من أجمل ما قرأت : مرقة رقبة بقرة علي القرقبي ... للمعلمين والمعلمات

معلومات العضو

إنضم
19 أكتوبر 2010
النقاط
0
نشاط استغفرالله العظيم:
65
0
0
  • من أجمل ما قرأت : مرقة رقبة بقرة علي القرقبي ... للمعلمين والمعلمات

من أجمل ما قرأت : مرقة رقبة بقرة علي القرقبي ... للمعلمين والمعلمات
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[
بقلم د/محمد بن أحمد الرشيد
وزير المعارف بالمملكة سابقاً
الأعمال الكبيرة تحتاج إلى همم كبيرة، مع رغبة صادقة في التعامل مع المواقف بصدق وإخلاص . . .
قال: بداية القصة كانت حين كلفت بتدريس مادة القرآن الكريم والتوحيد للصف الثالث الابتدائي قبل نهاية الفصل الدراسي الأول بشهر واحد، حينها طلبت من كل تلميذ أن يقرأ، حتى أعرف مستواهم، وبعدها أضع خطتي حسب المستوى الذي أجده عندهم.
فلما وصل الدور إلى أحد التلاميذ وكان قابعاً في آخر زاوية في الصف، قلت له اقرأ.. قال الجميع بصوت واحد (ما يعرف، ما يعرف يا أستاذ)؛ فآلمني الكلام، وأوجعني منظر الطفل البريء الذي احمر وجهه، وأخذ العرق يتصبب منه، دق الجرس وخرج التلاميذ للفسحة، وبقيتُ مع هذا الطفل الذي آلمني وضعه، وتكلمت معه، أناقشه، لعلي أساعده، فاتضح لي أنه محبط، وغير واثق من قدراته، حتى هانت عليه نفسه؛ لأنه يرى أن جميع التلاميذ أحسن منه، وأنه لا يستطيع أن يقرأ مثلهم، ذهبت من فوري، وطلبت ملف هذا الطفل؛ لأطلع على حالته الأسرية، فوجدته من أسرة ميسورة، ويعيش مع أمه، وأبيه، وإخوته، وبيته مستقر، واستنتجت بعدها أن الدمار النفسي الذي يسيطر عليه ليس من البيت والأسرة، بل إنه من المدرسة، ويرجع السبب حتماً إلى موقف محرج عرض له من معلم، أو زميل صده بعنف، أو تهكم على إجابته، أو قراءته، شعر بعدها بهوان النفس والإحباط، وأخذت المواقف المحرجة والإحباطات تتراكم عليه في كل حصة من المعلمين والزملاء، عندها فكرت جدياً في انتشال هذا الطفل مما هو فيه، خاصة وأنني أعرف بحكم الخبرة مع الأطفال أن كل ذكي حساس، وكل ذكي مرهف المشاعر، ولا يدافع عن نفسه، ولا يدخل في مهاترات قد يكون بعدها أكثرخسارة.
وبدأت معه خطتي، بأن غيرت مكان جلوسه، وأجلسته أمامي في الصف الأول، وقررت أن أعطي هذا التلميذ تميزاً لا يوجد إلا فيه وحده، ليتحدى به الجميع، وعندها تعود له ثقته بنفسه، ويشعر بقيمته وإنسانيته بين زملائه، خاصة بعد أن عرفت قوة ذكائه.
كتبت له جملة صعبة النطق، وأفهمته معاني كلماتها، حتى يتخيلها فيسهل عليه حفظها. كنا نرددها ونحن صغار، كتبتها على ورقة صغيرة، ووضعت عليها الحركات، وقلت له: احفظ هذه الجملة غيباً بسرعة، ولا يطَّلع عليها أحد من أسرتك، ولا من زملائك، وراجعتها معه خلسة عن أعين التلاميذ حين خرجوا إلى الفسحة، إذ لم يكن هو حريصاً على الفسحة، لأنه ليس له صاحب ولا رفيق، وكنت قد عودت تلاميذي على أن أروي لهم قصة في نهاية كل حصة شريطة أن يؤدوا كل ما أكلفهم به من حفظ وواجبات، وإذا تعثر بعضهم أو أحدهم في الحفظ أو الواجب منعت عنهم القصة، ليساعدوا زميلهم المتعثر في حفظه، أو واجبه، ويعاتبوه لأنه ضيَّع عليهم القصة. بعدها التزم الجميع بواجباتي لهم؛ حفاظاً على رضاي، وتشوقاً إلى استمرار القصة.
وفي أحد الأيام، وبعد أن قام الجميع بالتسميع طلبوا مني إكمال قصة الأمس، فقلت لهم: إلى أين وصلنا فيها؟ قالوا: وصلنا عند السيدة حليمة السعدية مرضعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - في ديار بني سعد، ماذا حدث بعد ذلك؟ فقلت لهم: لن أكملها لكم اليوم، فتساءلوا جميعاً: لماذا يا أستاذ؟ كلنا أدينا التسميع والواجبات!
قلت لهم: عندي قصة جديدة، أرويها لكم اليوم فقط، وغداً نعود لإكمال قصة الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - قالوا وما هي؟ فسردت عليهم قصة من خيالي، من أجل أن أُدخل فيها الجملة الصعبة التي حفظها ذلك الطالب وفهمها سلفاً، وقلت لهم: إن هناك جماعة يسكنون قرية واحدة يقال لهم (القراقبة)، كانوا يحتفلون بعيد الأضحى، ويذبحون فيه البقر، ويتفاخرون بذبائحهم، حتى أن كل واحد منهم يربي بقرته من شهر الحج إلى شهر الحج سنة كاملة، يغذيها بأجود الأعلاف، حتى تكون سمينة، وكان عند (علي القرقبي) بقرة يربطها أمام باب بيته في القرية، وكانت أكبر وأسمن بقرة في القرية كلها، والكل يتمنون متى يأتي الحج، وتذبح هذه البقرة، ليشربوا من مرقها، ويأكلوا من لحمها.
ولكن المشكلة أن أهل القرية عندهم عادة هي أنهم إذا ذبحوا الأضاحي يطبخون رقابها، ويضعون المرق في أوانٍ، تجمع في المكان الذي يتعايدون فيه، فدخل الشباب وأخذوا يتذوقون المرق من كل إناء، فصاح أحدهم مفتخراً بذكائه: عرفتها، عرفتها، فقالوا له: ماذا عرفت؟
قال: (أنا عرفت مرقة رقبة بقرة علي القرقبي من بين مراق رقاب أبقار القراقبة)
وبعد هذه العبارة قلت لتلاميذي: من الذكي الذي يعيد هذه العبارة، فتفاجأوا جميعاً، وطلبوا مني إعادتها، فأعدتها لهم، وقلت: من الذكي الذي يعيدها؟ فحاول رائد الصف، والذين يشعرون في أنفسهم بالتميز، فلم يستطيعوا إعادة حتى ثلاث كلمات منها، فقلت لهم: هذه لا يستطيع أن يقولها إلا ذكي فهم معناها، أين الذكي فيكم؟ والذي يريد المشاركة أطلب منه الخروج عند السبورة ومواجهة زملائه، وأنا أنظر إلى هذا التلميذ، فإذا نظرت إليه يخفض يده؛ لأنه يخشى الإخفاق، فثقته بنفسه معدومة، خاصة أنه رأى فلاناً وفلاناً من الذين يشار إليهم بالبنان يتعثرون، وأين هو من هؤلاء الذين أخفقوا؟ وإذا أعرضت عنه ألمحُ أنه يرفع إصبعه عالياً. وبعد أن عجز الجميع طلبت من هذا الصبي:
1- أن يقول الجملة وهو جالس في مكانه، وذلك لخوفي عليه إذا خرج ونظر إلى التلاميذ أن يصيبه البكم الاختياري، من شدة خجله وحساسيته، فقالها وهو جالس على كرسيه؛ فصفقت له، وإذا بي أنا الوحيد المصفق، وكأن التلاميذ لم يصدقوني، لأنه قالها بصوت خافت، علاوة على أن التلاميذ لم يلقوا له بالاً.
2- طلبت منه إعادتها مرة ثانية، ولكن أمرته بالوقوف في مكانه، مع رفع الصوت، وابتسمت في وجهه، وقلت له: أنت البطل، أنت أذكى من في الفصل، فقام وأعاد الجملة، ورفع صوته، فصفقت له أنا ومن حوله من التلاميذ، فقال الآخرون: قالها يا أستاذ! قلت نعم، لأنه ذكي.
3- الآن وثقت من هذا التلميذ العجيب بعد أن حمسته، وشجعته، وظهر لي ذلك في نبرات صوته. فقلت: أخرج أمام السبورة، وقلها مرة أخرى، وأخذت أشحذ همته وشجاعته، أنت الذكي، أنت البطل، فخرج وقالها والجميع منصتون، ويستمعون في ذهول.
4- ثم طلب مني التلاميذ أن آمره بأن يعيدها لهم.. فرفضت طلبهم، وقلت لهم: اطلبوا أنتم منه. وهدفي من ذلك أولاً: أن أشعرهم أنه أحسن منهم، وأنه ذكي، وثانياً: حتى يثق هو بنفسه، وأن التلاميذ يخطبون وده، وأنه مهم بينهم، وثالثاً: أن الفهم الذي عنده ليس عند غيره، وأن التلعثم وتقطيع الكلام الذي كان يصيبه أصاب جميع زملائه في هذا الموقف.
5- وطلبوا منه الإعادة مرة أخرى، فأخذت بيده، وقلت لهم أتعبتموه وهو يعيد لكم وأنتم لا تحفظون، ولا تفهمون، لأنني على ثقة أنهم سيطلبون إعادتها منه مرات كثيرة، فتركت ذلك له حتى يزداد ثقة بنفسه.
6- دق جرس انتهاء الحصة، وجاء وقت النزول إلى فناء المدرسة للفسحة، فلم يخرجوا من الصف إلا بهذا الطالب معهم، وأخذوا ينادونه باسمه، وكوّنوا كوكبة تمشي وهو يمشي بينهم كأنه قائد، أو لاعب كرة يحمل الكأس، والفريق من حوله، فخرجت خلفهم، وشاهدت التلاميذ ينادون إخوانهم وأصدقاءهم في الصفوف العليا، ويجتمعون حول هذا الطالب النجيب وهو يعيد لهم، وهم يرددون خلفه، وهو يصحح لهم، وكثر أصدقاء هذا الولد وجلساؤه بعد أن كان نسياً منسياً، ووثق بنفسه، وفي هذا اليوم نفسه طلبت منه أن يعرض هذه الجملة على أبيه وأمه، وإخوته، وجميع معارفه، وأن يتحداهم بإعادتها، وما هو إلا أسبوع واحد وجاءت إجازة نصف العام، وهنا ينبغي التنويه إلى أن حفظ تلك العبارة جاء نتيجة الفهم لمعناها. إذ إن عدم إدراك مفهوم كل كلمة فيها سيجعل حفظها حفظاً ببغاوياً، وهو ما ليس ينشده التربويون.
وبعد الإجازة جاء والده إلى المدرسة، ولأول مرة أقابله، فقال: جزاك الله خيراً يا أستاذ، بارك الله لك في أولادك، جزاء ما فعلت مع ولدي، وقال: لقد سألني الأقارب الذين زارونا في الإجازة: من هو الطبيب الذي عالجت عنده ولدك، إذ كنا نعرفه يتهته في كلامه، خجولاً منطوياً على نفسه، والآن تحدى الكبار والصغار رجالاً ونساءً، وتحداهم بإعادة جملة صعبة، عجزنا نحن أن نرددها بعده، فقلت لهم إنه معلمه عوض الزايدي، جزاه الله خيراً.
واستمرت علاقتي بالأب حتى الآن، وأخذ يخبرني عن ولده، وأنه انطلق بعد هذه القصة العلاجية وحقق ما لم يكن متوقعاً أبداً:
1- حفظ القرآن الكريم حاملاً، وأصبح عضواً فاعلاً في نشاطات الجماعة ورحلاتها.
2- تخرج في الثانوية العامة القسم العلمي بامتياز، حيث حقق 96% في المجموع الكلي للدرجات.
3- التحق بالجامعة قسم الرياضيات، وفي كل سنة دراسية كان ينال الكثير من شهادات الشكر والثناء والتميز، حتى أنه تخرج بامتياز مع مرتبة شرف.
4- عُين معيداً في إحدى الكليات بجامعاتنا.. وعلمت أنه حصل على قبول للدراسات العليا في واحدة من أعرق الجامعات العالمية، ولا يزال المستقبل الواعد ينتظره بالكثير، خاصة أنه ذاق حلاوة تميزه.
هذا ... وإني لعلى يقين من أن أحداث هذه القصة الكبيرة جداً.. العظيمة أثراً لا تحتاج إلى تعليق، أو في حاجة إلى ثناء وتقدير للمعلم الذي هو بطلها، وفاعل حقيقي لأحداثها، وإني لأدعو الكُتَّاب إلى تلمس مثل هذه النجاحات وإبرازها، وعدم الإقلال من شأنها؛ لأن لها مردودها العظيم على الأجيال كلها، كما عرفنا. هكذا تكون التربية الناجعة، وهكذا المربي المحلق الناجح
نعم المعلم
..........................
منقووول للافادة
 

ابو محالة

عضو مميز

معلومات العضو

إنضم
22 أكتوبر 2010
المشاركات
68
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
جزاك الله خيراً على نقل هذه القصة الجميلة جداً والتي تحمل في طياتها الكثير والكثير
 

سنةأولى

عضو مميز

معلومات العضو

إنضم
29 أكتوبر 2010
المشاركات
68
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
قصة رائعة أعجبتني لما تحمله من أساليب تربوية وإبداع في التعامل مع الصغار وخاصة مع من تعتريهم حالات من الخجل أوعدم الثقة بالنفس أو الضعف - جزاك الله كل خير
 

هديل الطير

مشرفة الأقسام العامة

معلومات العضو

إنضم
23 يونيو 2010
المشاركات
5,170
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الموقع الالكتروني
،،


استمتعت وانا اقرا حروف هذه القصة

ابارك الله في هذا المعلم ..


،،
 

اسماء ابراهيم

مشرف(المرحلة المتوسطة)

معلومات العضو

إنضم
20 سبتمبر 2010
المشاركات
1,311
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
الرياض
لمثل هذا المعلم نقف احتراما
فهذا هو صاحب الرسالة لااصحاب النظريات والتعاميم الورقية التي تعودبنا الى الوراء
نقول منهج مطور يقولون اين دفتر التحضير ؟؟؟؟
 

مربية الأجيال

عضوية شرفية

معلومات العضو

إنضم
24 أكتوبر 2010
المشاركات
1,136
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
ماأجمل هذه القصه---وياحظ المعلم بالأجر
 

د. حنان آل مرعي

عضو ذهبي

معلومات العضو

إنضم
11 أكتوبر 2010
المشاركات
165
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
منطقة عسير/أبها
إذا كان المعلّم مخلصًا وراغبًا في تحقيق أهدافه سيبدع كهذه القصّة وأمثالها، نسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في العمل.
 

حق أولى

عضو ذهبي

معلومات العضو

إنضم
26 أكتوبر 2010
المشاركات
181
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
مدينة الورد الطائف
ألف شكر على الموضوع , الاستاذ عوض الزايدي من المعلمين المميزين في المملكة في تدريس الصف الاول الابتدائي , وهو الان المالك لمدرسة طلائع المبدعين الاهلية في الطائف

على لسان احد الزملاء اشتغل عنده عام كامل يقول : تدريس الصف الاول الابتدائي عند عوض الزايدي ( فن ) دائما يرحب بالمعلمين الذين يريدون الاستفاده منه , ولخبرته في التعليم الان هو مسؤول عن تعليم

الكبار في تعليم الطائف , له الكثير من الاصدارات التعليمية تباع في المكتبات من وسائل وكراسات ............... احد اصداراته كتب عليها باللون الاحمر نقدك للطفل تدمير , و مدحك للطفل تعمير ........... تحياتي
 

صادق الشوق

عضو نشط

معلومات العضو

إنضم
12 مارس 2011
المشاركات
40
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
درس مفييد لنا جميعا

وطريقه ليست بالصعبه ولكن الارادة الاراده

تفعل الكثير في أبنائنا والتشجيع يكمل النقص .

لك كل الشكر أخي الكريم على هذا النقل الجميل

تحيتي لك
 

تغريد الجهني

عضو فضي

معلومات العضو

إنضم
22 سبتمبر 2010
المشاركات
116
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
مكة
اللهم بارك له فيما فعل واجعله في موازين حسناته ..

فعلا عجبا كلمة فقط جديرة أن تبني مستقبل , وضدها وبنفس القوة تهدم أنسان فعالا ..
واجهت وبحكم تدريسي بقرية كثيرا وكثير من هذه النماذج .
كنت متفاعلة مع هذا المنهج الجديد والذي يجعلنا في سبيل لتطوير نحن أيضا وليس الطالبات فقط , وبالفعل وجدت الكثير من الخجل المرتبط بإحباط , والريبة من التدني حتى قالت إحداهن صريحة لما قلت أعلموا وأمنوا أن هناك مستقبل مبهر ينتظرك , ثقي بذلك فقط لتفاجئني قائلة : أتمنى أكون مثلك قلت بل ربما أفضل مني , قالت لااا أبدا أنا ما أعرف أقرأ ولا أفهم بسرعة , وبالفعل هي كانت من الطالبات المخفقات عندي ولا تجيد حتى القراءة . هنا تنبأت أن الطالبة ترسخت معان الفشل والكسل وأصبحت ملاصقة ملازمة لها , فأخبرتها بل أنت من أفضل الطالبات عندي أنا أعترف لك أنك مميزة والدليل مشاركاتك الأمر فقط يحتاج أن تتدربي على القراءة وتجعلي لك مفكرة خاصة تكتبين فيها .فقط تمرسي واستعدي , قرأت المرة الأولى ولم تجد وجعلت لها فرصة ثانية لتتقن , وعادت المرة الثانية وكانت افضل قليلا ’ ولما قرأت المرة الثالثة كانت أفضل .. أخبرتها حينها أنها لم تنقص إلا درجة فقط عن الدرجة الكاملة وكانت بالفعل قد أجادت .. لم أورد حديثي هنا من باب التباهي والرياء , ولكن لأخبركم أن المعلم والمعلمة هما الركيزة الأولى لتأسيس الثقة عند الطلبة والطالبات , وهذا الموقف أيضا أنا تعلمت أن أحرص على كلامي , ومعاملتي لطالباتي , ولأان لا أجعل منهم السبيل لتنفيس الضغوطات عليهم , وأن كنت لا أنكر أني لست منزهة عن ذلك .. فغفر الله لنا ولكم ..
 

روورر

عضو مبتديء

معلومات العضو

إنضم
20 مارس 2011
المشاركات
5
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
جزاك الله خيرا:d
 

روورر

عضو مبتديء

معلومات العضو

إنضم
20 مارس 2011
المشاركات
5
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
فتح الاندلس

في عام 86 هـ وفي زمن الوليد بن عبد الملك الأموي تولى موسى بن نصير المغرب
فأخضع البربر ، ونشر الأمن في هذه الربوع ، واستطاع أن يفتح طنجة

فترك بها حامية يقودها مولاه طارق بن زياد

وعهد إليه بالعمل على نشر الإسلام في المنطقة ، وعسكر طارق بمن معه من

المسلمين على سواحل بحر الزقاق ، وبدأت أنظارهم تتجه نحو أسبانيا

وعاد موسى إلى القيروان ، وعلم طارق أن ميناء سبتة على مقربة منه فبدأ يتحرك نحوه

وكان حاكم سبتة يليان قد تحرر من سلطان الدولة البيزنطية ، وأصبح كالحاكم المستقل في سبتة وماحولها

واحتك يليان بالمسلمين وأحس بقوتهم وضغطهم عليه ، فعمل على كسب ود طارق بن زياد

وكان طارق يتطلع لفتح أسبانيا ، فراسل يليان ولاطفه وتهاديا حتى يستفيد منه

وأما الأندلس ( أسبانيا ) فقد حكمها القوط منذ عام 507 م ، غير أن أمرهم بدأ يضعف

وقسمت أسبانيا إلى دوقيات ، يحكم كل منها دوق ، يرجـع في سلطنته إلى الملك في طليطلة

وقسم المجتمع إلى طبقات : أعلاها طبقة الأشراف أصحاب الأموال

والمناصب وحكام الولايات والمدن والإقطاعيون

ثم طبقة رجال الدين الذين ملكوا الضياع وعاملوا عبيدهم بالعسف ، ثم طبقة المستخدمين

وهم حاشية الملك وموظفو الدولة ، ثم الطبقة الوسـطى وهم الزراع والتجار والحرفيين وقد أثقلوا بالضرائب

وأخيراً الطبقة الدنيا وهم الفلاحين والمحاربين والعاملين في المنازل ، وبلغ البؤس بأهل أسبانيا أن

حل بهم الوباء في السنوات : 88 ، 89 ، 90 هـ حتى مات أكثر من نصـف سكانها .

وفي عام 709 م تولى العرش وتيكا الذي يسميه العرب غيطشة ، ولكنه عزل في نهاية السنة نفسها ثم قتل

واستلم الحكم بعده أخيلا ، وفي العام التالي710 م وصل ردريك - ويسميه العرب لذريق إلى الحكم بعد عزل أخيل

وغرق لذريق في الشهوات حتى نفرت منه القلوب ، وانقسمت البلاد في عهده

فظهـر حزب قوي بزعامة أخيلا الذي حاول استرداد عرشه وحزب آخر ناصر الملك

ولما كان يليان حليفاً لغيطشة فقد حـاول مد يد العون إلى حليفه ، ولكن أنصار لذريق ردوه عن

الأندلس إلى العدوة الإفريقية ، فتحصن في سبتة ، وأخذ يرقب الأحداث

وتذكر الروايات أن يليان هو الذي دعا موسى لغزو الأندلس

وذلك أن يليان كان قد أرسل ابنته إلى قصر لذريق لتتأدب

وتنشأ فيه أسوة بغيرها من بنات القوط في ذلك الزمان ، وأن لذريق بصر بالفتاة وطمع فيها ونال منها

فكتبت إلى أبيها بخبرها ، فدفعه ذلك إلى التفكير في الانتقام من لذريق

فاتصل بطارق وزين له فتح الأندلس

وجعل نفسه وأتباعه أدلاء للمسلمين بعد أن اطمـأن إليهم ، وزار يليان موسى بن نصـير

في القيروان لإقناعـه بسهولة الفتح ، وطبيعي أن يشك موسى في صحة المعلومات

فطلب من يليان أن يقوم بغارة سريعة ، ففعل وعاد محملاً بالغنائم

وليس هذا هو السبب الحقيقي للفتح ، ولكنه عجل به وساعد عليه ، وإلا فأعين طارق بن زياد على

الأندلس منذ أن وصل طنجة ، ثم إن المسلمين فتحوا فرنسا وسويسرا

وصقلية وجزر المتوسط كلها دون مساعدة يليان

كما أن المسلمين منذ أيام عثمان بن عـفان رضي الله عنه يفكرون بفتح القسطنطينية من جهة أوروبا

بعد فتح الأندلس ، وقال عثمان حينها : إن القسطنطينية إنما تفتح من قبل البحر

وأنتم إذا فتحتـم الأندلس فأنتم شركاء لمن يفتح القسطنطينية في الأجر آخر الزمان

وكتب موسى يستأذن الخليفة بدمشق ، فجاء رد الخليفة الوليد : أن خضها بالسرايا حتى تختبرها

ولا تغرر بالمسلمين في بحر شديد الأهوال، فكتب إليه موسى : إنه ليس ببحر

وإنما هو خليج يكاد الناظر أن يرى ماخلفه

فكتب إليه الخليفة : ( وإن كان ، فاختبره بالسرايا ) ، فأرسل موسى مولاه طريف ، وكان في مائة

فارس وأربعين راجلاً ، في مهمة استطلاعية ، وجاز البحر في أربعة مراكب أعانهم بها يليان

وذلك في شهر رمضان ، ونزل المسلمون في جزيرة صغيرة على مقربة من الموضع الذي قامت

فيه بلدة حملت اسم طريف ، وخفّت قوة من أنصار يليان وأبناء غيطشة لعونهم وقامت بحراسة

المعبر حتى تم نزولهم ، ومن ذلك الموضع قام طريف وأصحابه بسلسلة من الغارات السريعة

على الساحل غنموا فيها كثيراً ، وشجع هذا موسى على عبور الأندلس

واختار موسى للفتح طارق بن زياد ، وركب طارق السفن في سبعة آلاف من المسلمين

جلّهم من البربر ، وبينما هو في عرض المضيق على رأس سفينته إذ أخذته سنة من النوم

فرأى النبي صلى الله عليه وسلم وحوله المهاجرون والأنصار ، قد تقلدوا السيوف ، وتنكبوا القسيّ

فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يا طارق تقدم لشأنك )

ونظر إليه وإلى أصحابه قد دخلوا الأندلس قدّامه ، فيهب طارق مستبشراً .

وألقت السفن مرساها قبالة الجزيرة الخضراء عند جبل سمي فيما بعد جبل طارق

وكان لذريق مشغولاً بثورة أخيلا في الشمال ، ولما علم بنزول المسلمين في أرض

أسبانيا جمع جيشاً جراراً بلغ سبعين ألفاً ، وفي رواية : مائة ألف

وجاءت امرأة عجوز من أهل الجزيرة الخضراء إلى طارق

وقالت له : إنه كان لها زوج عالم بالحدثان [ أخبار الزمان ]

فكان يحدثهم عن أمير يدخل بلدهم هذا فيتغلب عليه

ويصف من نعته أنه ضخم الهامة ، فأنت كذلك

ومنها أن في كتفه الأيسر شامة عليها شعر فإن كانت فيك فأنت هو

فكشف ثوبه فإذا بالشامة في كتفه على ما ذكرت ، فاستبشر ومن معه

وسار طارق باتجاه قرطبة حتى وصل لوادي بكة حرّف فيما بعد إلى وادي لكة

وهنا عرف طارق بأن لذريق وصل لقرطبة

ثم تقدم واستعد للموقعة في سهل البرباط ، وأرسل طارق يطلب المدد من موسى بن نصير

فعجل موسى بإرسال خمسة آلاف من خيرة الجنود يقودهم طريف ، وفيهم عدد عظيم من العرب

فأدركوا طارقاً قبيل المعركة ، فأصبح عددهم اثني عشر ألفاً ، وقام طارق في أصحابه خطيباً

فشجعهم على الجهاد ، واستعد لذريق للقاء ، وقد ولى ولدي غيطشة على ميمنته وميسرته

وقبيل الالتحام أجمع أولاد غيطشة على الغدر بلذريق

وأرسلوا إلى طارق يعلمونه أن لذريق كان تابعاً وخادماً لأبيهم

فغلبهم على سلطانه بعد مهلكه ، ويسألونه الأمان ، على أن يميلوا إليه عند اللقاء فيمن يتبعهم

وأن يسلم إليهم إذا ظفر ضياع والدهم بالأندلس كلها ، فأجابهم طارق إلى ذلك وعاقدهم عليه

وأرسل لذريق رجلاً من أصحابه ليعاين له جيش المسلمين

فلما عاد قال له : خذ على نفسك ، فقد جاءك منهم من لا يريد إلا الموت ، أو إصابة ماتحت قدميك

وقدم طارق نفراً من السودان بين يدي جيشه ليتلقوا بما عرف عنهم من الصبر والثبات صدمة الجيش الأولى

وبدأ القتال يوم الأحد الثامن والعشرين من رمضان سنة 92هـ ، فأظهر فرسان القوط مقدرة عظيمة أول المعركة

وثبتوا لضغط المسلمين ، وأخذ يليان ورجاله يخذلون الناس عن لذريق ويصرفونهم عنه

قائلين لهم : إن العرب جاؤوا للقضاء على لذريق فقط

وإنهم إن خذلوا لذريق اليوم صفت لكم الأندلس بعد ذلك

وأثر هذا الكلام في جنود القوط فقد كان كثير منهم يكرهون لذريق ، فخرج فرسانه من المعركة

وتركوه لمصيره ، فاضطرب نظام جيشه وفر الكثير منهم ، وخارت قوى لذريق ولم تغنه شجاعته شيئاً

ويئس من النصر لما رأى جنده يفرون أو ينضمون للمسلمين

وهجم طارق على لذريق فضربه بسيفه فقتله ، وقيل : إنه جرحه ورمى بنفسه

في وادي لكة فغرق ، وحمل النهر جثته إلى المحيط .

وبعد مصرعه احتل المسلمون المعسكر وغنموه ، واتجه طارق لفتح المدن الرئيسية في الأندلس

ففتح شذونة ومدوّرة وقرمونة وإشبيلية واستجة ، وكانت فيها قوة تجمعت من فلول عسكر لذريق فقاتلوا

قتالاً شديداً حتى أظهر الله المسلمين عليهم ، ولم يلق المسلمون فيما بعد ذلك حرباً مثلها ، وأقاموا على

الامتناع أولاً إلى أن ظفر طارق بأمير المدينة على النهر وحده ، فوثب عليه طارق في الماء فأخذه وجاء

به إلى المعسكر ، ثم صالحه طارق وخلى سبيله ، واستمر طارق في زحفه

وانتهى إلى عاصمة الأندلس طليطلة وتمكن من فتحها

وجاءته الرسائل من موسى تأمره بالتوقف ، وعبر موسى إلى الأندلس بناء على استغاثة وجهها إليه طارق

وذلك في شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين ، بجيش عدده ثمانية عشر ألفاً ، ففتح بعض المدن كشذونة

وقرمونة وإشبيلية وماردة ، وهي مدن لم يفتحها طارق ، ثم التقى بطارق ووبخه على أنهم توغلوا أكثر

مما ينبغي ، وأن خطوط مواصلاتهم في الأندلس الواسعة في خطر

فقد بقيت مناطق واسعة في شرق الأندلس وغربها لم تفتح

وأخيراً لقد قررت معركة وادي لكة مصير الأندلس لمدة ثمانية قرون

وظل الأثر العربي الإسلامي في أسبانيا ليوم الناس هذا
 

روورر

عضو مبتديء

معلومات العضو

إنضم
20 مارس 2011
المشاركات
5
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
موضع جميل
جدا
 

ام رحيل

عضو فضي

معلومات العضو

إنضم
28 سبتمبر 2010
المشاركات
106
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الإقامة
الجنــــوب...
تعجز العبارات عن الرد لهذا المعلم ونسال الله ان يكتب له الاجر
 

مساء الليلك

عضوية شرفية

معلومات العضو

إنضم
21 سبتمبر 2010
المشاركات
360
مستوى التفاعل
3
النقاط
0
أعجبتني القصة وياليت يستفيد المعلمون والمعلمات منها بارك الله فيك
 

ترانيم مشرقة

عضو فضي

معلومات العضو

إنضم
22 أكتوبر 2010
المشاركات
120
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
الله المستعان

اللهم اجعلنا ممن يعينون على الخير ، ولا ينتظرون الجزاء .
 
استقدام خادمات | مكتب ترجمة معتمدة | مكتب ترجمة معتمد | اكواد خصم | الدراسة في ماليزيا | السياحة في روسيا | صيدلية | أخبار ليبيا | الضمان المطور | تصميم تطبيقات الجوال | شركة تنظيف بالرياض | شركة سيو | شركة تنظيف | ارشفة مواقع | تسويق | دعاء الوتر | كورس سيو | ارشفة مواقع | شركة مكافحة حشرات بحائل | حجر هاشمي | شركة تسليك مجاري بالقصيم | عيادات الاسنان | عيادات ليزر جدة | تصوير المنتجات | حبق مجفف عجوة المدينة | زيادة متابعين تيك توك سي في نماذج سيرة ذاتية تعلم الاسهم الامريكية تعلم الاسهم كشف تسربات المياه مساج منزلي الرياض خدمات seo المنزل الذكي تحفيظ القرآن عن بعد مدرسة خصوصية مطابخ متجر عطور حجر هاشمي حجر دبش اشعة منزلية متنقلة برنامج حسابات برنامج حسابات مدارس ترجمة علامة تجارية
التعليقات المنشورة ﻻ تعبر عن رأي منتدي لغتي وﻻ تتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر
أعلى