نشاط ثمر الألباب:
-
199
-
0
-
0
- مكانة الإعراب في اللغة العربية
الإعراب هو ذلك الجزء من النحو الذي ندرس به العلاقات بين التراكيب والكلمات في سياق جملتها، لتمييز المعاني، والوقوف على أغراض المتكلمين، وهو وسيلة تعبيرية تظهر بها الوظيفة المعنوية والجمالية للكلمة، لأن الكلام فيه لا يخرج من الإعراب إلى غيره، وإنما يخرج من الإعراب إلى الإعراب، ويعد من أجمل وأكمل الخصائص اللغوية التي تميزت بها اللغة العربية عن سائر اللغات السامية، وشرط من شروط الفصاحة في جانبيها النطقي والكتابي، والمتكلم بغير الإعراب غير متكلم بالعربية.
ومبدأ نشأته وظهوره علاجا لظاهرة كان يخشى منها على القرآن الكريم، وعلى العربية من التحريف، والتي تسمى ( ذيوع اللحن )، وهذه الظاهرة اللغوية يقصد بها تلك الأخطاء التي تعتري أواخر الكلمات، وكيفية ضبطها بعلامات إعرابية مناسبة لوظيفتها في التركيب، وقد يتجاوز الخطأ النحوي مجال العلامة الإعرابية إلى مجال المطابقة والرتبة وغيرها .
ولإعراب هو الإفصاح والبيان، وأعرب الرجل إذا أبان عما في نفسه، وفي المعجم الوسيط: أعرب الكلمة بين وجهها من الإعراب؛ وأعرب الكلام؛ أتى به وَفْقَ قواعِد النحو، وعند النحويين هو التغير الذي يطرأ على أواخر الكلمات لفظا وتقديرا باختلاف العوامل الداخلة عليه، والتعريف الوظيفي: تغيير يلحق أواخر الكلمة المعربة دلالة على موقعها الإعرابي، وما تمثله في المعنى الكلي لجملتها التي تكون فيها.
والعلامات الإعرابية هي إشارات منطوقة أو مكتوبة تدل السامع والقاريء على العلاقات بين معاني المفردات حسب ما يريد المتكلم أو الكاتب؛ وبين علامة الإعراب وحركة الإعراب عموم وخصوص، إذ علامات الإعراب عامة_ فمنها الحركة وغير الحركة _ فأما حركات الإعراب عند النحويين فثلاث حركات هي : الضمة والفتحة والكسرة، وأما غيرها فعلامات إعراب: كالواو والألف أو الياء أو السكون أو النون أو حذف حرف العلة.
والأصل في علامة الإعراب أن تكون حركة، ولكن الحركة لا تظهر على كل معرب فتقدر، والمعرب المنتهي بفتحة يوصف بأنه منصوب، فالنصب حالة إعرابه والفتحة حركة الإعراب وعلامته.
وأما المبني المنتهي بفتحة فيوصف بأنه مفتوح والفتحة حركة بنائه وعلامته،
وهكذا يكون المعرب مرفوعا والمبني مضموما، والمعرب مجرورا، والمبني مكسورا، والمعرب مجزوما، والكلمة المبنية ما لا يتغير شكل أخرها بتغير موقعها في الجملة، والجزم في الحقيقة سلب للحركة ولذلك هو علامة إعراب وليس حركة.
والحركات الإعرابية (التشكيل)، ما يوضع على خواتم الكلمات لبيان ( حالتها الإعرابية ) لتصحيح نطق نهايتها، وتتغير بتغير الحالة الإعرابية للكلمة، وفيما إذا كانت مفردة أو مثنى أو جمع .
والحالات الإعرابية ( جمع حالة ) والحالة الإعرابية أمر ذهني اعتباري، وهي: الرفع والنصب للاسم والفعل المضارع، والجر خاص بالاسم، والجزم خاص بالفعل المضارع، ، أما الوظيفة النحوية ( الموقع الإعرابي ) هي ما تؤديه الكلمة من دلالة نحوية في الجملة كالفاعلية والمفعولية والحالية والتبعية والإضافة، وتدور مع المعاني النحوية للكلمة داخل التركيب،
لأن المعنى الوظيفي يحدد نوع الكلمة ووظيفتها في الجملة، وهي جهة التفصيل
_ الرفع ودليله من الحركات الضمة للمفرد ومن العلامات الواو لجمع المذكر السالم والألف للمثنى
_ والنصب ودليله من الحركات الفتحة للمفرد والكسرة لجمع المؤنث السالم ومن العلامات الياء لجمع المذكر السالم والمثنى
_ والجر ودليله من الحركات الكسرة للمفرد للمجرور بالحرف أو الإضافة أو التبعية ومن العلامات الياء أيضا للمجرور بالحرف أو الإضافة أو التبعية .
ولما كانت الوظائف كثيرة والحالات قليلة اجتمعت تحت كل حالة إعرابية مجموعة من الوظائف النحوية، كالفتحة علامة للنصب وللجر في الممنوع من الصرف، والألف علامة لرفع المثنى وللنصب في الأسماء الستة، والياء علامة للنصب والجر في جمع المذكر السالم والمثنى، والكسرة علامة للجر وللنصب في جمع المؤنث السالم، والمرفوعات: المبتدأ والخبر والفاعل ونائب الفاعل واسم كان وخبر إن والتابع المرفوع. والمنصوبات: المفعولات والحال والتمييز والمستثنى.
والمعنى الوظيفي يحدد نوع الكلمة ووظيفتها في الجملة، ويكون مرتبطا بالعلامة الإعرابية فهي التي تحدد للقاريء أو السامع نوع الوظيفة النحوية، وعليه فالاتفاق في العلامة الإعرابية لا يعني الاتفاق في المعنى، فالمعاني النحوية للكلمة داخل التركيب تتغير بتغير الموقع الإعراب.
وفي ( لبابِ الآداب) لابن منقذ، قال: روي عن الأصمعي قوله: اجتزت ببعض أحياء العرب، فرأيت صبية معها قربةٌ فيها ماءٌ وقد انحلّ وكاء فمها. فقالت: يا عمّ، أدرك فاها، غلبني فوها، لا طاقة لي بفيها. فأعنتها، وقلت: يا جارية، ما أفصحك ! فقالت يا عمّ، وهل ترك القرآن لأحدٍ فصاحةً؟ وفيه آيةٌ فيها خبران وأمران ونهيان وبشارتان! قلت: وما هي؟ قالت: قوله تبارك وتعالى:
(وأوحينا إلى أم موسى: أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليمّ ولا تخافي ولا تحزني، إنّا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين)
قال: (فرجعت بفائدةٍ، وكأنّ تلك الآية ما مرّت بمسامعي!
وقال ابن فارس في كتابه "الصاحبي في فقه اللغة": كان الناسُ قديمًا يجتنبون اللحْن فيما يكتبونه، أو يقرؤونه اجتنابهم بعض الذنوب. اهـ.
وسمع الخليل ابن أحمد أيوب السختياني يُحَدِّث بحديث، فلحن فيه، فقال: أستغفر الله؛ يعني: أنه عدَّ اللَّحْنَ ذنبًا.
وقول الشاعر:
وَيُعْجِبُنِي زِيُّ الْفَتَى وَجَمَالُهُ
فَيَسْقُطُ مِنْ عَيْنَيَّ سَاعَةَ يَلْحَنُ
وقال الآخر:
كَفَى بِالْمَرْءِ عَيْبًا أَنْ تَرَاهُ
لَهُ وَجْهٌ وَلَيْسَ لَهُ لِسَانُ
وَمَا حُسْنُ الرِّجَالِ لَهُمْ بِزَيْنٍ
إِذَا لَمْ يُسْعِدِ الحُسْنَ البَيَانُ
ومبدأ نشأته وظهوره علاجا لظاهرة كان يخشى منها على القرآن الكريم، وعلى العربية من التحريف، والتي تسمى ( ذيوع اللحن )، وهذه الظاهرة اللغوية يقصد بها تلك الأخطاء التي تعتري أواخر الكلمات، وكيفية ضبطها بعلامات إعرابية مناسبة لوظيفتها في التركيب، وقد يتجاوز الخطأ النحوي مجال العلامة الإعرابية إلى مجال المطابقة والرتبة وغيرها .
ولإعراب هو الإفصاح والبيان، وأعرب الرجل إذا أبان عما في نفسه، وفي المعجم الوسيط: أعرب الكلمة بين وجهها من الإعراب؛ وأعرب الكلام؛ أتى به وَفْقَ قواعِد النحو، وعند النحويين هو التغير الذي يطرأ على أواخر الكلمات لفظا وتقديرا باختلاف العوامل الداخلة عليه، والتعريف الوظيفي: تغيير يلحق أواخر الكلمة المعربة دلالة على موقعها الإعرابي، وما تمثله في المعنى الكلي لجملتها التي تكون فيها.
والعلامات الإعرابية هي إشارات منطوقة أو مكتوبة تدل السامع والقاريء على العلاقات بين معاني المفردات حسب ما يريد المتكلم أو الكاتب؛ وبين علامة الإعراب وحركة الإعراب عموم وخصوص، إذ علامات الإعراب عامة_ فمنها الحركة وغير الحركة _ فأما حركات الإعراب عند النحويين فثلاث حركات هي : الضمة والفتحة والكسرة، وأما غيرها فعلامات إعراب: كالواو والألف أو الياء أو السكون أو النون أو حذف حرف العلة.
والأصل في علامة الإعراب أن تكون حركة، ولكن الحركة لا تظهر على كل معرب فتقدر، والمعرب المنتهي بفتحة يوصف بأنه منصوب، فالنصب حالة إعرابه والفتحة حركة الإعراب وعلامته.
وأما المبني المنتهي بفتحة فيوصف بأنه مفتوح والفتحة حركة بنائه وعلامته،
وهكذا يكون المعرب مرفوعا والمبني مضموما، والمعرب مجرورا، والمبني مكسورا، والمعرب مجزوما، والكلمة المبنية ما لا يتغير شكل أخرها بتغير موقعها في الجملة، والجزم في الحقيقة سلب للحركة ولذلك هو علامة إعراب وليس حركة.
والحركات الإعرابية (التشكيل)، ما يوضع على خواتم الكلمات لبيان ( حالتها الإعرابية ) لتصحيح نطق نهايتها، وتتغير بتغير الحالة الإعرابية للكلمة، وفيما إذا كانت مفردة أو مثنى أو جمع .
والحالات الإعرابية ( جمع حالة ) والحالة الإعرابية أمر ذهني اعتباري، وهي: الرفع والنصب للاسم والفعل المضارع، والجر خاص بالاسم، والجزم خاص بالفعل المضارع، ، أما الوظيفة النحوية ( الموقع الإعرابي ) هي ما تؤديه الكلمة من دلالة نحوية في الجملة كالفاعلية والمفعولية والحالية والتبعية والإضافة، وتدور مع المعاني النحوية للكلمة داخل التركيب،
لأن المعنى الوظيفي يحدد نوع الكلمة ووظيفتها في الجملة، وهي جهة التفصيل
_ الرفع ودليله من الحركات الضمة للمفرد ومن العلامات الواو لجمع المذكر السالم والألف للمثنى
_ والنصب ودليله من الحركات الفتحة للمفرد والكسرة لجمع المؤنث السالم ومن العلامات الياء لجمع المذكر السالم والمثنى
_ والجر ودليله من الحركات الكسرة للمفرد للمجرور بالحرف أو الإضافة أو التبعية ومن العلامات الياء أيضا للمجرور بالحرف أو الإضافة أو التبعية .
ولما كانت الوظائف كثيرة والحالات قليلة اجتمعت تحت كل حالة إعرابية مجموعة من الوظائف النحوية، كالفتحة علامة للنصب وللجر في الممنوع من الصرف، والألف علامة لرفع المثنى وللنصب في الأسماء الستة، والياء علامة للنصب والجر في جمع المذكر السالم والمثنى، والكسرة علامة للجر وللنصب في جمع المؤنث السالم، والمرفوعات: المبتدأ والخبر والفاعل ونائب الفاعل واسم كان وخبر إن والتابع المرفوع. والمنصوبات: المفعولات والحال والتمييز والمستثنى.
والمعنى الوظيفي يحدد نوع الكلمة ووظيفتها في الجملة، ويكون مرتبطا بالعلامة الإعرابية فهي التي تحدد للقاريء أو السامع نوع الوظيفة النحوية، وعليه فالاتفاق في العلامة الإعرابية لا يعني الاتفاق في المعنى، فالمعاني النحوية للكلمة داخل التركيب تتغير بتغير الموقع الإعراب.
وفي ( لبابِ الآداب) لابن منقذ، قال: روي عن الأصمعي قوله: اجتزت ببعض أحياء العرب، فرأيت صبية معها قربةٌ فيها ماءٌ وقد انحلّ وكاء فمها. فقالت: يا عمّ، أدرك فاها، غلبني فوها، لا طاقة لي بفيها. فأعنتها، وقلت: يا جارية، ما أفصحك ! فقالت يا عمّ، وهل ترك القرآن لأحدٍ فصاحةً؟ وفيه آيةٌ فيها خبران وأمران ونهيان وبشارتان! قلت: وما هي؟ قالت: قوله تبارك وتعالى:
(وأوحينا إلى أم موسى: أن أرضعيه فإذا خفت عليه فألقيه في اليمّ ولا تخافي ولا تحزني، إنّا رادّوه إليك وجاعلوه من المرسلين)
قال: (فرجعت بفائدةٍ، وكأنّ تلك الآية ما مرّت بمسامعي!
وقال ابن فارس في كتابه "الصاحبي في فقه اللغة": كان الناسُ قديمًا يجتنبون اللحْن فيما يكتبونه، أو يقرؤونه اجتنابهم بعض الذنوب. اهـ.
وسمع الخليل ابن أحمد أيوب السختياني يُحَدِّث بحديث، فلحن فيه، فقال: أستغفر الله؛ يعني: أنه عدَّ اللَّحْنَ ذنبًا.
وقول الشاعر:
وَيُعْجِبُنِي زِيُّ الْفَتَى وَجَمَالُهُ
فَيَسْقُطُ مِنْ عَيْنَيَّ سَاعَةَ يَلْحَنُ
وقال الآخر:
كَفَى بِالْمَرْءِ عَيْبًا أَنْ تَرَاهُ
لَهُ وَجْهٌ وَلَيْسَ لَهُ لِسَانُ
وَمَا حُسْنُ الرِّجَالِ لَهُمْ بِزَيْنٍ
إِذَا لَمْ يُسْعِدِ الحُسْنَ البَيَانُ