تحريم الطيرة وإباحة الفأل

ثمر الألباب

عضو ذهبي

معلومات العضو

إنضم
3 مايو 2010
النقاط
0
نشاط ثمر الألباب:
199
0
0
  • تحريم الطيرة وإباحة الفأل
ـ تعريفها :
الطيرة: أن تتشاءم فيردك التشاؤم عما كنت تريد أن تفعله ، والتشاؤم إذا لم يصاحبه عمل سمي تطيراً، فإذا صاحبه عمل سمي طيرة وفسرها بعضهم بمطلق التشاؤم واليأس والتشاؤم ضد الفأل والتيمن .

ـ سبب تسمية التشاؤم تطيرا :
أن العرب في الجاهلية وكانوا يتطيرون بالسوانح والبوارح فينفرون الظباء والطيور فإن أخذت ذات اليمين تبركوا به ومضوا في سفرهم وحوائجهم وإن أخذت ذات الشمال رجعوا عن سفرهم وحاجتهم وتشاءموا بها ، فكانت تصدهم في كثير من الأوقات عن مصالحهم فنفى الشرع ذلك وأبطله ونهى عنه ، وأخبر أنه ليس له تأثير ينفع ولا يضر، وهي عند الأمم السابقة، قال تعالى: (فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَٰذِهِ ، وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ ، أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ) [الأعراف:132].

ـ معناها :
إن التطير سوء ظن بالله تعالى، بينما الفأل حسن ظن بالله تعالى، والمتشائم يتعلق بأسباب موهومة فوهمه وخوفه وإشراكه هو الذي يطيره ويصده لا ما رآه وسمعه، ولذا لما قال معاوية بن الحكم السلمي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- : ومنا أناس يتطيرون. فقال : (ذلك شيء يجده أحدكم في نفسه فلا يصدنكم) رواه مسلم، وكان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفأل، ويعجبه التيمن في شأنه كله، وفي الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي. وفي رواية: فليظن بي ما شاء.

ـ حكمها : عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ( الطيرة شرك، وما منا إلا ، ولكنَّ الله يذهبه بالتوكل ) رواه أحمد والترمذي. وآخر الحديث على الصحيح هو من قول ابن مسعود -رضي الله عنه- ، ومعناه : وما منا إلا ويقع له شيء من التطير. وهذا من الـدلالة عـلـى أن المقصود به الـشرك الأصغر وهو ما فهمه الصحابة من النص ، فالطيرة والتطير حرام لا تجوز . ـ

وقوله : ( فقد أشرك ). أي: شركا أكبر إن اعتقد أن هذا المتشاءم به يفعل ويحدث الشر بنفسه، وإن اعتقده سببا فقط فهو أصغر؛ والقاعدة في هذا : ( أن كل من اعتقد في شيء أنه سبب ولم يثبت أنه سبب لا كونا ولا شرعا؛ فشركه شرك أصغر؛ لأنه ليس لنا أن يثبت أن هذا سبب إلا إذا كان الله قد جعله سببا كونيا أو شرعيا؛ فالشرعي: كالقراءة و الدعاء، والكوني: كالأدوية التي جرب نفعها)

ـ أدلة بطلانها :
ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، ولا نوء ولا غول، ويعجبني الفأل ) ، أخرجه مسلم في كتاب السلام ، وقال -عليه الصلاة والسلام-: " من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك " أخرجه أحمد 2 / 220 .
والطيرة اسم عام لما فيه تشاؤم، وهي من العقائد الفاسدة التي أبطلها الإسلام.

ـ خطرها :
ومن وقع في الطيرة فقد وقع في الشرك، يناله من الشرك نصيبه منه، شركاً أصغر أو أكبر بحسب اعتقاده، فإذا اعتقد الإنسان أنَّ هذه الأشياء أو أحدها تملك بذاتها الضر أو النفع أو ما شابه، فهذا بذاته هو الشرك الأكبر، ومن هنا قالوا أن الشرك الأصغر: هو كل فعل نهى الله تعالى عنه و كان وسيلة إلى الشرك الأكبر و جاء في النصوص تسميته شركاً. وللماوردي رحمه الله : ليس شيء أضر بالرأي ولا أفسد للتدبير من اعتقاد الطيرة، ومن ظن أن خُوار بقرة أو نعيب غراب يرد قضاء أو يدفع مقدوراً فقد جهل".

ـ أمثلتها : ومن أمثلة التطيُّر ما يلي:
ـ التشاؤم بسماع كلمة لا تعجبه كـ "يا هالك".
ـ التشاؤم بملاقاة عجوز شمطاء ، أو برؤية الغراب ، أو البوم ، أو صاحب عاهة في أول سفره ، أو في أول نهاره فيترك هذا السفر، أو يترك البيع والشراء في هذا اليوم.
ـ التشاؤم ببعض الأشهر كصفر.
ـ والتشاؤم ببعض الأرقام كثلاثة عشر، كما يفعله كثير من أصحاب الفنادق والعمارات وغيرهم في هذا العصر، فتجد بعضهم لا يضع هذا الرقم في أدوار العمارة أو في المصعد أو في مقاعد الطائرات ، ونحو ذلك تشاؤماً.

ـ آثارها وأسبابها :
من أسبابها :
- ضعف اليقين والتوكلِ على الله تعالى الذي بيده مقاليد الأمور.
- ضعف الإيمان بقضاء الله تعالى وقدره، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه.
- الجهل وضعف العقل وقلة البصيرة.
- ضعف الإيمان وقلة ذكر الله عز وجل.
- الجبن والضعف والخور، وعدم الشجاعة والحزم والإقدام.

من آثارها :
ـ نقص الإيمان، وضعف التوكل، وارتكاس صاحبها في الشرك والخرافة.
ـ تفتح على صاحبها باب الوساوس والاضطراب والهوس فيتمكن منه الشيطان.
ـ تجعل حياة صاحبها نكَدا وكدَرا كاسف البال، سيئ الخلق.
ـ تقضي على معاني المحبة والإخاء وتزرع بذور الشك والتنافر.

ـ الفرق بينها وبين الفأل :
جاء في الأثر ( إنما الطيرة ما أمضاك أو ردك ) والطيرة في معناها العام : تفاؤلٌ أو تشاؤمٌ يحدث نتيجة شيء مرئي أو مسموع أو معلوم، ولكن : الفأل تأميل الخير، والطيرة عكس الفأل وهي تأميل الشر، وتأميل الخير حسن ظنٍ بالله وهو مطلوب، وتأميل الشر سوء ظنٍ بالله وهو منهيٌ عنه، فإذا سمع الشخص كلمة طيبة انشرح صدره، أو رأى شخصاً طيباً جاء إليه انشرح صدره وأمّل خيراً وأحسن الظن بالله تعالى، عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل ، قالوا : وما الفأل ؟ قال : الكلمة الطيبة )

كفارتها :
وقد جاءت الأحاديث في بيان علاج ذلك منها : (من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك ، قالوا : فما كفارة ذلك؟ قال : أن تقول : اللهم لا خير إلا خيرك ، ولا طير إلا طيرك ، ولا إله غيرك) رواه أحمد.
ولأبي داود – بسندٍ صحيح – عن عٌقبة بن عامر، قال: ذُكرت الطيرة عند رسول الله ، فقال: ( أحسنها الفأل، ولا ترد مسلماً، فإذا رأى أحدكم ما يكره، فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك )

 
استقدام خادمات | مكتب ترجمة معتمد | تصميم تطبيقات الجوال | ارشفة مواقع | شركة تسويق | سعد العتيبي , | ترجمة علامة تجارية
التعليقات المنشورة ﻻ تعبر عن رأي منتدي لغتي وﻻ تتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر
أعلى