نشاط أريج:
-
73
-
0
-
0
- مقال بعنوان القياس والقدرات والبعوض والمستنقعات
مقال بعنوان : القياس والقدرات والبعوض والمستنقعات ...
عبدالعزيز حسن الغانمي
يقول الرئيس البوسني علي عزت بيغوفيتش : (( لا تقتل البعوض .. وإنما جفف المستنقعات ))
عبارة لم أتوقف عندها كثيراً , وتجاوزتها فلم أستطع أن أبتعد عنها طويلا ؛ لا أدري لماذا نقلتني هذه العبارة لمشروع القياس , والقدرات ؟ ولا أدري لماذا القياس , والقدرات , والتحصيلي بالذات ؟ ولكن الذي أدريه إن من ضمن مبررات هذا المشروع الاستثماري الرائد ! هو الحكم على مخرجات التعليم , وتلافي القصور الذي يحدث بين الحيطان الإسمنتية , والمسمى بعضها مجازاً مدارساً , وفصولاً فلو سلّمنا جدلاً - أقول جدلاً فقط - إن هذا المشروع يعالج ما يحدث من قصور ألا يكفي تطبيقه كل هذه الفترة ؛ ثم ألا يكفي أن نكون عرفنا من خلاله مواطن الخلل في التعليم حتى يتم معالجتها وتلافيها ؛ وبذلك يتم الحد من تساقط الضحايا التي تعلم أنها سقطت , وتعلم أن أحلامها تبخرت , ولكن لا تدري من السبب في كل هذا ؟ وكذلك الحال بالنسبة لأولياء أمورهم حيث تأتيهم في آخر كل سنة ورقة سُطر فيها بالحبر الأسود نجاح ولدهم , وربما كان بتفوق يحسد عليه ! وعندما تحين لحظات القياس تأتي الكارثة على كل ما هو أخضر , ويابس ؛ فيقف الوالد أمام تلك السنين التي كان يصرف فيها أموالاً , وجهداً , ووقتاً كيف ضاع كل ذلك في لحظة من لحظات القياس ؟ فأصبح الحلم سراباً والمستقبل يبابا . فبالله ماذا يفعل والد بولده بعد كل هذه السنوات هل يُسمح له بأن يرجعه للمرحلة الابتدائية ليعيد كل هذه السنوات , ويتلافى كل الأخطاء التي وقع فيها ابنه حتى لو لم يكن هو السبب المباشر فيها ؛ حتى لو لم يعرفها أصلاً , أم أنه يحوقل , ويحتسب ما مرَّ من جهد , ومال , ووقت , ويدعو لابنه مردداً معه افتح يا حافر أبوابك نحن الطلاب الذين سلَّ علينا القياس سيفه فأسقطنا بقاضية القدرات , وكفّن أحلامنا بالتحصيلي , فسقطنا من الحياة سهواً , وسقط من دفتر حياتنا آخر أوراق الأمل ...
أيها المشرعون للقياس , والقدرات إن كان في التعليم خلل فليصلح خلل التعليم حتى يتوقف سقوط الضحايا في آخر المشوار لأنه سقوط لا فائدة من وراءه إلا للمستثمر أما الخاسر فالجميع ...
فمعيب جداً أن يُترك الطالب , وأمل الأمة كل هذه السنوات يسير في مراحل التعليم تقذفه مرحلة إلى أخرى دون مراجعة , أو مراقبة , أو تعديل , وتقويم ثم ينصب لهم شرك القياس , والقدرات ثم يُرمى به في غياهب المجهول غير مأسوفٍ عليه ...
ماذا يُستفاد من كل سنوات التعليم إذا كانت في الأخير ستخرج لنا أشلاء يطلق على بعضها كان طالباً , ونفسيات تفكر في الموت أكثر من تفكيرها في الحياة ... فعلينا أن نبحث في الأسباب التي جعلتنا نبتكر القياس , والقدرات , ثم نعالجها , ونقضي عليها , وحينئذ سيتوقف الهدر المالي , والبشري , ونعلم أن تعليمنا يخرج لنا سواعد تخدم وطنها , ولن تكون معاول لهدمه
وحينئذ سنتوقف عن قتل البعوض لأنه لم يعد موجوداً ...
http://www.slaati.com/inf/articles-action-show-id-875.htm
عبدالعزيز حسن الغانمي

يقول الرئيس البوسني علي عزت بيغوفيتش : (( لا تقتل البعوض .. وإنما جفف المستنقعات ))
عبارة لم أتوقف عندها كثيراً , وتجاوزتها فلم أستطع أن أبتعد عنها طويلا ؛ لا أدري لماذا نقلتني هذه العبارة لمشروع القياس , والقدرات ؟ ولا أدري لماذا القياس , والقدرات , والتحصيلي بالذات ؟ ولكن الذي أدريه إن من ضمن مبررات هذا المشروع الاستثماري الرائد ! هو الحكم على مخرجات التعليم , وتلافي القصور الذي يحدث بين الحيطان الإسمنتية , والمسمى بعضها مجازاً مدارساً , وفصولاً فلو سلّمنا جدلاً - أقول جدلاً فقط - إن هذا المشروع يعالج ما يحدث من قصور ألا يكفي تطبيقه كل هذه الفترة ؛ ثم ألا يكفي أن نكون عرفنا من خلاله مواطن الخلل في التعليم حتى يتم معالجتها وتلافيها ؛ وبذلك يتم الحد من تساقط الضحايا التي تعلم أنها سقطت , وتعلم أن أحلامها تبخرت , ولكن لا تدري من السبب في كل هذا ؟ وكذلك الحال بالنسبة لأولياء أمورهم حيث تأتيهم في آخر كل سنة ورقة سُطر فيها بالحبر الأسود نجاح ولدهم , وربما كان بتفوق يحسد عليه ! وعندما تحين لحظات القياس تأتي الكارثة على كل ما هو أخضر , ويابس ؛ فيقف الوالد أمام تلك السنين التي كان يصرف فيها أموالاً , وجهداً , ووقتاً كيف ضاع كل ذلك في لحظة من لحظات القياس ؟ فأصبح الحلم سراباً والمستقبل يبابا . فبالله ماذا يفعل والد بولده بعد كل هذه السنوات هل يُسمح له بأن يرجعه للمرحلة الابتدائية ليعيد كل هذه السنوات , ويتلافى كل الأخطاء التي وقع فيها ابنه حتى لو لم يكن هو السبب المباشر فيها ؛ حتى لو لم يعرفها أصلاً , أم أنه يحوقل , ويحتسب ما مرَّ من جهد , ومال , ووقت , ويدعو لابنه مردداً معه افتح يا حافر أبوابك نحن الطلاب الذين سلَّ علينا القياس سيفه فأسقطنا بقاضية القدرات , وكفّن أحلامنا بالتحصيلي , فسقطنا من الحياة سهواً , وسقط من دفتر حياتنا آخر أوراق الأمل ...
أيها المشرعون للقياس , والقدرات إن كان في التعليم خلل فليصلح خلل التعليم حتى يتوقف سقوط الضحايا في آخر المشوار لأنه سقوط لا فائدة من وراءه إلا للمستثمر أما الخاسر فالجميع ...
فمعيب جداً أن يُترك الطالب , وأمل الأمة كل هذه السنوات يسير في مراحل التعليم تقذفه مرحلة إلى أخرى دون مراجعة , أو مراقبة , أو تعديل , وتقويم ثم ينصب لهم شرك القياس , والقدرات ثم يُرمى به في غياهب المجهول غير مأسوفٍ عليه ...
ماذا يُستفاد من كل سنوات التعليم إذا كانت في الأخير ستخرج لنا أشلاء يطلق على بعضها كان طالباً , ونفسيات تفكر في الموت أكثر من تفكيرها في الحياة ... فعلينا أن نبحث في الأسباب التي جعلتنا نبتكر القياس , والقدرات , ثم نعالجها , ونقضي عليها , وحينئذ سيتوقف الهدر المالي , والبشري , ونعلم أن تعليمنا يخرج لنا سواعد تخدم وطنها , ولن تكون معاول لهدمه
وحينئذ سنتوقف عن قتل البعوض لأنه لم يعد موجوداً ...
http://www.slaati.com/inf/articles-action-show-id-875.htm