التدخين.. ذلك الوباء العالمي المدمر

بنت مثقفة

عضو ذهبي

معلومات العضو

إنضم
24 أغسطس 2016
النقاط
0
نشاط بنت مثقفة:
163
0
0
  • التدخين.. ذلك الوباء العالمي المدمر
الأخطارُ المتعددة لظاهرة التدخين، والتي تكشف عنها البحوث والدراسات العلمية كل يوم، جعلت العالم يتيقظ لخطورة هذه الظاهرة، وما يترتب عليها من خسائرَ جسيمةٍ في الأرواح والأموال واقتصاد الشعوب، وتعالت أصواتُ العقلاء في العالم مطالبةً بضرورة التصدي للتدخين ومكافحته بكل السبل والوسائل الممكنة، وبدأت الهيئات والمنظمات الدولية المهتمة بالصحة والاقتصاد تصدر تحذيراتها المتكررة لخطورة التدخين، وضرورة الإقلاع عنه ومكافحته، لما يستنزفه من مواردَ بشريةٍ واقتصادية.

فالتدخين يعد أخطر وباء عالمي عرفته البشريةُ، ومنذ عشرات السنين لم يكتسح العالمَ وباءٌ استطاع أن يقضي على ملايين الأنفس كل عام كالتدخين، وقد أعلنت هيئةُ الصحة العالمية منذ ربع قرن أن التدخين أشد خطرًا على صحة الإنسان من أمراض السل والجذام والطاعون والجدري مجتمعة، وأن ما تنتجه شركات التبغ من السجائر يوميا يكفي لإبادة الجنس البشري كله لو أخذت كمية النيكوتين التي تحويها بالوريد أو عن طريق الفم. وأكدت إحصائياتها الحديثة أن 24 مليونا ماتوا بسبب التدخين خلال العقدين الماضيين.

• مليار مدخن:
وعن عدد المدخنين في العالم أوضحت دراسةٌ هامة أجرتها إحدى الجامعات الأمريكية حول التدخين أن العالم يضم 1.1 مليار مدخن، منهم 800 مليون مدخن في الدول النامية، وأن نحو ثلاثة ملايين شخص يموتون سنويا على مستوى العالم بسبب أمراض مرتبطة بالتدخين؛ مثل أمراض سرطان الرئة وأمراض القلب، أي بمقدار شخص واحد كل 10 ثوانٍ، وهذه الأرقام عرضة للارتفاع أكثر من ثلاث مرات خلال جيل واحد، حتى إنه من المتوقع أن يرتفع عددُ الوفيات في العالم بسبب التدخين إلى عشرة ملايين شخص عام 2025م، وأن 70% من الوفيات ستسجل في بلدان العالم الثالث التي أصبحت هدفا لشركات التبغ؛ ومن ثم تحاول التركيز عليها لتنمية مصالحها في ترويج السموم، وهذا ما يجعلنا نؤكد أن التدخين ما هو إلا انتحار بطيء، يمارسه المدخن في حق نفسه ما دام قد أصرّ على ممارسة هذه العادة المرذولة.

وأكدت إحصائيات البنك الدولي أن المدخن يخسر ما يقرب من 22 عاما في المتوسط من عمره الافتراضي بسبب التدخين، وحذرت من أن عدد وفيات التدخين سوف يزيد عن عدد الوفيات من مرضى الإيدز خلال ثلاثين عاما.

• دعوة عالمية للإقلاع:
ونتيجة لهذه الأرقام المخيفة بدأت الدعوة العالمية للإقلاع عن التدخين، وبدأت بعض دول العالم تتخذ إجراءات حاسمة في هذا الصدد، ففي منتصف الثمانينيات كانت الدعاية الحكومية تنصح المدخنين بالتحول إلى السجائر منخفضة القطران، إذا لم يتمكنوا من الإقلاع نهائيا عن التدخين، ولكن الصورة تغيرت الآن وأصبحت الحملات الدعائية الحكومية تحث الناس على الامتناع نهائيا عن التدخين.

وقامت دول المجموعة الأوروبية بإصدار تشريعات جديدة خاصة بصناعة وتسويق التبغ، وتنص هذه التشريعات على ضرورة وضع التحذيرات الصحية بشكل أكثر وضوحا على منتجات التبغ، وأن ينخفض الحد الأقصى لمحتوى القطران من 12 (مللي غرام) إلى 10 لكل (سيجارة)، ولكن دول المجموعة الأوروبية لن تجبر الدول الأعضاء على تطبيق تلك التشريعات، وسوف يترك لكل دولة حرية تطبيقها بالطريقة التي تراها.

وفى بريطانيا بدأت وزارة الصحة بأخرة حملةً للتوعية بمخاطر التدخين تصل تكلفتها إلى مائة مليون جنيه إسترليني، وهي أضخم إجراء إعلامي لتوعية المواطنين بمضار التدخين، وهي حملة مدعومة بجملة من الإعلانات التلفزيونية ذات الصلة، وخط هاتفيّ مجاني لتقديم المعلومات والمساعدة للأشخاص الراغبين في الانقطاع عن التدخين، وكذا موقع على شبكة الإنترنت. وتهدف هذه الحملة إلى التحكم في مسبب أكثر الأمراض فتكًا في بريطانيا وهي: السرطان وأمراض القلب والسكتة الدماغية. وتسعى لندن إلى خفض نسبة المدخنين في بريطانيا من 28 % حاليا إلى ما لا يزيد عن 24 % قبل عام 2010.

ومن المعروف أن التدخين يؤدي إلى وفاة 46 ألف شخص من مرضى السرطان في المملكة المتحدة سنويا، أي ما يعادل 30% من ضحايا السرطان في البلاد، وهو مسؤول أيضا عن أربعين ألف حالة وفاة بالنوبات القلبية سنويا، أي نسبة 25% من المتوفين بهذا الداء، كما يسبب نسبة 83 % من الوفيات بداء السل وتضخم الرئة وربع حالات الوفاة بالسكتة الدماغية.

وفى كندا لم يبق أمام خبراء الصحة خيار آخر لإقناع المدخنين بالإقلاع عن التدخين سوى أسلوب الصدمة، ففي أعنف حملة تشن عالميا طلبت الحكومة الكندية من شركات التبغ أن تضع على علب السجائر صورا لأعضاء بشرية تالفة من جراء التدخين، على أن تكون الصور فوتوغرافية وواقعية لرئات بشرية مصابة بالسرطان وصور قلوب وأدمغة لأشخاص مصابين بمرض القلب أو الجلطة الدماغية، وستشغل هذه الصور حوالي 50 % من سطح علبة السجائر.
ومن المعروف أن التدخين ممنوع منعا باتا في كندا، وبالأخص في الأماكن العامة مثل البنايات الحكومية وكذلك في البارات والمطاعم في بعض المناطق الكندية.

• التدخين في العالم الإسلامي:
وفي الوقت الذي انخفض فيه التدخين في أوروبا وأمريكا بشكل ملحوظ، نجده يزداد في العالم العربي والإسلامي، فمنذ سنوات نقص حجم مبيعات التدخين في العالم من 5.95 تريليون دولار إلى 5.61 تريليون دولار، في حين ارتفعت أرقام المبيعات في الدول العربية، وهذا ما يؤكده الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء المصريين، إذ يقول: إن نقص المبيعات في التدخين وقع في أوروبا وأمريكا فقط، لكن الدول العربية ما زال التدخين فيها في زيادة مستمرة، وبين أن في كل ثانيتين يموت شخص بسبب التدخين. ويؤكد أن عدد المدخنين في مصر بلغ 9 ملايين مدخن، معظمهم من الشباب، و16 % منهم أعمارهم بين 12 ـ 16 سنة.

وعن الأمراض التي تسببها (السيجارة) والشيشة، يقول الدكتور حمدي السيد: الشيشة أكثر ضررًا من (السيجارة)؛ فالشيشة تسبب السل والسرطان وأمراض شرايين القلب، وأيضا تعمل على نقص في الرجولة لدى الرجال، وأيضا تتلف الأسنان والرئتين وتؤثر في نسبة الذكاء، وأيضا السجائر لها الأضرار نفسها، وتؤثر في الخصوبة لدى المرأة والرجل.

وأشار إلى أن 74 ألف طفل دون العاشرة يدخنون في مصر. وأن العالم العربي مستهدف من قبل الشركات العالمية للتبغ، إذ تزيد فيه نسبة المبيعات في حين تقل في العالم الأوروبي والأمريكي، وطالب بزيادة حملات التوعية لبيان أضرار التدخين، وأنه لا بد من وجود القدوة، فالرجل إذا دخن، قد يدخن ابنُه تقليدا له، ومع الأسف الشديد انتشرت في العالم العربي ظاهرة تدخين النساء للسجائر والشيشة داخل البيوت وخارجها، وهذه مصيبة حلت بأخلاق الأمة الإسلامية.

ولا شك أن مصر تعد من الدول العربية التي تكثر فيها ظاهرة التدخين، فتقرير المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق البحر المتوسط يؤكد أن استهلاك المصريين للتدخين وصل مع مطلع القرن الجديد إلى 85 مليار (سيجارة) سنويا، وأن معدل إنفاقهم اليومي في الثمانينيات كان مليونا ونصف مليون جنيه، أي ما يقارب 600 مليون جنيه في العام الواحد، ولا شك أن معدل الإنفاق هذا قد ازداد في العقدين الآخرين، هذا إلى جانب ما تنفقه الدولة على المواطنين في علاج الأمراض التي يتسبب فيها التدخين.

• الإسلام وظاهرة التدخين:
وحول موقف الإسلام من ظاهرة التدخين أفتى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله- بتحريم التدخين ومنع الدخان وشربه والاتجار فيه، وقال: إن الدخان محرم لكونه خبيثا ومشتملا على أضرار كثيرة، وقد أباح الله لعباده الطيبات من الطعام والشراب. وأشار في فتواه إلى أن الدخان ليس من الطيبات بل هو من الخبائث، ولا يجوز بيعه أو شربه أو الاتجار فيه. شامل, توقعات الابراج 2017, صور, رسائل, منوعات, موضوع تعبير عن العلم, اسماء بنات, قياس, نتائج القدرات, نظام نور, موضوع تعبير عن الوطن, كيف اعرف برجي, صباح الخير, تنبؤات عام 2017, توقعات السعودية 2017, تنبؤات مصر 2017, دعاء يوم الجمعة, عيد ميلاد سعيد, تورتة عيد ميلاد, توقعات 2017, رسائل عيد ميلاد, يلا شوت, فاتورة التليفون.


وقال الدكتور (نصر فريد واصل) مفتي مصر الأسبق: إن التدخين حرام بكل المقاييس الشرعية؛ لما فيه من الإضرار بالمدخن ومن حوله، بل إن حرمته أشد من حرمة الخمر؛ لأن الخمر تضر بصاحبها فقط، أما التدخين فإنه يضر بالمدخن ومن حوله دون أن يدري، وهذا ثابت علميا.

وأشار الدكتور واصل إلى أنه إذا كان حديث رسول الله يلعن شارب الخمر وبائعها وحاملها وعاصرها ومعتصرها والمحمولة إليه، فإن هذا اللعن يشمل المدخنين أيضا؛ لما في التدخين من أضرار بليغة. وأضاف أنه إذا كان التدخين محرمًا شرعًا، فإن التاجر والصانع والبائع والمشتري يكون عملهم من باب المحرم قطعا، وما يحصل عليه هؤلاء من أرباح أو أموال من وراء عملهم فهو كسب حرام ولا يصح التصدق به أو إنفاقه في أي عمل من أعمال البر؛ لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا.

وشدّد واصل على أن التدخين حرام وكل ما يتصل به حرام والإعلانات بمختلف أنواعها في جميع وسائل الإعلام عنه من باب المحرم شرعا؛ لأنه إعانة على معصية والإعانة على المعصية تكون معصية.

وأكد أن المعلم الذي يدخن أمام طلابه قدوةٌ سيئة، وقد ارتكب منكرا وزورا يستحق العقاب عليه في الدنيا والآخرة؛ لأنه يبث في تلاميذه وطلابه مبادئ هدامة لا يقرها شرعٌ ولا يرضى عنها دين، مشيرًا إلى إن المعلم هو القدوة لأبنائه وتلاميذه، فيجب عليه أن يكون قدوة حسنة لكل المحيطين به ومثلا صالحا للناس, موقع اكوام. صور كلام عن الام, صور عن الام المتوفية صور ادعية للاختبارات والدراسة صور عن الابتسامة صور حزينة عن الام صور انستقرام دينية.

وأضاف أن كل ضار محرم ومنهي عنه بإجماع علماء الشريعة الإسلامية، وقد ثبت من خلال البحث والواقع أن التبغ أشد ضررًا على الإنسان من الخمر والمسكرات التي هي محرمة في الإسلام، مشيرا إلى أن تجارة التبغ حرام والإعلان عنه حرام والترويج له حرام وكل ما يتعلق به فهو من باب المحرم شرعا.

• خطر يهدد الأمة:
وأكد الدكتور أحمد عمر هاشم -الرئيس السابق لجامعة الأزهر- أن حرمة التدخين واضحة ولا جدال ولا اجتهاد فيها، فالتدخين حرام بنص الآيات الكريمة والحديث الشريف؛ فالحق سبحانه وتعالى يقول: {ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث} [الأعراف: 157] والتدخين من الخبائث، وهو خطر يهدد هذه الأمة اقتصاديا واجتماعيا وأخلاقيا.

وقال: إن أمتنا مستهدفة اقتصاديا وعسكريا وصحيا، وفي شبابها زهرةِ أبنائها، الذين يسقطون صرعى هذا الإدمان الخبيث الذي يأتي نتيجة هذه السموم. من أجل ذلك كانت الجامعات في العالم الإسلامي -التي هي قلاع العلم والمعرفة- أولى بأن تدرأ عن شبابنا هذا الخطر، وواجبنا وواجب الشباب أن يكونوا جنودًا لدرء هذا الخطر، وأن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر.

وأضاف أن التدخين يسبب كثيرا من الأمراض أهمها الأمراض السرطانية للرئة وأمراض القلب ويلوث البيئة، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لا ضرر ولا ضرار)، ففي التدخين إضرار بالنفس والمال والصحة والاقتصاد، ومن هنا تأتي حرمته.
 
استقدام خادمات | مكتب ترجمة معتمد | تصميم تطبيقات الجوال | ارشفة مواقع | شركة تسويق | سعد العتيبي , | ترجمة علامة تجارية
التعليقات المنشورة ﻻ تعبر عن رأي منتدي لغتي وﻻ تتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر
أعلى