في المنعطف الأخير

[سنفورويه]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدأنا عامنا الدراسي في مناهج لغتي والضبابية تحيط بنا , ومكامن الغموض تتوالى كقطع الليل المظلم , والحق يقال بأن من طبقت عليهم لغتي لمدة ثلاث سنوات تجريبية لم يكن لهم أي تأثير إيجابي علينا شاؤوا أم أبوا , فلا الوزارة المبتكرة أجادت , ولا سنوات التجربة أفادت
لكن الأساتذة الأفاضل المخلصين الذين حلت بهم النكبة هذا العام قاموا بحل جلّ المعظلات التي واجهتنا , بل وقاموا بحل ما واجه الوزارة من مشكلات ولا داعي للتذكير بنكبة معارف التي كاد المشرف أن يبكي حين صرخت بوجهه متسائلاً عن كيفية المضي في حساب الدرجات على نظام المناهج القديمة .. وسيبقى إنجاز الأساتذة الغير منظمين لدائرة التأليف مثبت رغم الأنوف
أمسكنا بحبال لغتي المختلقة حديثاً وجذبناها تارة , وجذبتنا تارات كثر , واليوم ونحن نقف في المنعطف الأخير وقبل أن ننزلق إلى هاوية جديدة في العام المقبل أردت مناقشتكم في بعض النقاط ولتتسع صدوركم لجهلي وضحالة تفكيري .
أيقن الجميع بأن مادة لغتي بغض النظر عن مدى جدواها تحتاج إلى بيئة أخرى غير بيئة الفصول ومصادر التعلم التي تقبع في مدارسنا , وكذلك أيقن الجميع بأن مفردات لغتي وما تحتويه من تمارين وإختبارات وملف إنجاز ونشاط لا تجد الوقت الكافي بين ثنايا الفصل الدراسي الواحد
ذات يوم وأنا أجمع في الدورات الخاصة بتعريف المعلم بمادة لغتي – ظناً مني بأنها ستعين – وجدت موضوعاً يتحدث عن النظرية التكاملية , وأن الهدف من المناهج الجديدة هو ليس مجرد التكامل بين مواد اللغة العربية فقط , بل هو التكامل بين كل المواد التي يدرسها الطالب , ولمست هذا جلياً في لغتي , فمرة أشرح مكونات الماء , ومرة أشرح طريقة إرسال بريد الكتروني , ومرة ومرة ...
السؤال الذي تبادر إلى ذهني : لماذا لا يوجد ما يلزم معلمي المواد الأخرى بالاهتمام بأساسيات اللغة العربية - أقول أساسيات فقط – أليس التكامل يشمل جميع الأجزاء ؟ , أم أن اللغة العربية ليست بمادة كغيرها !!
الأمر الآخر :
تشتيت الطالب والمعلم بين مواضيع المواد الأخرى المشنوقة داخل وحدات المنهج أضاع ملامح اللغة العربية , وأقصد باللغة العربية ( لغة القرآن ) وليست لغة الوزارة الجديدة لأن هناك فرق لا نجهله , إن لغتي أصبحت مادة ثقافة عامة ولا تختص بتخصص معين .
أمر آخر :
في هذا المنهج تحشر مواضيع عدة تحت جزء واحد , وليس تحت موضوع واحد فشتان بين الأمرين , والأمثلة على ذلك كثيرة لعل أقربها هو حشر مواضيع : رفع الفعل المضارع , نصب الفعل المضارع , جزم الفعل المضارع ) تحت جزئية كنا نعرفها في السابق تسمى ( إعراب الفعل المضارع ) حين كان للمضارع إعراب وبناء !
لقد تم اختصار اللغة العربية واختزالها حتى باتت تظهر في منهجها بطريقة مقتضبة تلبس ثوب الخجل , أما بقية المواد فمواضيعها تتبجح على الصفحات بطريقة استعمارية أحلها مؤلفو المنهج الجديد ..
وإن ادعى مدعي بأن هذه طريقة في قمة الروعة لشرح اللغة فلماذا لا تكون النصوص التي وضعت بعشوائية تتحدث عن مواضيع تخص اللغة العربية كحوار بين نخلة وسنبلة , أو سيرة مختصرة لأحد الصحابة أو فرسان الإسلام أو أعلام اللغة .. أليس ذلك أجدى لتذكر ما مضى وعمل تكامل بين مواضيع السنة الدراسية والسنة التي سبقتها !!
كلي ثقة بأن ما تم التخطيط له من قتل للغة العربية سيمضي على رقابنا مهما قلنا , وسيتبع ذلك مواد أخرى ليست علمية بالتأكيد , ولكن بالصدر غبن كان لابد من إخراجه , وكان هذا المنتدى أفضل مكان لإخراجه حتى أجد من يحمل الوزر معي .
​

ملاحظة : المشرف التربوي ومدير المدرسة يثنون علي في تدريس مادة لغتي , كما أن كثير من الزملاء يعتمد علي في موضوع الاختبارات ونحوه , فليس للفشل في التدريس علاقة بما ذكرته

 

[دفينة الإحساس]

أتفق معك لحد ما فيما قلته خاصة ما قلته عن مدارس التجربة
لم نستفد شيئا من تجربة هذا المنهج عليها حتى إنني أشك في بعض المرات
أن منهج لغتي خضع للتجربة في بعض المدارس !!!
​

 

[سنفورويه]

أتفق معك لحد ما فيما قلته خاصة ما قلته عن مدارس التجربة
لم نستفد شيئا من تجربة هذا المنهج عليها حتى إنني أشك في بعض المرات
أن منهج لغتي خضع للتجربة في بعض المدارس !!!
​

لا بل تمت تجربته ولكن كانت تجربة مسبوقة بقرار التطبيق بغض النظر عن النجاح أوالفشل للمنهج الجديد , وهذا هو الشيء الذي يخفيه المؤلفون والمشرفون ذوو الصلة المباشرة بالأمر
لذلك كانت سنوات التجربة عمل روتيني لا أكثر .. هذا ما يظهر , أما الخافي فالله أعلم به وهو حسبنا ونعم الوكيل
شكراً لردك .. وتمنيت التعليق على ما فيه اختلاف في وجهة النظر علني أعود إلى رشدي وأقتنع بأن لغتي مشروع له أهداف .. هذا إن كنتُ قد ظللتُ الطريق
احترامي​