) ..
فالغداة أول النهار وهو الوقت الذي ينتقل فيه الإنسان من النوم إلى اليقظة وهذا الإنتقال شبيه بالإنتقال من الموت إلى الحياة ، والعشي آخر النهار وهو الوقت الذي ينتقل الإنسان فيه من اليقظة إلى النوم ومن الحياة إلى الموت ، والإنسان العاقل يكون في هذين الوقتين كثير لذكر الله عظيم الشكر لآلائه ونعمه .
انضمي لحلق تحفيظ القرآن أو المراكز الصيفية التابعة لوزارة التربية والتعليم أو المؤسسات الخيرية ففيها صقل للموهبة وتعميم لها ، وفي كليتك أو مدرستك كوني مع طالبات المصلى وأستاذات الأنشطة .. بوركت و وفقك الله
وإن لم تجدي من يتبناك فاثبتي إن كنت على الحق ولو كنت وحدك فإن الواحد على الحق أمة قال تعالى (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا ) سورة النحل
فسماه الله أمة ..مع أنه كان واحداً على دينه ، فلا تستوحشي من قلة السالكين ولايضرك التفرد ، فإن طرق العلا قليلة الإيناس
.................................
في الختام نشكر الداعية على قبول الدعوة وتفضلها بالاجابة على الاسئلة فجزاها الله خير الجزاء
