نشاط ثمر الألباب:
-
199
-
0
-
0
- اتجاهات قراءة الإعراب في النحو العربي
الإعراب وسيلة تعبيرية تظهر بها الوظيفة المعنوية والجمالية للكلمة، وهو من أجمل وأكمل الخصائص اللغوية التي تميزت بها اللغة العربية عن سائر اللغات السامية، ولابن فارس: ( من العلوم الجليلة التي خصت بها العرب الإعراب، الذي هو الفارق بين المعاني المتكافئة في اللفظ، وبه يعرف الخبر الذي هو أصل الكلام، ولولاه ما ميز فاعل من مفعول، ولا مضاف من منعوت، ولا تعجب من استفهام، ولا صدر من مصدر، ولا نعت من تأكيد ) والبحث في العلاقات بين الكلمات بدلالة العلامة الإعرابية وعلم الإعراب أحد فروع علم النحو والتي منها علم الصرف .
ويمثل دراسة الإعراب في العربية اليوم اتجاهين متوازيين :
ـ الاتجاه التصنيفي : ويمثله الدرس النحوي القديم، ويميل إلى المنهج الاستقرائي
ـ الاتجاه الوظيفي : ويمثله الدرس النحوي الحديث، ويميل إلى المنهج الاستنتاجي
وينظر أنصار الاتجاه الأول إلى مبنى الجملة بتصنيفها إلى أقسام وصور وتنظيمات في ظل منهج لفظي استقرائي يتعلق بالمبنى ذاته، وبكونه متعلقا بالحالات الإعرابية خاصة، ويرون أن العلامة الإعرابية تحمل دلالة للمتلقي، لأن المرسل كان يستخدمها لنقل أفكاره، والإعراب عندهم تغير يتعلق بأواخر الكلمات المعربة بحسب العوامل المؤثرة فيه أو بحسب موقعها من الكلام، فيسوون بين الموقع وعلاماته، وقالوا: الإعراب فرع المعنى .
أما الاتجاه الثاني، فيلتقط من الأنحاء الغربية فيما يتعلق بأهمية مفهوم التركيب في النحو، ويرون أن العلامات الإعرابية في العناصر النحوية تدل على المعاني الوظيفية التي تربط بين الكلمات أو المفردات داخل التركيب، ويسمون ( إعراب الجملة ) بالتحليل الوظيفي، ويكتفون من الإعراب بذكر المسند والمسند إليه في أبسط صورة، ولا يلتفتون إلى بعض المصطلحات التي أثقلت النحو العربي ونفرت المتعلمين في نظرهم، نحو ( الفعل، الفاعل، نائب الفاعل، المبتدأ، والخبر، واسم كان، واسم إن وسواها، يرون أيضا أن المعنى قد يعبر عنه بأكثر من العلامة الإعرابية.
والإعراب في كتب النحاة العرب مختص بالحالات الإعرابية وهو الإبانة عن المعاني باختلاف أواخر الكلم، وللإعراب فوائد منها: الإيضاح، والسعة في التعبير، ومنح المتكلم القدرة على التفنن في مواقع الكلمات فيقدم ويؤخر بدون إحداث لبس، وكذلك يمنح الدقة في المعنى، فالحركات، والعلامات الإعرابية تحررنا من قيد الموقع للوظيفة النحوية، وبذلك نستطيع أداء معاني دقيقة بالتقديم والتأخير، والمثال أكرم الناس زيد )، فكلمة ( أكرم ) حركة الميم فيها بالضمة أو الفتحة أو الكسرة كلها تعطي معان متعددة ومتفاوتة.
والإعراب عند الاتجاه الثاني هو معرفة الوظائف النحوية التي تؤديها الكلمة في عبارتها، والمعرب الجيد هو الذي يعرف هذه الوظائف ثم لا يهمه بعد ذلك شكل الكلمة ولا نوعها ولا حركتها الإعرابية، ولا يرون الإسهاب والتصنيف المفرط، والوظيفة النحوية عندهم هي عنصر لغوي يفيد معنى معينا في التركيب، ويكون إما أصليا ( مسندا ومسند إليه ) وإما متمما كالنعت والحال والمفاعيل والبدل وسواها .
والحق أن الإعراب لم يكن ترفا لغويا، وإنما جيء به للدلالة على معان إعرابية، وهو شرط من شروط الفصاحة العربية في جانبيها النطقي والكتابي، والنصوص التي وصلتنا خلال مرحلة جمع اللغة، كانت في قمة التصرف الإعرابي، منتظمة في شكل لغوي دقيق، وكان النص القرآني من بعد غاية التصرف الإعرابي، وكانت ولا تزال القراءات القرآنية التي تدل بتعدد وتباين قرائها بحسب لغات العرب على أوج ما بلغته الظواهر الإعرابية قبل الإسلام، ثم جاء الإسلام ونزل بها القرآن الكريم فزادها بهاء ونقاء وشرفا وحفظا .
_______________________________
للاستزادة والاطلاع :
ـ التحويل في النحو العربي / رابح أبو معزة / ص/21
ـ العلامة الإعرابية بين الشكل والوظيفة لدى اللغويين العرب /د بلقاسم دفه / جامعة محمد خيضر/ الجزائر / مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية / العددان الثاني والثالث .
ـ الجمل /عبد القاهر الجرجاني / 36/37
ـ المفصل في علم العربية /1/18
ـ شرح قطر الندى وبل الصدى / ص/45
ـ مراتب النحويين لأبي الطيب اللغوي / دار الفكر/ ص/159
ـ الأشباه والنظائر في النحو / السيوطي / 1/ 178
ويمثل دراسة الإعراب في العربية اليوم اتجاهين متوازيين :
ـ الاتجاه التصنيفي : ويمثله الدرس النحوي القديم، ويميل إلى المنهج الاستقرائي
ـ الاتجاه الوظيفي : ويمثله الدرس النحوي الحديث، ويميل إلى المنهج الاستنتاجي
وينظر أنصار الاتجاه الأول إلى مبنى الجملة بتصنيفها إلى أقسام وصور وتنظيمات في ظل منهج لفظي استقرائي يتعلق بالمبنى ذاته، وبكونه متعلقا بالحالات الإعرابية خاصة، ويرون أن العلامة الإعرابية تحمل دلالة للمتلقي، لأن المرسل كان يستخدمها لنقل أفكاره، والإعراب عندهم تغير يتعلق بأواخر الكلمات المعربة بحسب العوامل المؤثرة فيه أو بحسب موقعها من الكلام، فيسوون بين الموقع وعلاماته، وقالوا: الإعراب فرع المعنى .
أما الاتجاه الثاني، فيلتقط من الأنحاء الغربية فيما يتعلق بأهمية مفهوم التركيب في النحو، ويرون أن العلامات الإعرابية في العناصر النحوية تدل على المعاني الوظيفية التي تربط بين الكلمات أو المفردات داخل التركيب، ويسمون ( إعراب الجملة ) بالتحليل الوظيفي، ويكتفون من الإعراب بذكر المسند والمسند إليه في أبسط صورة، ولا يلتفتون إلى بعض المصطلحات التي أثقلت النحو العربي ونفرت المتعلمين في نظرهم، نحو ( الفعل، الفاعل، نائب الفاعل، المبتدأ، والخبر، واسم كان، واسم إن وسواها، يرون أيضا أن المعنى قد يعبر عنه بأكثر من العلامة الإعرابية.
والإعراب في كتب النحاة العرب مختص بالحالات الإعرابية وهو الإبانة عن المعاني باختلاف أواخر الكلم، وللإعراب فوائد منها: الإيضاح، والسعة في التعبير، ومنح المتكلم القدرة على التفنن في مواقع الكلمات فيقدم ويؤخر بدون إحداث لبس، وكذلك يمنح الدقة في المعنى، فالحركات، والعلامات الإعرابية تحررنا من قيد الموقع للوظيفة النحوية، وبذلك نستطيع أداء معاني دقيقة بالتقديم والتأخير، والمثال أكرم الناس زيد )، فكلمة ( أكرم ) حركة الميم فيها بالضمة أو الفتحة أو الكسرة كلها تعطي معان متعددة ومتفاوتة.
والإعراب عند الاتجاه الثاني هو معرفة الوظائف النحوية التي تؤديها الكلمة في عبارتها، والمعرب الجيد هو الذي يعرف هذه الوظائف ثم لا يهمه بعد ذلك شكل الكلمة ولا نوعها ولا حركتها الإعرابية، ولا يرون الإسهاب والتصنيف المفرط، والوظيفة النحوية عندهم هي عنصر لغوي يفيد معنى معينا في التركيب، ويكون إما أصليا ( مسندا ومسند إليه ) وإما متمما كالنعت والحال والمفاعيل والبدل وسواها .
والحق أن الإعراب لم يكن ترفا لغويا، وإنما جيء به للدلالة على معان إعرابية، وهو شرط من شروط الفصاحة العربية في جانبيها النطقي والكتابي، والنصوص التي وصلتنا خلال مرحلة جمع اللغة، كانت في قمة التصرف الإعرابي، منتظمة في شكل لغوي دقيق، وكان النص القرآني من بعد غاية التصرف الإعرابي، وكانت ولا تزال القراءات القرآنية التي تدل بتعدد وتباين قرائها بحسب لغات العرب على أوج ما بلغته الظواهر الإعرابية قبل الإسلام، ثم جاء الإسلام ونزل بها القرآن الكريم فزادها بهاء ونقاء وشرفا وحفظا .
_______________________________
للاستزادة والاطلاع :
ـ التحويل في النحو العربي / رابح أبو معزة / ص/21
ـ العلامة الإعرابية بين الشكل والوظيفة لدى اللغويين العرب /د بلقاسم دفه / جامعة محمد خيضر/ الجزائر / مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية / العددان الثاني والثالث .
ـ الجمل /عبد القاهر الجرجاني / 36/37
ـ المفصل في علم العربية /1/18
ـ شرح قطر الندى وبل الصدى / ص/45
ـ مراتب النحويين لأبي الطيب اللغوي / دار الفكر/ ص/159
ـ الأشباه والنظائر في النحو / السيوطي / 1/ 178
التعديل الأخير: