نشاط د. حنان آل مرعي:
-
165
-
0
-
0
- القصص الرمزيّ
من القصص الرمزيّة القديمة كليلة ودمنة. ويقال أنّ سبب نشأة القصص الرمزيّ لأنّ بعض الحكّام زمان كانوا يولدون في بيوت الترف وتربية الخدم فيغرقون في بعض الانحرافات، فكلّما أراد الواعظ أن ينصح في المجتمع من خصلة رذيلة، يتسارع الجواسيس بنقلها إلَى الحاكم علَى أنّه المقصود بالوعظ، كي يظهروا أمامه بمظهر السائر في هواه، ويظهر الواعظ بصورة الواقف في طريق ما يهوَى الحاكم من الشراب والقمار أو حتَّى ما يهوَى من أفكار(كالإمام ابن حنبل حين جلده الجنود في السوق لمخالفته ما يهوَى حاكمهم عن فكرة خلق القرآن) ومشكلتهم أنّ الأحكام حينها كانت عرفيّة؛ أي دون محاكمات، وكي لا يروح فيها الواعظ صار الوعّاظ ينصحون المجتمع بأسلوب القصص الرمزيّ، علَى ألسنة الحيوانات وقتها. والآن نحن بحاجة للقصص الرمزيّ بدل المحاضرات في مدارسنا وذلك لأنّنا قد نتعرّض للطغيان من المدراء الصغار إن نصحنا أنفسنا ورفاقنا من شيء صادف وجوده في المدير/ة. صحيح أنّ هذا الطغيان بسيط، حيث يتمثّل في تعسير طلب أو حقّ من الحقوق الوظيفيّة، لكنّنا أضعف من الأوّلين الّذين يتحمّلون الجلد والأسْر ويرون أنّ أعلَى درجات الجهاد كلمة حقّ عند سلطان(مدير) جائر، أمّا نحن فلا نحتمل والله حتَّى عبوسهم في وجوهنا، نسأل الله أن يرحم ضعفنا، وأن يعيننا علَى قول الحقّ ولو واجهنا قويّ، ولا يجعلنا نقول الباطل ولو صفّق لنا من الضعفاء.