الليل بريشة امرئ القيس "شيء من الأدب"

[ساكن الأجم]

كلنا يعرف ويردد بيت امرئ القيس الشهير في وصف حاله مع الليل الطويل وحاجته إلى الإصباح الذي ليس بأقل منه سوءا باعتبار الحالة النفسية التي يعيشها الشاعر :
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي = بصبح وما الإصباح منك بأمثل ِ
لا شك أن المعنى جميل جدا والأجمل منه قوله عن الليل نفسه
فيا لك من ليل كأن نجومه = بكل مغار الفتل شدت بيذبل ِ
يا سلام كلام كبير ........ يقول عجبي لك أيها الليل الذي بلغ بك الطول وما فيك من آلام وأحزان مدة عجيبة وكأن نجومك وهي المرافقة لك دائما في حلك وترحالك قد شدت وربطت برباط وثيق بيذبل وهو جبل عظيم
الصورة هنا لها زوايا عديدة من حيث التركيب اللفظي ومن حيث علاقتها بالحالة النفسية التي يعيشها امرؤ القيس ثم لاحظ معي في البيت الآخر وكيف خصص الصورة عندما خصص نوعية النجوم نفسها عندما قال :
كأن الثريا علقت في مصامها = بأمراس كتان إلى صم جندل ِ
يقول تتراءى لي الثريا في حالة من البقاء الدائم والطويل وكأن لها مصاما أي أماكن بقاء قد شدت عن طريقها بحبال قوية وهي الأمراس في صخور صلاب لتضمن بقاء الليل الطويل الذي أردف وناء عليه بأعجازه وكلكله
العجيب كيف أنه فتت الصورة في البيت الثاني بطريقة تناسب التخصيص فالنجوم في البيت الأول هي الثريا في البيت الثاني والجبل يذبل في البيت الأول هو الجندل والصخور والفتل كان عن طريق أمراس الكتان
المسألة ليست عبثا عندما تصدرت هذه المعلقة قائمة أخواتها من المعلقات

 

[دفينة الإحساس]

كم تعجبني هذه الأبيات خاصة ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي = بصبح وما الإصباح منك بأمثل ِ
فشكرا لتعليقك عليها

 

[ساكن الأجم]

دفينة الإحساس شكرا لك على مرورك ................
الشعر لا شك أنه من أكثر الأشياء التي تلامس عواطفنا خاصة إذا كتب على طريقة إبداعية تظهر مدى قدرة الشاعر على التعبير عن معاناة الآخرين
بتعبيره الصادق والعبقري عن حالته
قيم الورى ما يحسنون وزينهم = ملح الفنون ورقة الأشعار ِ...........فهو زينة العقول