نشاط رحال:
-
358
-
0
-
0
- أنمي لغتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سوف أتحدث إليكم اليوم عن درس أنمي لغتي
وكما نعلم أن النماء يعني الزيادة والكثرة والارتفاع ومن ذلك قول الشاعر :
يا حب ليلى لا تغير وازدد ** ** وأنمِ كمـا ينمو الخضاب في اليد
وفي الحديث : :كل ما أصميت ودع ماأنميت "
ونقصد بهـا هنا في كتاب لغتي الخالدة للمرحلة المتوسطـة زيادة المادة اللغويـة لدى الطالب وما تحمله هذه المادة من معاني مثل ( التضاد - الترادف - السجع .. .. ) ولعل ّ معلم المادة يقوم بذلك الدور المنوط عليه خير قيام ويسأل الله أن يجعله في موازين أعمالـه وهناأذكر بحديث حبيبنـا - عليه الصلاة والسلام -: " إذا مـات ابن آدم أنقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو ولد صالح يدعو له أو علم ينتفع به " فهذا الآخير هو الشاهد في حديثي اليوم (علم نافع بعد الممات ) يستفيد منه الأجيال القادمـة وربمـا يمتد عليك بعد الممات في قبرك . لذلك يجب على المعلم أن يبذل كل جهده مع علمي تماما أن الجميع يبذل ذلك ولكن هذا من باب التذكر فقط كما قال تعالى ( فذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين ) . وعندما نتحدث عن التضاد نعرفه بأنه
ضاد أن يطلق اللفظ الواحد على المعنى وضدِّه . وهو فرع من المشترك اللفظي أي اللفظ الذي له أكثر من دلالة ، غير أنَّ اللفظ من الأضداد له معنيان أحدهما نقيض الآخر، أي أنَّ الاختلاف بينهما اختلاف تضاد لا اختلاف تنوع وتغاير كما هي الحال في المشترك اللفظي.
قال أحمد ابن فارس (ت395هـ): "ومن سنن العرب في الأسماء أنْ يسمُّوا المتضادَّين باسم واحد، نحو (الجون) للأسود و(الجون) للأبيض.
وأنكر ناس هذا المذهب، وأنَّ العرب تأتي باسم لشيء وضدِّه. وهذا ليس بشيء، وذلك أنَّ الذين رَوَوا أنَّ العرب تسمي السيف مهنَّداً والفرس طِرْفَا، هم الذين رَوَوا أنَّ العرب تُسمِّي المتضادَّين باسم واحد "
الاختلاف في وجود ظاهرة التضاد في العربية:
وقد اختلف اللغويون القدامى في وجود ظاهرة التضاد في العربية، ورأوا أنه لا يعقل أن يُطلق اللفظ على المعنى وضده، ولأجل ذلك فقد انقسموا على قسمين منهم من يرى وقوعها في كلام العرب، ومنهم من أنكرها، كما أشار إلى ذلك ابن فارس.
فممن أنكر الأضداد ابن درستويه عبد الله بن جعفر (ت347هـ) الذي أنكر المشترك اللفظي أيضاً، أي تعدد الدلالات للفظ الواحد، وقد ألَّف في ذلك كتاباً سمَّاه (إبطال الأضداد)(5). وحجته فيما ذهب إليه من إنكار الأضداد، أنَّ " اللغة موضوعة للإبانة عن المعاني، فلو جاز وضع لفظ واحد للدلالة على معنيين مختلفين، أو أحدهما ضد الآخر، لما كان في ذلك إبانة، بل كان تعمية وتغطية، ولكن قد يجيء الشيء النـادر من هذا لعـلل… فيتوهم من لا يعرف العلل أنهما لمعنيين مختلفين "
شروط التضاد الدلالي:
يرى محمد بن دريد (ت321هـ) أنَّ اللفظة لا تعدُّ من الأضداد، إلا إذا دلَّت على المعنى وضده في لغة واحدة، إذ يقول: الشَّعب: الافتراق ، والشَّعب الاجتماع ، وليس من الأضداد إنما هي لغة لقوم(12). " فأفاد بهذا أنَّ شرط الأضداد أنْ يكون استعمال اللفظ في المعنيين في لغة واحدة "(13).
ويعلل أصحاب هذا المذهب ظاهرة التضاد بأنَّها تنشأ في لغات مختلفة، ثم تستعير كل لغة المعنى المستعمل عند الأخرى، وبذلك يجتمع المعنيان المتضادَّان في لغة واحدة، بسبب هذه الاستعارة، ويقول هؤلاء: " إذا وقع الحرف على معنيَين متضادَّين فمحال أنْ يكون العربي، أوقعه عليهما بمساواة منه بينهما ، ولكن أحد المعنيين لحيٍّ من العرب، والمعنى الآخر لحيٍّ غيره، ثم سمع بعضهم لغة بعض، فأخذ هؤلاء عن هؤلاء، وهؤلاء عن هؤلاء، قالوا: فالجونُ: الأبيض، في لغة حي من العرب، والجونُ: الأسود في لغة حي آخر ثم أخذ أحد الفريقين من الآخر "(14).
ومن المؤكد أنَّ اللفظة من الأضداد، لم توضع للمعنيين المتضادَّين في بادئ الأمر وإنما وُضِعت لأحدهما، ثم وُجِدت عواملُ مختلفة أدَّت إلى نشأة المعنى الثاني المضاد للمعنى الأول، فقد نقل أبو بكر بن الأنباري (ت328هـ) في كتابه (الأضداد) أنَّ بعض العلماء قالوا: " إذا وقع الحرف على معنيَين متضادَّين، فالأصل لمعنى واحد، ثم تداخل الاثنان على جهة الاتساع "(15).
وقد بالغ بعض اللغويين كثيراً في عدِّ ألفاظ كثيرة من الأضداد، ومن يتأمل في تلك الألفاظ يجد أنَّ معظمها ليس من الأضداد في شيء وإنما هي من المشترك اللفظي(16). ويشترط في اللفظة لتكون من الأضداد، أنْ تكون واحدة في المعنيَين، لأنَّ أيَّ تغيير فيها، يخرجها عن كونها بذاتها تحتمل المعنيَين المتضادين.
وفي ذلك يقول أبو الطيب اللغوي (ت351هـ) إنَّ " شرط الأضداد أنْ تكون الكلمة الواحدة بعينها، تستعمل في معنيَين متضادين، من غير تغيير يدخل عليها»(17). وقال مرة أخرى: وشرط الأضداد «أنْ تكون الكلمة الواحدة تنبئ عن معنيَين متضادَّين، من غير تغيير يدخل عليها، ولا اختلاف في تصرفها
سوف أتحدث إليكم اليوم عن درس أنمي لغتي
وكما نعلم أن النماء يعني الزيادة والكثرة والارتفاع ومن ذلك قول الشاعر :
يا حب ليلى لا تغير وازدد ** ** وأنمِ كمـا ينمو الخضاب في اليد
وفي الحديث : :كل ما أصميت ودع ماأنميت "
ونقصد بهـا هنا في كتاب لغتي الخالدة للمرحلة المتوسطـة زيادة المادة اللغويـة لدى الطالب وما تحمله هذه المادة من معاني مثل ( التضاد - الترادف - السجع .. .. ) ولعل ّ معلم المادة يقوم بذلك الدور المنوط عليه خير قيام ويسأل الله أن يجعله في موازين أعمالـه وهناأذكر بحديث حبيبنـا - عليه الصلاة والسلام -: " إذا مـات ابن آدم أنقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو ولد صالح يدعو له أو علم ينتفع به " فهذا الآخير هو الشاهد في حديثي اليوم (علم نافع بعد الممات ) يستفيد منه الأجيال القادمـة وربمـا يمتد عليك بعد الممات في قبرك . لذلك يجب على المعلم أن يبذل كل جهده مع علمي تماما أن الجميع يبذل ذلك ولكن هذا من باب التذكر فقط كما قال تعالى ( فذكر إن الذكرى تنفع المؤمنين ) . وعندما نتحدث عن التضاد نعرفه بأنه
ضاد أن يطلق اللفظ الواحد على المعنى وضدِّه . وهو فرع من المشترك اللفظي أي اللفظ الذي له أكثر من دلالة ، غير أنَّ اللفظ من الأضداد له معنيان أحدهما نقيض الآخر، أي أنَّ الاختلاف بينهما اختلاف تضاد لا اختلاف تنوع وتغاير كما هي الحال في المشترك اللفظي.
قال أحمد ابن فارس (ت395هـ): "ومن سنن العرب في الأسماء أنْ يسمُّوا المتضادَّين باسم واحد، نحو (الجون) للأسود و(الجون) للأبيض.
وأنكر ناس هذا المذهب، وأنَّ العرب تأتي باسم لشيء وضدِّه. وهذا ليس بشيء، وذلك أنَّ الذين رَوَوا أنَّ العرب تسمي السيف مهنَّداً والفرس طِرْفَا، هم الذين رَوَوا أنَّ العرب تُسمِّي المتضادَّين باسم واحد "
الاختلاف في وجود ظاهرة التضاد في العربية:
وقد اختلف اللغويون القدامى في وجود ظاهرة التضاد في العربية، ورأوا أنه لا يعقل أن يُطلق اللفظ على المعنى وضده، ولأجل ذلك فقد انقسموا على قسمين منهم من يرى وقوعها في كلام العرب، ومنهم من أنكرها، كما أشار إلى ذلك ابن فارس.
فممن أنكر الأضداد ابن درستويه عبد الله بن جعفر (ت347هـ) الذي أنكر المشترك اللفظي أيضاً، أي تعدد الدلالات للفظ الواحد، وقد ألَّف في ذلك كتاباً سمَّاه (إبطال الأضداد)(5). وحجته فيما ذهب إليه من إنكار الأضداد، أنَّ " اللغة موضوعة للإبانة عن المعاني، فلو جاز وضع لفظ واحد للدلالة على معنيين مختلفين، أو أحدهما ضد الآخر، لما كان في ذلك إبانة، بل كان تعمية وتغطية، ولكن قد يجيء الشيء النـادر من هذا لعـلل… فيتوهم من لا يعرف العلل أنهما لمعنيين مختلفين "
شروط التضاد الدلالي:
يرى محمد بن دريد (ت321هـ) أنَّ اللفظة لا تعدُّ من الأضداد، إلا إذا دلَّت على المعنى وضده في لغة واحدة، إذ يقول: الشَّعب: الافتراق ، والشَّعب الاجتماع ، وليس من الأضداد إنما هي لغة لقوم(12). " فأفاد بهذا أنَّ شرط الأضداد أنْ يكون استعمال اللفظ في المعنيين في لغة واحدة "(13).
ويعلل أصحاب هذا المذهب ظاهرة التضاد بأنَّها تنشأ في لغات مختلفة، ثم تستعير كل لغة المعنى المستعمل عند الأخرى، وبذلك يجتمع المعنيان المتضادَّان في لغة واحدة، بسبب هذه الاستعارة، ويقول هؤلاء: " إذا وقع الحرف على معنيَين متضادَّين فمحال أنْ يكون العربي، أوقعه عليهما بمساواة منه بينهما ، ولكن أحد المعنيين لحيٍّ من العرب، والمعنى الآخر لحيٍّ غيره، ثم سمع بعضهم لغة بعض، فأخذ هؤلاء عن هؤلاء، وهؤلاء عن هؤلاء، قالوا: فالجونُ: الأبيض، في لغة حي من العرب، والجونُ: الأسود في لغة حي آخر ثم أخذ أحد الفريقين من الآخر "(14).
ومن المؤكد أنَّ اللفظة من الأضداد، لم توضع للمعنيين المتضادَّين في بادئ الأمر وإنما وُضِعت لأحدهما، ثم وُجِدت عواملُ مختلفة أدَّت إلى نشأة المعنى الثاني المضاد للمعنى الأول، فقد نقل أبو بكر بن الأنباري (ت328هـ) في كتابه (الأضداد) أنَّ بعض العلماء قالوا: " إذا وقع الحرف على معنيَين متضادَّين، فالأصل لمعنى واحد، ثم تداخل الاثنان على جهة الاتساع "(15).
وقد بالغ بعض اللغويين كثيراً في عدِّ ألفاظ كثيرة من الأضداد، ومن يتأمل في تلك الألفاظ يجد أنَّ معظمها ليس من الأضداد في شيء وإنما هي من المشترك اللفظي(16). ويشترط في اللفظة لتكون من الأضداد، أنْ تكون واحدة في المعنيَين، لأنَّ أيَّ تغيير فيها، يخرجها عن كونها بذاتها تحتمل المعنيَين المتضادين.
وفي ذلك يقول أبو الطيب اللغوي (ت351هـ) إنَّ " شرط الأضداد أنْ تكون الكلمة الواحدة بعينها، تستعمل في معنيَين متضادين، من غير تغيير يدخل عليها»(17). وقال مرة أخرى: وشرط الأضداد «أنْ تكون الكلمة الواحدة تنبئ عن معنيَين متضادَّين، من غير تغيير يدخل عليها، ولا اختلاف في تصرفها