نشاط غروب القمر:
-
177
-
0
-
0
- شكرا لأنك ظلمتني
شكراً لأنك ظلمتني........
.............
.............
"والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله وأحب بلاد الله إليّ، ولولا أن أهلك
أخرجوني ما خرجت"، قالها النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخرج من
الأرض التي ظلمه أهلها ولم يقدروا صدقه وتميزه، وثار حسدهم في وجوههم
فمنعهم من رؤية الخير الذي جاء به إليهم، إن مغادرته صلى الله عليه
وسلم لمكة هي رسالة لكل من يجد ظلماً في مكان ما - مؤسسة، أو وزارة،
أو جامعة- ألا يجعل الأشخاص يقفون في طريقه ويستفزون كرامته فتضيع
نفسه وجهده في صراع بائس معهم، ولا ينسى أن خروج الرسول تبعه قول
إلهي له: {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ
خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا * سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا
تَحْوِيلًا}؛
فيعلم أن الظالم لن يبقى طويلاً، فأيقن في داخلك أن انشغالك
بتطوير ذاتك وصناعة إبداعك بعيداً عنه هو الأهم لأنك عندما تنتهي
ستجده قد غادر وأنت عدت.
يذكر مصطفى أمين في مقال له يحمل نفس عنوان هذا المقال .......
أن العالم فاروق الباز عاد من أميركا يحمل في داخله الرغبة في تطوير
بلاده مجبراً زوجته الأميركية على العودة، فلما وصل إلى القاهرة قالوا له:
(لا نحتاجك هنا، بل نحتاجك في جامعة في إحدى المحافظات)،
فوافق الشاب المتوقد طموحاً، وما إن وصل إلى الجامعة الصغيرة حتى
استقبله موظف صغير تطلع في شهادته ورد عليه:
(تخصصك في البكالورويس كيمياء؛ لذا ستدرّس هذا التخصص)،
حاول أن يشرح له أنه يحمل درجة الدكتوراه في الجيولوجيا ولا يعقل أن
يمضي كل هذه السنوات في تخصص ثم لا يعمل به، لكن الموظف المخلوق
من بيروقراطية متسلطة رفض ومد إليه بورقة المباشرة، لم يوقعها الدكتور
فاروق وبذل كل المحاولات من أجل أن يسمحوا له بممارسة تخصصه، لكن
باءت كلها بالفشل، فعاد إلى زوجته التي سنحت لها فرصة إقناعه بالعودة
إلى أميركا حيث حظي بفرصة الانضمام لوكالة ناسا، ومنها أصبح الرجل
الذي نعرف.
الإنسان العظيم لا يهدر وقته في التخبط، إنه ينطلق من أهداف محددة
ويرسم خططاً مرنة ويضع لها خططاً بديلة، فإذا لم أستطع السير في هذا
الطريق فلِمَ أقضي وقتاً في اقتلاع الصخور، إذا كان بإمكاني إيجاد طريق
آخر سأمضي فيه بأسرع مما يتوقعون؟
الرئيس البرازيلي السابق لولا دا سيلفا نشأ في عالم طبقي ظالم،
ودرس حتى الصف الخامس، ثم عمل ماسح أحذية وعاملاً في محطة
بنزين, نحت الصخر بيديه ليصنع ذاته؛ ولأنه كان شجاعاً سجن لدفاعه عن
الفقراء، ليخرج أشد عزماً على المضي في طريقه لنصرتهم في بلاده،
ليهزم في انتخاباتها ثلاث مرات متتالية فى ١٩٨٩ و١٩٩٤ و١٩٩٨م،
وليفوز عام 2002م، علمه ذلك أن الفقر هو العدو الأول والأوْلى
بالمواجهة؛ فعمل على تطوير اقتصاد بلاده لينقلها من دولة نصف الشعب
فيها تحت خط الفقر إلى الدولة صاحبة الاقتصاد الثامن عالمياً.
&..,, همسة ...&
في الغد عندما تنال ما ترغب فيه ستجد نفسك تود أن تقول لزميل تربص
بك أو رئيس سيئ أو ظروف صعبة: (شكرا لظلمكم، لولاكم ما كنت).
.....................&&..........................
للكاتبة * عزة السبيعي *
.............
"والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله وأحب بلاد الله إليّ، ولولا أن أهلك
أخرجوني ما خرجت"، قالها النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخرج من
الأرض التي ظلمه أهلها ولم يقدروا صدقه وتميزه، وثار حسدهم في وجوههم
فمنعهم من رؤية الخير الذي جاء به إليهم، إن مغادرته صلى الله عليه
وسلم لمكة هي رسالة لكل من يجد ظلماً في مكان ما - مؤسسة، أو وزارة،
أو جامعة- ألا يجعل الأشخاص يقفون في طريقه ويستفزون كرامته فتضيع
نفسه وجهده في صراع بائس معهم، ولا ينسى أن خروج الرسول تبعه قول
إلهي له: {وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ
خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا * سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا
تَحْوِيلًا}؛
فيعلم أن الظالم لن يبقى طويلاً، فأيقن في داخلك أن انشغالك
بتطوير ذاتك وصناعة إبداعك بعيداً عنه هو الأهم لأنك عندما تنتهي
ستجده قد غادر وأنت عدت.
يذكر مصطفى أمين في مقال له يحمل نفس عنوان هذا المقال .......
أن العالم فاروق الباز عاد من أميركا يحمل في داخله الرغبة في تطوير
بلاده مجبراً زوجته الأميركية على العودة، فلما وصل إلى القاهرة قالوا له:
(لا نحتاجك هنا، بل نحتاجك في جامعة في إحدى المحافظات)،
فوافق الشاب المتوقد طموحاً، وما إن وصل إلى الجامعة الصغيرة حتى
استقبله موظف صغير تطلع في شهادته ورد عليه:
(تخصصك في البكالورويس كيمياء؛ لذا ستدرّس هذا التخصص)،
حاول أن يشرح له أنه يحمل درجة الدكتوراه في الجيولوجيا ولا يعقل أن
يمضي كل هذه السنوات في تخصص ثم لا يعمل به، لكن الموظف المخلوق
من بيروقراطية متسلطة رفض ومد إليه بورقة المباشرة، لم يوقعها الدكتور
فاروق وبذل كل المحاولات من أجل أن يسمحوا له بممارسة تخصصه، لكن
باءت كلها بالفشل، فعاد إلى زوجته التي سنحت لها فرصة إقناعه بالعودة
إلى أميركا حيث حظي بفرصة الانضمام لوكالة ناسا، ومنها أصبح الرجل
الذي نعرف.
الإنسان العظيم لا يهدر وقته في التخبط، إنه ينطلق من أهداف محددة
ويرسم خططاً مرنة ويضع لها خططاً بديلة، فإذا لم أستطع السير في هذا
الطريق فلِمَ أقضي وقتاً في اقتلاع الصخور، إذا كان بإمكاني إيجاد طريق
آخر سأمضي فيه بأسرع مما يتوقعون؟
الرئيس البرازيلي السابق لولا دا سيلفا نشأ في عالم طبقي ظالم،
ودرس حتى الصف الخامس، ثم عمل ماسح أحذية وعاملاً في محطة
بنزين, نحت الصخر بيديه ليصنع ذاته؛ ولأنه كان شجاعاً سجن لدفاعه عن
الفقراء، ليخرج أشد عزماً على المضي في طريقه لنصرتهم في بلاده،
ليهزم في انتخاباتها ثلاث مرات متتالية فى ١٩٨٩ و١٩٩٤ و١٩٩٨م،
وليفوز عام 2002م، علمه ذلك أن الفقر هو العدو الأول والأوْلى
بالمواجهة؛ فعمل على تطوير اقتصاد بلاده لينقلها من دولة نصف الشعب
فيها تحت خط الفقر إلى الدولة صاحبة الاقتصاد الثامن عالمياً.
&..,, همسة ...&
في الغد عندما تنال ما ترغب فيه ستجد نفسك تود أن تقول لزميل تربص
بك أو رئيس سيئ أو ظروف صعبة: (شكرا لظلمكم، لولاكم ما كنت).
.....................&&..........................
للكاتبة * عزة السبيعي *