إن بداية مرحلة الطفولة المتوسطة هي نقطة الانطلاق نحو الحياة المدرسية و الاجتماعية في معظم النظم التعليمية والتربوية ومن هنا جاءت أهمية عناية المربين في المدارس وأولياء أمور الطلاب بمظاهر النمو المتميزة لهذه المرحلة ومايرتبط بهامن سمات أو خصائص جسمية وعقلية وانفعالية واجتماعية بما يمهد السبيل وينير لهم الطريق لتهيئة الرعاية المناسبة لهذه الجوانب النمائية والسلوكية. فتقوم المدرسة برسالتها التربوية التعزيزية والتصحيحية للأنماط السلوكية التي سبق للطفل إنجازها أو اكتسابها في بيئة المنزل وإعداده للحياة المستقبلية المناسبة , وتعكف الأسرة على مواصلة ما بدأت به من تنشئة اجتماعية على بصيرة ثافبة وحقائق علمية وأسس تربوية صحيحة للتنقل بالطفل إلى ماتتطلبه المراحل التالية من صحة متكاملة وتوافق سوي .
خصائص النمو الجسمي والفسيولوجي
تتميز مرحلة الطفولة المتوسطة بالنمو الجسمي البطيء والمستمر . وتكون التغيرات النمائية في جملتها تغيرات في النسب أكثر منها زيادة الحجم . ويطرد النمو الفسيولوجي باستمرار ، حيث يتزايد ضغط الدم ويزداد سمك الألياف العصبية وعدد الوصلات بينها ويكون معدل النمو في هذه المرحلة في حدود (11) ساعة يوميًا . ولتحسين الظروف الغذائية والصحية دور كبير في رعاية النموالجسمي الفسيولوجي للطفل في هذه المرحلة .
مايجب على الأسرة عمله
1 ـ تعويد الطفل على العادات الصحيحة والسليمة مثل نظافة الجسم والأسنان والعينين والأذنين وتقليم الأظافر .
2 ـ الاهتمام بسلامة قوام الطفل . وذلك بعدم تحميله جميع كتبه الدراسية في حقيبته و إنما وفق الجدول الدراسي .
3 ـ الاهتمام بالغذاء الجيد للطفل بحيث يحتوي على جميع العناصر الغذائية المتوازنة مع الاهتمام بوجبة الإفطار في البيت قبل الذهاب إلى المدرسة .
4ـ عدم إحضار الحلويات والشكولاته والمشروبات الغازية إلى المنزل , لأن تناولها من قبل الطفل له آثار غير صحية وسيئة .
5 ـ استكمال التطعيمات الطبية والجرعات المنشطة من قبل المراكز الصحية .
6 ـ الاهتمام بجوانب الوقاية من الحوادث المنزلية كالحرائق وغيرها .
7 ـ الاهتمام بعادات النوم السليمة من حيث اختيار الأوقات والفترات الكافية .
خصائص النمو الحركي
وتظهر من خلال نمو العضلات الكبيرة والصغيرة للطفل حيث يزداد نمو التآزر بين العضلات الدقيقة مثل التآزر بين العين واليد وتزداد مهارة الطفل في التعامل مع الأشياء والمواد , وتزداد مهاراته الجسمية في التأثير على مكانته بين أقرانه وتكوين مفهوم إيجابي للذات , ويتقن الطفل تدريجيًا المهارات الجسمية الضرورية للألعاب الرياضية المناسبة للمرحلة .
مايجب على الأسرة عمله
1ـ توفير أنواع النشاط الحركي الملائم التي يمكن للأطفال مزاولتها مثل الدراجات و ألعاب الجري والقفز والحاسب الآلي وتشجيعهم على الكتابة .
2ـ توفير فرصة الترفيه البريء ، من خلال القيام برحلات عائلية يزاول فيها الطفل شتى الألعاب الحركية .
3ـ الاستفادة من الخدمات الرياضية للأطفال والتي تقدمها بعض المؤسسات كالأندية أو المراكز الصيفية .
4ـ مراجعة المرشد الطلابي أو المستشفى أو العيادات المتخصصة في حالة اتصاف الطفل بالنشاط الحركي غير المعتاد
خصائص النمو الجسمي
خصائص النمو الجسميتتضح هذه الخصائص في القدرة على الإدراك الحسي للأطفال من خلال بعض العملـيات الحسية (القراءة أو الكتابة) , والتعرف على الأشياء من خلال ألوانها و أشكالها و أحجامها و روائحها , والقدرة على التعرف على الحيوانات من حيث التذكير أو التأنيث , ومعرفة الأشكال الهندسية والأعداد والعمليات الحسابية الأساسية وإدراك الحروف الهجائية وتركيبها في كلمات أوجمل مع ملاحظة صعوبة التمييز بين الحروف المتشابهة أحيانًا في بداية التعليم .ويتميز النمو الحسي للأطفال ابتداء من سن السادسة(6) بالتوافق البصري والسمعي واللمسي والشمي والتذوقي الذي يتجه نحو الاكتمال بالتدريب في نهاية المرحلة, مع وجود بعض الصعوبات الحسية عند البعض يمكن ملاحظتها وفهمها ومعالجتها مبكراً .
مايجب على الأسرة عمله
1ـ يتدرب الطفل على اكتساب القدرة على التمييز بين الأشياء المرئية أو الموسوعة أو المقروءة أو التي يمكن تذوقها مثل الأطعمة أوالتي يمكن لمسها من حيث حرارتها أو برودتها أو نعومتها أو خشونتها .
2ـ توفير الكتب والقصص المصورة أو المجلات الخاصة بالأطفال والتي يمكن للطفل التعلم عن طريقها والاستفادة من المذياع والتلفاز الموجودة بالمنزل.
3ـ تشجيع الطفل على قراءة اللوحات العامة في الشوارع أو الأسواق .
4ـ توفير الألعاب التي تشجع الطفل على تنمية الإدراك والتفكير مثل المكعبات وغيرها .
5ـ تعزيز دافع حب الاستطلاع لدى الأطفال عند محاولاتهم اللعب ببعض الأدوات الخردة أو الأجهزة غي الصالحة للاستعمال و الإجابة عن تساؤلاتهم المختلفة بطريقة تربوية مناسبة .
6ـ زيارة المعالم الحضارية والأثرية في المدينة و القرية و كذلك المنتزهات و الحدائق و ذلك لإثراء الجانب الحسي لدى الأطفال .
7ـ الكشف الدوري على الحواس و المبادرة بعلاج أمراض العيون و الأذنين و غيرها .
8ـ الحرص على تجنيب الطفل أخطار المؤثرات الحسية و البصرية أو السمعية الشديدة ؛ لأنه قد يكون لها نتائج سلبية على الحواس
9ـ تزويد الطفل الذي يعاني من مشكلات سمعية أو بصرية بأجهزة التصحيح أو أجهزة التعويض السمعية
خصائص النمو العقلي
يتميز النمو العقلي للطفل في هذه المرحلة بالسرعة من حيث القدرة على التعلم والتذكر والتفكير والتخيل وكذلك نمو الذكاء وحب الاستطلاع ونمو المفاهيم و إدراك العلاقة بين الأسباب والنتائج ، وإدراك مفهوم النقود والقدرة على صرفها ، واستبدالها والتعامل معها . ويتأثر النمو العقلي للطفل سالبًا وإيجابًا بالمستوى الاجتماعي والثقافي والاقتصادي للأسرة ؛ وكذا بالمدرسة ووسائل الإعلام .
ويرتبط النمو العقلي إلى حد كبير بالنمو الاجتماعي والانفعالي لدى الأطفال ، لذلك نجد الأطفال الذين يعتمدون على والديهم يكون تقدمهم العقلي أقل من أقرانهم الذين يقطعون شوطًا أكبر في طريق استقلالهم الاجتماعي والانفعالي .
مايجب على الأسرة عمله
1ـ توفير المثيرات التربوية المناسبة لنمو الأطفال العقلي في المنزل كالكتب والقصص والألعاب التي تتطلب قدرات معينة من التفكير ، وعقد المسابقات الثقافية بين الأطفال ، والاستفادة من التلفاز و الحاسب الآلي من خلال البرامج التي تعمل على تنمية جوانب النمو العقلي بأبعادها المختلفة .
2ـ تشجيع حب الاستطلاع لدى الطفل وتنمية ميوله واتجاهاته وقدراته ومحاولاته الابتكارية .
3ـ تشجيع الطفل على الاعتماد على النفس عند آداء الواجبات المنزلية ، ولا بأس من المساعدة بطريقة غير مباشرة .