تستمد اللغة قوتها وبلاغتها وجمالها من القرآن الكريم ، ولعلّ فهم التعبير القرآني يقود الإنسان إلى التفكر والتدبر ، قال تعالى (( أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوب أقفالها )) محمد24 ،
وقال تعالى {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً} [سورة النساء 4/82] ، فالتدبر هو توجيه رباني يقود للإيمان ، ومن هنا ستكون البداية ...


الذكر والحذف

القرآن الكريم يحذف من الكلمة لغرض ، ولا يفعل ذلك لغرض ، ومن ذلك على سبيل المثال :
- إنه يحذف من الفعل للدلالة على أن الحدث أقل مما لم يحذف منه ، وأن زمنه أقصر ، فهو يقتطع من الفعل للدلالة على الاقتطاع من الحدث والزمن ، مثال : ((فما اسطعوا أن يظهروه وما استطعوا له نقبا )) الكهف 98 ، ذلك في السد الذي صنعه ذو القرنين من زُبر الحديد والنحاس .

ولأن الصعود أيسر من إحداث النقب استخدم الفعل (اسطاعوا ) وكذلك لأن الصعود يتطلب زمناً أقصر من النقب ، فحذف ( التاء ) ليجانس النطقُ الفعلَ والزمن ، وعلى النقيض تماماً أبقى التاء في ( استطاعوا ) ليجانس النطقُ الفعلَ والزمن في الدلالة على ( النقب )

فهلاّ نتدبر جمال الكلمة والتركيب والتعبير القرآني !

* على أني سأترك لكم البحث في ألفاظ مشابهة ، مثل ( تنزّل ، تتنزّل ) ، ( توفّهم ، تتوفّهم ) ، (تبدّل ، تتبدّلوا ) ، ( تفرّقوا ، تتفرّقوا ) ...
حيّاك الله وبيّاكَ
حيّاكَ الله : مَلَّككَ الله ، والتحية : المُلْك ، ومنه " التحيّات لله " يراد : المُلْكُ لله ،
وبيّاك : اعتمدكَ الله بالملك والخير ، قال الشاعر :

باتت تبيّا حوضها عُكوفا = مثلَ الصفوفِ لاقت الصفوفا

الشاهد (تبيّا) أي : تعتمدُهُ ، وفسره ابن الأعرابي : بيّاك جاء بكَ ، وروي في "بيّاكَ " أضحككَ ...