نشاط صلاح الدين:
-
63
-
0
-
0
- ملاحظات نقدية على منتهج لغتي الخالدة دعوة للمشاركة
الحمد لله . والصلاة والسلام على رسول الله . وبعد
من البديهي جدا أن مناهج اللغة العربية الجديدة تتميز بكثير جدا من الإيجابيات وتخلو من أكثر العيوب التي كانت في المناهج السابقة . وتتسم بالحداثة والتطور والمسايرة للمفاهيم التربوية الحديثة . فهي نتاج جهود حثيثة ومخلصة قام عليها عدد كبير من التربويين والمعلمين المؤهلين واستمرت عدة سنوات وجربت ونوقشت وعدلت مرارا قبل تعميمها واعتمادها في كافة المدارس . ولذلك فمن إضاعة الوقت أن نشرح ونفصل إيجابياتها الكثيرة . ويكفينا ما كتبه القائمون على المناهج في مقدمة كتاب المعلم من بيان لمميزات المنهج .
غير أن أبرز خواص المنهج الجديد هو التكامل والترابط , بل الدمج الكامل بين مواد وفروع اللغة العربية المعروفة سابقا . وهو ما كان التربويون يطالبون المعلمين بتطبيقه مرارا.
وكذلك تحويل مهمة المعلم من ملقي وملقن إلى مدير ومنسق يدير نشاط الطلاب المتواصل في حل الأسئلة والأنشطة التي يزخر بها الكتاب .حيث يقوم الطلاب أنفسهم بأغلب الأنشطة داخل الحصة .
كما لا ينكر المعلمون أن المنهج الجديد أراح المعلمين من هموم الاختبارات النهائية .
السلبيات
رغم كل الجهود المبذولة لإخراج هذا المنهج الجديد . فقد توجس كثير من المعلمين منه . و انتقده عدد من المختصين . ووجدوا أنه عالج جوانب وأفسد جوانب أخرى . وكانت بعض الانتقادات عامة للمنهج ككل وبعضها لجزئيات ووحدات من المنهج . وفيما يلي أبرز ما لاحظته أنا وغيري من سلبيات :
ب ـ نصاب وتوزيع الحصص : صارت المادة كتلة واحدة مكونة من ست خصص غير قابلة للتجزئة . وهذا أدى إلى تباين واضح وظلم لا مفر منه في توزيع الحصص بين المعلمين في المدرسة الواحدة . ونصاب المعلم إما 24 حصة أو 18 أو 12 أو 6 . لاحظ أن معلم المنهج الجديد قد يكون نصابه الحد الأعلى 24 حصة وعلى سبيل المقارنة معلم الرياضيات نصابه الأعلى عمليا 20 حصة . ونصاب معلم الاجتماعيات الأعلى 21 حصة فقط .
ج ـ درجات المادة : كانت درجات مواد اللغة العربية تستحوذ في السابق على500 درجة من المجموع العام للدرجات في سائر المواد . وهذا يتناسب مع مكانة اللغة العربية وأهميتها . أما الآن فقد صارت اللغة العربية مادة واحدة نصابها 100 درجة فقط لا غير , أي أنها صارت توازي في مكانتها وأهميتها اللغة الإنجليزية والتربية البدنية .
د ـ الإخراج الطولي : أخرج كتاب الطالب بشكل عرضي مثل كراسات الرسم خلافا لكل الكتب المدرسية مقرر ومن ضمنها كتاب النشاط لنفس المادة . وهذا قد يسبب إزعاجا ويؤدي تمزقه سريعا .
هـ ـ الهدر الشكلي : وأقصد بهذه العبارة أن حجم الكتاب يبدو كبيرا وممتلئا . اكن الحواقع أن كثيرا من صفحات الكتاب مهدرة من أحا تدريب شكلي أو أسئلة ورسوم بسيطة ذلت هدف بسيط جدا ( أمثلة : الصفحات 18 ـ 20 ـ 23ـ 61ـ71ـ من الوحدة الرابعة للصف الأول المتوسط )
و ـ بين الكتاب والسبورة :المنهج الجديد أحدث إرباكا في استخدام السبورة . فالمنهج الجديد يعتمد اعتمادا عاما على أسئلة وتدريبات كتابية يتطلب حلها في الكتاب نفسه . ولم يعد للسبورة دور واضح في الدرس إلا ما يجتهده المعلم دون أن يشتت الطلاب بين الكتاب والسبورة .
ب ـ مكون الرسم الكتابي : وهو الخط اختصارا يقدم صورا ودروسا للكتابة بالرقعة أو النسخ بأسلوب غير مناسب إلا للخطاطين والموهوبين . وكان من الممكن عرض لوحات من الخط الجميل لمجرد التذوق وتشجيع المواهب . و إلزام الطلاب بالخط الواضح الذي يمكن لغير كاتبه من قراءته بسهولة .
ج ـ مكون الإملاء : تقلصت جدا مساحة الاهتمام بالقطع الإملائية . وقل مجال تدريب الطالب على كتابة القطع والنصوص التي تعودهم إجمالا على الكتابة بخط واضح وإملاء سليم .. أما القواعد الإملائية التي تدرس قي المنهج فهي مهمة بلا شك . لكن حاجة الطلاب الآن ليست مقتصرة على الهمزات وما إليها . فقد ينجح في كتابة الكلمات المقررة في الدرس ويخطئ فيما سواها .
د ـ المكون المفقود : وأنا هنا استخدم مصطلح المنهج الحديد . والمفقود هو الأدب والتذوق .وما كان يسمى النصوص الأدبية . نعم توجد نصوص شعرية وأدبية في المنهج الجديد . لكنها أقل جودة وأهمية مما كان في السالف . لم يعد في المنهج يهتم بأن يحفظ الطالب نصوصا شعرية . ولم يعد هناك مجال كبير لتنمية الثروة اللغوية من خلال معرفة معاني الكلمات الأدبية ومرادفاتها وأضدادها . لم تعر معرفة الشاعر مهمة يسأل عنها الطالب كما كان في السابق . تقلص كل ذلك على حساب مكونات ليست ذات ارتباط وثيق بمادة اللغة العربية كما سيأتي .
هـ ـ المكونات والدروس المقحمة : ثمت دروس مهمة في المنهج الجديد . لكنها بكل بساطة ليست من دروس اللغة العربية . إنها التي تأتي تحت مكون التواصل الشفهي . مثل : الحوار . إبداء الرأي . إدارة ندوة . إجراء مقابلة . هذه مهارات تحتاج إلى مدربين أكثر من حاجتها إلى معلمين . كما أن المعلمين ليسوا بالضرورة مؤهلين أو مدربين عليها . ولم يدرسوها ضمن مقرراتهم الأكاديمية الجامعية . وحاجة طلاب المرحلة المتوسطة إليها قليلة حدا . مقارنة بالحيز الذي تأخذه من المنهج . وكان يكفي تدريب الطالب مرارا على مهارات القراءة وفنون الإلقاء .
المعوقات
1ـ عدم توفر الوسائل التعليمية : يفترض في المنهج الجديد أن تصاحبه مجموعة متكاملة من الوسائل التعليمية المتنوعة .تسلم لكل مدرسة وتصل إلى كل معلم . لكنكم تعرفون الواقع .
2 ـ ضعف التوافق بين متطلبات المنهج والبيئة التعليمية : تتطلب كثير من مهارات المادة وأنشطته زيارات ورحلات وقاعات تجهيزات لا يمكن توفيرها بسهولة وباستمرار .
3 ـ وجود الفوارق الفردية : هذه الحقيقة التي كان يطالب المعلم بمراعاتها أجد أن المنهج الجديد لم يلتفت إليها في بنيته نهائيا . كيف مثلا أدرب الطلاب على إدارة ندوة فيما كثير منهم لازال يريد من يدربه على القراءة السليمة أو مواجهة زملائه .
المقترحات
اقدر الجهود المشكورة المبذولة في مناهج اللغة العربية الجديدة . ولكن الشجاعة الأدبية تتطلب أن نستمر في التطوير والتعديل . بل في الإلغاء والتغيير إذا تطلب الأمر . وواضح من ورقتي هذه أنها تدعو وتقترح تغييرات شاملة في المنهج . ولذلك لن أكتبها أو أعددها مكتفيا بما تلمح إليه ملاحظاتي السابقة .
وأسأل الله أن يوفقنا جميعا لخدمة ديننا ووطننا وأبنائنا الطلاب . وأن يلهمنا رشدنا ويكتب لنا الإخلاص فيما نكتب ونقول ونفعل ..
من البديهي جدا أن مناهج اللغة العربية الجديدة تتميز بكثير جدا من الإيجابيات وتخلو من أكثر العيوب التي كانت في المناهج السابقة . وتتسم بالحداثة والتطور والمسايرة للمفاهيم التربوية الحديثة . فهي نتاج جهود حثيثة ومخلصة قام عليها عدد كبير من التربويين والمعلمين المؤهلين واستمرت عدة سنوات وجربت ونوقشت وعدلت مرارا قبل تعميمها واعتمادها في كافة المدارس . ولذلك فمن إضاعة الوقت أن نشرح ونفصل إيجابياتها الكثيرة . ويكفينا ما كتبه القائمون على المناهج في مقدمة كتاب المعلم من بيان لمميزات المنهج .
غير أن أبرز خواص المنهج الجديد هو التكامل والترابط , بل الدمج الكامل بين مواد وفروع اللغة العربية المعروفة سابقا . وهو ما كان التربويون يطالبون المعلمين بتطبيقه مرارا.
وكذلك تحويل مهمة المعلم من ملقي وملقن إلى مدير ومنسق يدير نشاط الطلاب المتواصل في حل الأسئلة والأنشطة التي يزخر بها الكتاب .حيث يقوم الطلاب أنفسهم بأغلب الأنشطة داخل الحصة .
كما لا ينكر المعلمون أن المنهج الجديد أراح المعلمين من هموم الاختبارات النهائية .
السلبيات
رغم كل الجهود المبذولة لإخراج هذا المنهج الجديد . فقد توجس كثير من المعلمين منه . و انتقده عدد من المختصين . ووجدوا أنه عالج جوانب وأفسد جوانب أخرى . وكانت بعض الانتقادات عامة للمنهج ككل وبعضها لجزئيات ووحدات من المنهج . وفيما يلي أبرز ما لاحظته أنا وغيري من سلبيات :
- ملاحظات عامة
ب ـ نصاب وتوزيع الحصص : صارت المادة كتلة واحدة مكونة من ست خصص غير قابلة للتجزئة . وهذا أدى إلى تباين واضح وظلم لا مفر منه في توزيع الحصص بين المعلمين في المدرسة الواحدة . ونصاب المعلم إما 24 حصة أو 18 أو 12 أو 6 . لاحظ أن معلم المنهج الجديد قد يكون نصابه الحد الأعلى 24 حصة وعلى سبيل المقارنة معلم الرياضيات نصابه الأعلى عمليا 20 حصة . ونصاب معلم الاجتماعيات الأعلى 21 حصة فقط .
ج ـ درجات المادة : كانت درجات مواد اللغة العربية تستحوذ في السابق على500 درجة من المجموع العام للدرجات في سائر المواد . وهذا يتناسب مع مكانة اللغة العربية وأهميتها . أما الآن فقد صارت اللغة العربية مادة واحدة نصابها 100 درجة فقط لا غير , أي أنها صارت توازي في مكانتها وأهميتها اللغة الإنجليزية والتربية البدنية .
د ـ الإخراج الطولي : أخرج كتاب الطالب بشكل عرضي مثل كراسات الرسم خلافا لكل الكتب المدرسية مقرر ومن ضمنها كتاب النشاط لنفس المادة . وهذا قد يسبب إزعاجا ويؤدي تمزقه سريعا .
هـ ـ الهدر الشكلي : وأقصد بهذه العبارة أن حجم الكتاب يبدو كبيرا وممتلئا . اكن الحواقع أن كثيرا من صفحات الكتاب مهدرة من أحا تدريب شكلي أو أسئلة ورسوم بسيطة ذلت هدف بسيط جدا ( أمثلة : الصفحات 18 ـ 20 ـ 23ـ 61ـ71ـ من الوحدة الرابعة للصف الأول المتوسط )
و ـ بين الكتاب والسبورة :المنهج الجديد أحدث إرباكا في استخدام السبورة . فالمنهج الجديد يعتمد اعتمادا عاما على أسئلة وتدريبات كتابية يتطلب حلها في الكتاب نفسه . ولم يعد للسبورة دور واضح في الدرس إلا ما يجتهده المعلم دون أن يشتت الطلاب بين الكتاب والسبورة .
- ملاحظات داخل المنهج
ب ـ مكون الرسم الكتابي : وهو الخط اختصارا يقدم صورا ودروسا للكتابة بالرقعة أو النسخ بأسلوب غير مناسب إلا للخطاطين والموهوبين . وكان من الممكن عرض لوحات من الخط الجميل لمجرد التذوق وتشجيع المواهب . و إلزام الطلاب بالخط الواضح الذي يمكن لغير كاتبه من قراءته بسهولة .
ج ـ مكون الإملاء : تقلصت جدا مساحة الاهتمام بالقطع الإملائية . وقل مجال تدريب الطالب على كتابة القطع والنصوص التي تعودهم إجمالا على الكتابة بخط واضح وإملاء سليم .. أما القواعد الإملائية التي تدرس قي المنهج فهي مهمة بلا شك . لكن حاجة الطلاب الآن ليست مقتصرة على الهمزات وما إليها . فقد ينجح في كتابة الكلمات المقررة في الدرس ويخطئ فيما سواها .
د ـ المكون المفقود : وأنا هنا استخدم مصطلح المنهج الحديد . والمفقود هو الأدب والتذوق .وما كان يسمى النصوص الأدبية . نعم توجد نصوص شعرية وأدبية في المنهج الجديد . لكنها أقل جودة وأهمية مما كان في السالف . لم يعد في المنهج يهتم بأن يحفظ الطالب نصوصا شعرية . ولم يعد هناك مجال كبير لتنمية الثروة اللغوية من خلال معرفة معاني الكلمات الأدبية ومرادفاتها وأضدادها . لم تعر معرفة الشاعر مهمة يسأل عنها الطالب كما كان في السابق . تقلص كل ذلك على حساب مكونات ليست ذات ارتباط وثيق بمادة اللغة العربية كما سيأتي .
هـ ـ المكونات والدروس المقحمة : ثمت دروس مهمة في المنهج الجديد . لكنها بكل بساطة ليست من دروس اللغة العربية . إنها التي تأتي تحت مكون التواصل الشفهي . مثل : الحوار . إبداء الرأي . إدارة ندوة . إجراء مقابلة . هذه مهارات تحتاج إلى مدربين أكثر من حاجتها إلى معلمين . كما أن المعلمين ليسوا بالضرورة مؤهلين أو مدربين عليها . ولم يدرسوها ضمن مقرراتهم الأكاديمية الجامعية . وحاجة طلاب المرحلة المتوسطة إليها قليلة حدا . مقارنة بالحيز الذي تأخذه من المنهج . وكان يكفي تدريب الطالب مرارا على مهارات القراءة وفنون الإلقاء .
المعوقات
1ـ عدم توفر الوسائل التعليمية : يفترض في المنهج الجديد أن تصاحبه مجموعة متكاملة من الوسائل التعليمية المتنوعة .تسلم لكل مدرسة وتصل إلى كل معلم . لكنكم تعرفون الواقع .
2 ـ ضعف التوافق بين متطلبات المنهج والبيئة التعليمية : تتطلب كثير من مهارات المادة وأنشطته زيارات ورحلات وقاعات تجهيزات لا يمكن توفيرها بسهولة وباستمرار .
3 ـ وجود الفوارق الفردية : هذه الحقيقة التي كان يطالب المعلم بمراعاتها أجد أن المنهج الجديد لم يلتفت إليها في بنيته نهائيا . كيف مثلا أدرب الطلاب على إدارة ندوة فيما كثير منهم لازال يريد من يدربه على القراءة السليمة أو مواجهة زملائه .
المقترحات
اقدر الجهود المشكورة المبذولة في مناهج اللغة العربية الجديدة . ولكن الشجاعة الأدبية تتطلب أن نستمر في التطوير والتعديل . بل في الإلغاء والتغيير إذا تطلب الأمر . وواضح من ورقتي هذه أنها تدعو وتقترح تغييرات شاملة في المنهج . ولذلك لن أكتبها أو أعددها مكتفيا بما تلمح إليه ملاحظاتي السابقة .
وأسأل الله أن يوفقنا جميعا لخدمة ديننا ووطننا وأبنائنا الطلاب . وأن يلهمنا رشدنا ويكتب لنا الإخلاص فيما نكتب ونقول ونفعل ..