نشاط غروب القمر:
-
177
-
0
-
0
- إشارات حمراء على طريق الطموح
إشارات حمراء على طريق الطموح
د. محمدفتحي
إنها الإشارات الحمراء حيث الإنذار بالتوقف عنالسير, الطريق عندها لا يمكنك عبوره بسيارتك فهو لشخص آخر يسير عكس اتجاهك، إناستمررت في السير رغم الإشارة الحمراء فقد خالفت القواعد والأعراف المرورية,
هنافي رحلة الطموح بلا حدود نفس الشيء، إشارات إنذارية لابد أن تتوقف وإلا أصبحت رحلتكمهددة بالتوقف كلها إن لم يكن الانهيار من هذه الإشارات الحمراء والتي عليك ألاتتجاوزها:
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
* لا تكن حاسدًا
# الحسد:
الحسد يقشر القلب كما تقشر القراد الجلد فتمتصدمه.
الحسد كراهة النعمة وحب زوالها عن المنعم عليه, قال الجاحظ: هو التألم بمايراه الإنسان لغيره وما يجده من الفضائل والاجتناب في إعدام ذلك الغير ما هو له وهوخلق
مكروه وقبيح بكل أحد, وقال الراغب: هو «تمني زوال نعمة من مستحق لها وربماكان مع ذلك سعي في إزالتها وهو صفة من صفات المنافق», ويقول الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) :
«إياكموالظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولاتباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانًا» رواه البخاري.
- عن عبد الله بنعمرو قال: قيل لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) أي الناس أفضل؟ قال: «كل مخمومالقلب صدوق اللسان، قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟
قال: هو التقيالنقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد» رواه ابن ماجة, وعن ضمرة بن ثعلبة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا» رواهالطبراني.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
*لاتكن خبيثًا
# الخبث:
الخبث هو المكروه الردىء من كل شيء, وأصل الخبث في كلام العرب: المكروه فإن كان من الكلام فهو الشتم، وإن كان من المللفهو الكفر، وإن كان من الطعام فهو الحرام، وإن كان من الشراب فهو الضار,
ويقولالرسول (صلى الله عليه وسلم): «........ إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه اللهمالاً وعلمًا فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله
فيه حقًّا فهذا بأفضلالمنازل، وعبد رزقه الله علمًا ولم يرزقه مالاً فهو صادق النية يقول: لو أن ليمالاً لعملت بعمل فلان فهو نيته فأجرهما سواء، وعبد رزقه الله مالاً ولم يرزقهعلمًا فهو يخبط في ماله بغير
علمه لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم للهفيه حقًّا فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالاً ولا علم فهو يقول:
"لوأن لي مالاً لعملت فيه بعمل فلان فهو نيته فوزرهما سواء» رواه الترمذي.
~~~~~~~~~~~~~~~~~
*لا تكن خادعًا مخادعًا
# الخداع:
خدعت الرجل: خذلته, والخداع: إنزال الغير عما هو بصددهبأمر يبديه على خلاف ما يخفيه.
إنزال خير يتوسل به إلى إبطان شر يؤول إليه أمرذلك الخير المظهر, إظهار ما يخالف الإضمار.عن قيس بن سعد بن عبادة قال: لولا أنيسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
«المكر والخديعة في النار» لكنت منأمكر الناس. صححه الألباني.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
*لا تحبط نفسك
# الإحباط:
هوالإحساس بالحنق لعدم تمكن الفرد من الوصول إلى شيء ما لتملكه أو اختياره أو عمله؛مما يؤدي إلى الشعور بالعجز التام عن القيام برد فعل ويؤدي لنتيجة ما.
يحدثالإحباط عندما يكون الشخص مهيئًا لتحقيق هدف ما ومستعدًّا لعمل ما يوصله إليه ثميجد عائقًا يمنعه من أداء ذلك العمل أو يعوق عن تحقيق هدفه، ويختلف الناس فيالشعور بالإحباط وفي القدرة على تحمله بسبب ما يدعي «عتبة الإحباط» التي توجدبدرجات متفاوتة.
* ولمعالجته والوقاية منه لا بد من:
تنمية الشعور بالرضا حتىيقبل كل شخص ما قدره الله له وأن يضع الفرد هدفًا مناسبًا لقدراته وإمكاناته وظروفهثم المثابرة وبذل الجهد لتحقيق ذلك الهدف.
أن يتعود الشخص على الأخذ بالأسبابوالصبر على البلاء وعدم اليأس أو القنوط إذا حدثت عوائق تحول بينه وبين النجاحالمأمول، وعليه معاودة السعي مرة ومرات حتى يحقق الله عز وجل مسعاه, يقول الله عزوجل: " وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُإِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَمَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌإِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌوَأَجْرٌ كَبِيرٌ" [هود: 9-11]. ويقول: "لاَ يَسْأَمُ الإِنْسَانُ مِن دُعَاءِالْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ" [فصلت: 49].
عن حبةوسواء ابني خالد- رضي الله عنهما- قالا: دخلنا على النبي (صلى الله عليه وسلم) وهويعالج شيئًا فأعناه عليه فقال: «لا تيأسا من الرزق ما تهززت رؤوسكما فإن الإنسانتلده أمه ليس عليه قشر ثم يرزقه الله عز وجل» رواه ابن ماجة, وعن ابن مسعود قال: "أكبر الكبائر الإشراك بالله والأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله واليأس منروح الله".
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
*لا تقلق
# القلق:
- كلمة تدل على الانزعاجوالاضطراب.
- حالة انفعالية مصحوبة بالخوف أو الفزع تحدث كرد فعل لتوقع خطرحقيقي خارجي.
- حالة نفسية مؤلمة تنتج عن شعور الإنسان بالعجز في مواقف الإحباطوالصراع.
- شعور عام غامض غير سار مبالغ فيه له أعراض نفسية وجسمية عديدة،منها:
الأرق في النوم، الصداع، التوتر العصبي، الانطواء، الشرود الذهني، عدمالتجاوب مع الآخرين، عدم الثقة بالغير والشك، فقدان الشهية واضطرابات بالطعام،وعصبية المزاج، علاقات اجتماعية هشة، عدم الاستمتاع بالحياة، اكئتاب يقود إلىجنون أو جريمة أو انتحار.
عن مسلم بن أبي بكر قال: «سمعني أبي وأنا أقول: اللهمإني أعوذ بك من الهم والكسل وعذاب القبر قال: يا بني ممن سمعت هذا؟ قلت: سمعتكتقولهن، قال: الزمهن فإني سمعت رسول الله يقولهن» رواه الترمذي, وقال النبي (صلىالله عليه وسلم): «ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غمحتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه» رواه البخاري.
وعن ابن عباسقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همفرجًا ومن كل ضيق مخرجًا ورزقه من حيث لا يحتسب» رواه ابن ماجة وأبوداود.
وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «مثل المؤمن مثل السنبلة تقومأحيانًا وتميل أحيانًا» حققه الألباني.
وأيضًا: «مثل المؤمن مثل السنبلة تستقيممرة وتخر مرة، ومثل الكافر مثل الأرز لا تزال مستقيمة حتى تخر ولا تشعر» حققهالألباني, أي إذا جاءت الريح للمؤمن تكفئه وإذا سكنت يعتدل يكفأ بالبلاء،
بينماالكافر مثل الأرز صماء معتدلة حتى يقصمها الله إذا شاء.
وقال الوليد بن عبادةلابنه: يا بني إنك لن تَطْعَم طَعْمَ الإيمان ولن تبلغ حق حقيقة العلم بالله تباركوتعالى حتى تؤمن بالقدر خيره وشره، فإن قلت يا أبتاه فكيف لي أن أعلم ما خيرالقدر وشره؟
قال: تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكنليخطئك.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
(( منقول ))