الحوار، ضرورة إنسانية وحضارية ودينية ..

ابن أبي

عضو نشط

معلومات العضو

إنضم
8 ديسمبر 2010
النقاط
0
نشاط ابن أبي:
34
0
0
  • الحوار، ضرورة إنسانية وحضارية ودينية ..
عبد الحميد الأنصاري

[frame="1 98"]أصبح منهج الحوار، ضرورة إنسانية وحضارية ودينية في عالم أُسقِطت فيه الحواجز وتشابكت فيه المصالح وتزايدت احتياجات البشر بعضهم لبعض، بحيث أصبح الشأن الداخلي شأناً خارجياً -أيضاً- يتأثر بالعامل الخارجي ويؤثر فيه، وصار العالم معنياً بعضه ببعض بشكل أقوى وأعمق مما قبل. وتتزايد أهمية الحوار العقلاني الذي يسعى لتجنب الصدامات ويحاول توسيع آفاق التفاهم عبر التركيز على الجوانب الإيجابية المتحققة وتسليط الأضواء على أوجه الشراكة المثمرة، سواء بتفعيل آليات الحوار الداخلي بين أطياف وطوائف وجماعات وعناصر ومكونات المجتمع الواحد أو بين المجتمعات العربية والإسلامية أو بين المسلمين وغيرهم من أبناء المجتمعات الأخرى.
ومن هنا تأتي أهمية انعقاد "المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار" في مكة المكرمة والذي نظمته رابطة العالم الإسلامي على امتداد ثلاثة أيام، وحضره أكثر من 500 شخصية إسلامية من داخل العالم الإسلامي وخارجه، بهدف التوصل إلى وضع "التأصيل الشرعي لمفهوم الحوار الإسلامي" سواء مع المسلمين بعضهم البعض، أو مع أتباع الأديان والثقافات والحضارات المختلفة في العالم، وذلك عبر بيان منهاج الحوار وضوابطه وتحديد آلياته وآدابه وصولاً إلى تعظيم المشترك الإنساني والديني بين الأمم والشعوب. كما تأتي أهمية هذا المؤتمر كونه يُعقد في مرحلة ساءت فيها العلاقات بين المسلمين أنفسهم فضلاً عن علاقاتهم بالآخرين، ونشط دعاة "الكراهية" و"التصادم" الحضاري وتكررت الإساءات للأديان السماوية والرسل وخاصة الدين الإسلامي ورسوله صلى الله عليه وسلم، من قبل متطرفين أوروبيين، كما تعرض الدين الإسلامي للتشويه من قبل بعض أتباعه من جماعات الفكر الجهادي والتكفيري ومن أتباع "القاعدة" الذين شوهوا المفاهيم الدينية السامية بجهلهم وانغلاقهم وتعصبهم سواء داخل العالم الإسلامي أو خارجه، الأمر الذي جعل العالم يتوجس من المسلمين أينما كانوا... لذلك حرص خادم الحرمين الشريفين في كلمته الافتتاحية للمؤتمر على القول: "دعوت لهذا المؤتمر لمواجهة تحديات الانغلاق والجهل وضيق الأفق ولنقول للعالم من حولنا -وباعتزاز أكرمنا الله به- إننا صوت عدل وقيم إنسانية أخلاقية، وإننا صوت تعايش وحوار عاقل وعادل، صوت حكمة وموعظة وجدال بالتي هي أحسن".

لقد بلغت إساءات بعض أبناء المسلمين إلى الإسلام أن الصين أعلنت -مؤخراً- أنها فككت مجموعة إرهابية كانت تخطط لهجمات خلال الألعاب الأولمبية واعتقلت 35 إسلامياً كانوا يستهدفون خطف أجانب وتفجير فنادق ومؤسسات حكومية وتسميم الطعام خلال الألعاب الأولمبية في أغسطس القادم.

وبمناسبة مباريات "بطولة أمم أوروبا"، أوروبا كلها مذعورة من الخطر الإرهابي، وقد وصف تقرير للشرطة الأوروبية "يوروبول" بريطانيا بأنها بؤرة الجماعات الإرهابية الإسلامية في أوروبا، مؤكداً أن خطر هذه الجماعات ارتفع إلى مستويات قياسية رغم الاعتقالات والمداهمات وتفكيك الخلايا. وأضاف التقرير أن "شخصاً واحداً على الأقل يعتقل كل يوم في أوروبا للاشتباه بتورطه في مؤامرات أو هجمات إرهابية إسلامية وخصوصاً في المملكة المتحدة التي صارت أرضية خصبة للمتطرفين الإسلاميين الساعين إلى تجنيد المتطوعين لحملاتها الجهادية في الخارج". وأصبح الهاجس الأمني هو الشغل الشاغل للنمسا بمناسبة استضافتها لنهائيات "يورو 2008". ولذلك علقت العمل بـ"اتفاقية شينغن" الحدودية الأوروبية التي تسمح بحرية الحركة بين دول الاتحاد الأوروبي الـ27 دون تعطيل أو رقابة على الجوازات.

نعم إن الخطر الإرهابي هو الخطر الأعظم على الإسلام والمسلمين في عالم اليوم، ولا أكون مبالغاً إذا قلت إن الإسلام على امتداد تاريخه لم يتعرض لخطر أعظم من خطر بعض أبنائه عليه بسبب جهالتهم وتعصبهم وكراهيتهم للآخرين، وهذا ما ينبغي على العلماء والدعاة أن يتداعوا لبحثه ومناقشته وتحليله وتفكيكه وتشخيصه.

لماذا يتطرف بعض أبناء المسلمين ويتحولون إلى مشاريع للقتل والتفجير؟! إننا جميعاً مطالبون وبوحي من ديننا وبوازع من أخلاقياتنا وقيمنا، أن نفزع لاستئصال هذا الورم الإرهابي الخبيث الذي استشرى في الجسد العربي والإسلامي، ولن ننجح في ذلك إلا بتكريس وتفعيل "ثقافة الحوار" في البنية التعليمية والتربوية والخطاب الديني والإعلامي، وليس المقصود بالحوار المستهدف ما يتصوره البعض من تبادل الأحاديث والتفنن في الكلام وإلقاء المواعظ والخطب.

"ثقافة الحوار" تعني ما هو أعمق من مجرد الاستماع إلى وجهات النظر والسماح بالتعبير، إنها تتطلب الاعتراف بـ"شرعية الآخر" والاعتراف بحقه في الرأي والتعبير والمشاركة في القرار السياسي لا مِنّة ولا إحساناً أو تنازلاً وإنما حقاً أصيلاً وطبيعياً وشرعياً لا يحق لأحد مصادرته أو تهميشه أو تخوينه أو تكفيره. "ثقافة الحوار" لا يمكن ترسيخها في الأرض العربية ما لم نؤمن بها كقناعة مجتمعية عامة مثل قناعاتنا بالأمور البديهية.

ولكن لا سبيل إلى غرس هذه القناعة المجتمعية العامة إلا بإخضاع كافة المنظومات المجتمعية الفاعلة والمنتجة للثقافة العامة، وهي المنظومات الفكرية والسياسية والثقافية والتعليمية والدينية والإعلامية والتشريعية، إلى سلسلة من عمليات الفحص والمراجعة والنقد والتقويم وفرز ما هو قيم أصيلة وإنسانية عما هو من موروثات التعصب والكراهية والاستعلاء... فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

لقد استفاق العرب -مؤخراً- بعد كارثة الحادي عشر من سبتمبر وأدركوا كم جنت مناهجهم التربوية والتعليمية على بعض أبنائهم، وكم ذهب من أبنائهم ضحايا للخطاب التحريضي والفتاوى الدينية المكفّرة للآخرين! استيقظ العرب أخيراً على أهوال وأخطار التطرف المتلبس بالدين والمذهب والطائفة، ورأوا في مؤتمرات "الحوار" الحل المنشود لدرء أخطار التطرف وتحصين المجتمعات والأبناء، لذلك رأينا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر مدّاً مستمراً يجتاح المنطقة العربية تحت مسميات حوار الأديان والمذاهب، لكن الملاحظ على هذه المؤتمرات رغم تواصلها وتكرارها وضخامة عدد المشاركين فيها، أن تأثيرها على الثقافة المجتمعية ضعيف فيما يتعلق بقبول الآخر، وعلة ذلك في تصوري، أن هذه المؤتمرات التي يحتشد فيها كبار الرموز الدينية والفكرية، تتصور أن مهماتها الأساسية هي الدفاع عن الإسلام ورسوله عليه الصلاة والسلام، تجاه إساءات الآخر غير المسلم بتكرار الكلام المعاد آلاف المرات من أن الإسلام دين التسامح والعدل والسلام وأن رسوله رسول الرحمة المهداة للعالمين.

يتصور كثير من الشخصيات الإسلامية التي تحضر هذه المؤتمرات أن من واجبها ذكر مناقب الرسول (صلى الله عليه وسلم)، والإشادة بتعاليم وأحكام الإسلام، يتصور الكثيرون أن نُصرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) تسلتزم رد المفتريات ودحض الشبهات وترجمة الكتب إلى لغات العالم وإنشاء الفضائيات الدينية وترويج التسجيلات لبيان سماحة الإسلام وعدله، لكن هؤلاء يكتفون بالجانب السهل في الدفاع عن الإسلام ورسوله ولا يحركون ساكناً تعليمياً وتربوياً لا زال يفرز سمومه المهلكة ولا يخضعون خطاباً دينياً متشدداً ومحرّضاً لا زال يدفع بشبابنا إلى مهاوي الهلاك، هؤلاء يؤثرون "الجهاد الكلامي" ويفرّون من "الجهاد التعليمي والتربوي"، وهو الجهاد الأكبر.

هؤلاء لا يسألون أنفسهم سؤالاً يشكل تحدياً لهم: إذا كان الآخر هو مصدر الإساءات وهو الذي ضلّل شبابنا ودفعهم إلى السيئات، فلماذا لم تستطع مناهجنا ودروسنا الدينية المكثفة تحصين هؤلاء الشباب وتقوية مناعتهم تجاه التعصب والتطرف والجهل والانغلاق؟ إن العقليات التي أفرزت ما نعانيه من تشدد وغلوّ وكآبة لن تفلح في حماية شبابنا ومجتمعاتنا، وإننا لن نستطيع غزو المستقبل وصناعته بعقليات الماضي وأدواته ومناهجه.

*نقلا عن جريدة "الاتحاد" الإماراتية[/frame]


آمل تثبيت الموضوع ..
 

ابن أبي

عضو نشط

معلومات العضو

إنضم
8 ديسمبر 2010
المشاركات
34
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
ليه كل هذا الجفا ....

هل أنتم أعداء للحوار لهذا الحد ؟!!
 

أبوالعز

Moderator

معلومات العضو

إنضم
1 أكتوبر 2010
المشاركات
881
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
066.gif



موضوع في قمة الروعه

لطالما كانت مواضيعك متميزة

لا عدمنا التميز و روعة الاختيار

دمت لنا ودام تالقك الدائم

لك ودي وجل تقديري,,


أخــوكـــ / أبو الــعـــز

066.gif

 

وطني

عضوية شرفية

معلومات العضو

إنضم
2 مايو 2010
المشاركات
1,657
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
عبد الحميد الأنصاري

[frame="1 98"]أصبح منهج الحوار، ضرورة إنسانية وحضارية ودينية في عالم أُسقِطت فيه الحواجز وتشابكت فيه المصالح وتزايدت احتياجات البشر بعضهم لبعض، بحيث أصبح الشأن الداخلي شأناً خارجياً -أيضاً- يتأثر بالعامل الخارجي ويؤثر فيه، وصار العالم معنياً بعضه ببعض بشكل أقوى وأعمق مما قبل. وتتزايد أهمية الحوار العقلاني الذي يسعى لتجنب الصدامات ويحاول توسيع آفاق التفاهم عبر التركيز على الجوانب الإيجابية المتحققة وتسليط الأضواء على أوجه الشراكة المثمرة، سواء بتفعيل آليات الحوار الداخلي بين أطياف وطوائف وجماعات وعناصر ومكونات المجتمع الواحد أو بين المجتمعات العربية والإسلامية أو بين المسلمين وغيرهم من أبناء المجتمعات الأخرى.[/frame][frame="1 98"]
ومن هنا تأتي أهمية انعقاد "المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار" في مكة المكرمة والذي نظمته رابطة العالم الإسلامي على امتداد ثلاثة أيام، وحضره أكثر من 500 شخصية إسلامية من داخل العالم الإسلامي وخارجه، بهدف التوصل إلى وضع "التأصيل الشرعي لمفهوم الحوار الإسلامي" سواء مع المسلمين بعضهم البعض، أو مع أتباع الأديان والثقافات والحضارات المختلفة في العالم، وذلك عبر بيان منهاج الحوار وضوابطه وتحديد آلياته وآدابه وصولاً إلى تعظيم المشترك الإنساني والديني بين الأمم والشعوب. كما تأتي أهمية هذا المؤتمر كونه يُعقد في مرحلة ساءت فيها العلاقات بين المسلمين أنفسهم فضلاً عن علاقاتهم بالآخرين، ونشط دعاة "الكراهية" و"التصادم" الحضاري وتكررت الإساءات للأديان السماوية والرسل وخاصة الدين الإسلامي ورسوله صلى الله عليه وسلم، من قبل متطرفين أوروبيين، كما تعرض الدين الإسلامي للتشويه من قبل بعض أتباعه من جماعات الفكر الجهادي والتكفيري ومن أتباع "القاعدة" الذين شوهوا المفاهيم الدينية السامية بجهلهم وانغلاقهم وتعصبهم سواء داخل العالم الإسلامي أو خارجه، الأمر الذي جعل العالم يتوجس من المسلمين أينما كانوا... لذلك حرص خادم الحرمين الشريفين في كلمته الافتتاحية للمؤتمر على القول: "دعوت لهذا المؤتمر لمواجهة تحديات الانغلاق والجهل وضيق الأفق ولنقول للعالم من حولنا -وباعتزاز أكرمنا الله به- إننا صوت عدل وقيم إنسانية أخلاقية، وإننا صوت تعايش وحوار عاقل وعادل، صوت حكمة وموعظة وجدال بالتي هي أحسن".

لقد بلغت إساءات بعض أبناء المسلمين إلى الإسلام أن الصين أعلنت -مؤخراً- أنها فككت مجموعة إرهابية كانت تخطط لهجمات خلال الألعاب الأولمبية واعتقلت 35 إسلامياً كانوا يستهدفون خطف أجانب وتفجير فنادق ومؤسسات حكومية وتسميم الطعام خلال الألعاب الأولمبية في أغسطس القادم.

وبمناسبة مباريات "بطولة أمم أوروبا"، أوروبا كلها مذعورة من الخطر الإرهابي، وقد وصف تقرير للشرطة الأوروبية "يوروبول" بريطانيا بأنها بؤرة الجماعات الإرهابية الإسلامية في أوروبا، مؤكداً أن خطر هذه الجماعات ارتفع إلى مستويات قياسية رغم الاعتقالات والمداهمات وتفكيك الخلايا. وأضاف التقرير أن "شخصاً واحداً على الأقل يعتقل كل يوم في أوروبا للاشتباه بتورطه في مؤامرات أو هجمات إرهابية إسلامية وخصوصاً في المملكة المتحدة التي صارت أرضية خصبة للمتطرفين الإسلاميين الساعين إلى تجنيد المتطوعين لحملاتها الجهادية في الخارج". وأصبح الهاجس الأمني هو الشغل الشاغل للنمسا بمناسبة استضافتها لنهائيات "يورو 2008". ولذلك علقت العمل بـ"اتفاقية شينغن" الحدودية الأوروبية التي تسمح بحرية الحركة بين دول الاتحاد الأوروبي الـ27 دون تعطيل أو رقابة على الجوازات.

نعم إن الخطر الإرهابي هو الخطر الأعظم على الإسلام والمسلمين في عالم اليوم، ولا أكون مبالغاً إذا قلت إن الإسلام على امتداد تاريخه لم يتعرض لخطر أعظم من خطر بعض أبنائه عليه بسبب جهالتهم وتعصبهم وكراهيتهم للآخرين، وهذا ما ينبغي على العلماء والدعاة أن يتداعوا لبحثه ومناقشته وتحليله وتفكيكه وتشخيصه.

لماذا يتطرف بعض أبناء المسلمين ويتحولون إلى مشاريع للقتل والتفجير؟! إننا جميعاً مطالبون وبوحي من ديننا وبوازع من أخلاقياتنا وقيمنا، أن نفزع لاستئصال هذا الورم الإرهابي الخبيث الذي استشرى في الجسد العربي والإسلامي، ولن ننجح في ذلك إلا بتكريس وتفعيل "ثقافة الحوار" في البنية التعليمية والتربوية والخطاب الديني والإعلامي، وليس المقصود بالحوار المستهدف ما يتصوره البعض من تبادل الأحاديث والتفنن في الكلام وإلقاء المواعظ والخطب.

"ثقافة الحوار" تعني ما هو أعمق من مجرد الاستماع إلى وجهات النظر والسماح بالتعبير، إنها تتطلب الاعتراف بـ"شرعية الآخر" والاعتراف بحقه في الرأي والتعبير والمشاركة في القرار السياسي لا مِنّة ولا إحساناً أو تنازلاً وإنما حقاً أصيلاً وطبيعياً وشرعياً لا يحق لأحد مصادرته أو تهميشه أو تخوينه أو تكفيره. "ثقافة الحوار" لا يمكن ترسيخها في الأرض العربية ما لم نؤمن بها كقناعة مجتمعية عامة مثل قناعاتنا بالأمور البديهية.

ولكن لا سبيل إلى غرس هذه القناعة المجتمعية العامة إلا بإخضاع كافة المنظومات المجتمعية الفاعلة والمنتجة للثقافة العامة، وهي المنظومات الفكرية والسياسية والثقافية والتعليمية والدينية والإعلامية والتشريعية، إلى سلسلة من عمليات الفحص والمراجعة والنقد والتقويم وفرز ما هو قيم أصيلة وإنسانية عما هو من موروثات التعصب والكراهية والاستعلاء... فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

لقد استفاق العرب -مؤخراً- بعد كارثة الحادي عشر من سبتمبر وأدركوا كم جنت مناهجهم التربوية والتعليمية على بعض أبنائهم، وكم ذهب من أبنائهم ضحايا للخطاب التحريضي والفتاوى الدينية المكفّرة للآخرين! استيقظ العرب أخيراً على أهوال وأخطار التطرف المتلبس بالدين والمذهب والطائفة، ورأوا في مؤتمرات "الحوار" الحل المنشود لدرء أخطار التطرف وتحصين المجتمعات والأبناء، لذلك رأينا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر مدّاً مستمراً يجتاح المنطقة العربية تحت مسميات حوار الأديان والمذاهب، لكن الملاحظ على هذه المؤتمرات رغم تواصلها وتكرارها وضخامة عدد المشاركين فيها، أن تأثيرها على الثقافة المجتمعية ضعيف فيما يتعلق بقبول الآخر، وعلة ذلك في تصوري، أن هذه المؤتمرات التي يحتشد فيها كبار الرموز الدينية والفكرية، تتصور أن مهماتها الأساسية هي الدفاع عن الإسلام ورسوله عليه الصلاة والسلام، تجاه إساءات الآخر غير المسلم بتكرار الكلام المعاد آلاف المرات من أن الإسلام دين التسامح والعدل والسلام وأن رسوله رسول الرحمة المهداة للعالمين.

يتصور كثير من الشخصيات الإسلامية التي تحضر هذه المؤتمرات أن من واجبها ذكر مناقب الرسول (صلى الله عليه وسلم)، والإشادة بتعاليم وأحكام الإسلام، يتصور الكثيرون أن نُصرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) تسلتزم رد المفتريات ودحض الشبهات وترجمة الكتب إلى لغات العالم وإنشاء الفضائيات الدينية وترويج التسجيلات لبيان سماحة الإسلام وعدله، لكن هؤلاء يكتفون بالجانب السهل في الدفاع عن الإسلام ورسوله ولا يحركون ساكناً تعليمياً وتربوياً لا زال يفرز سمومه المهلكة ولا يخضعون خطاباً دينياً متشدداً ومحرّضاً لا زال يدفع بشبابنا إلى مهاوي الهلاك، هؤلاء يؤثرون "الجهاد الكلامي" ويفرّون من "الجهاد التعليمي والتربوي"، وهو الجهاد الأكبر.

هؤلاء لا يسألون أنفسهم سؤالاً يشكل تحدياً لهم: إذا كان الآخر هو مصدر الإساءات وهو الذي ضلّل شبابنا ودفعهم إلى السيئات، فلماذا لم تستطع مناهجنا ودروسنا الدينية المكثفة تحصين هؤلاء الشباب وتقوية مناعتهم تجاه التعصب والتطرف والجهل والانغلاق؟ إن العقليات التي أفرزت ما نعانيه من تشدد وغلوّ وكآبة لن تفلح في حماية شبابنا ومجتمعاتنا، وإننا لن نستطيع غزو المستقبل وصناعته بعقليات الماضي وأدواته ومناهجه.

*نقلا عن جريدة "الاتحاد" الإماراتية[/frame]

آمل تثبيت الموضوع ..









كلهم صناعة محلية وخارجية والآن عادوا بمكرهم عليهم




تحياتي أستاذي العزيز
هؤلاء لايرغبون الحوار
كنا نعيش بسلام لم نسمع كلمة مذهب ولا نسب الامنهم
ما اقول الا الله يديم الأمن والأمان
ويكفينا شرهم
 

سميه الغامدي

عضو مبتديء

معلومات العضو

إنضم
16 نوفمبر 2011
المشاركات
15
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
الدمآآآم
066.gif


موضوع في قمة الروعه

لطالما كانت مواضيعك متميزة

لا عدمنا التميز و روعة الاختيار

دمت لنا ودام تالقك الدائم

لك ودي وجل تقديري,,



أخــتكـــم / سميه الغامدي
066.gif
 
استقدام خادمات | مكتب ترجمة معتمدة | مكتب ترجمة معتمد | اكواد خصم | الدراسة في ماليزيا | السياحة في روسيا | صيدلية | أخبار ليبيا | الضمان المطور | تصميم تطبيقات الجوال | شركة تنظيف بالرياض | شركة سيو | شركة تنظيف | ارشفة مواقع | تسويق | دعاء الوتر | كورس سيو | ارشفة مواقع | شركة مكافحة حشرات بحائل | حجر هاشمي | شركة تسليك مجاري بالقصيم | عيادات الاسنان | عيادات ليزر جدة | تصوير المنتجات | حبق مجفف عجوة المدينة | زيادة متابعين تيك توك سي في نماذج سيرة ذاتية تعلم الاسهم الامريكية تعلم الاسهم كشف تسربات المياه مساج منزلي الرياض خدمات seo المنزل الذكي تحفيظ القرآن عن بعد مدرسة خصوصية مطابخ متجر عطور حجر هاشمي حجر دبش اشعة منزلية متنقلة برنامج حسابات برنامج حسابات مدارس ترجمة علامة تجارية
التعليقات المنشورة ﻻ تعبر عن رأي منتدي لغتي وﻻ تتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر
أعلى