معيض أحمد الغامدي
::: المشرف العام :::
معلومات العضو
نشاط معيض أحمد الغامدي:
-
1,314
-
0
-
0
- تأمل في رحلة ( سنغافوره )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أطلق مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام من خلال شركة تطوير للخدمات التعليمية بالتعاون مع المعهد السنغافوري التربوي (nie) المرحلة الثالثة من تأهيل القيادات المدرسية في سنغافورة ، وبفضل الله تعالى كنت أحد المحظوظين بالانضمام إلى هذا البرنامج المذهل حقا .كثير هو ما يلفت النظر في سنغافورة ، غير أنني سأركز على بعض المواطن ذات العلاقة ؛ لعلي آتيكم منها -كما أفهم بما يتوافق مع التوجهات الرائعة في إحداث تغيرات وتحولات في نظامنا التعليمي ؛ لنتمكن من مزاحمة الأمم المتقدمة .
الكثير منها لا يحتاج إلى كد ذهن مرهق لفهمه ، أو الوقوف على أسبابه ، فتجد نفسك مباشرة أمام المحرك الأساس الذي يقف وراء هذا التقدم المذهل ، ووراء ثناءات العالم كله على هذا النموذج الفريد ، يعود ذلك إلى البُنى الذهنية العميقة في مكونات المجتمع السنغافوري ؛ لذلك نجد من يقول أن التطوير رحلة طويلة ، وهذا صحيح.
ساهمت هذه الأدوات ( المكونات ) كلها في النمو الملحوظ لرأس المال السنغافوري الوحيد ( الإنسان ) ، فالجميع هناك لا يدعو إلى نفسه ، بل يدعو إلى تحقيق رؤية مشتركة اتَّفق عليها الجميع ، فوجدنا أنفسنا نحن المتدربين أمام نظام متكامل يستدعي نمطا رائعا للتعامل مع الأشياء ، فتعرفنا إليه ، واستجبنا له بالفطرة ، وتكيفنا معه هذه المكونات تخرجت في نظام تعليمي رائع متماسك ومرن مع المتغيرات إن لم يكن ضابطا لها.
لن أطيل عليكم وإليكم اللافت الأول ومن مطار شانجي الأسطورة ، حيث بدأت رحلة التأملات ، فقد لاحظت وجود شاشات للتقييم تم وضعها بعد مناطق الخدمات مثل إجراءات السفر , ومكاتب المعلومات , والحدائق الطبيعية , والمرافق الصحية ، وسائل النقل الفريدة ، والتسوق ... إلخ
يمكن ( للماذا ) السابقة أن يظهر بعض منها في الأسئلة التالية :
- كيف تمكن السنغافوريون من تغيير الأفكار الراسخة في أذهان الناس في أقل من ثلاثين ثانية وجعلوهم ينبهرون بما يرون؟
- كيف أصبح مطار شانجي معيارا يتم التحاكم إليه عندما يُراد تقديم خدمات ممتازة ؟
- كيف تمكنوا من السيطرة على عقول الناس والتأثير عليهم وجعلهم يتخلون عن أفكارهم السابقة أو ينتقدونها ؟
- لماذا الكثير من البشر يتبنون أفكارهم ويراهنون عليها؟
- كيف أقنعوا العالم بإمكانية تحقيق رؤيتهم مهما كانت عظيمة ؟
أظن حدوث ذلك كان من خلال وسائل الإقناع والتأثير ، وإليكم إحدى طرائق الإقناع والتأثير التي استخدمها السنغافوريون في مطارهم ، فرغم بساطتها إلا أنها جعلتنا ننظر إلى الموضوع الهدف نظرة مختلفة وموجهة وبذكاء ، هذه الوسيلة وغيرها مهمة للغاية ، خاصة إن كنت تحمل فكرا جديدا ، وتواجه فكرا عمره عشرات السنين .
فكما يعلم الجميع أن التغيير في الآخرين يبدأ بإيجاد نوع من الاتجاه نحو شيء ما ، ثم المرور بعدد من المحطات إلى أن نصل إلى مرحلة التمثل.
إن التغيير رحلة تكمن قوَّته في طريقة غرسه , فإن صح الغرس نما ، وإن لم يصح غرسه فلن تبقى الأفكار أكثر من بقاء صاحبها ، وسترحل معه ، وتنتهي صلاحيتها رغم جودتها.
يبدو أنني أكثرت من الأساليب الدعائية والترويجية لما أريد أن أقوله .
ولكن هل اتضحت الفكرة أم أنكم تريدون معرفة الوسيلة التي استخدمها السنغافوريون في المطار ؟
الكثير منا يعرفها وهي :
ما الشيء الذي تود منهم التفكير فيه أو القيام به ؟( إذا كان لديك رأي تود أن تعرضه على شخص ما . فلتكن واضحا وحذرا في أثناء عرضه ، فإذا أردت الحديث عن أمر مهم ودقيق ، فالأرجح أنك لن تتمكن من هدم الآراء والمعتقدات التي ترسَّخت بداخلهم لمدة ثلاثين عاما خلال نصف ساعة فقط .
حتى إذا كنت تتحدث مع أناس تَعلَمَهم وتثق بهم جيدا ، فالطبيعي أنك ستحاول أن تذهب بهم إلى مكان ليس من الطبيعي أن يذهبوا إليه .
عذرا ، لكنني مضطر هنا إلى استخدام تعبيرات متخصصة ، عندما يقدم مؤلفو الإعلانات التجارية أفكارا أو قصصا مبتكرة ( في الإذاعة أو التلفاز أو الصحافة ) ، فإنهم يحاولون حث المشاهد على إعادة التقييم ، فإعادة التقييم هذه تجعلك تفكر في الموضوع ، وتنظر إليه من زاوية أخرى ، وتتلمس مافيه .
إنهم يعلمون جيدا أنه لن يمكنهم تغيير عقول الناس خلال ثلاثين ثانية ( على الرغم من نظرتي الكريهة لصناعة الإعلانات ) كل ما يحاولون القيام به يتمثل في إغرائك أو حثك أو دفعك للنظر إلى الموضوع من ناحية مختلفة ، مما يحثك على إعادة تقييم المنتج ) . (اهـ)
ما سبق لا يمكن له أبدا أن يقلل من روعة وجمال هذا المطار الأسطورة ، وأجزم أنهم وبأدواتهم السابقة يسعون جاهدين إلى تجويد الخدمة ؛ لأنها قيمة بالنسبة لهم ، وتقديمها في أفضل صورة ممكنة ، كما أظنهم أيضا يقولون ( انظر ماذا فعلنا من أجلك ) من خلال أسلوب من أساليب التأثير والإقناع يمكن لنا نحن المهتمين أن نوظفه لإحداث تغيير مرغوب .
على الهامش :
لم أكن أفهم أن زوجتي عندما قالت لي ( ما رأيك في فستاني ) ! تريدني أن أنظر إلى فستانها من ناحية مختلفة .
إنها الفطرة ياسادة .
الخبر :
"تطوير" يطلق المرحلة الثالثة من تأهيل القيادات المدرسية في سنغافورة
أخي القارئ الكريم :
بعد قراءتك لهذا الموضوع لابد أن هنالك مجموعة من التساؤلات أو الأفكار أو الرؤى أثارتها السطور السابقة ، فنتمنى عليك أيها الفاضل مشاركتنا وإثراء الموضوع وردم ما فيه من هفوات أو فجوات ؛ فبكم نحن نكون ، وإلى قراءة قادمة إن شاء الله تعالى دمتم في حفظ الكريم .
معيض أحمد الغامدي
مشرف المواد النظرية
وحدة تطوير المدارس بجد
بعد قراءتك لهذا الموضوع لابد أن هنالك مجموعة من التساؤلات أو الأفكار أو الرؤى أثارتها السطور السابقة ، فنتمنى عليك أيها الفاضل مشاركتنا وإثراء الموضوع وردم ما فيه من هفوات أو فجوات ؛ فبكم نحن نكون ، وإلى قراءة قادمة إن شاء الله تعالى دمتم في حفظ الكريم .
معيض أحمد الغامدي
مشرف المواد النظرية
وحدة تطوير المدارس بجد