الفرق بين الكفايات والمهارات

هديل الطير

مشرفة الأقسام العامة

معلومات العضو

إنضم
23 يونيو 2010
النقاط
36
الموقع الالكتروني
نشاط هديل الطير:
5,170
0
0
  • الفرق بين الكفايات والمهارات
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والآه، أمّا بعد:


الفرق بين المهارات والكفايات
الكفاية
عندما نقول: إنّ التلميذ أو المدرّس لديه الكفاية على أداء شيء من الأشياء، فإنّ هذا معناه أنّه يستطيع أداء هذا الشيء بدون نموّ آخر، أو بدون تدريب عليه.


والواقع أنّه يصعب تعريف الكفاية إلا بمظاهرها، أو بنسبتها إلى أداء معيّن، أو فعل خاصّ يقوم الفرد به.
كأن نقول: إنّ التلميذ لديه الكفاية على القراءة، أو الكفاية على الكتابة.
أو نقول: إنّ المدرّس لديه الكفاية على استخدام الشبكة العنكبوتية.
وفي كلّ حالة من هذه الحالات تكون لدينا أدلّة مباشرة.
وقد يكون هناك دليل غير مباشر على الكفاية.
كأن نقول: إنّ الطفل في سنّ السنتين يستطيع القيام بفعل معيّن (نحدّده)؛ لأنّنا لاحظنا أنّ معظم الأطفال في سنّ السنتين يستطيعون القيام بهذا الذي ذكرناه بعد أن يبذلوا بضع محاولات، وقد نخطئ في حالة فردية، ولكنّ الأغلبية تكون في صفّنا.
ومعنى هذا أنّنا نستدلّ على وجود الكفاية من ملاحظة ما يقوم الفرد به من نشاط أو أداء معيّن.
ونستطيع القول: أنّ الكفاية هي ما يجعل الفرد بقوم بأوجه نشاط مترابطة متكاملة قبل التدريب أو بعده إذا وجدت الظروف اللازمة.
وما يمكن أن يؤدّيه الفرد أو يقوم به هو الذي يحدّد الكفاية.
أي لا نستطيع ملاحظتها وتسجيلها إلا عن طريق أدائها.
والكفاية إذن معقّدة؛ لأنّها تشمل نشاطاً حركيّاً ونشاطاً ذهنيّاً، وتتضمّن مهارات كثيرة.
فمثلاً الكفاية على القراءة تتضمّن مهارات، منها المهارات في كلّ من: النطق، التفسير، القراءة بسرعة مقبولة مع الفهم، قراءة كلمات كثيرة بنظرة سريعة واحدة، القراءة الصامتة بسرعة أكبر من القراءة الجهرية، تقويم ما يقرأ، استخدام الفهرس، استخدام التذييل، لا التجاء إلى المكتبة.
ومن هنا يتضح لنا أنّ نجاح الفرد في أيّ عمل من الأعمال، أو في أيّ فعل من الأفعال يرتبط كثيراً بما لديه من كفايات.
والفرد الذي لديه كفايات كثيرة يستطيع أن ينجح في حياته العملية، وفي علاقاته مع غيره من الأفراد والجماعات.
ومعنى هذا أنّ معرفة كفايات الفرد تكون ذات أهمّية كبيرة في الوقوف على مدى صلاحيته لعمل من الأعمال، ومدى ما ينتظر له من نجاح فيه، ومدى ما يحتاج إليه من توجيه وإرشاد.
هذا ويختلف التلاميذ والمدرّسين فيما لديهم من كفايات، ونحن لا ننكر أثر الاستعداد الفطري، ولكنّ الاختلاف بين البيئات التي يعيش التلاميذ فيها وإمكانات كلّ بيئة منها، وما يوجد في كلّ بيئة من فرص للتوجيه والتدريب المناسبين، تكن دائماً عوامل إضافيّة في تنمية الكفايات.
ولذلك نجد فروقاً واضحة بين كفايات تلاميذ أيّة مدرسة، وتكون هذه الفروق حتّى بين من هم في سنّ واحدة تقريباً ومرّوا في نفس التدريب المدرسي.
ولا توجد حتّى الآن طريقة مؤكّدة تفصل بين أثر الخبرات المناسبة، وأثر الاستعداد الفطري عند التلميذ.

المهارة
يسهل وصف المهارة ويصعب تعريفها، فيمكننا أن نصف العمل الماهر بكلمات، مثل: دقيق، وهيّن، وسريع، وآلي.

ومن الخطأ أن نفكّر في المهارة على أساس أنّها فعل واحد متقن.
فكلّ مهارة تُبنى على عمليّة معقّدة جدّاً، فيها فهم، وفيها تحاشي الأخطاء أو تصويبها باستمرار.
ومن أمثلة هذا: المهارة في القراءة.
فالقارئ الماهر يُحرّك عينيه على طول السطور، ويقف وقفات قليلة ومختصرة، وهذا بالطبع يتضمّن مهارة حركيّة تتطلّب ترافقاً حركيّاً وعضليّاً معقّداً.
ولا يقف الأمر عند هذا، بل أنّ النمط الماهر من حركة العين يتوقّف على الفهم وتحاشي الأخطاء أو تصويبها باستمرار.
ولا توجد مهارة غير معقّدة، ولكنّ من الممكن إلى حدّ ما أن نصف المهارات إلى مهارات معقّدة، وأخرى أقلّ تعقيداً.
ومن المعروف أنّ المهارات ترتبط بعضها ببعض ارتباطاً كبيراً.
ولئن كان يصعب تعريف المهارة – كما قلنا – إلا أنّنا نستطيع أن نقول: أنّها سهولة في أداء استجابة من الاستجابات.
أو: سهولة في القيام بعمل من الأعمال بدقّة مع مراعاة الظروف القائمة وتغيّرها.
ويمكن أن تكون المهارة حركيّة أو ذهنيّة.
وإذا تشابهت الظروف وتكرّرت، فإنّ المهارة تقترب من العمل الآلي، ولكنّها لا تكون آليّة تماماً.
والمهارة في أيّ فعل، او في أيّ عمل تيسّره وتختصر وقته، كما تجعله أكثر إتقاناً.
ويعتمد الفرد على المهارة عادة في إنجاز كثير من أفعاله، وفي القيام بأنماط سلوكه اللازمة لحياته اليومية، ولإنتاجه بوجه عام.
والمهارة ضرورية لنجاح العمل الذهني والعمل اليدوي على السواء.
وفي المدرسة عندما يجد التلاميذ صعوبة في تعلّم ما، يكون من أهمّ أسباب هذا عدم كفاية المهارات الأساسية التي لديهم.
إنّ اكتساب أيّة مهارة من المهارات هو عملية تنمية، وتكون هذه التنمية بالممارسة، مع التوجيه المناسب.
وتتطلّب هذه التنمية: أن يفهم الفرد ما يقوم به فهماً واضحاً، فيعرف ما يقوم به، وما يهدف إليه منه، وبأيّة الطرق يتقنه، وبأيّتها لا يتقنه، فإذا لم يتمّ هذا، فإنّ الفرد يصعب عليه أن يكتسب مهارة فيما يقوم به.
والتنمية السليمة عن طريق الممارسة والفهم والتوجيه المناسب هي التي تجعل المهارة مرنة مرونة تساعد على استخدامها في حالات كثيرة جديدة.

الفرق بين الكفاية والمهارة
هناك علاقة وثيقة بين المهارة والكفاية، إلا أنّ الكفاية يمكن أن تحلّل إلى مهارات خاصّة.


(ينظر:
فؤاد البهي السيد: القدرة العددية، ص1.
فؤاد البهي السيد: الذكاء، ص253.
عبد اللطيف فؤاد إبراهيم: المناهج أسسها وتنظيماتها وتقويم أثرها، ص253.)
 

شذى المحبة

عضو فضي

معلومات العضو

إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
139
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
دمت سحابة ممطرة بمعلوماتك القيمة
 

هديل الطير

مشرفة الأقسام العامة

معلومات العضو

إنضم
23 يونيو 2010
المشاركات
5,170
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الموقع الالكتروني
،،
دام مرورك العطر ..
،،
 
استقدام خادمات | مكتب ترجمة معتمد | تصميم تطبيقات الجوال | ارشفة مواقع | شركة تسويق | سعد العتيبي , | ترجمة علامة تجارية
التعليقات المنشورة ﻻ تعبر عن رأي منتدي لغتي وﻻ تتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر
أعلى