مبحث مهم في "الذاكرة البصرية ودورها الكبير في القراءة "

حسين العوفي

مؤلف الصفوف العليا

معلومات العضو

إنضم
9 يناير 2009
النقاط
16
الإقامة
السعودية - جدة
الموقع الالكتروني
نشاط حسين العوفي:
188
0
0
  • مبحث مهم في "الذاكرة البصرية ودورها الكبير في القراءة "
:b6:مبحث مهم في " الذاكرة البصرية ودورها الكبير في القراءة "

قال أبو علي الحسن ابن الحسن ابن الهيثم رحمه الله في كتاب "المناظر" (وهو من أعظم الكتب الفيزيائية في علم البصريات وفيه تكلم للمرة الأولى عن مصدر الضوء وعملية الإبصار وله تأثير كبير في تحول مسار العلم في العالم الأوروبي) :
((وكذلك كثير من المعاني المبصرة التي تدرك بالقياس ليس تدرك إلا بعد استقراء جميع المعاني التي فيها. وذلك أن الإنسان الكاتب إذا لحظ صورة أبجد مكتوبة في ورقة فإنه في حال ملاحظته لها قد أدرك أنه أبجد لمعرفته بالصورة. فمن إدراكه لتقدم الألف وتأخر الدال قد أدرك أنه أبجد، أو من إدراكه لتشكل جملة الصورة قد أدرك أنها أبجد. وكذلك إذا رأى اسم الله تعالى مكتوباً فإنه في حال ملاحظته قد أدرك أنه اسم الله تعالى بالمعرفة. وكذلك جميع الكلمات المشهورة التي يكثر تكررها على البصر إذا شاهدها الكاتب أدرك ما هي الكلمة في الحال بالمعرفة من غير حاجة إلى استقراء حروفها حرفاً حرفاً. وليس كذلك إذا لحظ الكاتب كلمة غريبة مكتوبة وكانت كلمة لم ترد عليه قبل ذلك الوقت ولم يقرأ مثلها من قبل. وليس يدرك الكاتب الكلمة الغريبة التي لم ترد عليه من قبل إلا بعد أن يستقرئ حروفها حرفاً حرفاً ويميز معانيها، ومن بعد ذلك يدرك معنى الكلمة. وكذلك كل معنى يدرك بحاسة البصر إذا لم يكن قد ورد على البصر من قبل. فكل صورة لم تكن وردت على البصر من قبل ولم يرد عليه مثلها إذا أدركها البصر ليس يدرك البصر ما هي تلك الصورة أو ما هو ذلك المعنى، وليس يدرك أيضاً حقيقة تلك الصورة ولا حقيقة ذلك المعنى، إلا بعد أن يستقرئ جميع المعاني التي في تلك الصورة أو في ذلك المعنى أو كثيراً منها ويميز معانيها.))
هذا الكلام لابن الهيثم ، يفسر بشكل كبير مفهوم ' الذاكرة البصرية و دورها الكبير في القراءة،و سرعتها في استقراء الكلمات المألوفة التي مرت على الدماغ ،و الحروف أيضا وإن جُهل المعنى كاللغات الأجنبية مثلا.وآلية عملها تشبه إلى حد كبير ميكانيزما الإبصار أو الرؤية،والتي فصل الحديث عنها العالم الفذ ابن الهيثم.
إن اللغة توقيفية من جهة واصطلاحية من جهة ، فهي توقيفية باعتبار ملكة اللغة وأنواع الكلام ، فباعتبار الملكة يوجد عند كل إنسان قدرة لغوية يفهم بها لغة قومه ويستخلص منها قواعدها مع مرور الوقت وقد ثبت علميّاً في حقل "علم اللغة العصبي" وصنوه "النفسي" أن الدماغ يستأثر بمواقع مهمة لفهم وإنتاج اللغة التي لو تعرّضت لأي نوع من العطب لأثّر ذلك على فهم اللغة أو إنتاجها. فالجانب الأيسر من الفص الأيسر من الدماغ يحوي معظم المناطق المسؤولة عن تيسير فهم اللغة (أو إن شئت تيسير نقلها للعقل الذي تعقل به المعاني) ففي تلك المنطقة وللأمام قليلاً توجد منطقة "بروكا" المسؤولة عن تنظيم إنتاج اللغة وفي مؤخرتها قليلاً يوجد منطقة "ويرنيك" المسؤولة بمشيئة الله تعالى عن تنظيم استقبال المُدخلات اللغوية ليتسنى فهمها وإدراك معانيها بواسطة العقل الذي محلّه القلب الذي محلّه الصدر (ولله الحمد هذا ما دلّت عليه النصوص ودلّ عليه أحدث النظريات في علم اللغويات النفسية ومن كبار المؤيدين لهذا عالم اللغويات النفسية ثوماس سكوفل وقد وجدت أنه مسبوق إلى ذلك بكلام ابن القيّم رحمه الله في مفتاح دار السعادة وشيخه ابن تيمية في آخر كتاب المنطق أما ما أعقبته من تفسير في مشاركتك التالية،فهو خاص باللغة المحكية،أو المسموعة المنطوقة،وليس القراءة، ويقابل مفهوم اللغة المحكية، الكلام عند الإنسان العادي ومركز التحكم فيه كما أسلفتم يوجد في الفص الأيسر من الدماغ عند 90،95 بالمئة،وبالتحديد منطقتي بروكاbroca و فرنيكwernicke الأولى تنظم عملية إنتاج الكلمات و لفظها ليس بالمفهوم الآلي الحركي ،والثانية تقوم بنوع من فك التشفير لإدراك الكلمة ومعرفة معناها،و تتواجدان حتى لدى الصم البكم،ويقومان بنفس آلية المعالجة تقريبا ولكن للغتهم الخاصة " الإشارات"،و هذا دليل آخر على ما أظن كون اللغة توقيفية و اصطلاحية.
علم اللغة علم جمّ المنفعة كما لا يخفى ، واللغة بطبعها متغيّرة لا تستقر على وضع معيّن حتى إنه قد دبّ الخلاف بين العلماء حول ما إذا كانت اللغة توقيفية أم اصطلاحية وهو موجود في كتب علماء اللغة كابن جنّي في الخصائص والسيوطي في المزهر وقد أطال الحديث عن ذلك من المفسّرين الرازي في تفسيره والصواب الذي دلّ عليه الشرع وبعده العقل وعلم اللغة المعاصر أن اللغة توقيفية من جهة واصطلاحية من جهة ، فهي توقيفية باعتبار ملكة اللغة وأنواع الكلام ، فباعتبار الملكة يوجد عند كل إنسان قدرة لغوية يفهم بها لغة قومه ويستخلص منها قواعدها مع مرور الوقت وقد ثبت علميّاً في حقل "علم اللغة العصبي" وصنوه "النفسي" أن الدماغ يستأثر بمواقع مهمة لفهم وإنتاج اللغة التي لو تعرّضت لأي نوع من العطب لأثّر ذلك على فهم اللغة أو إنتاجها. فالجانب الأيسر من الفص الأيسر من الدماغ يحوي معظم المناطق المسؤولة عن تيسير فهم اللغة (أو إن شئت تيسير نقلها للعقل الذي تعقل به المعاني) ففي تلك المنطقة وللأمام قليلاً توجد منطقة "بروكا" المسؤولة عن تنظيم إنتاج اللغة وفي مؤخرتها قليلاً يوجد منطقة "ويرنيك" المسؤولة بمشيئة الله تعالى عن تنظيم استقبال المُدخلات اللغوية ليتسنى فهمها وإدراك معانيها بواسطة العقل الذي محلّه القلب الذي محلّه الصدر (ولله الحمد هذا ما دلّت عليه النصوص ودلّ عليه أحدث النظريات في علم اللغويات النفسية ومن كبار المؤيدين لهذا عالم اللغويات النفسية ثوماس سكوفل وقد وجدت أنه مسبوق إلى ذلك بكلام ابن القيّم رحمه الله في مفتاح دار السعادة وشيخه ابن تيمية في آخر كتاب المنطق!!)
وأما كونها توقيفية باعتبار أنواع الكلام فلا تكاد تخلو لغة من لغات البشر قاطبة من "اسم" تعرف بها المسميات فتكون كما قال علماء النحو في إحدى تعاريفهم مما يصلح للإخبار والتحدث عنه ، ولا تكاد تخلو كذلك من "فعل" يعيّن به زمان الحدث مع دلالته على معنى في ذاته ، ولا تكاد تخلو من "حرف" يدل على معنى في غيره على إحدى تعريفات الحرف ويربط أنواع الكلام ببعضها البعض. بل إنه يستحيل أن توجد لغة بشرية لا توجد فيها الثلاث لأنها أركان إدراك الحقائق الخارجية والذهنية. وعند من يرى فصل النعوت والأحوال وجعلها من أنواع الكلام مستقلة عن الثلاث السابقة أقول أيضاً لا تكاد توجد لغة بدونهما أيضاً ، لأن النعوت أحوال للأسماء والأحوال أحوال للأفعال ، فاللغة توقيفية بهذا الاعتبار مع إمكان ضرب مزيد من الأمثلة على ذلك. ولذلك قال الله تعالى: { وعلّم آدم الأسماء كلها } وفي تفسير هذه الآية خلاف مشهور من ناحية أصل اللغة : اصطلاحية أم توقيفية. والأقرب أنها توقيفية لأن قوله :"الأسماء" في الآية يشمل كل أنواع الكلام لأن الاسم هو ما دل على معنى في نفسه وقولنا:"فعل" أو "حرف" انما هي في الحقيقة أسماء تعرف بها وقيل الاسم من الوسم وهو العلامة يقال وسمت الشيء أي جعلت له علامة يعرف بها ، فقولنا "فعل" ، "حرف" ، "نعت"...الخ إنما هي علامات اصطلاحية يعرف بها أنواع الكلام ، وهذا من إعجاز القرآن فكل أنواع الكلام أسماء من حيث أنها "تَسِمُ" الشيء باصطلاح تعرف به ولكن ليست كل الأسماء أنواعاً للكلام.
 

هديل الطير

مشرفة الأقسام العامة

معلومات العضو

إنضم
23 يونيو 2010
المشاركات
5,170
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الموقع الالكتروني
،،

بارك الله فيك
وجزاك خيرا ونفعنا بعلمك الجم
،،
 
استقدام خادمات | مكتب ترجمة معتمدة | مكتب ترجمة معتمد | اكواد خصم | الدراسة في ماليزيا | السياحة في روسيا | صيدلية | أخبار ليبيا | الضمان المطور | تصميم تطبيقات الجوال | شركة تنظيف بالرياض | شركة سيو | شركة تنظيف | ارشفة مواقع | تسويق | دعاء الوتر | كورس سيو | ارشفة مواقع | شركة مكافحة حشرات بحائل | حجر هاشمي | شركة تسليك مجاري بالقصيم | عيادات الاسنان | عيادات ليزر جدة | تصوير المنتجات | حبق مجفف عجوة المدينة | زيادة متابعين تيك توك سي في نماذج سيرة ذاتية تعلم الاسهم الامريكية تعلم الاسهم كشف تسربات المياه مساج منزلي الرياض خدمات seo المنزل الذكي تحفيظ القرآن عن بعد مدرسة خصوصية مطابخ متجر عطور حجر هاشمي حجر دبش اشعة منزلية متنقلة برنامج حسابات برنامج حسابات مدارس ترجمة علامة تجارية
التعليقات المنشورة ﻻ تعبر عن رأي منتدي لغتي وﻻ تتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر
أعلى