نشاط محمد الجميل:
-
477
-
0
-
0
- دَعِيْنِي أحِبُك يَا أمِّي
[frame="12 98"]
الْأُم
دَعِيْنِي احِبُك يَاامِّي
احْتَار قَلَمِي أي لَوْن يُكْتَب بِه
احْتَار صَفَحَات حَيَاتِي أي لَوْن يَسْمُو بِهَا الْطَرِح
احْتَار أفكاري كَيْف اكْتُب عَن هَذَا الْكَيَان الْعَظِيْم
احْتَار قَلْبِي هَل قَلَمِي سَيُوَفِّي هَذَا الْكَيَان حَقَّه أم لَا..؟
احْتَرت بَيْن صَفَحَات الْمُنْتَدَى وَبَيْن إخوتي هَل مَا سأكتبه سّيُرِيحَهُم
مِن عَنْاء الْكِتَابَة عَن اغلي وَأرْقَى وَاسْمِي الْمَعَانِي ((الْأُم)).؟
وَلَكِن ...!
حِيْن يَكُوْن الْطَرِح سَبَّاقا وَتَكُوْن الْكَلِمَات سِيَاقا وَيَكُوْن الْمِدَاد مُشْفِقَا مِن الِانْتِهَاء قَبْل الْبَوْح
فَانِّي وَهْنَا وَفِي هَذِه الْصَّفْحَة بِالذَّات سأغتال بَعْض كَلِمَاتِي حَتَّى انَهَي جَل إحساسي عَن الْكِتَابَة فِيْك
يَا أُمِّي
تَرُوْقُنِي كُل الْكَلِمَات
وَتَعْصِف بِي كُل الْذِّكْرَيَات
تُؤَرِّقُنِي الْصَرَخَات وَتَبْكِيْنَي الْدَّمَعَات
يَنْتَابُنِي الْشَّوْق وَالْحَنِيْن
وَيَتِبَاهِي أمام نَاظِري الأمل وَالْعَطَاء
وَتَرْنُو بِمُقْلَتَي عَيْنَاك يَا أمي
حِيْن الْثَم الأحرف بُغْيَة الْكِتَابَة عَن أمي
فَانِّي أتلعثم كَثِيْرَا لَمَّا لَهَا فِي قَلْبِي
حِيْن يَكُوْن الْهَيْمَان كَبِيْرا فَانِّي أفيق هُنَا لأكتب بِحَذَر عَن أمي
اعْتَدْت الْكِتَابَة عَنْك يَا أبي لَكِنَّك رَجُل
لَم اشْتَاق لِلْبَحْث بَيْن مُفْرَدَات لُغَتِي الْجَمِيْلَة كَي اكْتُب الْخَيَال وَالْحَقِيْقَة
لَكِنَّنِي حِيْن يَكُوْن لَامِي فَانِّي وَحَتْمَا سأقف مُطَوَّلا وَلَيْس قَلِيْلا
لأنسج لَامِي أغلى الْكَلِمَات وَارْق الْمَعَانِي وَالْعِبَارَات
كَيْف لَا وَهِي مِن فَاض عَلَي بِحُبِّهَا
كَيْف لَا وَهِي مِن اسَهْرَهَا بُكَائِي
كَيْف لَا وَهِي مِن يُذَكِّرُنِي صَلَاتِي وَصِيَّامِي
كَيْف لَا وَهِي مِن تَحْنُو عَلَى بِدَعَوَاتِهَا
كُل إشراقة لَأمِي فِيْهَا بَسْمَة
كُل غُرُوْب شَمْس لَامِي فِيْه ذِكْرَى
كُل هُدَوَء لَيْل لَامِي فِيْه هَيْمَان فِي قَلْبِي
كُل ابْتِسَامَة فِي قَلْبِي تُعْلِن وُجُوْد أمي بَيْن أضلعي
كُل الْمَعَانِي تَتَحَرَّك شَوْقَا لَك أمي
إن تَمَايَلَت يَمْنَة أصابني مِنْهَا كَف الرضا وَالْرَّحْمَة
إن تَمَايَلَت يَسْرَة بَكَت وتألمت فأبكتني
إن تَعَثَّرْت تَعَثَّرْت أمامي لِتُعْلِن حُبَّهَا الأبدي لِي
إن رُفِعَت رّاسِي يَوْمَا فَلَن أنساك يَا أمي
تَسَامِي وَارْفَعِي رَاسَك فَلَم تُنْجِبَي إلا بَارّا بِك وأديبا
كَانَت الْنَّاس تَدْعُو لَك بِصَلَاح أبنائك وَاليَوم تَرَيِن ثِمَار جَهْدَك يَا أمي
كَانَت الأكوان تَنْظُر فِي حِوَارِك مَعِي وتتأمل رِفْقِك بِي وبإخوتي فَاعْتَلَاهَا الْصَّمْت حِيْن بِاتَت شَفَتَاك تُحَدِّثُنِي
كُل مَن حَوْلَك يَدْعُو لَك لَيْس لأنك أمي بَل لأنك وُضِعَت بَصَمَات حُبَّك عَلَى جَبِيْن جِيْرَانِك
تُرْدِيْن الْبَلَاء بِدَعَواتُك وَتَزِيْدِين فِي الْعَطَاء بِابْتِسَاماتِك
وَتَرِيحَين الأنفس بِسَكَنَاتِك وتَقِفِين وُقُوْف الأنبياء فِي صَلَواَتَك
سَنَدْعُو لَك حِيْن نَتَذَكَّر وَكَيْف نَتَذَكَّر أم لَهَا فِي أطْرَافَنا لَمَسَات
كَيْف نَنْسَى أما أنجبت الْوَفَاء
كَيْف نَنْسَى أما وَقَفْت وُقُوْف الْمُحَارِبِيْن لِتُخْرِج الْبَنَات وَالْبَنِيْن
إلى عَالَم مِن الْقَسْوَة وَالَلِّيْن
كَيْف لَنَا إن نَنْسَى حَيَاتِك الْقَدِيْمَة وَمَا عَانَيت مِن قَهْر الْلَّيَالِي
وَظَلام الْنَّهَار
كَيْف لَنَا أن نَنْسَى صَمَوْدِك فِي وُجُوْه الْعَابِثِيْن
كَيْفلَنَا أن نَنْسَى ابْتِسَامَات الأنين حِيْن يَخْرُج مِن بَطْنِك الْجَنِيْن
لله ما أرُوعَك
لله مَا أعْظّم هَذَا الْعَطَاء
لله مَا أنِبَل هَذَا الْهَدَف وَمَا أسْمّى ذَاكَ الإحساس
زرعت بِقَلْبِك الْحُب لِلَّه فِي قُلُوْبِنَا
وَأرُوَيت حُبَّك فِيْنَا بِابْتِسَاماتِك وَدُعَائِك لَنَا
وَتَماديتِ فِي الْعَطَاء حَتَّى اسْتَفَاضَت أرواحنا حِيْن الْلِّقَاء بِك
سَمَوْت فَسَمَا كُل أبنائك
وأعطيت فَكُنْت قَد أبليتي
أمي الْغَالِيَة
إليك هَذِه الْرِّسَالَةمِن ابْنِك الْمُحِب
حِيْن تَنْظُرِيْن يَوْما إلى صُوْرَتَي فَادْعِي لِي عَل الْلَّه أن يَرْحَمُنِي
حِيْن يُذَكِّرُك بِي قَرِيْب أو بَعِيْد فَنَادِيْنِي وَلَسَوْف أسمعك
حِيْن يَشْتَد الألم بِك فسأقف بِالْجِوَار
حِيْن ينتابك خَوْف مِّن الْسِّنِيْن فَاذْكُرِي انَّك أنجبتني
حِيْن يُرَافِقُك الْهَم لأسمح الْلَّه فَاتُصَلي بِي ولا تترددي
حِيْن تَقِفِيْن فِي مَوْقِف الْكَرَامَة فَارْفَعِي صَوْتِك بِاسْمِي
أمي الْحنونة
ألا تَعْلَمِيْن انّي مِن هَوَى قَدَمَيْك
ألا تَعْلَمِيْن انّي مَن اشَد الْنَّاس تَعَلَّقَا بِك
ألا تَعْلَمِيْن انّي سَهِرَت وَلَكِن لَيْس كسْهْرّك
ألا تَعْلَمِيْن انّي اتَلَعْثَم حِيْن يَذْكُرُنِي احَد بِك
ألا تَعْلَمِيْن انّي سَاحْتاجُك لِلْابْد بِقُرْبِي
ألا تَعْلَمِيْن انّي بِدُوْن لَا اسَاوِي شَيْئا
ألا تَعْلَمِيْن يَاامِّي مِن تَكُوْنُي فِي عَيْنَي
إذَا فَاعْلَمِي
اعْلَمِي أنِّي بِدُوْنِك لَا أسَاوِي شَيْئا
اعْلَمِي انَّك شَمْسِي وقمري
اعْلَمِيانَّك لَيْلِي وَنَهَارِي
اعْلَمِي انَّك بُكَائِي وُفَرْحِي
اعْلَمِيانَّك صِحَّتِي وَمَرْضِي
اعْلَمِي انَّك يُمْنَاي وَيُسْرَاي
اعْلَمِي انَّك سمعي وبصري
اعْلَمِي انَّك جَمِيْع أطرافي
فَإن ما أحْسَّست بِألْم احَدُهَا فَلَسَوْف اطْلُب مِنْك الْدُّعَاء
وان مَا تَطَاوَلت يَدَي فِي الْخَيْر فلأنك أمي
وَإذّا مَا أرْخَّيت الْسَّمْع لِأمْر حُسْن فُلأنُك أمِي
وَإذّا ما نَظَرّت إلَى الْشُّرُوْق فَلأشْعر بِأنَّك بِقُرْبِي فَأنْت مَن عَلَّمَنِي مَعْنَى الإشْرَاق
وَإذّا مَا بَات سُكُوْن الْلَّيْل يُؤَرِّقُنِي فَأقْف مُتَضَرِّعَا لِرَبِّي كَي يُبْقِيَك مَا حَيْيِت وَيُلْبِسُك ثَوْب الْصِّحَّة وَتَاج الأصحاء
وَإذّا مَا كُنْت معافى فَسُأكُون تَحْت رِجْلَيْك كَيْف لَا وَالْجَنَّة تَحْت قَدَمَيْك
كَيْف لا أحِبك وَأنْت مِن أوْصَى بِك سَيِّد الْخَلْق وأشْرَفَهُم
كَيْفلَا أوْفِيْك حَقْك وَبِمَعْصِيَتك كَبِيْرَة مِن الْكَبَائِر
كَيْف لا أجَازِي الإحْسَان بِالإحْسَان وَكُلِّك إحْسَان
كَيْف لا أطَّوّع أمُوْرِي كُلِّهِا لِرِضَاك
كَيْف أغْفِى وَأنْتِي سَاهِرَة
كَيْف أنَام وَأنْتِي مستيقظة
ألْم تَعْلَمِي انَّك حِيْن أدخلتنا الْمَدَارِس أنَا تُعَلِّمُنَا الْوَفَاء لِلْأم
ألْمتَعْلَمِي أن الْدِّيْن أوْصَانَا بِك
سَامِحِينِيأمِي فَمَا أنَا سُوُى طِفْل أحِب الْدَّلَّال عَلَى يَدَيْك
وَاعْذُرِيْنِي حِيْن أكْثَر فِي أسْئِلَتِي فَانَا أعْلَم انَّك اعْلَم مِنِّي وَلَكِن حُبّا وَتَقْدِيْرا وَكَرَامَة
سأقِف بَيْنَك وَبَيْن الْشَّمْس حَتَّى تِكَوَيِنْي وَلا تصِلك
سأقِف تَحْت الْمَطَر حَتَّى يُصِيْبَنِي وَلا تَتُبللي
سأقِففِي وَجْه الأعَاصِيّر حَتَّى تَمْحَقْنِي وَتُبْقِي رَاوِيَة بِعِطْر الأمُوْمّة
سأقِف فِي وَجْه الْمَوْج حَتَّى يُلاطِمِنِي وَتُكَوِّنَي رَاسِيَة عَلَى شَاطِئ الْحَيَاة
سأقِف دُوْنَك فِي كُل الأحْوال حَتَّى أرِد لَك شَيْئا مِن جَمِيْل عَطَايَاك وَلَن اسْتَطِيَع
أمِي
دَعِيْنِي أحِبُك
دَعِيْنِي أهِيَم بِك بَيْن أوْرَاقِي
دَعِيْنِي اقْتَنَص الْفُرَص كَي أنَام بِجِوَارِك
دَعِيْنِيأهِيَم بَيْن أطْرَاف هَمَسَاتِك
دَعِيْنِي ألْثْمك فِي كُل صَلَوَاتِي
دَعِيْنِي أتُوْق دَوْمَا لِرِضَاك
دَعِيْنِي احِبُك يَا أمِّي
دَعِيْنِي احِبُك يَا أمِّي
دَعِيْنِي أحِبُك يَا أمِّي
ابنك
محمد الجميل
[/frame]
الْأُم
دَعِيْنِي احِبُك يَاامِّي
احْتَار قَلَمِي أي لَوْن يُكْتَب بِه
احْتَار صَفَحَات حَيَاتِي أي لَوْن يَسْمُو بِهَا الْطَرِح
احْتَار أفكاري كَيْف اكْتُب عَن هَذَا الْكَيَان الْعَظِيْم
احْتَار قَلْبِي هَل قَلَمِي سَيُوَفِّي هَذَا الْكَيَان حَقَّه أم لَا..؟
احْتَرت بَيْن صَفَحَات الْمُنْتَدَى وَبَيْن إخوتي هَل مَا سأكتبه سّيُرِيحَهُم
مِن عَنْاء الْكِتَابَة عَن اغلي وَأرْقَى وَاسْمِي الْمَعَانِي ((الْأُم)).؟
وَلَكِن ...!
حِيْن يَكُوْن الْطَرِح سَبَّاقا وَتَكُوْن الْكَلِمَات سِيَاقا وَيَكُوْن الْمِدَاد مُشْفِقَا مِن الِانْتِهَاء قَبْل الْبَوْح
فَانِّي وَهْنَا وَفِي هَذِه الْصَّفْحَة بِالذَّات سأغتال بَعْض كَلِمَاتِي حَتَّى انَهَي جَل إحساسي عَن الْكِتَابَة فِيْك
يَا أُمِّي
تَرُوْقُنِي كُل الْكَلِمَات
وَتَعْصِف بِي كُل الْذِّكْرَيَات
تُؤَرِّقُنِي الْصَرَخَات وَتَبْكِيْنَي الْدَّمَعَات
يَنْتَابُنِي الْشَّوْق وَالْحَنِيْن
وَيَتِبَاهِي أمام نَاظِري الأمل وَالْعَطَاء
وَتَرْنُو بِمُقْلَتَي عَيْنَاك يَا أمي
حِيْن الْثَم الأحرف بُغْيَة الْكِتَابَة عَن أمي
فَانِّي أتلعثم كَثِيْرَا لَمَّا لَهَا فِي قَلْبِي
حِيْن يَكُوْن الْهَيْمَان كَبِيْرا فَانِّي أفيق هُنَا لأكتب بِحَذَر عَن أمي
اعْتَدْت الْكِتَابَة عَنْك يَا أبي لَكِنَّك رَجُل
لَم اشْتَاق لِلْبَحْث بَيْن مُفْرَدَات لُغَتِي الْجَمِيْلَة كَي اكْتُب الْخَيَال وَالْحَقِيْقَة
لَكِنَّنِي حِيْن يَكُوْن لَامِي فَانِّي وَحَتْمَا سأقف مُطَوَّلا وَلَيْس قَلِيْلا
لأنسج لَامِي أغلى الْكَلِمَات وَارْق الْمَعَانِي وَالْعِبَارَات
كَيْف لَا وَهِي مِن فَاض عَلَي بِحُبِّهَا
كَيْف لَا وَهِي مِن اسَهْرَهَا بُكَائِي
كَيْف لَا وَهِي مِن يُذَكِّرُنِي صَلَاتِي وَصِيَّامِي
كَيْف لَا وَهِي مِن تَحْنُو عَلَى بِدَعَوَاتِهَا
كُل إشراقة لَأمِي فِيْهَا بَسْمَة
كُل غُرُوْب شَمْس لَامِي فِيْه ذِكْرَى
كُل هُدَوَء لَيْل لَامِي فِيْه هَيْمَان فِي قَلْبِي
كُل ابْتِسَامَة فِي قَلْبِي تُعْلِن وُجُوْد أمي بَيْن أضلعي
كُل الْمَعَانِي تَتَحَرَّك شَوْقَا لَك أمي
إن تَمَايَلَت يَمْنَة أصابني مِنْهَا كَف الرضا وَالْرَّحْمَة
إن تَمَايَلَت يَسْرَة بَكَت وتألمت فأبكتني
إن تَعَثَّرْت تَعَثَّرْت أمامي لِتُعْلِن حُبَّهَا الأبدي لِي
إن رُفِعَت رّاسِي يَوْمَا فَلَن أنساك يَا أمي
تَسَامِي وَارْفَعِي رَاسَك فَلَم تُنْجِبَي إلا بَارّا بِك وأديبا
كَانَت الْنَّاس تَدْعُو لَك بِصَلَاح أبنائك وَاليَوم تَرَيِن ثِمَار جَهْدَك يَا أمي
كَانَت الأكوان تَنْظُر فِي حِوَارِك مَعِي وتتأمل رِفْقِك بِي وبإخوتي فَاعْتَلَاهَا الْصَّمْت حِيْن بِاتَت شَفَتَاك تُحَدِّثُنِي
كُل مَن حَوْلَك يَدْعُو لَك لَيْس لأنك أمي بَل لأنك وُضِعَت بَصَمَات حُبَّك عَلَى جَبِيْن جِيْرَانِك
تُرْدِيْن الْبَلَاء بِدَعَواتُك وَتَزِيْدِين فِي الْعَطَاء بِابْتِسَاماتِك
وَتَرِيحَين الأنفس بِسَكَنَاتِك وتَقِفِين وُقُوْف الأنبياء فِي صَلَواَتَك
سَنَدْعُو لَك حِيْن نَتَذَكَّر وَكَيْف نَتَذَكَّر أم لَهَا فِي أطْرَافَنا لَمَسَات
كَيْف نَنْسَى أما أنجبت الْوَفَاء
كَيْف نَنْسَى أما وَقَفْت وُقُوْف الْمُحَارِبِيْن لِتُخْرِج الْبَنَات وَالْبَنِيْن
إلى عَالَم مِن الْقَسْوَة وَالَلِّيْن
كَيْف لَنَا إن نَنْسَى حَيَاتِك الْقَدِيْمَة وَمَا عَانَيت مِن قَهْر الْلَّيَالِي
وَظَلام الْنَّهَار
كَيْف لَنَا أن نَنْسَى صَمَوْدِك فِي وُجُوْه الْعَابِثِيْن
كَيْفلَنَا أن نَنْسَى ابْتِسَامَات الأنين حِيْن يَخْرُج مِن بَطْنِك الْجَنِيْن
لله ما أرُوعَك
لله مَا أعْظّم هَذَا الْعَطَاء
لله مَا أنِبَل هَذَا الْهَدَف وَمَا أسْمّى ذَاكَ الإحساس
زرعت بِقَلْبِك الْحُب لِلَّه فِي قُلُوْبِنَا
وَأرُوَيت حُبَّك فِيْنَا بِابْتِسَاماتِك وَدُعَائِك لَنَا
وَتَماديتِ فِي الْعَطَاء حَتَّى اسْتَفَاضَت أرواحنا حِيْن الْلِّقَاء بِك
سَمَوْت فَسَمَا كُل أبنائك
وأعطيت فَكُنْت قَد أبليتي
أمي الْغَالِيَة
إليك هَذِه الْرِّسَالَةمِن ابْنِك الْمُحِب
حِيْن تَنْظُرِيْن يَوْما إلى صُوْرَتَي فَادْعِي لِي عَل الْلَّه أن يَرْحَمُنِي
حِيْن يُذَكِّرُك بِي قَرِيْب أو بَعِيْد فَنَادِيْنِي وَلَسَوْف أسمعك
حِيْن يَشْتَد الألم بِك فسأقف بِالْجِوَار
حِيْن ينتابك خَوْف مِّن الْسِّنِيْن فَاذْكُرِي انَّك أنجبتني
حِيْن يُرَافِقُك الْهَم لأسمح الْلَّه فَاتُصَلي بِي ولا تترددي
حِيْن تَقِفِيْن فِي مَوْقِف الْكَرَامَة فَارْفَعِي صَوْتِك بِاسْمِي
أمي الْحنونة
ألا تَعْلَمِيْن انّي مِن هَوَى قَدَمَيْك
ألا تَعْلَمِيْن انّي مَن اشَد الْنَّاس تَعَلَّقَا بِك
ألا تَعْلَمِيْن انّي سَهِرَت وَلَكِن لَيْس كسْهْرّك
ألا تَعْلَمِيْن انّي اتَلَعْثَم حِيْن يَذْكُرُنِي احَد بِك
ألا تَعْلَمِيْن انّي سَاحْتاجُك لِلْابْد بِقُرْبِي
ألا تَعْلَمِيْن انّي بِدُوْن لَا اسَاوِي شَيْئا
ألا تَعْلَمِيْن يَاامِّي مِن تَكُوْنُي فِي عَيْنَي
إذَا فَاعْلَمِي
اعْلَمِي أنِّي بِدُوْنِك لَا أسَاوِي شَيْئا
اعْلَمِي انَّك شَمْسِي وقمري
اعْلَمِيانَّك لَيْلِي وَنَهَارِي
اعْلَمِي انَّك بُكَائِي وُفَرْحِي
اعْلَمِيانَّك صِحَّتِي وَمَرْضِي
اعْلَمِي انَّك يُمْنَاي وَيُسْرَاي
اعْلَمِي انَّك سمعي وبصري
اعْلَمِي انَّك جَمِيْع أطرافي
فَإن ما أحْسَّست بِألْم احَدُهَا فَلَسَوْف اطْلُب مِنْك الْدُّعَاء
وان مَا تَطَاوَلت يَدَي فِي الْخَيْر فلأنك أمي
وَإذّا مَا أرْخَّيت الْسَّمْع لِأمْر حُسْن فُلأنُك أمِي
وَإذّا ما نَظَرّت إلَى الْشُّرُوْق فَلأشْعر بِأنَّك بِقُرْبِي فَأنْت مَن عَلَّمَنِي مَعْنَى الإشْرَاق
وَإذّا مَا بَات سُكُوْن الْلَّيْل يُؤَرِّقُنِي فَأقْف مُتَضَرِّعَا لِرَبِّي كَي يُبْقِيَك مَا حَيْيِت وَيُلْبِسُك ثَوْب الْصِّحَّة وَتَاج الأصحاء
وَإذّا مَا كُنْت معافى فَسُأكُون تَحْت رِجْلَيْك كَيْف لَا وَالْجَنَّة تَحْت قَدَمَيْك
كَيْف لا أحِبك وَأنْت مِن أوْصَى بِك سَيِّد الْخَلْق وأشْرَفَهُم
كَيْفلَا أوْفِيْك حَقْك وَبِمَعْصِيَتك كَبِيْرَة مِن الْكَبَائِر
كَيْف لا أجَازِي الإحْسَان بِالإحْسَان وَكُلِّك إحْسَان
كَيْف لا أطَّوّع أمُوْرِي كُلِّهِا لِرِضَاك
كَيْف أغْفِى وَأنْتِي سَاهِرَة
كَيْف أنَام وَأنْتِي مستيقظة
ألْم تَعْلَمِي انَّك حِيْن أدخلتنا الْمَدَارِس أنَا تُعَلِّمُنَا الْوَفَاء لِلْأم
ألْمتَعْلَمِي أن الْدِّيْن أوْصَانَا بِك
سَامِحِينِيأمِي فَمَا أنَا سُوُى طِفْل أحِب الْدَّلَّال عَلَى يَدَيْك
وَاعْذُرِيْنِي حِيْن أكْثَر فِي أسْئِلَتِي فَانَا أعْلَم انَّك اعْلَم مِنِّي وَلَكِن حُبّا وَتَقْدِيْرا وَكَرَامَة
سأقِف بَيْنَك وَبَيْن الْشَّمْس حَتَّى تِكَوَيِنْي وَلا تصِلك
سأقِف تَحْت الْمَطَر حَتَّى يُصِيْبَنِي وَلا تَتُبللي
سأقِففِي وَجْه الأعَاصِيّر حَتَّى تَمْحَقْنِي وَتُبْقِي رَاوِيَة بِعِطْر الأمُوْمّة
سأقِف فِي وَجْه الْمَوْج حَتَّى يُلاطِمِنِي وَتُكَوِّنَي رَاسِيَة عَلَى شَاطِئ الْحَيَاة
سأقِف دُوْنَك فِي كُل الأحْوال حَتَّى أرِد لَك شَيْئا مِن جَمِيْل عَطَايَاك وَلَن اسْتَطِيَع
أمِي
دَعِيْنِي أحِبُك
دَعِيْنِي أهِيَم بِك بَيْن أوْرَاقِي
دَعِيْنِي اقْتَنَص الْفُرَص كَي أنَام بِجِوَارِك
دَعِيْنِيأهِيَم بَيْن أطْرَاف هَمَسَاتِك
دَعِيْنِي ألْثْمك فِي كُل صَلَوَاتِي
دَعِيْنِي أتُوْق دَوْمَا لِرِضَاك
دَعِيْنِي احِبُك يَا أمِّي
دَعِيْنِي احِبُك يَا أمِّي
دَعِيْنِي أحِبُك يَا أمِّي
ابنك
محمد الجميل
[/frame]