نشاط ثمر الألباب:
-
199
-
0
-
0
- فائدة في بيان الشرك الأصغر
فائدة في بيان الشرك الأصغر
الشرك الأصغر: هو كل ما نهى عنه الشرع وجاء في النصوص تسميته شركا ولم يصل إلى حد الشرك الأكبر .
وجاء في بداية التنبيه على هذا النوع من الشرك :
أن طفيلا بن سخبرة ، أخي عائشة لأمها ، رأى فيما يرى النائم كأنه مر برهط من اليهود فقال : من أنتم قالوا : نحن اليهود ، قال : إنكم أنتم القوم ، لولا أنكم تزعمون أن عزيرا ابن الله ، فقالت اليهود : وأنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد ، ثم مر برهط من النصارى فقال : من أنتم ؟ قالوا : نحن النصارى ، فقال : إنكم أنتم القوم لولا أنكم تقولون المسيح ابن الله ، قالوا : وإنكم أنتم القوم ، لولا تقولون : ماشاء الله وشاء محمد .
فلما أصبح أخبر بها من أخبر ، ثم أتى النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فأخبره فقال : هل أخبرت بها أحدا ؟ قال : عفان : قال : نعم ، فلما صلوا خطبهم ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن طفيلا رأى رؤيا فأخبر بها من أخبر منكم ، وإنكم كنتم تقولون كلمة كان يمنعني الحياء منكم أن أنهاكم عنها ، قال : لا تقولوا ما شاء الله وما شاء محمد (1)
وجاء في الأخبار أن يهوديا أتى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فقال : إنكم تنددون وإنكم تشركون تقولون ما شاء الله وشئت, وتقولون والكعبة . فأمرهم النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : إذا أرادوا أن يحلفوا, أن يقولوا ورب الكعبة, ويقولون : ما شاء الله ثم شئت .(2)
خطر الشرك الأصغر :
الشرك الأصغر من الوسائل التي قد تؤدي إلى الشرك الأكبر وقد يؤول بصاحبه إلى الخروج من دين الإسلام ، قال تعالى : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) (3)
ومرتبة الشرك الأصغر من حيث الجنس أكبر من جنس كبائر الأعمال المعروفة ، فليست الصلاة إلى الصلاة يُغفر بها الشرك الأصغر، وليس رمضان إلى رمضان يُغفر به الشرك الأصغر، وليست الجمعة إلى الجمعة يُغفر به الشرك الأصغر، وإنما يُغفر بالتوبة فقط، فإن لم يتب فإنه ثمّ الموازنة بين الحسنات وبين السيئات.
وليست الموازنة بين الحسنات والسيئات شاملة لكل الخلق، وليست شاملة أيضا لكل الذنوب، بل قد يكون من الذنوب ما يستوجب النار، فمن أشرك شركا أصغر وهو يعلم ليس كمن أشرك شركا أصغر وهو يجهل، قال تعالى ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ، الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً وانزل من السماء ماءً فاخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون ) (4)
وقد سأل أبو بكر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن سبيل النجاة من هـٰذا الشرك ، قال: ( أن تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم ). (5)
والشرك الأصغر ليس على مرتبة واحدة بل بعضه أعظم إثما وتحريما من بعض ، ولكنه أكبر الكبائر بعد الشرك الأكبر؛ ولذا قال عبد الله بن مسعود : ( لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا) . (6)
وفي الفرق بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر :
الشرك الأكبر يخرج من الملة ، والأصغر لا يخرج من الملة .
الشرك الأكبر يخلد صاحبه في النار ، والأصغر لا يخلد صاحبه فيها إن دخلها .
الشرك الأكبر يحبط جميع الأعمال ، والأصغر يحبط العمل الذي قارنه .
تنبيه : وقد تتبع العلماء أفراد من الشرك الأصغر وذكروا أنها قد تصير شركاً أكبر حسب اعتقاد فاعلها منها الرياء والرقى الشركية والحجب والتمائم وتعليق الخيوط والفصوص والتبرك بالأعيان والأزمان والأماكن والأشجار والأحجار والآبار ونحوها والتسوية في الجبسيات والزخارف بين اسم الله واسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المحاريب والدفاتر والكتب
...ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الراوي: الطفيل بن سخبرة المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 520 ، خلاصة حكم المحدث: صحيح
(2) الراوي: قتيلة امرأة من جهينة المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 1658 ، وفي صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 3782 ، وخلاصة حكم المحدث: صحيح
(3) سورة النساء آية: 48 .
(4) سورة البقرة: 22
(5) (أخرجه أحمد (19606) وابن أبي شيبة 10/ 337 - 338 بنحوه من حديث أبي موسى ، وقال الهيثمي في "المجمع" 10/ 223 : (رواه أحمد والطبراني في " الكبير " و " الأوسط " ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي علي ، ووثقه ابن حبان) . )
(6) (أخرجه عبد الرزاق في المصنف 8 / 469 ، والطبراني في الكبير " (8902) . )
الشرك الأصغر: هو كل ما نهى عنه الشرع وجاء في النصوص تسميته شركا ولم يصل إلى حد الشرك الأكبر .
وجاء في بداية التنبيه على هذا النوع من الشرك :
أن طفيلا بن سخبرة ، أخي عائشة لأمها ، رأى فيما يرى النائم كأنه مر برهط من اليهود فقال : من أنتم قالوا : نحن اليهود ، قال : إنكم أنتم القوم ، لولا أنكم تزعمون أن عزيرا ابن الله ، فقالت اليهود : وأنتم القوم لولا أنكم تقولون ما شاء الله وشاء محمد ، ثم مر برهط من النصارى فقال : من أنتم ؟ قالوا : نحن النصارى ، فقال : إنكم أنتم القوم لولا أنكم تقولون المسيح ابن الله ، قالوا : وإنكم أنتم القوم ، لولا تقولون : ماشاء الله وشاء محمد .
فلما أصبح أخبر بها من أخبر ، ثم أتى النبي – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فأخبره فقال : هل أخبرت بها أحدا ؟ قال : عفان : قال : نعم ، فلما صلوا خطبهم ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن طفيلا رأى رؤيا فأخبر بها من أخبر منكم ، وإنكم كنتم تقولون كلمة كان يمنعني الحياء منكم أن أنهاكم عنها ، قال : لا تقولوا ما شاء الله وما شاء محمد (1)
وجاء في الأخبار أن يهوديا أتى النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فقال : إنكم تنددون وإنكم تشركون تقولون ما شاء الله وشئت, وتقولون والكعبة . فأمرهم النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : إذا أرادوا أن يحلفوا, أن يقولوا ورب الكعبة, ويقولون : ما شاء الله ثم شئت .(2)
خطر الشرك الأصغر :
الشرك الأصغر من الوسائل التي قد تؤدي إلى الشرك الأكبر وقد يؤول بصاحبه إلى الخروج من دين الإسلام ، قال تعالى : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) (3)
ومرتبة الشرك الأصغر من حيث الجنس أكبر من جنس كبائر الأعمال المعروفة ، فليست الصلاة إلى الصلاة يُغفر بها الشرك الأصغر، وليس رمضان إلى رمضان يُغفر به الشرك الأصغر، وليست الجمعة إلى الجمعة يُغفر به الشرك الأصغر، وإنما يُغفر بالتوبة فقط، فإن لم يتب فإنه ثمّ الموازنة بين الحسنات وبين السيئات.
وليست الموازنة بين الحسنات والسيئات شاملة لكل الخلق، وليست شاملة أيضا لكل الذنوب، بل قد يكون من الذنوب ما يستوجب النار، فمن أشرك شركا أصغر وهو يعلم ليس كمن أشرك شركا أصغر وهو يجهل، قال تعالى ( يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون ، الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً وانزل من السماء ماءً فاخرج به من الثمرات رزقاً لكم فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون ) (4)
وقد سأل أبو بكر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن سبيل النجاة من هـٰذا الشرك ، قال: ( أن تقول: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم ). (5)
والشرك الأصغر ليس على مرتبة واحدة بل بعضه أعظم إثما وتحريما من بعض ، ولكنه أكبر الكبائر بعد الشرك الأكبر؛ ولذا قال عبد الله بن مسعود : ( لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقا) . (6)
وفي الفرق بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر :
الشرك الأكبر يخرج من الملة ، والأصغر لا يخرج من الملة .
الشرك الأكبر يخلد صاحبه في النار ، والأصغر لا يخلد صاحبه فيها إن دخلها .
الشرك الأكبر يحبط جميع الأعمال ، والأصغر يحبط العمل الذي قارنه .
تنبيه : وقد تتبع العلماء أفراد من الشرك الأصغر وذكروا أنها قد تصير شركاً أكبر حسب اعتقاد فاعلها منها الرياء والرقى الشركية والحجب والتمائم وتعليق الخيوط والفصوص والتبرك بالأعيان والأزمان والأماكن والأشجار والأحجار والآبار ونحوها والتسوية في الجبسيات والزخارف بين اسم الله واسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المحاريب والدفاتر والكتب
...ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الراوي: الطفيل بن سخبرة المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 520 ، خلاصة حكم المحدث: صحيح
(2) الراوي: قتيلة امرأة من جهينة المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 1658 ، وفي صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 3782 ، وخلاصة حكم المحدث: صحيح
(3) سورة النساء آية: 48 .
(4) سورة البقرة: 22
(5) (أخرجه أحمد (19606) وابن أبي شيبة 10/ 337 - 338 بنحوه من حديث أبي موسى ، وقال الهيثمي في "المجمع" 10/ 223 : (رواه أحمد والطبراني في " الكبير " و " الأوسط " ورجال أحمد رجال الصحيح غير أبي علي ، ووثقه ابن حبان) . )
(6) (أخرجه عبد الرزاق في المصنف 8 / 469 ، والطبراني في الكبير " (8902) . )
التعديل الأخير: