أفكار خاطئة حول التعليم

معيض أحمد الغامدي

::: المشرف العام :::

معلومات العضو

إنضم
23 سبتمبر 2007
النقاط
36
الإقامة
جدة
الموقع الالكتروني
نشاط معيض أحمد الغامدي:
1,314
0
0
  • أفكار خاطئة حول التعليم


كاتب المقال : نيتر شنايدت
كُتِب في : 03/06/1433
هناك اعتقادات خاطئة شائعة بين الناس، لها علاقة بالتعليم، تنشرها وسائل الإعلام، يكررها المعلمون، ويتبناها المتحدثون في المؤتمرات المتخصصة في شؤون التعليم، باعتبارها حقائق ثابتة، لا تقبل النقاش، مع أنها لم تخضع يومًا للبحث العلمي، ولم يقم باحثون باختبار صحتها، ودراسة مطابقتها للنتائج الفعلية على أرض الواقع. لذلك قام فريق من صحيفة (دي بريسه) النمساوية بالبحث عن دراسات علمية ذات علاقة بهذه الآراء، فإذا بها تفند الكثير منها.

طلاب اليوم أضعف علميًا، ومستوى التعليم في تراجع

يسمع الأبناء دومًا من آبائهم وأجدادهم، أن أجيالهم كانت أكثر اجتهادًا، وأن مدارسهم كانت أفضل، ويشتكي أصحاب العمل اليوم من الخريجين الجدد، الذين لا يستطيعون كتابة جملة واحدة بدون أخطاء إملائية أو لغوية، وأساتذة الجامعات يعانون بشدة من الثغرات العلمية التي يلمسونها لدى خريجي الثانوية العامة الملتحقين بالدراسة الجامعية.

لكن عالم التربية النمساوي شتيفان هوبمان من جامعة فيينا، يؤكد عدم صحة هذه الاتهامات، ويشير إلى عدم وجود دراسة علمية واحدة، قامت بمقارنة دقيقة للتعليم في الماضي وفي الحاضر، وتوصلت إلى وجود هذا التراجع المزعوم في مستوى التعليم، ونبهت إلى عدم إمكانية مقارنة المقررات الدراسية في الماضي، مع المقررات الدراسية الحالية، لأن ما يتعلمه الطلاب اليوم أكثر مما كان يتعلمه نظراؤهم حتى قبل عشر سنوات فقط، وليس قبل خمسين عامًا.

ويقول هوبمان إن المتخصصين يرون القضية بصورة مختلفة تمامًا، وهي أن المعايير الحالية للنجاح في التعليم أصبحت مرتفعة للغاية، وبالتالي فإن الضغوط التي يمارسها المجتمع على الطلاب اليوم أعلى بكثير من الماضي، وأصبح الأهل يصابون بخيبة أمل، إذا لم يحصل ابنهم أو ابنتهم على العلامات النهائية، وهذا سبب الاعتقاد الخاطئ بضعف المستوى، لأن الحصول على تقدير (جيد)، أصبح يعني عند الأهل أن الطالب ضعيف، ولا مبرر للفرح بهذه النتيجة.

الطلاب الأجانب غير متفوقين دراسيًا

في كثير من الدول الأوروبية يتجنب مواطنوها الأصليون إلحاق أبنائهم وبناتهم في مدارس، تقبل أبناء المهاجرين من ذوي الأصول التركية أو العربية، ويعتقدون أن وجود أبناء المهاجرين في الصف يتسبب في تراجع المستوى العام لكل التلاميذ، لأن المعلم يكون مضطرًا لتكرار شرح كل معلومة مرة وراء مرة، مراعاة لعدم فهم أبناء المهاجرين للغة الدولة، وعدم التزامهم بعمل الواجبات، لأن الأهل عاجزون عن متابعتهم.

لكن دراسة حديثة تؤكد أن الجذور العرقية لا علاقة لها بمستوى التعليم، وتنفي بذلك ما أعلنه السياسي الألماني العنصري تيو زاراتسين، الذي قال أن معدلات الذكاء في المجتمع الألماني تتراجع بسبب زيادة المواليد من أبناء الأتراك والعرب، وأن النتيجة كانت ستكون أفضل، إذا كان اليهود أكثر إنجابًا في ألمانيا.

وتشير هذه الدراسة إلى أن المستوى الاجتماعي للأسرة، هو الذي يؤثر بصورة كبيرة على مستوى الطالب، وكلما انخفض المستوى المعيشي للأسرة، فإن حظوظ الأبناء في التعليم تكون أكثر تواضعًا، مقارنة بأقرانهم من أبناء الأسر التي تعيش في رخاء، ولذلك فإن أبناء الأسر الفقيرة، أكثر وجودا في المدارس الأضعف مستوى.

لكن القائمين على هذه الدراسة يعترفون بأن غالبية المهاجرين يعيشون في مستوى مادي واجتماعي متواضع، مما ينعكس سلبًا على المستوى التعليمي لأبنائهم وبناتهم، ليس بسبب أصولهم العرقية، بل بسبب أوضاعهم الاقتصادية، وعدم احتلال التعليم أولوية في حياتهم.

كلما قل عدد تلاميذ الصف، ارتفع المستوى التعليمي

هناك اتجاه عام منذ سنوات طويلة بخفض عدد طلاب الصف في جميع المراحل التعليمية، وبعد أن كان عددهم يصل قبل عشرات السنوات إلى 80 طالبًا في الصف الواحد، أصبح العدد لا يتجاوز 30 طالبًا، بل تحرص الكثير من المدارس الخاصة على ألا يزيد العدد في صفوفها على 20، حتى يتمكن المعلم من متابعة أوضاع كل طالب في الصف.

وفي حين يشيد وزراء التعليم في مختلف الدول بهذا التراجع في متوسط عدد طلاب الصف الواحد، ويعتبرونه إنجازًا كبيرًا، استطاعوا تحقيقه بميزانيات ضخمة لبناء المزيد من المدارس، لكن البحوث العلمية لم تتمكن حتى الآن من إثبات وجود علاقة طردية بين تراجع أعداد الطلاب، وتحقيق نتائج دراسية أفضل.

وتؤكد مؤسسة ماكنزي أن جودة هيئة التدريس، هي العنصر الحاسم في مستوى الطلاب، وتوصلت المؤسسة الاستشارية العالمية المرموقة إلى أن الدول ذات المستوى التعليمي المرتفع، تجيد اختيار التربويين القائمين على مهمة التعليم، وتدفع لهم رواتب مجزية، الأمر الذي أثبت فاعليته في الارتقاء بالتعليم، كما أوضحت أن السبب في شعور المعلم بالضغط العصبي لا يتراجع كلما قل عدد الطلاب، بل كلما كان تفاعل الطلاب معه أفضل، وتنصح بتوفير دروس تقوية للطلاب الضعاف، بحيث لا يتسببون في تعطيل الصف عن الاستفادة بالمعلومات الجديدة، بدلا من تكرار المعلومات التي سبق شرحها.

دراسة اللغة اللاتينية، تعلم الطلاب التفكير المنطقي

ابتداء من المرحلة المتوسطة يختار الطلاب في الكثير من المدارس الأوروبية اللغة الأجنبية الثانية، وفي حين يميل الكثير من الطلاب لدراسة الفرنسية أو الإسبانية أو الإيطالية، فإن الأهل غالبًا ما يحثون أبناءهم وبناتهم على دراسة اللغة اللاتينية غير المستخدمة في الحديث، ويرجع اهتمام الأهل بها، لانتشار الرأي القائل بأن دراسة هذه اللغة يعلم الطالب التفكير المنطقي، لأن دراستها تقتضي تحليل عناصر الجملة اللاتينية، حتى يمكن ترجمة معانيها وفهمها، وينبغي على الطالب أن يقوم بإعرابها أولا، ويبحث عن الفعل والفاعل والمفعول به.

لكن العالمة السويسرية إليزبيت شترن من جامعة زيوريخ والبروفيسور لودفيج هاج من جامعة بايرويت الألمانية، يشككان في صحة وجود هذه العلاقة بين دراسة اللاتينية وتنمية التفكير المنطقي لدى الطالب، وأوضحا أنهما أجريا دراسة علمية على الطلاب الذين أمضوا عامين أو ثلاثة أعوام في دراسة هذه اللغة، مقارنة مع زملائهم الذين درسوا لغات أجنبية أخرى، وتوصلوا إلى أن طلاب اللاتينية لم يتفوقوا في التفكير المنطقي على نظرائهم من نفس المرحلة العمرية من دارسي اللغات الأجنبية الأخرى.

كما أثبت العالمان خطأ الاعتقاد الثاني بأن تعلم اللغة اللاتينية يساعد الطالب مستقبلاً في تعلم اللغات الأخرى، وتبين لهما أن الطالب الذي درس اللغة الإسبانية أو الفرنسية، يستطيع تعلم اللغة الأجنبية الأخرى بنفس السهولة، التي يتعلمها دارس اللاتينية، ويشددان على أنه رغم المكانة العالية التي تتمتع بها اللغة اللاتينية، فإن من يدرس اللاتينية، يتعلمها وحدها، ولا تفتح له الأبواب على مصراعيها لتعلم اللغات الأخرى.

الدرس التقليدي الذي يقف فيه ، المعلم أمام التلاميذ سيئ

في غالبية المدارس الحديثة، يكون الصف على شكل دائرة، أو على شكل حلقات، يجلس كل مجموعة طلاب بعضهم مع بعض، وليس للمعلم مكان ثابت في رأس الصف، بل ينتقل من مجموعة لأخرى، ويقف في وسط الدائرة، أو هنا وهناك، المهم ألا يكون أمام اللوح طوال الوقت.

هذا الاتجاه ليس صحيحًا على طول الخط، لأن الطالب الضعيف علميًا، يكون أحوج للاعتماد على المعلم، ويستفيد بصورة أكبر إذا كان المعلم هو الذي يقوم بالشرح طوال الوقت، ويجيب على الأسئلة، أما الطلاب من أبناء الأسر الأكاديمية، والذين يتمتعون بمستوى علمي جيد، فإنهم يستفيدون من طرق التدريس الحديثة في تطوير قدراتهم، وبذلك فإن الدرس التقليدي لا يقل جودة عن طرق التدريس الحديثة إذا تعلق الأمر بشرح حقائق علمية فحسب.

في المقابل إذا كان الهدف من الدرس اكتساب قدرات إضافية في استخدام المعلومات والتعامل معها، فإن طرق التدريس الحديثة تحقق نتائج أفضل، ولذلك توصي مجموعة البحث من جامعة فيينا المعلمين بأن يدمجوا أنماط التدريس التقليدية مع الحديثة، بنسب متوازنة لتحقيق أفضل النتائج، ويقول العلماء إن المكونات التي يضعها الصيدلي في الدواء، هي التي يمكن أن تساعد على الشفاء أو أن تقتل المريض.

التعلم في الصغر كالنقش على الحجر

إذا كان العلماء قد توصلوا إلى أن الطفل الرضيع ينتبه إذا دخل الأب والأم الغرفة، ثم لم يشاهد سوى شخص واحد فقط، واعتبروا أن ذلك دليل على إدراكه المبسط للرياضيات، فإن ذلك لا يعني أبدًا أن يحاول الوالدان في هذه السن أن يلقنوه دروسًا في الجمع والطرح، وإذا عرف الأهل أن الطفل يسمع الموسيقى في بطن أمه، فلا ينبغي أن يقرروا إعطاءه دروسًا في الموسيقى الكلاسيكية قبل أن يخرج إلى الدنيا.

تقول العالمة النمساوية بيرجيت هارل من معهد شارولته برول المتخصص في أبحاث الطفولة المبكرة إن القاعدة التي يجب أن يراعيها الوالدان، هي أن أفضل الطرق للتعلم في السنوات الأولى من العمر، تكون عن طريق اللعب الهادف، ودون انتظار نتائج باهرة من الطفل، لأن ممارسة الضغط على الطفل يجعله ينفر من اللعب ومن التعلم، وينبغي أن يكون الهدف هو إثارة الفضول لدى الطفل.

يتعلم الطلاب في مدارس الصفوة ، أكثر من غيرهم

يرى كثير من الأهل أن العثور على المدرسة المناسبة لأطفالهم مشكلة كبيرة، ويعتقدون أن ارتكابهم لأي خطأ في اختيار المدرسة، سيؤدي إلى تدمير مستقبل الأطفال، لكن فريقًا من العلماء الأمريكيين، يطالب الأهل بالتعامل مع الأمر بهدوء وبدون أي قلق، خاصة إذا تعلق الأمر بما يعتبره الكثيرون مدارس الصفوة، فقد قام الفريق بمقارنة ما يتعلمه التلاميذ في هذه المدارس المرموقة، مع ما يتعلمه زملاؤهم في المدارس العامة، وتبين لهم أن التلاميذ لا يتعلمون في مدارس الصفوة أكثر من غيرهم، وأكدوا على أن الأطفال الأذكياء يحققون نتائج جيدة، مهما كانت المدرسة التي يلتحقون بها.

ونبه العلماء الأمريكيون إلى أن النتائج الباهرة التي يحققها طلاب مدارس الصفوة، لا تعتمد على جهود مميزة من جانب المدرسة، بل لأن إدارة هذه المدارس تحرص على عمل اختبارات قبول، ومقابلات شخصية للطلاب وأولياء أمورهم، لكي تنتقي أفضل الطلاب، وعندها يكون من البديهي أن يحققوا نتائج أفضل من طلاب المدارس التي تقبل جميع من يتقدم إليها سواء كانوا طلابًا متفوقين أو غير ذلك.

يتعلم الطلاب في الصباح الباكر أفضل

تبدأ المدارس في النمسا بين الساعة السابعة والنصف والثامنة صباحًا، حرصًا على أن يبدأ اليوم الدراسي في وقت مبكر، لكن الدراسة التي أعدها علماء أبحاث النوم في كلية الطب بجامعة هايدلبيرج توصلت إلى أن هذا البكور لا يناسب كل الطلاب، خاصة في سن المراهقة، بين سن الثانية عشرة والرابعة عشرة من أعمارهم، لأن ما يعرف باسم (الساعة البيولوجية) والتي يقصد بها شعور الإنسان الداخلي بالوقت، يتعرض في هذه السن لتغيرات كبيرة عند المراهقين، ويؤدي اضطراب الهرمونات إلى أن يصبح الشاب الذي كان ميالا للنوم مبكرًا، إنسانًا عاشقًا للسهر، ويتأخر الشعور بالنعاس إلى بعد منتصف الليل، ولذلك يواجه صعوبة في الاستيقاظ مبكرًا في اليوم التالي.

وتوضح الدراسة أن هذا الاضطراب في الساعة البيولوجية يستمر حتى يصل الشاب إلى سن العشرين، حيث يعود الانتظام في النوم مبكرًا، والاستيقاظ مبكرًا مرة أخرى، ولذلك يطالب هؤلاء العلماء بتأخير بداية اليوم الدراسي، وينبهون إلى أن العديد من الدول مثل إنجلترا والسويد واليابان، جعلت بداية اليوم الدراسي في الساعة التاسعة، وحققت نتائج إيجابية.

تعلم اللغات الأجنبية ، عسير على كبار السن

في الوقت الذي تتبنى الكثير من الدول مبدأ (التعلم مدى الحياة)، فإن البعض يعتقد أن الأشخاص الذين بلغوا سن المعاش مثلا، سيواجهون صعوبات جمة في تعلم اللغات الأجنبية، لكن علماء المخ يؤكدون أن الأشخاص المتقدمين في السن، يتعلمون اللغات الأجنبية بنفس السرعة التي يتعلمها غيرهم ممن هم دونهم عمرًا.

ويؤكد العلماء أن الخبرات التي اكتسبها الأشخاص من كبار السن، تسهم في تعلمهم اللغات الأجنبية، لأن مراكز المخ المسؤولة عن التعرف على المعاني والقواعد اللغوية، متطورة عند الأشخاص من هذه الفئة العمرية المتقدمة، لأنهم قادرون على الاستدلال وعلى ربط المفردات في هذه اللغة الأجنبية بمفردات شبيهة في لغات أخرى.

ولكن العلماء يعترفون بأن صعوبات التعلم التي قد تحدث، تكون ذات علاقة بتراجع القدرة على النظر أو السمع، فإذا جرى مراعاة ذلك في إعداد طرق التدريس، مثل استخدام خط أكبر في الكتابة، ورفع الصوت بدرجة أعلى من المتوسط، فإن عنصر العمر لن يشكل أي عقبة أمام كبار السن لتعلم اللغات الأجنبية.


http://www.tatweer.edu.sa/Ar/MediaCenter/Articles/Pages/24420122.aspx
 

بشرى المطر

عضوية شرفية

معلومات العضو

إنضم
26 يناير 2012
المشاركات
443
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
استاذ انا لااحتاج الى كل هذا الكلام فعلا طلاب
 
استقدام خادمات | مكتب ترجمة معتمد | تصميم تطبيقات الجوال | ارشفة مواقع | شركة تسويق | سعد العتيبي , | ترجمة علامة تجارية
التعليقات المنشورة ﻻ تعبر عن رأي منتدي لغتي وﻻ تتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر
أعلى