نشاط ساعد وطني:
-
28
-
0
-
0
- قانون اقرأ
قانون اقرأ
المتأمل للأمم العظيمة والشعوب الكريمة والمجتمعات الناهضة ذات القوة والمعرفة والنفوذ والهوية والمكانة، سيجدها فعّلت قوانين النهضة، وأخذ بالأسباب، وأطلقت الطاقات، واستثمرت القدرات لكي تكون على رأس القائمة وفي مقدمة الركب سياسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا وعلميًّا.
ومن هذا المنطلق نعّرج على أحد أهم قوانين النهضة الذي يجب أن نعطيه حقه ومستحقه على مستوى الفرد والجماعة، الحاكم والمحكوم، الرجل والمرأة، الصغير والكبير؛ فهو وقود وعتاد، سلاح وزناد، المقبل عليه سعيد ناجح ظافر، والمدبر عنه تعيس فاشل خاسر.
ألا وهو قانون اقرأ
إنه قانون السماء لأهل الأرض، أنزله الله ليشعرنا أهميته وقوته ومفعوله السحري علينا.
كيف ينشد السعادة من فقد مفاتيحها وينشد القيادة من لم يمسك بأسبابها والنجاح من لم يطبق معادلاته.
لقد خلق الله الإنسان من روح وجسد وعقل وعواطف، وجعل لكل جزء مهام واحتياجات.
فلا توازن يصنع الطمأنينة والراحة والسعادة بين جميع هذه المكونات إلاّ عندما تلعب وظائفها وتستوفي احتياجاتها، ومن هنا نقول إن القراءة ليست احتياجًا عقليًّا صرفًا فقط بل احتياج روحي وعاطفي وجسدي أيضًا وهنا تكمن الأهمية البالغة في هذه القضية الهامة والحساسة والتي أتمنى أن يعطيها القارئ الكريم حقها، ويعيد النظر في عادته وممارساته وعلاقاته مع خير صديق في الزمان الكتاب، وهنا نورد بعض الأفكار الهامة التي سوف تكون مدخلنا لهذا العالم القيم والممتع بإذن الله:
1 - ابدأ القراءة في الفنون والعلوم التي تحب.
وهنا تكون القراءة متعة وفائدة، فلكل منا اهتمامات وهوايات ورغبات، ومن هنا تكون القراءة عادة يومية عندما ترتبط بما نحب ونهوى، وما نفتش عنه من تساؤلات أو أفكار جديدة نصبغ بها جدار العمر الزاهي وسماء الحياة اليانعة، ثم بعد ذلك نوّع قراءتك بعد أن تكون القراءة عادة لك.
2 - تدرّج في القراءة.
لا تجبر نفسك على عدد من الصفحات، وتدرج هنا وسوف تجد نفسك تزيد أكثر مع الأيام لما تلمسه من متعة نفسية ورفعة عقلية واتساع فكري ومعرفي، وقوة في الشخصية والمنطق والحجة، ورشد في القرار والتوجه، وحكمة في الحياة والمعيشة، ولا تجبر نفسك على قراءة جميع الكتاب، بل اختر ما يناسب اهتمامك وضالتك ومبتغاك عبر فهرس الكتاب، وإن أتممته كاملاً فتلك الغاية والمغنم.
3 - تعلّمْ تقنيات القراءة السريعة.
وهي من نعم الله علينا في هذا العصر حيث تختصر الوقت، وتزيد من التحصيل والاستفادة، وترفع قدرة الإنسان في القراءة والاطلاع إلى حوالي 10 أضعاف طاقته السابقة أو أكثر، وهذا يجعلنا أمام فرصة كبيرة لإنجاز الكثير في وقت قصير.
4 - دوّن الملاحظات والآراء على جنبات الكتاب للحفظ والمراجعة. اجعل من قلم الرصاص رفيقًا لك في القراءة، ودوّن ما جاد به المؤلف وتميز
بالإضافة إلى المعلومات الهامة والجديدة، وسوف تستفيد من التدوين مساعدتك على الحفظ والاسترجاع، فالصيد قيد كما يقول العلماء، بالإضافة إلى أن ذلك يساعدك على سرعة الرجوع إلى هذا الأرشيف واستخراج الفوائد التي لخّصتها من هذا الكتاب، بالإضافة إلى آرائك الشخصية حول الكتاب، سواء ما قبلته أو ما ترفضه من طرح المؤلف.
5 - استخدمْ استراتيجيات التكامل بين الكتاب والموقع والشريط والبرامج المصورة.
العلوم والمعرفة لها صيغ مختلفة ومنوعة، منها الكتاب و الصحيفة والمجلة والموقع الإلكتروني، ومنها الدورة التدريبية والشريط والمشهد المرئي والبرنامج المصور وغيرها، وهنا نؤكد على أهمية الاستفادة من جميع الأوعية المعرفية لتشكيل الوعي لدينا وتحقيق التقدم المنشود في الفكر والسلوك والمنطق وطرق الحياة على مستوى الفرد والمجتمع.
6 - فكّرْ في القراءة في أوقات الانتظار وساعات السفر والتنقل.
ما أكثر ما تصادفنا أوقات للانتظار في المطارات والمستشفيات والرحلات هنا وهناك، فعلينا تغيير عادة التذمر من ذلك والتأفّف، وإمعان النظر في القادم والذاهب والنظر إلى الأسقف والجدران لتضييع الوقت، إلى وقت يُستثمر بالقراءة والاطلاع والاستفادة والارتقاء والتنمية الذاتية؛ فرب دقائق حصّلت فيها معلومة غيرت حياتك من أسفل سافلين إلى أعلى عليين؛ فالحياة في نهاية الأمر كلمة أو عبارة أو قصة أو حدث، ومن ثم يأتي التغيير والتطوير والنجاح والعبقرية.
7 - استفد من الخيارات التكنولوجية الحديثة في الحصول على الكتاب الإلكتروني.
وفرت أجهزت الاتصالات الحديثة خاصيات وبرامج هامة لتوفير المعلومة وتيسير الاحتفاظ بها والاستفادة منها وتكوين المكتبات الإلكترونية، فاستغل هذه النعمة واستخدمها في خيري الدنيا والآخرة، ولا تكن هذه الأجهزة فقط للهو واللعب والترفيه، فساعة وساعة أيها الأحبة.
8 - اقرأ الملخّصات والمختصرات على أقل تقدير.
إن كنت مشغولًا جدًا أو تحت ضغط عمل فلن تتطور أعمالك أو تجارتك أو حياتك إلاّ بالقراءة والاطلاع والتطوير المستمر، ولن تكون معذورًا أبدًا لعدم القراءة، فهناك الكثير من الملخصات والمختصرات لأعظم الكتب وأهم الأبحاث والدراسات، فاحرص على الاطلاع عليها والانتفاع، ومعظمها -ولله الحمد- على الإنترنت، فأن تقرأ الزبدة خير من ألاّ تقرأ أبدًا!! فكن فاعلًا همامًا إيجابيًا في كل الظروف.
9 - احرص في اختياراتك على النافع والرافع.
الخيرات أمامنا كثيرة جدًا، ومنها الغث ومنها السمين، فاقطفوا منها ما صفا، واتركوا ما تكدر، وهنا تأتي أهمية الكتب القيمة والمفيدة والراقية والتي كتبت بمداد من نور وأحرف من ذهب في شتى العلوم والمعارف، وابتعدوا عن كتب الإثارة السامجة والروايات السطحية التي لا تبني فكرًا ولا شخصية ولا مستقبلًا.
ولا تحرصوا على كتب اشتهر أصحابها بأنهم أصحاب هوى متبع أو مصالح شخصية أو شهوات متلاطمة، واحرصوا على البعد من أهل الارتباك الفكري أو الانحراف العقدي أو الضياع الاجتماعي، ولا تدخلوا هذه المعترك إلاّ بعد تكوين أرضية قوية تستطيعون السير عليها في هذا الحقل من الألغام بقوة وثقة تتكئون عليها.
10 - كوّن من مصروفك الصغير مكتبتك الكبيرة.
عشرون ريالاً شهريًا سوف تجعلك تملك مكتبة موسوعية فيها الآلاف الكتب والمجلات والبحوث خلال خمسة وعشرين عامًا لك وللعائلة ولأقاربك وأصدقائك، فيها من الدرر ما ندر وما توفر، وهي من أعظم الكنوز لك ولعائلتك، وهنا ينشأ نموذج الأسرة المثقفة الواعية الطموح التي تنشأ في بيئة ثقافية وعلمية وأخلاقية ودينية راقية، وهو مطلب كل من يقرأ هذه الأحرف إن لم يكن لنفسه فلفلذات كبده وأولاده الذين يريدهم على أفضل حال وأطيب منزلة وأرقى مكانة.
11 - تسّلح بالقراءة قبل الإقدام على أي تجربة جديدة.
تسلح بهذا الكنز في كل تجربة تقدم عليها، تجارة كان أو استثمارًا، زواجًا كان أم إنجابًا، تربية كانت أم إدارة، زراعة أو صناعة أو سياحة، فلن تفلح وأنت غارق بجهلك، وسوف تولي الدبر لا محالة إن لم يكن لديك أرضية صلبة تتكئ عليها والعاقل خصيم نفسه.
12 - كن متميزًا عن أقرانك واجعل الكتاب رفيقك الدائم.
لا تتأثر بالثقافة الشعبية السلبية حول هذا الموضوع، ولا تهتم بغمز ولمز العامة من الناس حين تخرج الكتاب هنا أو هناك، وكن مميزًا دائمًا فأنت تسبق مجتمعك، وترفع علم الريادة والقيادة فهنيئًا لك.
13 - اعرف شيئًا في كل شيء، واعرف كل شيء في شيء.
في تخصصك الدقيق اعرف كل شيء في شيء، وكن ملمًا وقويًّا من الناحية العلمية والفكرية وصاحب حجة، وفي العلوم الأخرى كن مثقفًا مطلعًا، فاعرف شيئًا في كل شيء، وهي نصيحة غالية ومجربة لأحد أهم أئمة المسلمين.
14 - تمتعْ بالعين الفاحصة والقراءة النقدية والعقل المحلل.
تمتع بمهارات القراءة النقدية فلا تقبل كل قول إلاّ وعليه حجة وبرهان وتجربة وتأصيل شرعي وعلمي، وكن متمتعًا بفلتر قوي وحساس، فلا تدخل عقلك المتشابهات وسقطات الباحثين والكتّاب، وجهل الجاهلين وأهواء التائهين وانحرافات الضالين وشبهاتهم، واجعل عقلك قلعة حصينة لا يدخلها إلاّ من تشرف به ويشرف بها.
وفعّل مهارات التحليل والاستنتاج والاستنباط التي وضعها الله بك؛ فهي هبة عظيمة لا وزن لها، ونعمة لا حدود لعطائها ونفعها، فكن فارس الرهان في ذلك.
15 - حدّث الآخرين عن فوائد آخر كتاب قرأت.
ما أجمل أن تكون ينبوع علم وفكر ومعرفة متدفق تفيد الآخرين مما استفدت، وتضيف إليهم مما علمت وفهمت، وتذكّر لهم أهم ما قرأت وأفضل ما مرّ بك من الفوائد والعلوم.
واجعل آخر كتاب أو مقال قرأته هو مدار الحديث وبوابة النقاش الجاد و الحوار المثمر؛ فكل من حولك بحاجة إلى الكنز العلمي الذي تحمله؛ فزكاة العلم تعليمه.
"حديث الأرقام"
معدل قراءة المواطن العربي سنويًا هو ربع صفحة فقط، في الوقت الذي تبين فيه أن معدل قراءة المواطن الأمريكي 11 كتابًا، والبريطاني 7 كتب في العام!!
وأثبتت الدراسات أن الطفل العربي لا يقرأ سواء 6 دقائق سنويًا خارج المنهج الدراسي، على الرغم مما للقراءة والمطالعة خارج المنهج من أثر كبير على المستوى التعليمي للطالب، ويقرأ كل 20 عربيًّا كتابًا واحدًا، بينما يقرأ كل بريطاني 7 كتب؛ أي ما يعادل ما يقرؤه 140 عربيًّا، ويقرأ كل أمريكي 11 كتابًا؛ أي ما يعادل ما يقرؤه 220 عربيًّا يا للأسف.
وبينما تنفق الأسرة اليابانية حوالي 80% من دخلها على التعليم، وفي الجانب الآخر تنفق الأسرة الخليجية نحو 50% من دخلها على الترفيه والوجبات السريعة!!
"ماذا قال العظماء في القراءة"
قال ألبرتو مانغويل: "إن القراءة مفتاح العالم".
و قال:"اقرأ كي تحيا".
• قال الطبيب الشهير د.سوس: "كلما قرأت أكثر عرفت أشياء أكثر، وكلما تعلمت أكثر حققت إنجازات أكثر".
• قال جيمس تريليس صاحب كتاب the Read-Aloud-handbook : "نحن نقوم بتعليم أطفالنا القراءة جيدًا في المدارس، ولكننا ننسى تعليمهم حب القراءة".
• قال الكاتب الفرنسي مونتين: "أن تقرأ يعني أن تجد الصديق الذي لن يخونك أبدًا".
• قال الرئيس الأمريكي الثالث جيفرسون: "إن الذين يقرؤون فقط هم الأحرار، ذلك لأن القراءة تطرد الجهل والخرافة، وهما من ألدّ أعداء الحرية".
• قال عباس محمود العقاد: "لست أهوى القراءة لأكتب، ولا لأزداد عمرًا في تقدير الحساب، إنما أهوى القراءة لأن لي في هذه الدنيا حياة واحدة، وحياة واحدة لا تكفيني، ولا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة، القراءة وحدها هي التي تعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة؛ لأنها تزيد هذه الحياة عمقًا.
"محبرة الحكيم"
الجهل يجعل الإنسان عدوّ نفسه، متخبطًا في المسير، تائهًا في الحياة، فاشلاً في القرار، متناقضًا في التفكير، سيئًا في التنفيذ؛ فأنت في نهاية المطاف وعاء أيها الإنسان، إن لم تُملأ علمًا وفكرًا وإيمانًا غُمرت جهلاً وتيهًا وضياعًا!!
سلطان بن عبد الرحمن العثيم
مستشار ومدرب معتمد في التنمية البشرية والتطوير CCT
باحث في الفكر الإسلامي والسيرة النبوية الشريفة
المتأمل للأمم العظيمة والشعوب الكريمة والمجتمعات الناهضة ذات القوة والمعرفة والنفوذ والهوية والمكانة، سيجدها فعّلت قوانين النهضة، وأخذ بالأسباب، وأطلقت الطاقات، واستثمرت القدرات لكي تكون على رأس القائمة وفي مقدمة الركب سياسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا وعلميًّا.
ومن هذا المنطلق نعّرج على أحد أهم قوانين النهضة الذي يجب أن نعطيه حقه ومستحقه على مستوى الفرد والجماعة، الحاكم والمحكوم، الرجل والمرأة، الصغير والكبير؛ فهو وقود وعتاد، سلاح وزناد، المقبل عليه سعيد ناجح ظافر، والمدبر عنه تعيس فاشل خاسر.
ألا وهو قانون اقرأ
إنه قانون السماء لأهل الأرض، أنزله الله ليشعرنا أهميته وقوته ومفعوله السحري علينا.
كيف ينشد السعادة من فقد مفاتيحها وينشد القيادة من لم يمسك بأسبابها والنجاح من لم يطبق معادلاته.
لقد خلق الله الإنسان من روح وجسد وعقل وعواطف، وجعل لكل جزء مهام واحتياجات.
فلا توازن يصنع الطمأنينة والراحة والسعادة بين جميع هذه المكونات إلاّ عندما تلعب وظائفها وتستوفي احتياجاتها، ومن هنا نقول إن القراءة ليست احتياجًا عقليًّا صرفًا فقط بل احتياج روحي وعاطفي وجسدي أيضًا وهنا تكمن الأهمية البالغة في هذه القضية الهامة والحساسة والتي أتمنى أن يعطيها القارئ الكريم حقها، ويعيد النظر في عادته وممارساته وعلاقاته مع خير صديق في الزمان الكتاب، وهنا نورد بعض الأفكار الهامة التي سوف تكون مدخلنا لهذا العالم القيم والممتع بإذن الله:
1 - ابدأ القراءة في الفنون والعلوم التي تحب.
وهنا تكون القراءة متعة وفائدة، فلكل منا اهتمامات وهوايات ورغبات، ومن هنا تكون القراءة عادة يومية عندما ترتبط بما نحب ونهوى، وما نفتش عنه من تساؤلات أو أفكار جديدة نصبغ بها جدار العمر الزاهي وسماء الحياة اليانعة، ثم بعد ذلك نوّع قراءتك بعد أن تكون القراءة عادة لك.
2 - تدرّج في القراءة.
لا تجبر نفسك على عدد من الصفحات، وتدرج هنا وسوف تجد نفسك تزيد أكثر مع الأيام لما تلمسه من متعة نفسية ورفعة عقلية واتساع فكري ومعرفي، وقوة في الشخصية والمنطق والحجة، ورشد في القرار والتوجه، وحكمة في الحياة والمعيشة، ولا تجبر نفسك على قراءة جميع الكتاب، بل اختر ما يناسب اهتمامك وضالتك ومبتغاك عبر فهرس الكتاب، وإن أتممته كاملاً فتلك الغاية والمغنم.
3 - تعلّمْ تقنيات القراءة السريعة.
وهي من نعم الله علينا في هذا العصر حيث تختصر الوقت، وتزيد من التحصيل والاستفادة، وترفع قدرة الإنسان في القراءة والاطلاع إلى حوالي 10 أضعاف طاقته السابقة أو أكثر، وهذا يجعلنا أمام فرصة كبيرة لإنجاز الكثير في وقت قصير.
4 - دوّن الملاحظات والآراء على جنبات الكتاب للحفظ والمراجعة. اجعل من قلم الرصاص رفيقًا لك في القراءة، ودوّن ما جاد به المؤلف وتميز
بالإضافة إلى المعلومات الهامة والجديدة، وسوف تستفيد من التدوين مساعدتك على الحفظ والاسترجاع، فالصيد قيد كما يقول العلماء، بالإضافة إلى أن ذلك يساعدك على سرعة الرجوع إلى هذا الأرشيف واستخراج الفوائد التي لخّصتها من هذا الكتاب، بالإضافة إلى آرائك الشخصية حول الكتاب، سواء ما قبلته أو ما ترفضه من طرح المؤلف.
5 - استخدمْ استراتيجيات التكامل بين الكتاب والموقع والشريط والبرامج المصورة.
العلوم والمعرفة لها صيغ مختلفة ومنوعة، منها الكتاب و الصحيفة والمجلة والموقع الإلكتروني، ومنها الدورة التدريبية والشريط والمشهد المرئي والبرنامج المصور وغيرها، وهنا نؤكد على أهمية الاستفادة من جميع الأوعية المعرفية لتشكيل الوعي لدينا وتحقيق التقدم المنشود في الفكر والسلوك والمنطق وطرق الحياة على مستوى الفرد والمجتمع.
6 - فكّرْ في القراءة في أوقات الانتظار وساعات السفر والتنقل.
ما أكثر ما تصادفنا أوقات للانتظار في المطارات والمستشفيات والرحلات هنا وهناك، فعلينا تغيير عادة التذمر من ذلك والتأفّف، وإمعان النظر في القادم والذاهب والنظر إلى الأسقف والجدران لتضييع الوقت، إلى وقت يُستثمر بالقراءة والاطلاع والاستفادة والارتقاء والتنمية الذاتية؛ فرب دقائق حصّلت فيها معلومة غيرت حياتك من أسفل سافلين إلى أعلى عليين؛ فالحياة في نهاية الأمر كلمة أو عبارة أو قصة أو حدث، ومن ثم يأتي التغيير والتطوير والنجاح والعبقرية.
7 - استفد من الخيارات التكنولوجية الحديثة في الحصول على الكتاب الإلكتروني.
وفرت أجهزت الاتصالات الحديثة خاصيات وبرامج هامة لتوفير المعلومة وتيسير الاحتفاظ بها والاستفادة منها وتكوين المكتبات الإلكترونية، فاستغل هذه النعمة واستخدمها في خيري الدنيا والآخرة، ولا تكن هذه الأجهزة فقط للهو واللعب والترفيه، فساعة وساعة أيها الأحبة.
8 - اقرأ الملخّصات والمختصرات على أقل تقدير.
إن كنت مشغولًا جدًا أو تحت ضغط عمل فلن تتطور أعمالك أو تجارتك أو حياتك إلاّ بالقراءة والاطلاع والتطوير المستمر، ولن تكون معذورًا أبدًا لعدم القراءة، فهناك الكثير من الملخصات والمختصرات لأعظم الكتب وأهم الأبحاث والدراسات، فاحرص على الاطلاع عليها والانتفاع، ومعظمها -ولله الحمد- على الإنترنت، فأن تقرأ الزبدة خير من ألاّ تقرأ أبدًا!! فكن فاعلًا همامًا إيجابيًا في كل الظروف.
9 - احرص في اختياراتك على النافع والرافع.
الخيرات أمامنا كثيرة جدًا، ومنها الغث ومنها السمين، فاقطفوا منها ما صفا، واتركوا ما تكدر، وهنا تأتي أهمية الكتب القيمة والمفيدة والراقية والتي كتبت بمداد من نور وأحرف من ذهب في شتى العلوم والمعارف، وابتعدوا عن كتب الإثارة السامجة والروايات السطحية التي لا تبني فكرًا ولا شخصية ولا مستقبلًا.
ولا تحرصوا على كتب اشتهر أصحابها بأنهم أصحاب هوى متبع أو مصالح شخصية أو شهوات متلاطمة، واحرصوا على البعد من أهل الارتباك الفكري أو الانحراف العقدي أو الضياع الاجتماعي، ولا تدخلوا هذه المعترك إلاّ بعد تكوين أرضية قوية تستطيعون السير عليها في هذا الحقل من الألغام بقوة وثقة تتكئون عليها.
10 - كوّن من مصروفك الصغير مكتبتك الكبيرة.
عشرون ريالاً شهريًا سوف تجعلك تملك مكتبة موسوعية فيها الآلاف الكتب والمجلات والبحوث خلال خمسة وعشرين عامًا لك وللعائلة ولأقاربك وأصدقائك، فيها من الدرر ما ندر وما توفر، وهي من أعظم الكنوز لك ولعائلتك، وهنا ينشأ نموذج الأسرة المثقفة الواعية الطموح التي تنشأ في بيئة ثقافية وعلمية وأخلاقية ودينية راقية، وهو مطلب كل من يقرأ هذه الأحرف إن لم يكن لنفسه فلفلذات كبده وأولاده الذين يريدهم على أفضل حال وأطيب منزلة وأرقى مكانة.
11 - تسّلح بالقراءة قبل الإقدام على أي تجربة جديدة.
تسلح بهذا الكنز في كل تجربة تقدم عليها، تجارة كان أو استثمارًا، زواجًا كان أم إنجابًا، تربية كانت أم إدارة، زراعة أو صناعة أو سياحة، فلن تفلح وأنت غارق بجهلك، وسوف تولي الدبر لا محالة إن لم يكن لديك أرضية صلبة تتكئ عليها والعاقل خصيم نفسه.
12 - كن متميزًا عن أقرانك واجعل الكتاب رفيقك الدائم.
لا تتأثر بالثقافة الشعبية السلبية حول هذا الموضوع، ولا تهتم بغمز ولمز العامة من الناس حين تخرج الكتاب هنا أو هناك، وكن مميزًا دائمًا فأنت تسبق مجتمعك، وترفع علم الريادة والقيادة فهنيئًا لك.
13 - اعرف شيئًا في كل شيء، واعرف كل شيء في شيء.
في تخصصك الدقيق اعرف كل شيء في شيء، وكن ملمًا وقويًّا من الناحية العلمية والفكرية وصاحب حجة، وفي العلوم الأخرى كن مثقفًا مطلعًا، فاعرف شيئًا في كل شيء، وهي نصيحة غالية ومجربة لأحد أهم أئمة المسلمين.
14 - تمتعْ بالعين الفاحصة والقراءة النقدية والعقل المحلل.
تمتع بمهارات القراءة النقدية فلا تقبل كل قول إلاّ وعليه حجة وبرهان وتجربة وتأصيل شرعي وعلمي، وكن متمتعًا بفلتر قوي وحساس، فلا تدخل عقلك المتشابهات وسقطات الباحثين والكتّاب، وجهل الجاهلين وأهواء التائهين وانحرافات الضالين وشبهاتهم، واجعل عقلك قلعة حصينة لا يدخلها إلاّ من تشرف به ويشرف بها.
وفعّل مهارات التحليل والاستنتاج والاستنباط التي وضعها الله بك؛ فهي هبة عظيمة لا وزن لها، ونعمة لا حدود لعطائها ونفعها، فكن فارس الرهان في ذلك.
15 - حدّث الآخرين عن فوائد آخر كتاب قرأت.
ما أجمل أن تكون ينبوع علم وفكر ومعرفة متدفق تفيد الآخرين مما استفدت، وتضيف إليهم مما علمت وفهمت، وتذكّر لهم أهم ما قرأت وأفضل ما مرّ بك من الفوائد والعلوم.
واجعل آخر كتاب أو مقال قرأته هو مدار الحديث وبوابة النقاش الجاد و الحوار المثمر؛ فكل من حولك بحاجة إلى الكنز العلمي الذي تحمله؛ فزكاة العلم تعليمه.
"حديث الأرقام"
معدل قراءة المواطن العربي سنويًا هو ربع صفحة فقط، في الوقت الذي تبين فيه أن معدل قراءة المواطن الأمريكي 11 كتابًا، والبريطاني 7 كتب في العام!!
وأثبتت الدراسات أن الطفل العربي لا يقرأ سواء 6 دقائق سنويًا خارج المنهج الدراسي، على الرغم مما للقراءة والمطالعة خارج المنهج من أثر كبير على المستوى التعليمي للطالب، ويقرأ كل 20 عربيًّا كتابًا واحدًا، بينما يقرأ كل بريطاني 7 كتب؛ أي ما يعادل ما يقرؤه 140 عربيًّا، ويقرأ كل أمريكي 11 كتابًا؛ أي ما يعادل ما يقرؤه 220 عربيًّا يا للأسف.
وبينما تنفق الأسرة اليابانية حوالي 80% من دخلها على التعليم، وفي الجانب الآخر تنفق الأسرة الخليجية نحو 50% من دخلها على الترفيه والوجبات السريعة!!
"ماذا قال العظماء في القراءة"
قال ألبرتو مانغويل: "إن القراءة مفتاح العالم".
و قال:"اقرأ كي تحيا".
• قال الطبيب الشهير د.سوس: "كلما قرأت أكثر عرفت أشياء أكثر، وكلما تعلمت أكثر حققت إنجازات أكثر".
• قال جيمس تريليس صاحب كتاب the Read-Aloud-handbook : "نحن نقوم بتعليم أطفالنا القراءة جيدًا في المدارس، ولكننا ننسى تعليمهم حب القراءة".
• قال الكاتب الفرنسي مونتين: "أن تقرأ يعني أن تجد الصديق الذي لن يخونك أبدًا".
• قال الرئيس الأمريكي الثالث جيفرسون: "إن الذين يقرؤون فقط هم الأحرار، ذلك لأن القراءة تطرد الجهل والخرافة، وهما من ألدّ أعداء الحرية".
• قال عباس محمود العقاد: "لست أهوى القراءة لأكتب، ولا لأزداد عمرًا في تقدير الحساب، إنما أهوى القراءة لأن لي في هذه الدنيا حياة واحدة، وحياة واحدة لا تكفيني، ولا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة، القراءة وحدها هي التي تعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة؛ لأنها تزيد هذه الحياة عمقًا.
"محبرة الحكيم"
الجهل يجعل الإنسان عدوّ نفسه، متخبطًا في المسير، تائهًا في الحياة، فاشلاً في القرار، متناقضًا في التفكير، سيئًا في التنفيذ؛ فأنت في نهاية المطاف وعاء أيها الإنسان، إن لم تُملأ علمًا وفكرًا وإيمانًا غُمرت جهلاً وتيهًا وضياعًا!!
سلطان بن عبد الرحمن العثيم
مستشار ومدرب معتمد في التنمية البشرية والتطوير CCT
باحث في الفكر الإسلامي والسيرة النبوية الشريفة