نشاط د. حنان آل مرعي:
-
165
-
0
-
0
- ما كان الرفق في شيء إلاّ زانه
أبواب النجاح
آخر قصيدة ممّا كتبته أختي في حياة الوالد من قصاصات كان يجمعها. والتقطتُ الدفتر فور وفاته، الله يجعل مثواه أعلى درجات الجنّة. وهذه القصائد المكتوبة للشاعر محمّد حسن فقي، لكن هذه القصيدة ليس مكتوب عندها لمن هي. وإليكم القصيدة:
خذ وشاحي
ستدفع غاليًا ثمن النجاحِ♣ وإلاّ ضاع أدراج الرياحِ/
أُلوفٌ من بني الدنيا ظِماءٌ♣ لوُرْدِكَ تشتكي حرّ النياح/
تراك وأنت تنهل من مَعِينٍ♣ وتستافُ العبيرَ من الأقاحي/
كَمِيًّا قد أَشادَ بغير سيفٍ♣ وطيرًا قد أناف بلا جناح/
وأنتَ ـ وليتهم يدرون ـ كبشٌ♣ يسير إلَى المنيّة كالأضاحي/
تضجّ حشاك من ألمٍ وتبدو♣ ضحوك السنّ مرتجلَ السَّماحِ/
ولو عانوا كما عانيتَ برحًا♣ من الدنيا لضجّوا بالصياح/
تئنُّ من الجراح قلوبُ قومٍ♣ سواكَ، وما تئنّ من الجراحِ/
شبابٌ؟! والشباب إلَى رواحِ♣ ومالٌ؟! وهو أسرع في الرواح/
ومَجدٌ؟! وهو للحادي سرابٌ♣ وما يروي السرابُ من التياحِ/
وعلْمٌ؟! وهو يَهدِمُ في مساءٍ♣ صروحًا شادها لك في الصباحِ/
وحُسْنٌ؟! وهو يذبل بعد حينٍ♣ قصيرٍ، في المهفهف والرداحِ/
وحسٌّ؟! وهو بالخسران يشقَى♣ ويشقَى ـ بعد ذلك بالرباحِ/
وفكرٌ؟! وهو يمعِن في فسادٍ♣ عميٌّ، وهو يمعن في صلاحِ/
ألا يا ليت مَن يصبو لعيشي♣ ويجهد أن يكون له فلاحي/
يراني بين أنياب العوادي♣ تمزّقني كتمزيق الصفاحِ/
ليدرك أنّ في القمم العوالي♣ مخاوف ما تحطّ إلَى البطاحِ/
ويدرك أنّ في بعض التدلّي♣ نجاحًا يشتهيه أولو النجاحِ/
فربّ غنيمة جاءتك عفوًا♣ وما جاءت بأطراف الرماحِ/
وقد يطوي الزمان ولستَ تدري♣ بشائرَه بأسباب النواحِ/
وقد تجنَى المودّة حيث تجْدي♣ فتحمدها القطيعة والتلاحي/
رأيتُكَ قد نجوتَ ورُحْتَ ترنو♣ إليّ وأنت منطلق السراحِ/
ورُحتُ أنا الرسيف أجرّ قيدي♣ فيثقلني ويكبحُ من جماحي/
أقولُ له: استبحْ ما شئتَ إلاّ♣ ضميري، فهو ليس بمستباحِ/
ولن يقوَى عليه فقد تصدَّى♣ له، فرأَى الغنيمة في البراحِ/
ورُحْتَ تجوبُ هذي الأرضَ حُرًّا♣ وتمرحُ كيف شئتَ بلا جناحِ/
إذا كذَبَتْكَ نفسُكَ في شقائي♣ وسعْدِكَ فهي أكذب من سجاحِ/
فهات إذا أردتَ ـ بلا رجوعٍ♣ وشاحك ذا الخروقِ، وخذ وشاحي/
أبيعُ ـ ولستُ بالمغبون ـ دهري♣ صنائعَه الكثيرة بارتياحي/
بني الدنيا الأُلَى عاشوا كفافًا♣ وما شربوا سوَى الماءَ القراحِ/
سواءٌ كلَّ مَن راحوا بِطانًا♣ ومن سكروا من الدنيا براحِ/
لأنتم حين تختصم البرايا♣ علَى الأسلابِ آخر مَن يلاحي/
فؤادٌ لا يجيش بغير حُبٍّ♣ لصاحبه فؤادُ غير صاحي/
آخر قصيدة ممّا كتبته أختي في حياة الوالد من قصاصات كان يجمعها. والتقطتُ الدفتر فور وفاته، الله يجعل مثواه أعلى درجات الجنّة. وهذه القصائد المكتوبة للشاعر محمّد حسن فقي، لكن هذه القصيدة ليس مكتوب عندها لمن هي. وإليكم القصيدة:
خذ وشاحي
ستدفع غاليًا ثمن النجاحِ♣ وإلاّ ضاع أدراج الرياحِ/
أُلوفٌ من بني الدنيا ظِماءٌ♣ لوُرْدِكَ تشتكي حرّ النياح/
تراك وأنت تنهل من مَعِينٍ♣ وتستافُ العبيرَ من الأقاحي/
كَمِيًّا قد أَشادَ بغير سيفٍ♣ وطيرًا قد أناف بلا جناح/
وأنتَ ـ وليتهم يدرون ـ كبشٌ♣ يسير إلَى المنيّة كالأضاحي/
تضجّ حشاك من ألمٍ وتبدو♣ ضحوك السنّ مرتجلَ السَّماحِ/
ولو عانوا كما عانيتَ برحًا♣ من الدنيا لضجّوا بالصياح/
تئنُّ من الجراح قلوبُ قومٍ♣ سواكَ، وما تئنّ من الجراحِ/
شبابٌ؟! والشباب إلَى رواحِ♣ ومالٌ؟! وهو أسرع في الرواح/
ومَجدٌ؟! وهو للحادي سرابٌ♣ وما يروي السرابُ من التياحِ/
وعلْمٌ؟! وهو يَهدِمُ في مساءٍ♣ صروحًا شادها لك في الصباحِ/
وحُسْنٌ؟! وهو يذبل بعد حينٍ♣ قصيرٍ، في المهفهف والرداحِ/
وحسٌّ؟! وهو بالخسران يشقَى♣ ويشقَى ـ بعد ذلك بالرباحِ/
وفكرٌ؟! وهو يمعِن في فسادٍ♣ عميٌّ، وهو يمعن في صلاحِ/
ألا يا ليت مَن يصبو لعيشي♣ ويجهد أن يكون له فلاحي/
يراني بين أنياب العوادي♣ تمزّقني كتمزيق الصفاحِ/
ليدرك أنّ في القمم العوالي♣ مخاوف ما تحطّ إلَى البطاحِ/
ويدرك أنّ في بعض التدلّي♣ نجاحًا يشتهيه أولو النجاحِ/
فربّ غنيمة جاءتك عفوًا♣ وما جاءت بأطراف الرماحِ/
وقد يطوي الزمان ولستَ تدري♣ بشائرَه بأسباب النواحِ/
وقد تجنَى المودّة حيث تجْدي♣ فتحمدها القطيعة والتلاحي/
رأيتُكَ قد نجوتَ ورُحْتَ ترنو♣ إليّ وأنت منطلق السراحِ/
ورُحتُ أنا الرسيف أجرّ قيدي♣ فيثقلني ويكبحُ من جماحي/
أقولُ له: استبحْ ما شئتَ إلاّ♣ ضميري، فهو ليس بمستباحِ/
ولن يقوَى عليه فقد تصدَّى♣ له، فرأَى الغنيمة في البراحِ/
ورُحْتَ تجوبُ هذي الأرضَ حُرًّا♣ وتمرحُ كيف شئتَ بلا جناحِ/
إذا كذَبَتْكَ نفسُكَ في شقائي♣ وسعْدِكَ فهي أكذب من سجاحِ/
فهات إذا أردتَ ـ بلا رجوعٍ♣ وشاحك ذا الخروقِ، وخذ وشاحي/
أبيعُ ـ ولستُ بالمغبون ـ دهري♣ صنائعَه الكثيرة بارتياحي/
بني الدنيا الأُلَى عاشوا كفافًا♣ وما شربوا سوَى الماءَ القراحِ/
سواءٌ كلَّ مَن راحوا بِطانًا♣ ومن سكروا من الدنيا براحِ/
لأنتم حين تختصم البرايا♣ علَى الأسلابِ آخر مَن يلاحي/
فؤادٌ لا يجيش بغير حُبٍّ♣ لصاحبه فؤادُ غير صاحي/
التعديل الأخير: