نشاط نايفة:
-
18
-
0
-
0
- بين القمم والسفوح !
بسم الله الرحمن الرحيم
أقيمت اليوم 19-6-1432 هـ في مناطق المملكة الاختبارات الدولية (pirls) لمهارات القراءة ..
وما زلت بأثر الشجن الذي غمر تفكيري والمقارنة التي أدمت تأملي ..
سأحكي لكم موجز بعض النصوص ولكم أن تشاركوني الشجن أو تعتبوا على تفاهة التفكير وظلم المقارنة :
1- قصة "النملة وحبة القمح " :
نملة حريصة هاجم طعامها غراب أكل حبة القمح التي خبأتها للشتاء , لكنه أصيب بالمغص ووقع في شر أعماله فاجتمع حوله الأصدقاء ونصحوه , وعرف أنه على خطأ فاعتذر للنملة وتعلم منها درسا في العمل!
2- نص شعري " على الخوان " يحكي عن آثار الشراهة في الطعام والسمنة التي تؤدي إلى الغباء واللؤم ..
3- قصة"حلّق أيها النسر" مزارع وجد بيضة بين الأعشاب فحملها إلى كوخ الدجاج ففقست عن طائر يقلد الدجاج لأنه نشأ بينهم لكن صديق المزارع أصر على أنه نسر وحمله بعد عدة أحداث إلى قمة الجبل قبل أن تشرق الشمس ليفتح عينيه على أسراب النسور وهي تحلّق مع الشروق والصديق يقول :حلّق أيها النسر مكانك السماء أنت تنتمي للقمم وأطلقه, ولتكوينه أفرد جناحيه وحلّق بعيدا ولم يعد ينقر الحب مع الدجاج.
4- قصة" فطيرة العدو" : الطفل إبراهيم يشعر بالملل ويتحدث عن حياته في الحي التي كانت سعيدة قبل أن يسكن بجوارهم خالد الذي يشاكسه ويعاديه , ذهب يوما لوالده وأخبره أنه يريد التخلص من عدوه خالد , فقال إن له أعداء عندما كان في سنه وأنه تخلص منهم عن طريق فطيرة اسمها فطيرة العدو , وأخبره أن هناك خطة محكمة تبدأ باللعب مع العدو يوم الإجازة ثم دعوته للغداء , وعندما لعب إبراهيم مع خالد كجزء من الخطة اكتشف أن خالدا طيب وأنه مرح وضحكا كثيرا وعندما حضرا لتناول الفطيرة الموعودة ندم إبراهيم وصرخ : لا تأكلها :أنت الآن صديقي وهذه فطيرة العدو , فقسمها الأب ثلاثة أقسام وأكلوها معا وأخبره أن هناك الكثير من الأعداء لو اقتربنا منهم وشاركناهم في نقاط نحبها معا لزالت تلك العداوة.
هذا موجز بعيد عن عبارات ومستوى النصوص اللغوي ..
هل المقارنة ظالمة ؟!
1 و 2 من كتاب "لغتي الجميلة "
و 3 و 4 من قصص الاختبارات الدولية .
أي متعة وأي تشويق وأي قيمة يتعلمها الطالب في الصف الرابع من غراب وحبة قمح وقصة لا تقال حتى للطفل قبل المدرسة في حكايا النوم لبرودها!
في درس على الخوان لا أعترض كما الكثير على صعوبة ألفاظه , بل على القيمة والاتجاه في عصر يعاني الكثير من الأطفال من السمنة و كان هذا الدرس محطة سخرية وتندر من أصدقائهم.. ( علما أن لدينا شعرا كثيرا لشوقي وللرصافي أروع وأعمق , مشكلة اختيار غير محسوب فقط)
مللنا تكرار الشكوى من اختيار النصوص والقصص التي تسبب تأخر فكري للطفل ..
وضاقت صدورنا من ترديد الأناشيد السطحية " سمكاتي أحلى سمكات صفراوات زرقاوات " لرابع ابتدائي !
و يئسنا من رفع المرئيات وأن التراث العربي حافل بالرائع والمفيد وإن كنا فقراء جدا فلنترجم الجيد على الأقل !..
تعبنا وأتعبنا معنا جيلا ناشئا !
من السفح والتسطيح تفاجئهم هذه النقلة النوعية في الشكل والمضمون للنصوص .
ونتساءل عن المركز المتأخر الذي نالته المملكة العام الماضي في الاختبارات الدولية
وستناله هذا العام , وستظل تناله مع مستويات الفهم القرائي التي لا تنمي مهارة ولا ترقى بمعلومة..
تأخر مبرر بسبب هذا الأفق المحدود الذي يفترض الغباء وضآلة التفكير عند الطفل ذي السنوات العشر ..
وما يزيد الألم وينثر الملح على الجراح الساخنة أن المجال اتسع للقصص التي تروج لها بعض الجهات النفعية للتجربة والتدريب على الاختبارات الدولية فياليتهم ما فعلوا ! فدربوا الطلاب على قصة" ليلى والبلبل " و " لوح الخشب" مما عزز مستوى القصة السطحي الذي يتفاعل معه أبناؤنا ..
القراءة طوق النجاة للجيل الحالي بأكمله.. ولن يبدع أحد في أي مجال إلا من يجيد القراءة ..
والاختبارات الدولية ليست مجهرا كبّر العيوب , بل مرآة مستوية عكست واقعنا التعليمي للغة العربية في أقرب صورة للحقيقة..
وباستشراف المستقبل؛ وأن ما لدينا هو "المطور " و "الشامل" و ما يمثل"لغتي الجميلة " أقول :
لمثل هذا يذوب القلب من كمدٍ!!
وإلى الله المشتكى ..
التعديل الأخير: