نشاط الاميرة نوف:
-
7
-
0
-
0
- مهنة التعليم بين الواقع والمأمول
مهنة التعليم بين الواقع والمأمول
لا شكَّ أن مهنة التعليم مهمة نبيلةٌ، تستمد قيمتَها مِن محورية ما تبنيه؛ فالإنسانُ هو الهدف المحوري مِن التعليم والتعلم.
وهذه المحوريةُ رسَّختها رسالة الأنبياء والرسل قديمًا، الذين بعثوا في أقوامهم مُعلِّمين، ومبشِّرين ومنذرين، مُبيِّنين النهجَ القويم، بواسطة معجزات باهرة، لها تأثيرها في النفس البشرية السليمة من العُجب والتكبر، وصدق الشاعر عبدالرحمن العشماوي حينما قال:
قالوا: المُعلِّمُ، قلتُ: أشرفُ مهنةٍ
بضيائِها ليلُ الجهالةِ يَنجَلي
هي مهنةُ الرُّسُلِ الكرامِ سَمَوْا بها
عَنْ كلِّ ذي وَهْمٍ وكلِّ مُضلِّلِ
ولا تنحَصِر التربية عند الأنبياء والرسل، بل امتدَّت مع العلماء العاملين الذين سطَّروا حروفًا مضيئة مِن العلم النافع والعمل الصالح، سائرين على نَهج أسلافهم مِن الرسل والأنبياء، فدعَوا إلى التعلم واكتساب المعرفة، مقدِّمين الدليل العقلي والنقلي المؤكِّد لوجاهة عملية القراءة، بوصفها أولَ أمرٍ نزَل على الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم.
إن الإنسان - كما سلف آنفًا - هو محورُ التربية والتعليم، وبدونه تنتفي هذه المَهمَّة؛ لذلك ينبغي الانتباه إلى الخطَر العظيم الذي ينتِج عن عدم إيلائه قيمتَه المحورية في التخطيط.
إن القلم الذي تُدارُ به السياسات، وتُسطر به المشاريع التنموية في هذا المجال - ينبغي أن يشحنَ بمِداد الوطنية والغَيرة الصادقة على فلذَات أكبادنا من الناشئة، فليس من العدلِ أن ينال التعليمُ في بلدنا المغرب نسبةً ضعيفة من ميزانية الدولة، علمًا بأن هذا الميدان هو القناة التي يسلكها خرِّيجو الميادين الأخرى؛ ولذلك فأيُّ تشجيع لميدان التعليم هو نهوض بكفاءة سواعد وطننا.
ورغم الجهود التي تبذلها الدولة، فإنَّ دار لقمان بقيتْ على حالها؛ ممَّا يكشف عن مسار طويل يقطعه المغرب في أفق الوصول إلى مستوى الدول الصاعدة، والتي تنظر إلى متعلِّميها بوصفهم أناسًا وليسوا بوصفهم أرقامًا، فعندما نَلِجُ المؤسسة التعليمية العمومية تتكشف لنا بالملموس حقيقةُ الإنسان المغربي؛ إنه الإنسان الذي سمع نداءَ الرحمن: ? اقْرَأْ ? من سورة العلق، لكنه ما يزال في جواب: ((ما أنا بقارئ))، وليس هذا دليلًا على نكوصه وإعراضه، وإنما يدل على أن القراءة - بوصفها فعلًا إنسانيًّا قصديًّا يهزم الجهل بكل أنواعه، ويعزم على رسم مستقبل واعد من الطموحات الراقية، التي تنتشل الإنسان وأسرته من براثنِ الأفكار غير الصحيحة حول العباد والوجود - لم تستقرَّ بشكل سليم في قرارةِ النفس بشكل صادق وواقعي.
إن بناءَ القصدية لدى المتعلِّمين كفيلٌ برسم مسار زاهر مِن العلم النافع والعمل الصالح، فعندما يُدرِك المتعلم سرَّ وجوده في المدرسة، يشعر أنه على خشبة مدرسة الحياة، يقوم بدور فريدٍ في مرحلة من مراحل حياته، وإن المتعلم المراهق في حاجة إلى التعرف إلى نفسه أولًا، مَن يكون؟ وإلى أين يذهب؟ وما المهمة المنوطة به؟
إنَّ معرفته بذلك هي الخطوة الأولى نحو درب النجاح، فالمتعلِّم الذي يأتي للمدرسة غافلًا عن مقومات المتعلِّم التي ينبغي أن يتحلى بها - لا مراء سيكون مثالًا لا يُحتَذى مِن غيره؛ لأن فقه حياته - سيرًا ومجيئًا، استماعًا وإنصاتًا، أخذًا وعطاءً، احترامًا وتقديرًا، حبًّا وسلامًا - هو المدخل لتجويد التعلُّمات لديه، وسيكون دافعًا ومُحفِّزًا لمعلمه على العطاء والبذل، والبحث والاستقصاء عن أمهر الصيغ لكسب العلم والمعرفة.
ويؤسِفُنا حقًّا أن نجد في مؤسساتنا التعليمية مَن لا فقه له ولا علم بآداب العلم والتعلم، غافلًا أو متناسيًا قول الشاعر:
قُمْ للمعلِّمِ وَفِّهِ التَّبجيلا ??? كاد المعلِّمُ أن يكونَ رَسُولَا
إن المدرسة المغربية رافدٌ من روافد التقدُّم والرقي بالأمة، وبدون التعويل عليها تَضيع الجهود، إننا أمام عَلاقة جدَلية بين هذه المدرسة من جهة، والأسرة من جهة أخرى، فأي تعزيزٍ لدور المدرسة هو إصلاحٌ لحال الأسرة المغربية والمجتمع والأمة بشكل عامٍّ.
فيا أيها الآباء، ويا أيتها الأمهات، راقبوا أبناءكم وقِفُوهم، فهم أمانة في أعناقكم، وستسألون عنهم، ووجِّهوهم حتى يكونوا قدوة لإخوانهم في الأخلاق العالية؛ فأنتم المدرسة الأولى المعوَّل عليها في إنقاذ أبنائكم من الضياع والانحراف، فلْتَقِفوا وقفة الحاضن لأبنائه، حتى يترعرعوا في جوٍّ من الأمن والثقة بالنفس؛ كي يعتمدوا على أنفسهم عندما يَلِجُون المؤسسة التعليمية، وعندما يغادرونها ويجتهدون في تحصيل العلم.
ولتَحْرِصوا على متابعتهم، كما تُوفِّرون حاجاتهم من أدوات مدرسية ومأكل وملبس، واجلسوا معهم، محاورين، مذاكرين، مبيِّنين قيمة المتعلم والمعلم، رافعين شأن المعلم في نفسه، حتى ينشأ على الاحترام والتقدير.
وأنت أيها المدرس، كن على يقين من رسالتك النبيلة، المستمدَّة مِن رسالة الأنبياء والرسل، ولتعرف أن (ما لا يُدرَك كله، لا يُترك جُله)، فأنت في متَّسَع مِن الوقت كي تبني القصدية لدى المتعلمين، فلا يُقبِلوا على أمر حتى يستشيروك أنت، فأنت صاحبُ اليد الطولَى في فصلك، وينبغي أن تعرف أنك مؤيَّد من عند الله تعالى في رسالتك النبيلة، فلتكنْ مَسؤولًا عن رعيَّتك، فحاوِلْ ما أمكنك إصلاحَها، وادفَعْ بالتي هي أحسن مع كل متعلِّم، حتى يصبح الجميع راغبينَ مشتاقين لِلُقْياك في كل حصة.
إنك - أيها المعلم - قاطرةُ التنمية، فلْتتعامَلْ مع متعلِّميك بمنطق التفاهم، فابنِ التعلُّمات لديهم، وانظر في حاجاتهم من التعلُّمات، فأنت لست آلة، بل إنسانٌ يعي ويفكِّر، ويعرف الخصاصة الموجودة عند أبنائه البَرَرة، فليس مِن المنطقي أن تبني درسًا لا يستفيد منه إلا القلة القليلة منهم، فأنت سيد قسمك، تفعل ما تشاء، وَفْقًا للمعقول، فسِرْ سَيْرَ ضعفائك، فلو كنت في رحلةٍ مشيًا على الأقدام، وكان منكم القوي والضعيف، فالأحرى أن ينتظر قويُّكم ضعيفَكم، وهذه سُنة الحياة وهَدْي الرسول صلى الله عليه وسلم.
وضبطُك للفصل لا ينبغي أن يرتبط بالقمع المؤسَّس على الزجر الجسدي والرمزي، فليس هناك ربط آلي بين الضبط والقمع؛ فالضبط قد يُفيد الإتقان في الأعمال تخطيطًا وتنفيذًا، ويتبع ذلك طبيعة الوسائل المستعمَلة في عملية الضبط، فكيف نصل إلى استثمار إمكانيات التلاميذ الحركية في أنشطة منظمة تساعدهم على التعلم والنمو السليم؟
ولتنتقل مِن الضبط الفوقي السُّلْطوي إلى حالة الالتزام عن قناعةٍ وطواعية، وهذا يتحقَّق بالإشعاع العلمي والتربوي، بالإضافة إلى استعمال أساليب مهيَّأة لجوٍّ تربويٍّ مساعِد على تحصيل العلم، بالإضافة إلى الإلْمام بمرحلة المتعلم وسنِّه؛ لفهم الدوافع الكامنة وراء سلوكات المتعلم وتصرفاته.
كما أن حل معادلة الحكمة المقتضية لاستعمال اللين والشدة في وقتها المناسب - يتوقف عليها نجاح المربي.
وأخضِعْ تأديب المتعلِّم للتدرج؛ بَدْءًا بالنصح والإقناع والتنبيه، وانتهاءً بالتأديب النفسي؛ كالتوبيخ أو التأديب البدني، غير أن للتأثير الشخصي نتائجَ طيبةً في توفير النظام والتهذيب في نفس المتعلم في الفصل، واعتماد التربية الفارقية أمر آكد؛ لأنَّ التصنيف وتنويع الأساليب ومخاطبة كلِّ واحد بما يُناسبه قدرَ المستطاع - أمورٌ مهمة.
المعلم قدوةٌ لمتعلِّميه، فليس من المنطقي أن يطلبَ مِن متعلِّميه شيئًا ويفعل نقيضه، والتنسيق والتكامل بين المدرسينَ أمرٌ مُلِحٌّ؛ مِن أجل تحقيق نتائج أحسن في مجال الضبط.
ومِن المطلوب إنشاء عقد للتعليم والتعلم منذ البداية، وتعويد المتعلِّم على عادات وسلوكات متواضع عليها، تكون بمثابة ميثاق تربوي، يتم إعداده بشراكة مع المتعلم، ويُدون في الصفحة الأولى من الدفتر، ويتم التذكير به عند الضرورة، وتطعيمه عند وجود ما يُسوِّغ ذلك.
ولزرع رُوح الجدية والانضباط في صف المتعلمين - يَلزَم تعاوُن باقي المسؤولين والأطراف؛ مِن آباء ومساعدين مع المربِّين، واتخاذ ما يلزم مِن إجراءاتٍ إدارية، على أن التفاعل المباشر مع المتعلمين، بمعرفة المنضبط منهم وغير المنضبط داخل الفصل ومع المدرس، يُمكِّن مِن اتخاذ الإجراءات الممكنة والضرورية قبل اللجوء للإدارة، ثم للأسرة في أصعب الحالات.
شامل إسلاميات أدعية تغذية فوائد حواء العناية بالجسم معاني الأسماء العناية بالبشرة العناية بالشعر رجيم منوعات ترددات كيف حكم وأقوال حكم عن الحب عبارات الصباح أدبيات فن الكتابة أشعار الافضل صور رسائل طبخ أطباق رئيسية توقعات الابراج 2017 مجتمع شخصيات إنترنت فيس بوك تويتر انستقرام سناب شات نكت تعليم اذاعة مدرسية تعبير تفسير الاحلام الحياة الزوجية ديكورات فن كلمات الاغاني مسلسلات رمضان 2017 قصص قصص اطفال قصص دينية فاتورة التليفون يلا شوت Yalla Shoot نظام نور موقع قياس نتائج القدرات اسماء بنات تقنية مواقع التواصل الاجتماعي واتس اب اقتباسات اقوال امثال حكم خواطر عبارات الحمل والولادة دول السعودية الكويت حلويات سلطات مشروبات معجنات معلومات عامة.
ومن الاقتراحات الإجرائية:
• تبنِّي أسلوب الثواب قبل العقاب، وذلك بتشجيع المنضبطين، الباذلين مجهودًا واضحًا، ويكون التشجيع معنويًّا؛ (تشجيعًا لفظيًّا، إشعارًا بإضافة علامات)، أو ماديًّا؛ (منح هدايا تعليمية مناسبة لمستواهم، ويمكن توفير الوسائل بتنسيقٍ مع الإدارة، على أن تمنح لمن يشهد لهم مدرسوهم ببذل مجهودات حقيقية).
• إشغال المتعلمين واستثمار حركتهم الزائدة، وتجنُّب الوقت الضائع، والانتباه لغير المنضبطين وإشعارهم بالمراقبة، وفتح نقاشات خاصة معهم خارج الحصص الرسمية، وإشعار المتعلمين بعدم الرضا على الجو العام داخل الفصل، وذلك بالصمت، والتهديد بعدم تقديم الدرس.
وإذا استنفذت جميع الإجراءات والمقترَحات المذكورة، ولم تحقق النتائج المرجوَّة، يُحال المعنيُّ أو المَعْنِيون على الإدارة في أوقاتٍ غير أوقات الحصص الرسمية داخل الفصل، وذلك لتفتح مع هؤلاء المتعلِّمين حوارًا تُهددهم باتخاذ إجراءات صارمة في حقهم إذا لم يَنصاعوا، ويُرسَلون للفصل بعد تسجيل أسمائهم، وفي حال لم يحقق ذلك المطلوب، تستدعي الإدارة آباء المتعلمين، وتناقش الأمرَ معهم، وتُنسق معهم للمساعدة في تجاوز النازلة، لِمَا فيه مصلحة العمل بالمؤسسة والمتعلمين.
إن فِعل القراءة والتعلم فِعل نبيل، والمدرسُ هو واسطة عقد المنظومة التعليمية، فليست المدرسةُ في حقيقة الأمر إلا المدرس؛ لذلك فإصلاحُ المنظومة يستدعي توفير الشروط المادية والمعنوية التي تساعدُه في أداء رسالته النبيلة، مما يستوجب تضافُر جهود المسؤولين والمتخصصين لمساعدته في ضبط الفصل، ضبطًا تربويًّا، يُؤدي به وظائفه المنوطة به، خدمة للناشئة التي يُعول عليها لبناء غد مشرق.
وعلاقة المدرس بأبنائه من المتعلمين يتعين أن تقوم على الرحمة، والحب، والتواضع، والرأفة، فـ((ليس منَّا مَن لم يُوقِّر كبيرنا، ويرحم صغيرنا))؛ حديث نبوي شريف؛ وذلك لأنَّ الآباء والأمهات في المدرسة بُدلاء عن أمهات البيت وآبائه.
لا شكَّ أن مهنة التعليم مهمة نبيلةٌ، تستمد قيمتَها مِن محورية ما تبنيه؛ فالإنسانُ هو الهدف المحوري مِن التعليم والتعلم.
وهذه المحوريةُ رسَّختها رسالة الأنبياء والرسل قديمًا، الذين بعثوا في أقوامهم مُعلِّمين، ومبشِّرين ومنذرين، مُبيِّنين النهجَ القويم، بواسطة معجزات باهرة، لها تأثيرها في النفس البشرية السليمة من العُجب والتكبر، وصدق الشاعر عبدالرحمن العشماوي حينما قال:
قالوا: المُعلِّمُ، قلتُ: أشرفُ مهنةٍ
بضيائِها ليلُ الجهالةِ يَنجَلي
هي مهنةُ الرُّسُلِ الكرامِ سَمَوْا بها
عَنْ كلِّ ذي وَهْمٍ وكلِّ مُضلِّلِ
ولا تنحَصِر التربية عند الأنبياء والرسل، بل امتدَّت مع العلماء العاملين الذين سطَّروا حروفًا مضيئة مِن العلم النافع والعمل الصالح، سائرين على نَهج أسلافهم مِن الرسل والأنبياء، فدعَوا إلى التعلم واكتساب المعرفة، مقدِّمين الدليل العقلي والنقلي المؤكِّد لوجاهة عملية القراءة، بوصفها أولَ أمرٍ نزَل على الرسول صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم.
إن الإنسان - كما سلف آنفًا - هو محورُ التربية والتعليم، وبدونه تنتفي هذه المَهمَّة؛ لذلك ينبغي الانتباه إلى الخطَر العظيم الذي ينتِج عن عدم إيلائه قيمتَه المحورية في التخطيط.
إن القلم الذي تُدارُ به السياسات، وتُسطر به المشاريع التنموية في هذا المجال - ينبغي أن يشحنَ بمِداد الوطنية والغَيرة الصادقة على فلذَات أكبادنا من الناشئة، فليس من العدلِ أن ينال التعليمُ في بلدنا المغرب نسبةً ضعيفة من ميزانية الدولة، علمًا بأن هذا الميدان هو القناة التي يسلكها خرِّيجو الميادين الأخرى؛ ولذلك فأيُّ تشجيع لميدان التعليم هو نهوض بكفاءة سواعد وطننا.
ورغم الجهود التي تبذلها الدولة، فإنَّ دار لقمان بقيتْ على حالها؛ ممَّا يكشف عن مسار طويل يقطعه المغرب في أفق الوصول إلى مستوى الدول الصاعدة، والتي تنظر إلى متعلِّميها بوصفهم أناسًا وليسوا بوصفهم أرقامًا، فعندما نَلِجُ المؤسسة التعليمية العمومية تتكشف لنا بالملموس حقيقةُ الإنسان المغربي؛ إنه الإنسان الذي سمع نداءَ الرحمن: ? اقْرَأْ ? من سورة العلق، لكنه ما يزال في جواب: ((ما أنا بقارئ))، وليس هذا دليلًا على نكوصه وإعراضه، وإنما يدل على أن القراءة - بوصفها فعلًا إنسانيًّا قصديًّا يهزم الجهل بكل أنواعه، ويعزم على رسم مستقبل واعد من الطموحات الراقية، التي تنتشل الإنسان وأسرته من براثنِ الأفكار غير الصحيحة حول العباد والوجود - لم تستقرَّ بشكل سليم في قرارةِ النفس بشكل صادق وواقعي.
إن بناءَ القصدية لدى المتعلِّمين كفيلٌ برسم مسار زاهر مِن العلم النافع والعمل الصالح، فعندما يُدرِك المتعلم سرَّ وجوده في المدرسة، يشعر أنه على خشبة مدرسة الحياة، يقوم بدور فريدٍ في مرحلة من مراحل حياته، وإن المتعلم المراهق في حاجة إلى التعرف إلى نفسه أولًا، مَن يكون؟ وإلى أين يذهب؟ وما المهمة المنوطة به؟
إنَّ معرفته بذلك هي الخطوة الأولى نحو درب النجاح، فالمتعلِّم الذي يأتي للمدرسة غافلًا عن مقومات المتعلِّم التي ينبغي أن يتحلى بها - لا مراء سيكون مثالًا لا يُحتَذى مِن غيره؛ لأن فقه حياته - سيرًا ومجيئًا، استماعًا وإنصاتًا، أخذًا وعطاءً، احترامًا وتقديرًا، حبًّا وسلامًا - هو المدخل لتجويد التعلُّمات لديه، وسيكون دافعًا ومُحفِّزًا لمعلمه على العطاء والبذل، والبحث والاستقصاء عن أمهر الصيغ لكسب العلم والمعرفة.
ويؤسِفُنا حقًّا أن نجد في مؤسساتنا التعليمية مَن لا فقه له ولا علم بآداب العلم والتعلم، غافلًا أو متناسيًا قول الشاعر:
قُمْ للمعلِّمِ وَفِّهِ التَّبجيلا ??? كاد المعلِّمُ أن يكونَ رَسُولَا
إن المدرسة المغربية رافدٌ من روافد التقدُّم والرقي بالأمة، وبدون التعويل عليها تَضيع الجهود، إننا أمام عَلاقة جدَلية بين هذه المدرسة من جهة، والأسرة من جهة أخرى، فأي تعزيزٍ لدور المدرسة هو إصلاحٌ لحال الأسرة المغربية والمجتمع والأمة بشكل عامٍّ.
فيا أيها الآباء، ويا أيتها الأمهات، راقبوا أبناءكم وقِفُوهم، فهم أمانة في أعناقكم، وستسألون عنهم، ووجِّهوهم حتى يكونوا قدوة لإخوانهم في الأخلاق العالية؛ فأنتم المدرسة الأولى المعوَّل عليها في إنقاذ أبنائكم من الضياع والانحراف، فلْتَقِفوا وقفة الحاضن لأبنائه، حتى يترعرعوا في جوٍّ من الأمن والثقة بالنفس؛ كي يعتمدوا على أنفسهم عندما يَلِجُون المؤسسة التعليمية، وعندما يغادرونها ويجتهدون في تحصيل العلم.
ولتَحْرِصوا على متابعتهم، كما تُوفِّرون حاجاتهم من أدوات مدرسية ومأكل وملبس، واجلسوا معهم، محاورين، مذاكرين، مبيِّنين قيمة المتعلم والمعلم، رافعين شأن المعلم في نفسه، حتى ينشأ على الاحترام والتقدير.
وأنت أيها المدرس، كن على يقين من رسالتك النبيلة، المستمدَّة مِن رسالة الأنبياء والرسل، ولتعرف أن (ما لا يُدرَك كله، لا يُترك جُله)، فأنت في متَّسَع مِن الوقت كي تبني القصدية لدى المتعلمين، فلا يُقبِلوا على أمر حتى يستشيروك أنت، فأنت صاحبُ اليد الطولَى في فصلك، وينبغي أن تعرف أنك مؤيَّد من عند الله تعالى في رسالتك النبيلة، فلتكنْ مَسؤولًا عن رعيَّتك، فحاوِلْ ما أمكنك إصلاحَها، وادفَعْ بالتي هي أحسن مع كل متعلِّم، حتى يصبح الجميع راغبينَ مشتاقين لِلُقْياك في كل حصة.
إنك - أيها المعلم - قاطرةُ التنمية، فلْتتعامَلْ مع متعلِّميك بمنطق التفاهم، فابنِ التعلُّمات لديهم، وانظر في حاجاتهم من التعلُّمات، فأنت لست آلة، بل إنسانٌ يعي ويفكِّر، ويعرف الخصاصة الموجودة عند أبنائه البَرَرة، فليس مِن المنطقي أن تبني درسًا لا يستفيد منه إلا القلة القليلة منهم، فأنت سيد قسمك، تفعل ما تشاء، وَفْقًا للمعقول، فسِرْ سَيْرَ ضعفائك، فلو كنت في رحلةٍ مشيًا على الأقدام، وكان منكم القوي والضعيف، فالأحرى أن ينتظر قويُّكم ضعيفَكم، وهذه سُنة الحياة وهَدْي الرسول صلى الله عليه وسلم.
وضبطُك للفصل لا ينبغي أن يرتبط بالقمع المؤسَّس على الزجر الجسدي والرمزي، فليس هناك ربط آلي بين الضبط والقمع؛ فالضبط قد يُفيد الإتقان في الأعمال تخطيطًا وتنفيذًا، ويتبع ذلك طبيعة الوسائل المستعمَلة في عملية الضبط، فكيف نصل إلى استثمار إمكانيات التلاميذ الحركية في أنشطة منظمة تساعدهم على التعلم والنمو السليم؟
ولتنتقل مِن الضبط الفوقي السُّلْطوي إلى حالة الالتزام عن قناعةٍ وطواعية، وهذا يتحقَّق بالإشعاع العلمي والتربوي، بالإضافة إلى استعمال أساليب مهيَّأة لجوٍّ تربويٍّ مساعِد على تحصيل العلم، بالإضافة إلى الإلْمام بمرحلة المتعلم وسنِّه؛ لفهم الدوافع الكامنة وراء سلوكات المتعلم وتصرفاته.
كما أن حل معادلة الحكمة المقتضية لاستعمال اللين والشدة في وقتها المناسب - يتوقف عليها نجاح المربي.
وأخضِعْ تأديب المتعلِّم للتدرج؛ بَدْءًا بالنصح والإقناع والتنبيه، وانتهاءً بالتأديب النفسي؛ كالتوبيخ أو التأديب البدني، غير أن للتأثير الشخصي نتائجَ طيبةً في توفير النظام والتهذيب في نفس المتعلم في الفصل، واعتماد التربية الفارقية أمر آكد؛ لأنَّ التصنيف وتنويع الأساليب ومخاطبة كلِّ واحد بما يُناسبه قدرَ المستطاع - أمورٌ مهمة.
المعلم قدوةٌ لمتعلِّميه، فليس من المنطقي أن يطلبَ مِن متعلِّميه شيئًا ويفعل نقيضه، والتنسيق والتكامل بين المدرسينَ أمرٌ مُلِحٌّ؛ مِن أجل تحقيق نتائج أحسن في مجال الضبط.
ومِن المطلوب إنشاء عقد للتعليم والتعلم منذ البداية، وتعويد المتعلِّم على عادات وسلوكات متواضع عليها، تكون بمثابة ميثاق تربوي، يتم إعداده بشراكة مع المتعلم، ويُدون في الصفحة الأولى من الدفتر، ويتم التذكير به عند الضرورة، وتطعيمه عند وجود ما يُسوِّغ ذلك.
ولزرع رُوح الجدية والانضباط في صف المتعلمين - يَلزَم تعاوُن باقي المسؤولين والأطراف؛ مِن آباء ومساعدين مع المربِّين، واتخاذ ما يلزم مِن إجراءاتٍ إدارية، على أن التفاعل المباشر مع المتعلمين، بمعرفة المنضبط منهم وغير المنضبط داخل الفصل ومع المدرس، يُمكِّن مِن اتخاذ الإجراءات الممكنة والضرورية قبل اللجوء للإدارة، ثم للأسرة في أصعب الحالات.
شامل إسلاميات أدعية تغذية فوائد حواء العناية بالجسم معاني الأسماء العناية بالبشرة العناية بالشعر رجيم منوعات ترددات كيف حكم وأقوال حكم عن الحب عبارات الصباح أدبيات فن الكتابة أشعار الافضل صور رسائل طبخ أطباق رئيسية توقعات الابراج 2017 مجتمع شخصيات إنترنت فيس بوك تويتر انستقرام سناب شات نكت تعليم اذاعة مدرسية تعبير تفسير الاحلام الحياة الزوجية ديكورات فن كلمات الاغاني مسلسلات رمضان 2017 قصص قصص اطفال قصص دينية فاتورة التليفون يلا شوت Yalla Shoot نظام نور موقع قياس نتائج القدرات اسماء بنات تقنية مواقع التواصل الاجتماعي واتس اب اقتباسات اقوال امثال حكم خواطر عبارات الحمل والولادة دول السعودية الكويت حلويات سلطات مشروبات معجنات معلومات عامة.
ومن الاقتراحات الإجرائية:
• تبنِّي أسلوب الثواب قبل العقاب، وذلك بتشجيع المنضبطين، الباذلين مجهودًا واضحًا، ويكون التشجيع معنويًّا؛ (تشجيعًا لفظيًّا، إشعارًا بإضافة علامات)، أو ماديًّا؛ (منح هدايا تعليمية مناسبة لمستواهم، ويمكن توفير الوسائل بتنسيقٍ مع الإدارة، على أن تمنح لمن يشهد لهم مدرسوهم ببذل مجهودات حقيقية).
• إشغال المتعلمين واستثمار حركتهم الزائدة، وتجنُّب الوقت الضائع، والانتباه لغير المنضبطين وإشعارهم بالمراقبة، وفتح نقاشات خاصة معهم خارج الحصص الرسمية، وإشعار المتعلمين بعدم الرضا على الجو العام داخل الفصل، وذلك بالصمت، والتهديد بعدم تقديم الدرس.
وإذا استنفذت جميع الإجراءات والمقترَحات المذكورة، ولم تحقق النتائج المرجوَّة، يُحال المعنيُّ أو المَعْنِيون على الإدارة في أوقاتٍ غير أوقات الحصص الرسمية داخل الفصل، وذلك لتفتح مع هؤلاء المتعلِّمين حوارًا تُهددهم باتخاذ إجراءات صارمة في حقهم إذا لم يَنصاعوا، ويُرسَلون للفصل بعد تسجيل أسمائهم، وفي حال لم يحقق ذلك المطلوب، تستدعي الإدارة آباء المتعلمين، وتناقش الأمرَ معهم، وتُنسق معهم للمساعدة في تجاوز النازلة، لِمَا فيه مصلحة العمل بالمؤسسة والمتعلمين.
إن فِعل القراءة والتعلم فِعل نبيل، والمدرسُ هو واسطة عقد المنظومة التعليمية، فليست المدرسةُ في حقيقة الأمر إلا المدرس؛ لذلك فإصلاحُ المنظومة يستدعي توفير الشروط المادية والمعنوية التي تساعدُه في أداء رسالته النبيلة، مما يستوجب تضافُر جهود المسؤولين والمتخصصين لمساعدته في ضبط الفصل، ضبطًا تربويًّا، يُؤدي به وظائفه المنوطة به، خدمة للناشئة التي يُعول عليها لبناء غد مشرق.
وعلاقة المدرس بأبنائه من المتعلمين يتعين أن تقوم على الرحمة، والحب، والتواضع، والرأفة، فـ((ليس منَّا مَن لم يُوقِّر كبيرنا، ويرحم صغيرنا))؛ حديث نبوي شريف؛ وذلك لأنَّ الآباء والأمهات في المدرسة بُدلاء عن أمهات البيت وآبائه.