كاتب المقال : أ. مريم الغامدي
كُتِب في : 17/05/1433
الذي اخترع المدرسة.. إنسان ذكي اجتماعيا لأنه قرر أن يبتكر مؤسسة تضمن للمجتمع استمراره وتطوره فلم يجد خيرا من مكان يقوم بمهمة تعهد النشء بالتربية والتعليم.. وظلت المدرسة لها شكلها الخاص الذي يجعلك تكتشف أنها مدرسة من سورها ومبناها ولونها وحجمها ومساحتها قبل أن تقرأ لوحة المدرسة وعندما تدخل المبنى تتأكد أكثر أنها مدرسة من حالة الصمت والهدوء الذي يعم المبنى وكأنها لوحة فنية صامتة واللوحات الإرشادية التي تأخذ طابع الأمر والنهي والقسم والاستفهام تراهن أكثر على أنها مدرسة.. هذا المبنى الخطير وظيفته أخطر لأن موضوع وظيفته هو الإنسان ومن أبرز عيوب هذه الوظيفة المدرسية ينصب في تقديم المعرفة وتشريبها الإنسان دون أن يلتفت لشخصيته ومكوناتها العاطفية والسلوكية وحتى التوجيه في العمل المدرسي أخذ طابع العقوبة والمتابعة الرسمية.. وهذا الواقع لا يرضي طموحات المربين ولا يستجيب لرغبات القادة.. لذا حرص المفكرون والغيورون على بنية الإنسان وكيانه أن يتفقوا حول مشروعات تربوية تطويرية ترسم غايات التعليم وأهدافه وسمات الإنسان الذي ينبغي أن يكون نتاج هذه المدرسة. فالوطن الذي يسعى نحو إرساء مجتمع تسوده العدالة والنزاهة والرخاء والأمن والاستقرار السياسي والاجتماعي هو وطن يراهن على المؤسسة التربوية الصغيرة.. المدرسة.. ونتيجة للتفكير الواعي والتطلع الإنساني ولد للوطن مشروعات وبرامج تطويرية في التعليم تحول المدرسة من مدرسة إلى ورشة تربية على المواطنة والتنمية وبالأسلوب المؤسسي المهني.. ويبقى السؤال: هل كلمة مدرسة تسمح بقيام الورشة في المدرسة؟
المصدر http://www.tatweer.edu.sa/Ar/MediaCenter/Articles/Pages/080420121.aspx