السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
سورة الفاتحة : هي سنان القرآن
أمر بسيط يجهله الكثير ,,,
هل تعلم ..!
أن قول
( بسم الله الرحمن الرحيم )
وآجب بل آيه من آيات سورة الفاتحه فالكثير منآ ,, يجهل هاذا الأمر
سورة الفاتحة
هي أولسورة في القرآن الكريم، وحسب العقيدة الإسلامية لا تصحصلاةالمسلمبدونها، إذ أن قراءتها ركن من أركانالصلاة. وقد سمى نبي الله محمد(صل الله عليه وآله وسلم)
هذه السورة بأم الكتابوأم القرآن في عدة أحاديث.
انظر لهذة
الصفحة من كتاب الله عز وجل
وهي تدل على أن قول بسم الله الرحمن الرحيم هي آيه من آيات سورة الفاتحه وهي الوحيدة من سورة القرآن التي تميزت في بدايتها ,, أن تكون البسمله من آياتها الأولى
يعني إذا كنت في الصلاة أو قرأتها
لابد أن تقول:
بسم الله الرحمن الرحيم في البدايه قبل أن تقول الحمد لله رب العاليمن
انظر ,,,,
هنا ,, نضع سورة الفاتحه بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
وآجب بل آيه من آيات سورة الفاتحه فالكثير منآ ,, يجهل هاذا الأمر
المسألة فيها خلاف
تفضلوا :
وبعد ! فهذه مجموعة من البحوث البسيطة التي حاولت أن أقدمها لبعض المسائل التي اختلف فيها علماء هذه الأمة من السلف و الخلف وانثرها بين يديك بعد كدّ خاطري وإجهاد فكري لكي أبين المسألة وأذكر رأي أصحاب المذاهب الأربعة مع دليل كل قول ومع ترجيح الأقوى منهم كما رجحه علماء هذا العصر أو كما تبين لي وسأذكر إن شاء الله علة الترجيح.
أسأل الله التوفيق والسداد.
فصل فى البسملة وأحكامها:
اجمع العلماء على أن البسملة التي في سورة النمل آية من السورة وهي قوله تعالى :]إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ[[النمل:30].
لكن اختلافهم على البسملة في باقي السور على أقوال سأذكرها مع أدلتها في هذا الجزء إن شاء الله.
أقول مستعيناً بالله:
1- أنها آية من كتاب الله تعالى ومن كل سورة ويجب الجهر بها هذا مذهب الشافعي رحمه الله فقد قال رحمه الله:"بسم الله الرحمن الرحيم الآية السابعة من الفاتحة فمن تركها أو بعضها لم تجزه الركعة(1). أدلتهم:
أ- حديث أنس رضي الله عنه سُئل أنس كيف كانت قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم؟ فـقال: كانت مدا، ثم قرأ: ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ[، يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم."[أخرجه البخاري في صحيحه ] (2) ب- عن نعيم المُجِّمر قال :" صليت وراء أبي هريرة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، ثم قرأ بأم القرآن حتى بلغ ولا الضالين فقال آمين وقال الناس آمين، ويقول كلما سجد: الله أكبر، وإذا قام من الجلوس في الاثنتين قال: الله أكبر، ويقول إذا سلم: والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم".
” بوب النسائي عليه ” الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ” وقال الحافظ ابن حجر في "الفتح":وهو أصح حديث ورد في ذلك.
قلت: وقال النووي في شرح صحيح مسلم:"ومذهب الشافعي رحمه الله تعالى وطوائف من السلف والخلف أن البسملة آية من الفاتحة وأنه يجهر بها حيث يجهر بالفاتحة، واعتمد أصحابنا ومن قال بأنها آية من الفاتحة أنها كتبت في المصحف بخط المصحف.."
قلت: قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى:"فإن كتابتها في المصحف بقلم القرآن تدل على أنها من القرآن، وكتابتها مفردة مفصولة عما قبلها وما بعدها تدل على أنها ليست من السورة".
ج- عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللّهِ ذَاتَ يَوْمٍ بَيْنَ أَظْهُرِنَا، إِذْ أَغْفَىٰ إِغْفَاءَةً. ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّماً. فَقُلْنَا: مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللّهِ؟ قَالَ: «أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفاً سُورَةٌ». فَقَرَأَ: {بِسْمِ الله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ. إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرْ. فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ. إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} ثُمَّ قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْكَوْثَرُ؟» فَقُلْنَا: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «فَإِنَّهُ نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ. عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ. هُوَ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ. آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ. فَيُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ. فَأَقُولُ: رَبِّ، إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي. فَيَقُولُ: مَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَتْ بَعْدَكَ». زَادَ ابْنُ حُجْرٍ فِي حَدِيثِهِ: بَيْنَ أَظْهُرِنَا فِي الْمَسْجِدِ. وَقَالَ: «مَا أَحْدَثَ بَعْدَكَ»[1].
د- عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:
«إذا قرأتم الحمد لله رب العالمين فٱ قرأوا بسم الله الرحمن الرحيم إنها أم القرآن وأمّ الكتاب والسبع المثاني وبسم الله الرحمن الرحيم أحد آياتها»[قال الترمذي: حديث حسن صحيح]..رفع هذا الحديث عبد الحميد بن جعفر، وعبد الحميد هذا وَثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن سعيد ويحيى بن معين؛ وأبو حاتم يقول فيه: محلّه الصدق؛ وكان سفيان الثوريّ يضعّفه ويحمل عليه. ونوح بن أبي بلال ثقة مشهور.
قال ابن كثير:"فذهب الشافعي رحمه الله إلى أنه يجهر بها مع الفاتحة والسورة وهو مذهب طوائف من الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين سلفاً وخلفاً فجهر بها من الصحابة أبو هريرة وابن عمر وابن عباس ومعاوية وحكاه ابن عبد البر والبيهقي عن عمر وعلي ونقله الخطيب عن الخلفاء الأربعة وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وهو غريب، ومن التابعين عن سعيد بن جبير وعكرمة وأبي قلابة والزهري وعلي بن الحسين ..وغيرهم.
والحجة في ذلك أنها بعض الفاتحة فيجهر بها كسائر أبعاضها وأيضاً فقد روى النسائي في سننه وابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما والحاكم في مستدركه عن أبي هريرة أنه صلى فجهر في قراءته بالبسلمة وقال بعد أن فرغ: إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم. وصححه الدارقطني والخطيب والبيهقي وغيرهم وروى أبو داود والترمذي عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفتتح الصلاة ببسم الله الرحمن الرحيم ثم قال الترمذي: وليس إسناده بذاك. وقد رواه الحاكم في مستدركه عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ثم قال صحيح، وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك أنه سئل عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال كانت قراءته مدّاً ثم قرأ ببسم الله الرحمن الرحيم يمد بسم الله ويمد الرحمن ويمد الرحيم.
هـ- وفي مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود وصحيح ابن خزيمة ومستدرك الحاكم عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع قراءته: {بِسْمِ اللَّهِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ * مَـٰلِكِ يَوْمِ ٱلدّينِ }[الفاتحة:1-4] وقال الدار قطني إسناده صحيح. وروى الإمام أبو عبد الله الشافعي والحاكم في مستدركه عن أنس أن معاوية صلى بالمدينة فترك البسملة فأنكر عليه من حضره من المهاجرين ذلك فلما صلى المرة الثانية بسمل[2].أهـ
2-قول مالك (المالكية) هي ليست بآية من الفاتحة ولا من غيرها ويكره قراءتها في الصلاة . ودليلهم : 1- ما ثبت في الصحيحين من حديثأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الصَّلَاةَ بِـ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"[3] قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى (22/263):"والحديث الصحيح عن أنس ليس فيه نفي قراءة النبـي صلى الله عليه وسلم وأبـي بكر وعمر وعثمان «فلم أسمع أحداً منهم يقرأ {بسم الله الرحمن الرحيم}» أو «فلم يكونوا يجهرون {ببسم الله الرحمن الرحيم}» ورواية من روى «فلم يكونوا يذكرون {بسم الله الرحمن الرحيم} في أول قراءة ولا آخرها» إنما تدل على نفي الجهر، لأن أنساً لم ينف إلا ما علم، وهو لا يعلم ما كان يقوله النبـي صلى الله عليه وسلم سراً. ولا يمكن أن يقال: إن النبـي صلى الله عليه وسلم لم يكن يسكت؛ بل يصل التكبير بالقراءة، فإنه قد ثبت في الصحيحين: أن أبا هريرة قال له: «أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة، ماذا تقول».أهـ
2- وفي الباب روى مسلم : عَنْ قَتَادَةَ أَنَّهُ كَتَبَ إِلَيْهِ يُخْبِرُهُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ ، وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ. فَكَانُوا يَفْستَحُتونَ بِالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ. لاَ يَذْكُرُونَ بِسْمِ الله الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ. فِي أَوَّلِ قِرَاءَةٍ، وَلاَ فِي آخِرِهَا[4].
قال الحافظ بن حجر في تخريج أحاديث الهداية: الذي يتحصل من البسملة أقوال: أحدها ـ أنها ليست من القرٱن أصلاً إلا في سورة النمل وهذا قول مالك وطائفة من الحنفية ورواية عن أحمد.
ثانيها ـ أنها ٱية من كل سورة أو بعض ٱية كما هو المشهور عن الشافعي ومن وافقه وعن الشافعي أنها ٱية من الفاتحة دون غيرها وهو رواية عن أحمد..
ثالثها ـ أنها ٱية من القرٱن مستقلة برأسها وليست من السور بل كتبت في كل سورة للفصل فقد روى مسلم عن المختار بن فلفل عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لقد أنزلت عليٍّ سورة ٱنفا ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر» أخرجه مسلم وعن ابن عباس قال «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم» أخرجه أبو داود والحاكم وهذا قول ابن المبارك وداود وهو المنصوص عن أحمد وبه قال جماعة من الحنفية.
قال القرطبي في مقدمة تفسيره: "وقد قال الجُرَيري: سئل الحسن عن {بِسْمِ اللَّهِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ }[الفاتحة:1] قال: في صدور الرسائل. وقال الحسن أيضاً: لم تنزل {بِسْمِ اللَّهِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ }[الفاتحة:1] في شيء من القرآن إلا في {طس } {إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ }[النمل:03] (النمل: 30)..ثم إن مذهبنا يترجّح في ذلك بوجه عظيم، وهو المعقول؛ وذلك أن مسجد النبيّ صلى الله عليه وسلم بالمدينة ٱنقضت عليه العصور، ومرّت عليه الأزمنة والدهور، من لَدُن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زمان مالك، ولم يقرأ أحد فيه قطّ {بِسْمِ اللَّهِ ٱلرَّحْمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ }[الفاتحة:1] ٱتباعاً للسُّنة؛ وهذا يردّ أحاديثكم."أهـ
3-أنه آية تامة من القرآن أنزلت للفصل بين السور وليست من الفاتحة وهو مذهب أبو حنيفة.
قال ابن كثير:"وذهب آخرون إلى أنه لا يجهر بالبسملة في الصلاة وهذا هو الثابت عن الخلفاء الأربعة وعبد الله بن مغفل وطوائف من سلف التابعين والخلف وهو مذهب أبي حنيفة والثوري وأحمد بن حنبل. وعند الإمام مالك أنه لا يقرأ البسملة بالكلية لا جهراً ولا سراً واحتجوا بما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب العالمين وبما في الصحيحين عن أنس بن مالك قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يفتتحون بالحمد لله رب العالمين، ولمسلم ولا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في آخرها، ونحوه في السنن عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه".
ودليلهم روي عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم قالوا :"كنا لا
نعرف انقضاء السورة حتى نزلت بسم الله الرحمن الرحيم"[5].
قال ابن عمر: نزلت في كل سورة.
قال بدر الدين العيني"قلت لا نسلم أنها أول آية في المصحف وإنما هي آية من القرآن أنزلت للفصل بين السور وهذا مذهب المحققين من الحنفية وهو قول ابن المبارك وداود وأتباعه وهو المنصوص عن أحمد"[6]
4- أنها آية من الفاتحة ولا يسن الجهر بها وهذا مذهب الحنابلة وهو الأرجح والله أعلم.
دليلهم:" ما ثبت في الصحيحين من حديثأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الصَّلَاةَ بِـ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" تقدم الكلام على الحديث أنظر حاشية رقم 2 من صفحة 5.
2- دليلهم:"ثبت في الصحيح عن النبـي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «يقول الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، نصفها لي ونفها له، ولعبدي ما سأل. يقول العبد: {الحمد لله رب العالمين} يقول الله: حمدني عبدي. يقول العبد: {الرحمن الرحيم} يقول الله: أثنى علي عبدي. يقول العبد: {مالك يوم الدين} يقول الله: مجدني عبدي. يقول العبد: {إياك نعبد وإياك نستعين}. يقول الله: فهذه الآية بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل. يقول العبد: {اهدنا الصراط المستقيم} إلى آخرها. يقول الله: فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل».
فنقل الجماعة منهم عبد الله، ومهنا، وإسحاق بن إبراهيم، وابن مشيش، وحنبل، وأبو طالب، أن قراءتها تستحب في الصلاة، وإن سها أن يقرأها أجزأته صلاته، وهذا يدل على أنها ليست آية من الفاتحة، وقال في رواية يعقوب بن بختان يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم كما في المصحف فإن لم يقرأ لم تفسد صلاته، ولكن ينبغي أن يقرأها. وهذا يدل على أنها ليست بآية منها. لأن موضع الآي يجري مجرى الآي نفسها، بدليل أن من رام إثبات آية في موضع من القرآن كمن رام إثبات آية في القرآن، وأجمعنا على أن إثبات آية في القرآن لا يكون إلا بأخبار متواترة، كذلك مواضع الآي يجب أن تجري ذلك المجرى وليس ههنا خبر متواتر يدل على أنها من فاتحة الكتاب ولا من كل سورة، ونقل أبو زرعة الدمشقي، وأحمد بن إبراهيم الكوفي: أنها إحدى آياتها لما روى أبو هريرة عن النبي أنه قال: الحمد سبع آيات. إحدى آياتها بسم الله الرحمن الرحيم.
واختلفوا في الجهر بها في الصلاة فيما يجهر به، فنقل جماعة عن أحمد: أنه لا يسن الجهر بها، وهو قول أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وابن مسعود، وعمار بن ياسر، وابن مغفل، وابن الزبير، وابن عباس، وقال به من كبراء التابعين ومن بعدهم: الحسن، والشعبي، وسعيد بن جبير، وإبراهيم، وقتادة، وعمر بن عبد العزيز، والأعمش، وسفيان الثوري، ومالك، وأبو حنيفة، وأبو عبيد في آخرين.
وذهب الشافعي إلى أن الجهر مسنون، وهو مروي عن معاوية بن أبي سفيان، وعطاء، وطاووس، ومجاهد.
* باب في تفسيرها:
فقوله:«بسم الله» اختصار كأنه قال: أبدأ بسم الله. أو: بدأت باسم الله. وفي الإسم خمس لغات: إسم بكسر الألف، وأسم بضم الألف إذا ابتدات بها، وسم بكسر السين، وسم بضمها، وسما. قال الشاعر:
والله أسماك مباركا آثرك الله به إيثاركا
وأنشدوا: باسم الذي في كل سورة سمه
قال: الفراء بعض قيس يقولون: سمه يريدون: اسمه، وبعض قضاعة يقولون: سمه. أنشدني بعضهم:
وعامنا أعجبنا مقدمه يدعى أبا السمح وقرضاب سمه
والقرضاب: القطاع، يقال: سيف قرضاب.
واختلف العلماء في اسم الله الذي هو «الله»:
فقال قوم: مشتق وقال آخرون: إنه علم ليس بمشتق. وفيه عن الخليل روايتان. إحداهما: أنه ليس بمشتق، ولا يجوز حذف الألف واللام منه كما يجوز من الرحمن. والثانية: رواها عنه سيبويه: أنه مشتق. وذكر أبو سليمان الخطابي عن بعض العلماء أن أصله في الكلام مشتق من: أله الرجل يأله: إذا فزع إليه من أمر نزل به. فألهه أي: أجاره وأمنه، فسمي إلها كما يسمى الرجل إماما، وقال غيره: أصله ولاه. فأبدلت الواو همزة فقيل: إله كما قالوا: وسادة و إسادة، ووشاح وإشاح
واشتق من الوله، لأن قلوب العباد توله نحوه. كقوله تعالى: {ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ ?لضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْـئَرُونَ } النحل 53 وكان القياس أن يقال: مألوه، كما قيل: معبود، إلا أنهم خالفوا به البناء ليكون علما، كما قالوا للمكتوب: كتاب، وللمحسوب: حساب. وقال بعضهم: أصله من: أله الرجل يأله إذا تحير، لأن القلوب تتحير عند التفكر في عظمته.
وحكي عن بعض اللغويين: أله الرجل يأله إلاهه، بمعنى: عبد يعبد عبادة.
وروي عن ابن عباس انه قال: {وَيَذَرَكَ وَءالِهَتَكَ } الأعراف 127 أي عبادتك. قال: والتأله: التعبد. قال رؤبة:
لله در الغانيات المده سبحن واسترجعن من تألهي
فمعنى الإله: المعبود.
فأما«الرحمن»:
فذهب الجمهور الى أنه مشتق من الرحمة، مبني على المبالغة، ومعناه: ذو الرحمة التي لا نظير له فيها.
وبناء فعلان في كلامهم للمبالغة، فإنهم يقولون للشديد الامتلاء: ملآن، وللشديد الشبع: شبعان.
قال الخطابي: في«الرحمن»: ذو الرحمة الشاملة التي وسعت الخلق في أرزاقهم ومصالحهم، وعمت المؤمن والكافر.
و«الرحيم» خاص للمؤمنين. قال عز وجل: {وَكَانَ بِ?لْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً } الاحزاب: 43 والرحيم بمعنى الراحم.
خلاصة الجزء
قال شيخنا مقبل بن هادي الوادعي:" {بسم الله الرحمن الرحيم}أيجهر بها في الصلاة أم لا يجهر بها؟ الحافظ ابن عبدالبر له كتاب "الإنصاف في مسألة الخلاف" في هذا الموضوع، كذلك الدارقطني له كتاب في هذا الموضوع. يؤيد الجهر في {بسم الله الرحمن الرحيم}، والخطيب أيضًا له كتاب في هذا الموضوع بعض علمائنا المتقدمين مما لا أذكره، لأنه حصل صراع في هذه المسألة بين الشافعية وبين الحنابلة، الحنابلة يرون الإسرار، والشافعية يرون الجهر، فحصل صراع في هذه المسألة فكثرت التآليف فيها، والإسرار أصح لما رواه البخاري ومسلم في "صحيحيهما": عن أنس -رضي الله عنه- قال: صلّيت خلف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأبي بكر، وعمر، وعثمان، رضي الله عنهم فكانوا يستفتحون القراءة بـ{الحمد لله ربّ العالمين}. وفي رواية: في "صحيح مسلم": لا يجهرون بـ{بسم الله الرحمن الرحيم}.
والجهر وارد لما رواه الحاكم في "مستدركه": عن أبي هريرة أنه صلى بأصحابه وقال: إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، وليس كما يقول بعض الناس: إن نعيمًا المجمر تفرد به، بل تابعه عبدالرحمن بن يعقوب، وتابعه رجل آخر، فالحديث صحيح في الجهر، وحديث الإسرار أصح".
قلت : واعلم أنه قد اختلف في لفظ حديث أنس اختلافاً كثيراً ففي لفظ: «فلم أسمع أحداً منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم» رواه أحمد ومسلم وفي لفظ: «فكانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم»والنسائي على شرط الصحيح، وفي لفظ «لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في ٱخرها» رواه مسلم وفي لفظ «فلم يكونوا يستفتحون القراءة «ببسم الله الرحمن الرحيم» رواه عبدالله بن أحمد بن مسند أبيه، وفي لفظ «كانوا يسرون» رواه ابن خزيمة قال الحافظ: والذي يمكن أن يجمع به مختلف ما نقل عنه أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يجهر بها فحيث جاء عن أنس أنه كان لا يقرؤها مراده نفي الجهر،وحيث جاء عنه إثبات القراءة فمراده فمراده السر، وقد ورد نفي الجهر عنه صريحاً فهو المعتمد، وقول أنس في رواية «لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في ٱخرها» محمول على نفي الجهر أيضاً لأنه الذي يمكن نفيه، واعتماد من نفى مطلقاً بقول: «كانوا يفتتحون القراءة بالحمد» لا يدل على ذلك لأنه كان يفتتح بالتوجه وسبحانك اللهم وبباعد بيني وبين خطاياي وبأنه كان يستعيذ وغير ذلك من الأخبار الدالة على أنه تقدم على قراءة الفاتحة شيئاً بعد التكبير، فيحمل قوله يفتتحون أي الجهر لتأتلف الأخبار انتهى. واستدل بهذا الحديث من قال إنه قال لا يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، وهم على ما حكاه الترمذي أكثر أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وغيرهم ومن بعدهم من التابعين، وبه يقول سفيان الثوري وابن المبارك وأحمد وإسحاق لا يرون أن يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، قالوا ويقولها في نفسه. قال الخطابي: قد يحتج بهذا الحديث من لا يرى التسمية من فاتحة الكتاب وليس المعنى كما توهمه إنما وجهه ترك الجهر بالتسمية بدليل ما روى ثابت عن أنس أنه قال: «صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلف أبي بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحداً منهم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم» انتهى. قال المنذري: وأخرجه البخاري ومسلم والنسائي من حديث شعبة عن قتادة، وأخرجه الترمذي وابن ماجه من حديث أبي عوانة عن قتادة بنحوه.[عون المعبود 2/487] وكتب أبو معاذ اليمني غرة شهر الله المحرم /لعام 1425هــ
(2)رواه البخاري 9/79 في فضائل القرآن :باب مدّ القراءة. عن قتادة قال سُئل أنس كيف كانت قراءة الرسول صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مدا، ثم قرأ: ]بسم الله الرحمن الرحيم[، يمد ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم
وأخرج أحمد 6/302، وأبو داود (4001) والترمذي (2928) من حديث أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: كانت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم ]بسم الله الرحمن الرحيم[]الحمد لله رب العالمين[]الرحمن الرحيم[]ملك يوم الدين[ يقطع قراءته آية آية. وصححه الدار قطني، والحاكم 1/232، ووافقه الذهبي وهو كما قالا.
[1] أخرجه مسلم في الصلاة : باب حجة من قال: البسملة آية من أَول كلّ سورة، سوى براءة 4/94.
[2] قال ابن تيمية في المجموع (22/405) يظهر ضعف حديث معاوية الذي فيه أنه صلى بالصحابة بالمدينة، فأنكروا عليه ترك قراءة البسملة في أول الفاتحة وأول السورة حتى عاد يعمل ذلك، فإن هذا الحديث وإن كان الدارقطني قال: إسناده ثقات، وقال الخطيب: هو أجود ما يعتمد عليه في هذه المسألة، كما نقل ذلك عنه نصر المقدسي، فهذا الحديث يعلم ضعفه من وجوه:
أحدها: أنه يروي عن أنس أيضاً الرواية الصحيحة الصريحة المستفيضة الذي يرد هذا.
الثاني: أن مدار ذلك الحديث على عبد الله بن عثمان بن خثيم وقد ضعفه طائفة، وقد اضطربوا في روايته إسناداً ومتناً، كما تقدم. وذلك يبين أنه غير محفوظ.
الثالث: أنه ليس فيه إسناد متصل السماع؛ بل فيه من الضعفة والاضطراب ما لا يؤمن معه الانقطاع أو سوء الحفظ.
الرابع: أن أنساً كان مقيماً بالبصرة، ومعاوية لما قدم المدينة لم يذكر أحد علمناه أن أنساً كان معه، بل الظاهر، أنه لم يكن معه.
الخامس: أن هذه القضية بتقدير وقوعها كانت بالمدينة، والراوي لها أنس وكان بالبصرة، وهي مما تتوافر الهمم والدواعي على نقلها. ومن المعلوم أن أصحاب أنس المعروفين بصحبته وأهل المدينة لم ينقل أحد منهم ذلك؛ بل المنقول عن أنس وأهل المدينة نقيض ذلك، والناقل ليس من هؤلاء ولا من هؤلاء.
السادس: أن معاوية لو كان رجع إلى الجهر في أول الفاتحة والسورة، لكان هذا أيضاً معروفاً من أمره عند أهل الشام الذين صحبوه، ولم ينقل هذا أحد عن معاوية؛ بل الشاميون كلهم:خلفاؤهم وعلماؤهم كان مذهبهم ترك الجهر بها؛ بل الأوزاعي مذهبه فيها مذهب مالك لا يقرؤها سراً ولا جهراً. فهذه الوجوه وأمثالها إذا تدبرها العالم قطع بأن حديث معاوية إما باطل لا حقيقة له، وإما مغير عن وجهه، وأن الذي حدث به بلغه من وجه ليس بصحيح، فحصلت الآفة من انقطاع إسناده.
وقيل: هذا الحديث لو كان تقوم به الحجة لكان شاذاً؛ لأنه خلاف ما رواه الناس الثقات الأثبات عن أنس، وعن أهل المدينة، وأهل الشام، ومن شرط الحديث الثابت أن لا يكون شاذاً ولا معللاً وهذا شاذ معلل، إن لم يكن من سوء حفظ بعض رواته.
[3] أخرجه البخاري 9/79 في صفة الصلاة: باب مَا يَقُولُ بَعْدَ التَّكْبِير والترمذي (246) وعنده القراءة بدل الصلاة. و مسلم في الصلاة، باب: حجة من قال لا يجهر بالبسملة برقم: 399.، بلفظ:" قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ الله ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، لَمْ أَسْمَعْ أَحَداً مِنْهُمْ يَقْرَأْ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ. "ورواه أحمد 3/264 والطحاوي والدار قطني.
قال النووي في شرح صحيح مسلم في شرح هذا الحديث: استدل بهذا الحديث من لا يرى البسملة من الفاتحة ومن يراها منها ويقول لا يجهر.
[4]مسلم في الصلاة، باب: حجة من قال لا يجهر بالبسملة برقم: 400
[5]اخرجه ابودواد في المراسيل عن سعيد بن جبير وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي: رواه البزار بإسنادين رجالا أحدهما رجال الصحيح.